تَهْيِئَةُ اَلْأَذْهَاْنِ لِشَهْرِ رَمَضَاْنَ إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ . عِبَادَ اللَّهِ : تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللَّهِ : الْيَوْمُ هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرونَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ ، وَذَلِكَ يَعْنِي أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى الْأَبْوَابِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ غُبِّيَ علَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ » ، فَبَعْدَ غُرُوبِ شَمْسِ هَذَا الْيَوْمِ ؛ يَتَحَرَّى الْمُسْلِمُونَ رُؤْيَةَ الْهِلَالِ ، فَإِنْ رُؤِيَ فَإِنَّ غَدًا السَّبْتَ أَوَّلُ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَإِنْ لَمْ يُرَ فَيَوْمُ الْأَحَدِ يَكُونُ أَوَّلَ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ ، فَالشَّهْرُ يَكُونُ أَحْيَانًا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا ، وَأَحْيَانًا ثَلَاثِينَ ، وَالِاعْتِمَادُ فِي الصِّيَامِ وَالْإِفْطَارِ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ ، وَوُلَاةُ أَمْرِنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ كَفَوْنَا مُؤْنَةَ ذَلِكَ . وَلَا شَكَّ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ ؛ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، فَهُوَ شَهْرٌ كَرِيمٌ ، خَصَّهُ اللَّهُ بِخَصَائِصَ ، وَمَيَّزَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ بَقِيَّةِ الشُّهُورِ . يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ » ، فَهَنِيئًا لَكُمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، هَنِيئًا لَكُمْ بُلُوغُهُ وَصِيَامُهُ وَقِيَامُهُ ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ بُلُوغَهُ وَلَمْ يَبْلُغْهُ ، حُرِمَ مَا تَنْعَمُونَ بِهِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ ، قَالَ : « تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ المَكْتُوبَةَ ، وتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ ، وتَصُومُ رَمَضَانَ » ، قالَ : والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ علَى هَذَا ، فَلَمَّا ولَّى ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَىْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَىْ هَذَا » . وَمِمَّا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ فِيهِ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : أَنَّ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ ، لَا يَكْمُلُ إِسْلَامُ الْعَبْدِ بِدُونِهِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » . فَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنْ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ لَا يَكُونَ يَوْمُ صَوْمِهِ وَفَطْرِهِ سَوَاءً ، إِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ وَيَحْرِصَ عَلَى مَا يَحْفَظُ صَوْمَهُ ، وَمِنْ ذَلِكَ : الِابْتِعَادُ عَنْ قَوْلِ الزُّورِ وَاللَّغْوِ وَالرَّفْثِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » . وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ آخَرَ ؛ يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : « لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ » . أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ . بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ ، فَالصِّيَامُ إِذَا لَمْ يُثْمِرْ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرِضَاهُ ، فَإِنَّهُ لَا ثَمَرَةَ لَهُ غَيْرُ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ ، فَيَجِبُ عَلَيْكَ أَخِي الْمُسْلِمَ : أَنْ تُحَاسِبَ نَفْسَكَ وَخَاصَّةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، عَنْ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَحْذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنَ التَّسْوِيفِ وَالْإِهْمَالِ وَالتَّأْجِيلِ ؛ لِأَنَّ الْوَقْتَ ثَمِينٌ ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ فَإِذَا فَاتَتْ فَإِنَّهَا لَا تُعَوَّضُ . احْذَرْ أَخِي الْمُسْلِمَ أَنْ تَفْعَلَ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُهُمْ ، مُنْذُ عَشَرَاتِ السِّنِينَ ، وَهُوَ كُلَّمَا قَدِمَ رَمَضَانُ ، أَزْمَعَ فِي نَفْسِهِ تَوْبَةً ، إِنْ كَانَ مُدَخِّنًا ، إِنْ كَانَ مُتَوَرِّطًا بِمُخَدِّرَاتٍ ، إِنْ كَانَ مَشْغُوفًا بِمُنْكَرَاتٍ ، إِنْ كَانَ مَفْتُونًا بِقَنَوَاتٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، تَجِدُهُ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَتُوبُ ، فَيَأْتِي رَمَضَانُ وَيَمْضِي مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِذَا جَاءَتْ عَشْرُ الْمَغْفِرَةِ أَتُوبُ ، فَتَأْتِي وَتَنْتَهِي وَهُوَ لَمْ يَتُبْ ، ثُمَّ يَقُولُ إِذَا جَاءَتْ عَشْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ أَتُوبُ ، فَتَأَتِي وَتَنْتَهِي وَلَمْ يَتُبْ ، آخِرَ مَا هُنَالِكَ يُمَنِّيهِ الشَّيْطَانُ ، لِيَتَمَادَى فِي ضَلَالِهِ وَانْحِرَافِهِ ، أَنْ يَتُوبَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، يَقُولُ فِي نَفْسِهِ : أَتُوبُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، وَلَكِنَّهُ يَعْجَزُ عَنْ نَفْسِهِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ ، حَتَّى لَيْلَةً وَاحِدَةً ، وَيَنْتَهِي رَمَضَانُ وَهُوَ عَلَى مَا هُو عَلَيْهِ . فَهَذِهِ الظَّاهِرَةُ السَّيِّئَةُ الْخَطِيرَةُ ، لَا نُرِيدُهَا أَنْ تَتَكَرَّرَ فِي هَذَا الْعَامِ كَكُلِّ عَامٍ ، مِنَ الْآنَ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ ، مِنْ هَذِهِ اللَّحْظَةِ ، نَجْعَلُهَا تَوْبَةً وَإِنَابَةً ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَقَبَّلَنَا فِي صُفُوفِ التَّائِبِينَ . ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ . أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَلِّغَنِي وَإِيَّاكُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا إِلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَأَنْ يُعْتِقَ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا مِنَ النَّارِ إنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ؛ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :« إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ » ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُك عِزَّ الْإِسْلَامِ وَنَصْرَ الْمُسْلِمِينَ ، وَذُلَّ الشِّرْكِ وَالْمُشْرِكِينَ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَعْدَائِكَ أَعْدَاءِ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْمُعْتَدِينَ ، وَبِالنَّصَارَى الْحَاقِدِينَ ، وَبِكُلِّ مَنْ عَادَى عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ . اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ . ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ . عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون . |