تَحْذِيْرُ اَلْمُسْلِمِيْنَ مِنْ ظَاْهِرَةِ اَلْمُتَسَوِّلِيْنَ إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شْرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللَّهِ : تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، بِأَنَّ ظَاهِرَةَ التَّسَوُّلِ مِنَ الظَّوَاهِرِ السَّيِّئَةِ الدَّخِيلَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ ، يَمْتَهِنُهَا ضِعَافُ الْإِيمَانِ وَالتَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ ، مُسْتَغِلِّينَ مَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْمُجْتَمَعُ مِنْ حُبٍّ لِلْخَيْرِ ، وَرَحْمَةٍ لِلْخَلْقِ ، وَبَذْلٍ لِلْأَمْوَالِ ، فَعِنْدَ أُولَئِكَ التَّسَوُّلُ ؛ مِهْنَةٌ مُرِيحَةٌ ، وَوَسِيلَةٌ سَهْلَةٌ ، وَحِرْفَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْعَنَاءِ وَالْمَشَقَّةِ ، مُؤَهِّلَاتُهَا وَمُعِدَّاتُهَا ؛ حِفْظُ بَعْضِ النُّصُوصِ وَعَدَدٍ مِنَ الْجُمَلِ وَالْعِبَارَاتِ الْحَزِينَةِ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْمَلَابِسِ الْبَالِيَةِ الرَّثَّةِ ، وَمَجْمُوعَةٌ مِنَ الْأَوْرَاقِ الْمُمَزَّقَةِ الْمُغَلَّفَةِ ، وَأَكْيَاسٌ مِنَ الْأَدْوِيَةِ ؛ يَسْتَعْطِفُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَيَسْتَمِيلُونَ قُلُوبَهُمْ ، لِيَحْصُلُوا عَلَى مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَقَدْ يَكُونُ هَؤُلَاءِ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسُوا بِفُقَرَاءَ وَلَا مُحْتَاجِينَ ، بَلْ وُجِدَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْلِكُ الْأَمْوَالَ الطَّائِلَةَ ، وَيَجْمَعُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَبَالِغَ هَائِلَةً ، قَدْ تُعَادِلُ مَا يَحْصُلُ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمُوَظَّفِينَ فِي شَهْرٍ كَامِلٍ ، وَهَذَا مَا أَثْبَتَتْهُ بَعْضُ الْأَجْهِزَةِ الْحُكُومِيَّةِ ، وَمِنْهَا مَا أَنْشَاتْهُ الدَّوْلَةُ مَشْكُورَةً لِمُكَافَحَةِ هَؤُلَاءِ وَأَمْثَالِهِمْ مِنَ الْكَذَبَةِ وَالْمُحْتَالِينَ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً ،ـ أَيْ : تَكَفَّلْتُ دَيْنًا ، وَالْحَمَالَةُ : هِيَ الْمَالُ الَّذِي يَتَحَمَّلُهُ الإِنْسَانُ وَيَسْتَدِينُهُ وَيَدْفَعُهُ فِي إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، كَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ قَبِيلَتَيْنِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ . يَقُولُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- : فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ فِيهَا ، فَقَالَ :« أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا » ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « يَا قَبِيصَةُ ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ : رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً ، فَحَلَّتْ لَهُ المَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ، ثُمَّ يُمْسِكُ ، ورَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ » -أَوْ قَالَ : « سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ » - « وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ : لَقَدْ أَصَابَتْ فُلانًا فَاقَةٌ ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ » - أَوْ قَالَ : « سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا » . فَالتَّسَوُّلُ وَسُؤَالُ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ شَرْعِيَّةٍ ؛ مَنْهِيٌّ عَنْهُ شَرْعًا ، وَلَا يَجُوزُ ، وَلَهُ عَوَاقِبُ وَخِيمَةٌ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ » ، وَهَذَا وَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ لِمَنْ يَمْتَهِنُ التَّسَوُّلَ الْمُحَرَّمَ ، بِأَنْ يَسْلُخَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ، فَكَمَا أَرَاقَ مَاءَ وَجْهِهِ فِي الدُّنْيَا ، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ قِطْعَةُ لَحْمٍ ، وَلَكَ أَخِي الْمُسْلِمَ أَنْ تَتَخَيَّلَ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ الْقَبِيحَ ، نَتِيجَةَ الْبِطَالَةِ وَالْكَسَلِ وَالْجَشَعِ وَالطَّمَعِ ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ ، وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ، ذَلِكَ بِأَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ » . فَالتَّسَوُّلُ وَسُؤَالُ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ أَوْ حَاجَةٍ يَسْمَحُ بِهَا الشَّرْعُ ؛ جَرِيمَةٌ مُحَرَّمَةٌ ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهَا لَا تَنْفَكُّ عَنْ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ مُحَرَّمَةٍ : الْأُولَى : إِظْهَارُ الشَّكْوَى مِنَ اللَّهِ تَعَالَى . وَالثَّانِيَةُ : إِذْلَالُ السَّائِلِ نَفْسَهُ لِغَيْرِ خَالِقِهِ وَرَازِقِهِ وَالثَّالِثَةُ : إِحْرَاجُ النَّاسِ وَإِيذَاؤُهُمْ ، فَقَدْ يُعْطُونَهُ حَيَاءً أَوْ رِيَاءً . وَهَذِهِ الْأَمُورُ كُلُّهَا مُحَرَّمَةٌ لَا تَجُوزُ شَرْعًا . فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ، وَاحْذَرُوا وَاحْذِّرُوا ، وَبِاخْتِصَارٍ ؛ التَّسَوُّلُ مَذَلَّةٌ وَضَعَةٌ ، وَالْمُؤْمِنُ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزِيزًا كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . &&&&&&&&&&&&& الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : وَمِمَّا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ فِيهِ : أَنَّ ظَاهِرَةَ التَّسَوُّلِ ، وَوُجُودَ الْمُتَسَوِّلِينَ ، أَمْرٌ لَوْ لَمْ يَجِدِ اسْتِجَابَةً مِنَ الْمُجْتَمَعِ ، لَمَا وُجِدَ ، فَلِلْمُسْلِمِينَ فِي مُجْتَمَعِهِمْ دَوْرٌ هَامٌّ ، لِوُجُودِ مِثْلِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ مِنْ عَدَمِهَا ، فَيَجِبُ الْحَذَرُ وَتَحَرِّي الْحَقِّ ، وَمِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يُسْأَلُ عَنْهَا الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : « وَعَنْ مَالِهِ ؛ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ » كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، فَلَا يَتَصَدَّقُ عَلَى غَنِيٍّ وَلَا عَلَى قَادِرٍ عَلَى الْعَمَلِ وَالِاكْتِسَابِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ » ، وَالْغَنِيُّ ؛ يَقُولُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- :يُفَسَّرُ فِي بَابِ أَهْلِ الزَّكَاةِ بِأَنَّهُ الَّذِي يَجِدُ مَا يَكْفِيهِ وَعَائِلَتَهُ لِمُدَّةِ سَنَةٍ فَأَكْثَرَ . ، وَذِي الْمِرَّةِ السَّوِيِّ ؛ أَيِ : الْقَوِيِّ صَحِيحِ الْبَدَنِ ، الَّذِي يَقْدِرُ عَلَى الْعَمَلِ وَبَذْلِ الْجُهْدِ لِكَسْبِ مَا يَكْفِيهِ مِنَ الْمَالِ وَالْقُوتِ . فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ، وَتَحَرَّوْا مَنْ يَسْتَحِقُّ صَدَقَاتِكُمْ وَزَكَوَاتِكُمْ ، فَفِي ذَلِكَ أَعْظَمُ لِأَجْرِكُمْ ، اجْتَهِدُوا فِي تَحَرِّي الْمُحْتَاجِينَ لِلزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ ، الَّذِينَ يَمْنَعُهُمُ الْحَيَاءُ وَالْعِفَّةُ مِنْ سُؤَالِ النَّاسِ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ . أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا » ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ أَمْرِنَا ، وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلَادَنَا أَوْ شَبَابَنَا أَوْ نِسَاءَنَا بِسُوءٍ ، اللَّهُمَّ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ . ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ عِبَادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
|