إبراهيم الأواه عليه السلام
إِنَّ الحمدَ
للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا،
منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ
وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
)) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))، أما بعد: فإن خير الكلام كلام
الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة
بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها
المسلمون: كل ما قص الله علينا في القرآن من نبأ خليله إبراهيم
عليه الصلاة والسلام مما كان عليه في التوحيد والأصول والعقائد والسيرة والصفات والأخلاق،
فإن إبراهيم قدوة لنا فيه، واتباعنا إياه فيه من ديننا. لأن الله تعالى جعله لنا وللناس
إماما، فقال تعالى مخاطباً إبراهيم: ((إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)) . وأمرنا
الله باتباع ملته فقال تعالى: ((فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفَاً)) .
[وفي خطبة سابقة قبل الحج ذكرت إمامة إبراهيم الخليل عليه السلام وشيئاً
من فضائله وأعظم خصاله، لا سيما وأن أيام الحج والمشاعر كانت تذكرنا بمقاماته]. http://islamekk.net/play.php?catsmktba=2174
وسأتحدث
اليوم عن صفة واحدة من صفاته، امتدحه الله بها في موضعين من كتابه، في سورة التوبة
وسورة هود، قال الله تعالى: (( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا
عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ
تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) إنها صفة : ( الأَوَّاه ) .
عباد الله:
أرجح أقوال المفسرين في معنى (الأواه) قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنها بمعنى
الدَّعَّاء ، أي كثير الدعاء لله، وهذا ما رجحه شيخ المفسرين ابن جرير الطبري .
وهذه
الصفة لإبراهيم: من آثار حنيفيته وتحقيقه للتوحيد، فالتوحيد هو إفراد الله بالتعلق
تعبداً واستعانة، فمن حقق التوحيد عظمت عبوديته وخضوعه لله، واستعانته بالله، وتفويض
أمره، وتوجه قلبه،وافتقاره إلى الله، وحينئذ سيتعلق قلبه بالله فيكثر دعاؤه ولجوؤه
إليه في كل صغير وكبير من أحواله وحوائجه الدنيويةِ والأخرويةِ .
فكان
إبراهيم عليه السلام كثيرَ الدعاء، عظيمَ الرجاء بربه، حكى الله عنه أنه قال: (( وَأَدْعُو
رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا)) والْمعنى: عسى الله أن
يسعدني بإجابة دعائي، وقبول أعمالي، ولا يخيب رجائي، ولا أشقى بدعائه سبحانه كما يشقى
من يدعو غيره .
دعا إبراهيم
ربه وهو شيخ كبير، بأن يهب له ولداً صالحاً، فاستجاب الله دعاءه، فجاءته الملائكة تبشره
بإسحاق ومن إسحاق يولد يعقوب، فقال على سبيل التأكد من الخبر: (( فَبِمَ تُبَشِّرُونِ
قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ
مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ))
أيها المسلمون: كثرة الدعاء صفة من صفات إبراهيم، ومن صفات الأنبياء
والمرسلين، فلنقتد بالخليلِ وبالأنبياء. ((فلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى
مِنَ الدُّعَاءِ)) فهو سبحانه يحب منا كثرة الدعاء ويحب الإلحاح فيه، ويغضب إن لم نسأله
.
عباد الله
: لا دعاء أجمل ولا أجمع ولا أصوب من أدعية الأنبياء
التي جاءت عنهم في القرآن والسنة، ولقد ذكر الله تبارك وتعالى لنا شيئاً كثيراً من
أدعية إبراهيم الخليل في القرآن، لنقتدي بالدعاء بها، منها دعواته التي ذكرت في سورة
البقرة، وفي سور إبراهيم، وسورة الشعراء، وسورة الصافات، والممتحنة، في سبع وعشرين
دعوة من حسان الدعوات .
وسأكتفي
في هذا المقام باستعراض دعواته التي ذكرت لنا في سورة البقرة فقط
.
يقول
الله تعالى : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ :
1ـ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا))... دعا
إبراهيم لمكة بالأمن دعا للبلد الحرام بالزيادة من الأمن من المخاوف، ومن شر الأشرار،
وقدم الدعاء بالأمن على غيره ، لأنه لا قوام لمصالح الدين والدنيا ولا تلذذ بعيش إلا
بالأمن .
وفي هذا
إرشاد لنا إلى أهمية الأمن والدعاء به دوماً .
وهذه
الدعوة قد تكرر ذكرها عن إبراهيم عليه السلام ففي دعواته في سورة إبراهيم : ((وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا)) . لعظيم أهمية الأمن ،
وأنه لا تقوم شعائر الدين ولا مصالح الدنيا في الوطن إلا مع الأمن
2ـ ثم
دعا إبراهيم للبلد الأمين مكة بدعاء آخر فقال: ((وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ
مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)) دعا إبراهيم لأهل مكة المؤمنين
منهم بتيسير الأرزاق ووفرة الثمرات، ليتفرغوا لعبادة الله وشكرِه وذكرِه كما جاء في
دعوته في سورة إبراهيم : ((وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))،
ولم يدع إبراهيم بهذه الدعوة من أجل أن يستمتعوا بالدنيا ويتوسعوا في ملذاتها، بل لتكون
عونا لهم على تحقيق الغاية من خلقهم .
عباد الله:
لقد أجاب الله هاتين الدعوتين لإبراهيم.
فأصبحت
مكة بلداً آمنا على مر الدهور والعصور، يُقْصَم كل من أرادها بسوء، وتَحِلُّ العقوبةُ
على كل من بَيَّتَ لها الشر قبل أن يفعل،كما امتن الله على أهل مكة فقال : ((أَوَلَمْ
نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا
مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) وقال : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ))
.
وها هو
البلد الحرام في عهد دولة الإسلام السعودية ينعم بالأمن ورغد العيش ويُرْفَع فيه شأن
التوحيد وتُحَقَّقُ فيه الحنيفية ملةَ إبراهيم ويعبدُ فيه الله وحده لا شريك له ، على
طريقة محمد خاتم المرسلين .
فاللهم لك الحمد والمنة والفضل، اللهم أدمها علينا من نعمة، واجز ولاة
البلاد الذين جعلتهم سبباً وسخرتهم لذلك خير الجزاء . أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ
اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيم.
الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ
أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ
نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه
وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً . أما بعد:
عباد الله
: ويستمر سياق آيات سورة البقرة بذكر دعوات إبراهيم
الخليل عليه السلام ، فيقول الله تعالى :
3ـ ((وَإِذْ
يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ /رَبَّنَا تَقَبَّلْ
مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))
وهذه
سنة الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ، يجتهدون في تنفيذ أمر ربهم ويسعون لمرضاته
في العمل ثم يسألونه قبول العمل، استحضاراً منهم لمنة الله عليهم بالتوفيق للعمل وتهمة
لأنفسهم أن تكون قصرت وهي تشعر أو لا تشعر . فرغم أن إبراهيم وابنه يعملان عملاً من
أشرف الأعمال الصالحة وهو بناء بيت الله العتيق الحرام، أول بيت وضعه في الأرض للعبادة،
وبأمر خاص لهما من الله تعالى وتكليف ، مع ذلك يدعوان الله بقبول عملهم أثناء أداء
العمل .
ثم الدعوة
التي تليها :
4ـ
(( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ )) دعاء للنفس بالثبات على الاستسلام له
بالتوحيد المقتضي البراءة من الشرك .
5ـ
(( وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ )) ثم دعاء للذرية بالتزام الإسلام
الذي هو التوحيد وبالثبات عليه ، ولإبراهيم شأن في الإكثار من الدعاء للذرية .
فقبل
هذا سأل إبراهيم الإمامة لبعضٍ من ذريته لما جعل إماما فقال : ((ومن ذريتي)) ، وفي
آخر سياق هذه الدعوات يقول :
8ـ
((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ -أي في ذريتي من العرب في مكة- رَسُولًا مِنْهُمْ - ويكون
الرسول منهم- يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
وفي سورة
إبراهيم ثلاث دعوات للذرية ((وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ))
((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي)) وبينهما ((رَبَّنَا إِنِّي
أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
/ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))
ومن دعوات
إبراهيم في هذا السياق :
6ـ
(( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا )) : أي بينها لنا وحددها واشرعها لنا ، وفي هذا توحيد الله
باستحقاق التشريع وأنه المشرع وحده لا يشاركه في هذا الحق حتى الأنبياء والمرسلين ،
ولا الخليلين منهم ، وفي هذه الدعوة معنى الاتباع ووجوب طاعة الله والتقرب إليه بما
شرعه لا بغيره .
ودعوة
أخيرة :
7ـ
(( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ))
سؤال
الله التوبة ليس خاصاً بالعاصين، بل حتى الطائعين بل وأصلح الصالحين ، فمحمد خاتم
المرسلين صلى الله عليه وسلم يتوب في المجلس الواحد مئة مرة ، وهذا الخليل إبراهيم
يسأل ربه التوبة متوسلاً باسميه الْحُسنيين التواب والرحيم وبعد سؤال قبول العمل الصالح
، وفي هذا تواضع النفس بين يدي الرب العظيم وهي تعامله ، وكسر لها عن العجب والإدلال
بعملها ، ورجوع عن التقصير الذي قد لا يستحضره العبد وهو موجود .
اللهم اجعلنا مسلِمين لك ومن ذرياتنا ، اللهم تب علينا إنك أنت التواب
الرحيم ، اللهم وفقنا للدعوات الصالحة التي يستجاب لها ، اللَّهُمَّ إِنَّانَسْأَلُكَ
خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ، وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ،
وَخَيْرَ الثَّوَابِ، وَخَيْرَ الْمَحْيَا، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَنسألك أن تُثَبِّتنِا،
وَتُثَقِّلْ مَوَازِينِنا، وَتَرفَعَ دَرَجَتنا، وَتَقَبَّلَ صَلَاتنا، وَتغْفِر خَطِيئَتِنا،
وَنسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ.
اللهم اجعل بلدنا آمنا وبلدان المسلمين ، وارزقنا من الثمرات واجعلنا
شاكرين .
اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين في كل مكان اللهم ارفع البلاء عن
المستضعفين من المؤمنين، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في كل مكان، اللهم ارحم ضعفهم
وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم
وآمن روعاتهم اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم
وثبت أقدامهم وكُن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين
يا حيّ يا قيوم.
اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك،
اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك وأرنا فيهم عجائبك اللهم إنهم
آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا، اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً
وباطناً اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم أنزل عليهم رجزك
وعذابك إله الحق، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم
وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام .
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله
أكبر والله يعلم ما تصنعون .
خطبة أخرى سابقة عن إبراهيم عليه السلام ألقيت قبل الحج http://islamekk.net/play.php?catsmktba=2174
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي
تجدها هنا
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |