اَلْصَّدِيْقُ وَرَسْمُ مَعَاْلِمِ اَلْطَّرِيْقِ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَنَّ مِنْ خَيْرِ مَا يُوصِي بِهِ الْمَرْءُ أَبْنَاءَهُ ، ذُكُورَهُمْ وَإِنَاثَهُمْ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ خَاصَّةً ، حَيْثُ بِدَايَةُ الْعَامِ الدِّرَاسِيِّ - بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْإِخْلَاصِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ - حُسْنَ اخْتِيَارِ أَصْدِقَائِهِمْ ، وَالْحِرْصَ عَلَى الصَّالِحِ فِيهِمْ ؛ لِأَنَّ الْمَدَارِسَ لَا سِيَّمَا الْجَامِعَاتُ وَالثَّانَوِيَّاتُ مَوَاطِنُ لِلتَّعَارُفِ ، وَأَمَاكِنُ لِتَكْوِينِ الصَّدَاقَاتِ ، وَبِنَاءِ الْعَلَاقَاتِ ، وَفِيهَا يَقْضِي الِابْنُ أَوِ الْبِنْتُ أَوْقَاتًا طَوِيلَةً مَعَ زُمَلَائِهِ وَأَصْدِقَائِهِ ، قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْضِيهِ أَحَدُهُمْ مَعَ وَالِدَيْهِ وَأَفْرَادِ أُسْرَتِهِ .
وَفِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- تَتَكَوَّنُ شَخْصِيَّةُ الشَّابِّ وَالْفَتَاةِ ، وَيُبْنَى مُسْتَقْبَلُهُمْ ، وَيَكُونُ الصَّدِيقُ فِيهَا سَبَبًا لِلْهِدَايَةِ أَوِ الضَّلَالِ ، وَثَبَاتًا عَلَى الطَّاعَةِ أَوِ انْحِرَافًا فِي الْمَعْصِيَةِ ، وَلِهَذَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ » ؛ أَيِ : الْمَرْءُ يُشَابِهُ صَدِيقَهُ وَصَاحِبَهُ فِي سِيرَتِهِ وَعَادَتِهِ ؛ فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحْسِنَ اخْتِيَارَ صَدِيقِكَ ، بَلْ يَجِبُ عَلَيْكَ أَخِي الْمُسْلِمَ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ ؛ لا يَعْدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسْكِ إمَّا تَشْتَرِيهِ أوْ تَجِدُ رِيحَهُ ، وكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أوْ ثَوْبَكَ ، أوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً » ، فَالْجَلِيسُ الصَّالِحُ كَـ "حَامِلِ الْمِسْكِ" يُفِيدُكَ بِالْعِلْمِ وَالْأَخْلَاقِ الطَّيِّبَةِ ، وَيُعِينُكَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَمَّا جَلِيسُ السُّوءِ كَـ"نَافِخِ الْكِيرِ" يُفْسِدُ أَخْلَاقَكَ ، وَيُوقِعُكَ فِي الْمَعَاصِي وَالْآثَامِ وَتَكْسِبُ مِنْهُ السُّمْعَةَ السَّيِّئَةَ ، وَهَذَا أَخِي الْمُسْلِمَ لَيْسَ لِلْأَبْنَاءِ فَقَطْ فِي مَدَارِسِهِمْ ، بَلْ حَتَّى لَكَ أَنْتَ وَأَصْدِقَائِكَ فِي حَيِّكَ أَوْ فِي اسْتِرَاحَتِكَ ، أَنْتَ وَإِيَّاهُمْ ، إِمَّا تَكُونُوا لِبَعْضِكُمْ كَبَائِعِي الْعُطُورِ ، أَوْ كَنَافِخِي الْكِيرِ ، وَلَكُمْ أَنْ تَخْتَارُوا مَا شِئْتُمْ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ أَنْ تَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ .
وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- أَنَّ الصَّاحِبَ سَاحِبٌ ، إِمَّا أَنْ يَسْحَبَكَ إِلَى الْخَيْرِ ، أَوْ يَسْحَبَكَ إلَى الشَّرِّ ، وَمِنْ الْمُؤْسِفِ أَنْ تَرَى شَبَابًا بَدَأُوا حَيَاتَهُمْ فِي الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتِ ، ثُمَّ انْجَرَفُوا وَرَاءَ رِفَاقِ السُّوءِ : فِي التَّدْخِينِ وَالْمُخَدِّرَاتِ ، وَفِي إضَاعَةِ الصَّلَاةِ ، وَفِي اللَّهْوِ وَإِدْمَانِ الشَّاشَاتِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ ، حَتَّى ضَاعَ مُسْتَقْبَلُهُمْ ، وَخَسِرُوا دِينَهُمْ وَدُنْيَاهُمْ .
فَاجْتَهِدُوا فِي اخْتِيَارِ الصُّحْبَةِ -أَيْهَا الْإِخْوَةُ- ، وَوَجِّهُوا أَبْنَاءَكُمْ فِي مَدَارِسِهِمْ أَنْ يَخْتَارُوا الْأَصْدِقَاءَ الصَّالِحِينَ ، الَّذِينَ يُعِينُونَهُمْ عَلَى التَّفَوُّقِ فِي دِرَاسَتِهِمْ ، وَالِاسْتِقَامَةِ عَلَى دِينٍ رَبِّهِمْ ، والْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَهُمْ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
لَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الصَّدَاقَةَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ نِعْمَةً عَظِيمَةً تَدُلُّ إِلَى الْجَنَّةِ ، أَوْ تَكُونَ نِقْمَةً عَظِيمَةً تَقُودُ إِلَى النَّارِ .
وَلِهَذَا وَجَبَ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَخْتَارَ صَدِيقَهُ بِعِنَايَةٍ ، خَاصَّةً فِي أَيَّامِ الدِّرَاسَةِ وَطَلَبِ الْعِلْمِ ، حَيْثُ تَنْشَأُ صَدَاقَاتٌ تَدُومُ لِعُمْرٍ طَوِيلٍ ، بَلْ حَتَّى لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقُ بِهِمْ؟ قَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : « الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ » ، فَمَنْ أَحَبَّ أَهْلَ الطَّاعَةِ كَانَ مَعَهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَهْلَ الْمَعْصِيَةِ كَانَ مَعَهُمْ فِي النَّارِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ .
فَلْيَحْرِصْ أَبْنَاؤُنَا عَلَى صُحْبَةِ الصَّالِحِينَ مِنْ زُمَلَائِهِمْ ، وَلْيَبْتَعِدُوا عَنْ رُفَقَاءِ السُّوءِ الَّذِينَ يُبْعِدُونَهُمْ عَنِ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .
أَسْأَلُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا خَالِصًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ .
فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ حِفْظَ أَعْرَاضِنَا ، وَحِفْظَ أَمْوَالِنَا ، وَحِفْظَ دِمَائِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا لَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: