من فضائل القرآن
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً, والصلاة والسلام على من قال:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه". صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه وأتباعه, أما بعد:
عباد الله: القرآن كلام الله المنزل, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه, ولا من خلفه, القرآن كلام الله المحفوظ من التبديل والتغير , {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9}}الحجر.
القرآن كلام الله الذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97}}البقرة.
وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ {195}}الشعراء
القرآن هدى للناس, وبينات من الهدى والفرقان, والقرآن نور , { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً {174}}النساء .
والقرآن شفاء ورحمة:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً {82} }الإسراء
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57}} يونس .
والقرآن هدى: { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً {9}}الإسراء.
والقرآن حق: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {170}}النساء
والقرآن هو الفرقان, قال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1}} الفرقان.
والقرآن أمين على كل كتاب قبله, قال تعالى :{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {48}} المائدة.
قال ابن عباس :( المهيمن الأمين على كل كتاب ) رواه البخاري.
والقرآن خير الكلام , كما في قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته : " إن خير الكلام كلام الله ".
وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته, والقرآن موجب للخشية والبكاء.
قال تعالى:{ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً {107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً {108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً {109}} الإسراء.
ولما قرأ ابن مسعود, على النبي صلى الله عليه وسلم, ووصل قوله تعالى :{ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً } قال: " حسبك " وإذا عيناه تذرفان بالدموع. متفق عليه.
والمؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب , كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه .
والقرآن حجة لك أو عليك يا عبد الله .
والقرآن أنيسك في القبر .
والقرآن رافع لك في درجات الجنة .
والقرآن تتنزل عند قراءته السكينة , وتغشى أهله الرحمة , وتحف الملائكة أهله , وذكر الله أهله فيمن عنده.
والقرآن شافع مشفع , قال النبي صلى الله عليه وسلم :" اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم .
والقرآن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته :" أوصيكم بكتاب الله " رواه البخاري.
وقال : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله ".
والقرآن يأذن الله لصاحبه أن يستمع , قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن".متفق عليه , وفي رواية لمسلم : " ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها ".
والقرآن مغبوط صاحبه , قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب, فهو يقوم به آناء الليل والنهار, ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل والنهار " متفق عليه .
ومعلم القرآن ومتعلمه أفضل الناس , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري .
والقرآن خير المهور, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أراد النكاح ولا يملك شيئاً: " أنكحتها على ما معك من القرآن " فكان مهر تلك المرأة تعليمها سوراً من القرآن .
ومثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المفضلة , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن عاهد عليها أمسكها, وإن أطلقها ذهبت " متفق عليه .
وتعلم الآية, أو تعليمها, أفضل من الناقة الكوماء , قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا يحب أحدكم أن يغدوا كل يوم إلى بطحاء فيأتي منه بناقتين كوماوين من غير إثم ولا قطيعة رحم, قالوا : كلنا يحب ذلك يا رسول الله! قال : يغدوا أحدكم إلى المسجد, فيتعلم آيتين أو يقرأ, خير له من كوماوين, وثلاث خير له من ثلاث, ومن أعدادهن من الإبل " رواه مسلم .
والقرآن طارد لشياطين الإنس والجن , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان لينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ".
والقرآن هو الفصل وليس بالهزل , قال تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ {13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ {14}}الطارق .
عباد الله : تمسكوا بوصية نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم , فقد قال :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله ".
فاعتصموا بحبل الله جميعاً, وأقبلوا عليه حفظاً وتلاوة وفهماً, وعملاً بما فيه , يحصل لكم الفوز في الدنيا والآخرة .
أيها المسلمون: إن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم أمر تنادوا يا أهل القرآن! يا أهل البقرة! فكان النصر حليفهم , كما فعلوا مع أهل الردة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً {9}} الإسراء
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه, وسنة سيد المرسلين والحمد لله رب العالمين .
|