خطبة جمعة عن ما حصل في جازان من اعتداء الحوثيين
الحمد لله نصر عبده , وأعز جنده , وهزم الأحزاب وحده , أحمده حمدا يليق بجلاله , وعظمة سلطانه , واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين , وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 0
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق تقواه .
( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم , ون يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
أيها الإخوة المسلمون : رغب والمسئولون في هذه البلاد وأمروا أن يكون الحديث في هذه الجمعة عما حدث ويحدث في جنوب المملكة مما لا يخفى على أحد من الناس , ولا شك أن هذا الأمر يهم الجميع , والحديث عما يهمنا منه ونحن في هذا المكان في غاية الأهمية , ولذا – أيها الاخوة – فلن يكون حديثنا عنه من جهات تعرفونها وترددت على آذانكم عبر وسائل الإعلام , وإنما نرجو أن يكون حديثنا عن أهم جانب في الأمر ألا وهو العقيدة , والانتماء الوطني المشروع , أما العقيدة – أيها الإخوة – فهي التي عليها مدار الأعمال والأقوال اياً كانت تلك العقيدة , فيقوى الفداء من ضده لها من صاحبها بحسب قوتها لديه من ضعفها , أمر مهم معلوم لدى البعض ولابد وأن يعلمه الجميع وهو: أن كل من اعتقد شيئا عادا من خالفه وحاربه ما أمكنه ذلك , إلا أهل التوحيد الخالص أهل السنة والجماعة , فإنهم لا يعادون ولا يحاربون إلا من بغى عليهم , أو من وقف في وجه مد دعوتهم , ولذا فلا غرو ولا عجب أن يتّحدَ ويشترك كل من خالف أهل السنة على محاربة أهل السنة والجماعة , فهم وإياهم في خندق واحد ضد أهل السنة , وإن اختلفوا فيما بينهم فإن الفوارق حينها وقت المحاربة والمعاداة كلها تذوب وتتلاشى أمام تحقيق هدف الجميع وهو القضاء على أهل السنة والجماعة , وانظروا إلى الواقع بعين البصيرة تجدون اليهود والنصارى وعبّاد الأصنام والأوثان والمجوس وفي مصافهم الفرق المنتمية للإسلام كالشيعة والصوفية والخوارج والاباضية , وجماعات النفاق من العلمانيين واللبراليين , والقوميين , وجماعات الثورات والتأليب كجماعة الإخوان المسلمين , وجماعة التبليغ , والتحرير وغيرهم , فلا تسأل أحدا ممن ينتمي إلى هذه المعتقدات وتلك الجماعات عن أعدا أعداءه إلا قال لك : إنهم أهل السنة والجماعة , وإلم ينطقوا بها بألسنتهم مستعملين النفاق والتقية , إلا أن أفعالهم وولائهم يدل على ذلك 0 وقد نقلت عبارات لبعض السلف في هذا الشأن , قال الأوزاعي رحمه الله : من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته. وقال ابن المبارك: من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته. وقال معاذ بن معاذ: قلت ليحيى بن سعيد: يا أبا سعيد الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك في ابنه , ولا صديقه , ولا في جليسه. وقال الغلابي كان يقال: يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة.
وقال ابن عون: من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع. وما أشبه الليلة بالبارحة فهاهم اليوم يدٌ واحدة علينا أهل السنة والجماعة , إلا أنهم اليوم – أي أهل الأهواء – تحاول كل طائفة أن تقضي غرضها من أهل السنة بالطائفة الأخرى , فهل نعي هذا جيدا , ويقوم كل منا بواجبه ؟ هذا ما نتمناه ونسعى في تحقيه .
أيها الإخوة : ما حصل ويحصل الآن في جنوب المملكة من اعتداء وتسلل وتسلط وتجاوز للخطوط الحمراء المتفق عليها من فرقة من تلك الفرق الهالكة وهم ما يسمون بـ ( الحوثيين ) لهو أمر مغزاه أبعد من أن يكون في الحدود الجغرافية فقط , فلما لم يفلحوا في التغرير بشبابنا بالدرجة التي يهدفون إليها , ظنوا كما ظن أسيادهم الصفويون في إيران أن تجاوز الحدود والغدر وقتل رجال الدفاع وأمن الوطن يعني طعنا في خاصرة المملكة السعودية , فهو نصر كما يزعمون , غير عابئين بتبعة ما يقدمون عليه , ونسوا أن بلادنا لا كالبلاد , وولاتنا لا كالولاة , ورجال أمننا أسود الأرض , وصقور السماء , ونحن متى نادى المنادي نآت , طمعا في إحدى الحسنيين , فالجميع يدرك أن محاربة هذه البلاد , وقتل أهلها وتدمير ممتلكاتها يعني محاربة الحق وأهله , فلا يرضى بالسكوت عليه مسلم مخلص يرجوا الله ويخاف عقابه في شتى بقاع المعمورة.
اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم , واكفنا اللهم شرورهم , واجعل الدائرة عليهم 0 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما عتدى عليكم .....) ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ......................
الخطبة الثانية
الحمد لله كما يجب علينا من حمده وتعظيمه , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك في إلهيته وربوبيته , وأسمائه وصفاته , واشهد أن محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده , صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله
أيها الإخوة المسلمون : أعدائنا يتربصون بنا الدوائر , عليهم دائرة السوء , أدركوا جيدا أن أهم سلاح لتفكيك المجتمع هو الفصل بين الشعوب وحكامها وعلمائها , فعمدوا إلى وسائل الإعلام وسخروها لتحقيق أهدافهم , فالحذر الحذر من الانزلاق وراء الشائعات والتأثر بجميل العبارات , والإصغاء إلى علماء الألسنة فأن السم يدس في العسل ولا يهلك على الله إلا الهالك , كما علينا تحصين الأبناء والشباب من كل مخترق للصف , ساع في تفكيك الوحدة , واعلموا – أيها الإخوة – أننا في الأشهر الحرم التي عظمها الله وحرم ونهى عن القتال فيها ابتداء ليأمن الناس على أنفسهم وأمنوا الطريق إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج بأمن وأمان .
كما وأننا مقبلون على أيام فاضلة , وعشر مباركة ألا وهي أيام وليالي عشر ذي الحجة , أقسم الله بها فقال : ( والفجر وليال عشر ) وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر , قيل ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله ! إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ". فاغتنموها بالأعمال الصالحة وأكثروا فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصوم والصلاة وتلاوة القرآن . وإذا دخلت هذه العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من أظفاره ولا من شعره ولا بشرته شيء حتى يضحي .
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام , اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمنا وولاتنا وعلمائنا بسوء فاجعل كيده في نحره ورد سلاحه في صدره , اللهم ثبت رجال أمننا وأنزل السكينة عليهم وانصرهم نصرا مؤزرا على المعتدين والطغاة الظالمين الزيدية الحوثيين بعزتك وقدرتك ياقوى ياعزيز ....... اللهم وفق ولات أمور المسلمين للعمل بكتابك وسنت نبيك , اللهم ول على المسلمين الأخيار واكفهم شر الأشرار ........................... الخ
|