لمَِِنْ مَنَّ عَلِيْهِ اَلْرَّحْمَن
بِإِدْرَاْكِ رَمَضَاْنَ
الْحَمْدُ للهِ ، الْقَائِلِ فِي كِتَابِهِ : } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ { . أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ،} يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ { ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ، إِلَى يَوْمِ } يَقُومُ الْحِسَابُ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ؛ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَحِبَّتِي فِي اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِدْرَاكُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالِإقْبَالُ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ ، الَّتِي يُنْعِمُ بِهَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، فَهُوَ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : } يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { . فَهَذَا الْخَيْرُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- وَهَذِهِ النِّعْمَةُ الَّتِي مَنَّ اللهُ بِهَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كَثِيرٍ مِنَّا ، يُوجَدُ مَنْ حُرِمَ مِنْهَا ، وَمَنْ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، فَمَا أَكْثَرَ الَّذِينَ يُحْرَمُوْنَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ! وَمَا أَكْثَرَ الَّذِينَ يُحَالُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الإِقْبَالِ عَلَى الْخَيْرِ الْكَثِيرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ! يَنْتَهِي رَمَضَانُ وَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّا رَغَامُ أُنُوفِهِمْ ، وَالشَّقَاءُ وَالتَّعَاسَةُ الَّتِي تَمْلَأُ نُفُوسَهُمْ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الأُولَى ، قَالَ : « آمِينَ » ، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : « آمِينَ » ، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : «آمِينَ » ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ : آمِينَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الأُولَى ، جَاءَنِي جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ » .
فَهُنَاكَ ـ أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ ـ مَنْ يَتَمَنَّى إِدْرَاكَ رَمَضَانَ وَالاِسْتِفَادَةَ مِمَّا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ ، وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، لَا يَسْتَطِيعُ إِمَّا لمِرَضٍ أَعْجَزَهُ ، أَوْ لِضَلَالٍ أَفْسَدَهُ ، أَوْ لاِنْحِرَافٍ أَبْعَدَهُ ، أَوْ لِظُلْمٍ شَرَّدَهُ ، وَإِمَّا لَا يَسْتَطِيع لِانْتِهَاءِ أَجَلِهِ ، وَانْقِضَاءِ عُمُرِهِ ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ .
فَيَجِبُ عَلَيْنَا ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ أَنْ نَشْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، حَيْثُ مَدَّ فِي أَعْمَارِنَا ، وَأَصَحَّ أَجْسَادَنَا ، وَأَصْلَحَ أَحْوَالَنَا ، فَبَلَّغَنَا رَمَضَانَ ، وَأَدْرَكْنَاهُ وَصُمْنَاهُ ، وَنَحْنُ آمِنُوْنَ عَلَى أَعْرَاضِنَا وَدِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا ، لَمْ نَنْشَغِلْ بِمَا شُغِلَ بِهِ غَيْرُنَا ، مِنَ اضْطِرَابَاتٍ أَمْنِيَّةٍ ، وَحُرُوبٍ أَهْلِيَّةٍ ، وَنِزَاعَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ ، فَنِعَمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ كَثِيرَةٌ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى ، وَخَاصَّةً وَنَحْنُ نَعِيشُ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةَ الْكَرِيمَةَ ، وَكَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :} وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ { فَشُكْرُ هَذِهِ النِّعَمِ ، يَتَأَكَّدُ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ : }وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ فِي شُكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاسْتِغْلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، بِمَا يُقَرِّبُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ ، فَضْلاً كَبِيرًا ، وَخَيْرًا كَثِيرًا ، فَقَدْ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ : أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ ، كَانُوا مُتَآخِينَ ، جَمَعَتِ الْأُخُوَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ بَيْنَهُمْ ، فَخَرَجَ الْأَوَّلُ مِنْهُمْ فِي سَرِّيَّةٍ ، فَمَاتَ شَهِيدًا ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِفَتْرَةٍ ، خَرَجَ الثَّانِي أَيْضًا فِي سَرِّيَّةٍ ، فَمَاتَ شَهِيدًا ، وَبَقِيَ الثَّالِثُ ، فَعَاشَ بَعْدَهُمَا فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ ، وَكَانَتْ فَتْرَةً طَوِيلَةً ، فَمَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَكَانَ النَّاسُ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ لَوْ مَاتَ الثَّلَاثَةُ كُلُّهُمْ شُهَدَاءَ ، لِيَكُونُوا عِنْدَ اللَّهِ فِي مَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ .
يَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَكَانَ مِنَ الْمُتَعَجِّبِينَ مِنْ أُخُوَّةِ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ ، يَقُولُ : فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُرَيَنِي إِيَّاهُمْ فِي الْمَنَامِ ، فَرَأَيْتُ عَجَبًا! مَاذَا رَأَى أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ؟
رَأَى الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ، يَسْبِقُ الشَّهِيدَيْنِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ . يَقُولُ : فَتَعَجَّبْتُ ، وَذَهَبْتُ لِلنَّبِيِّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْتُ عَجَبًا! وَقَصَّ عَلَيْهِ مَا رَأَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَلَيْسَ قَدْ صَلَّى بَعْدَهُمَا كَذَا وَكَذَا صَلَاةً ؟ أَلَيْسَ قَدْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟ » . قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : «فُوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إنَّ مَا بَيْنَهُمَا لَأَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ » .
فَتَأَمَّلُوا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، بِمَاذَا أَدْرَكَ هَذَا الصَّحَابِيُّ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ عِنْدَ اللَّهِ؟ أَدْرَكَهَا بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ .
وَالصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ ، أَنْفَعُ مَوْسِمٍ لَهُمَا هُوَ هَذِهِ الْأَيَّامُ ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُوَفِّقَنَا إِلَى صِيَامِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، وَلَا يَرُدَّنَا خَائِبِينَ وَلَا خَاسِرِينَ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ{ فَمَا رَمَضَانُ إلَّا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ ، وَلَكِنْ لِلنَّفْسِ مَعَ هَذِهِ الْأَيَّامِ حِيَلٌ شَيْطَانِيَّةٌ ؛ فَإِنَّهَا تُبَرِّرُ لِلصَّائِمِ ، أَوْ لِبَعْضِ الصَّائِمِينَ ، بِأَنْ يَقْضِيَ وَقْتَهُ بِمَا لَا يَنْفَعُ أَحْيَانًا ، فَتَجْعَلَهُ مَثَلًا يُكْثِرُ مِنَ النَّوْمِ ، أَوْ يَصِيرُ شُغْلُهُ الشَّاغِلُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَإِذَا أَصْبَحَ صَارَ هَمُّهُ فُطُورَهُ ، وَإِذَا أَمْسَى صَارَ هَمُّهُ سُحُورَهُ ، أَوْ يُكْثِرُ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَهَذِهِ الْأُمُورُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ مِنْ مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ ، يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَأَمَّا مُفْسِدَاتُ الْقَلْبِ الْخَمْسَةُ فَهِيَ الَّتِي أَشَارَ إلَيْهَا مِنْ كَثْرَةِ الْخُلْطَةِ وَالتَّمَنَّي وَالتَّعَلُّقِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَالشِّبَعِ وَالْمَنَامِ ، فَهَذِهِ الْخَمْسَةُ مِنْ أَكْثَرِ مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ ، فَاللَّهَ اللَّهَ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، احْفَظُوا أَوْقَاتَكُمْ وَخَيْرُ مَا تُحْفَظُ بِهِ الْأَوْقَاتُ كِتَابُ اللَّهِ ، فَشَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الْقُرْآنِ ، }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{ .
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، إنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنْ الْفَائِزِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتَّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اَللَّهُمَّ أَحِينَا سُعَدَاءَ ، وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاءِ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ ، وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا ، وَحَصِّنْ فُرُوجَنَا ، وَاحْفَظْ أَعْرَاضَنَا وَدِمَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا ، وَارْحَمِ اللَّهُمَّ مَوْتَانَا ، وَاشْفِ مَرْضَانَا ، وَاسْتُرْنَا فَوْقَ الْأَرْضِ وَتَحْتَ الْأَرْضِ وَيَوْمَ الْعَرْضِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . .
}رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ .
عِبَادَ اللَّهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ .
فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .