موقف المؤمن عند الفتن
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله, واعلموا أن الناس ينقسمون عند حدوث الفتن والكروب إلى أقسام:
فمنهم قد يسعى فيها, ويؤجج نارها, ويدعوا لثأرها ويضخم عوراها, ويلصق عارها بمن اجتنب حارها وقارها.
ومن الناس من يقعد فيسلم ويسلم الناس من شره.
ومنهم من يلجأ إلى الله عز وجل, وهذا هو أسعدهم وأتقاهم وأولاهم بربه, وحري أن تكشف الكروب وترتفع الخطوب به وبأمثاله من ضعفاء المسلمين .
أيها الناس: روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ستكون فتن, القاعد فيها خير من القائم, والقائم فيها خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي, من تشرف لها تستشرفه, ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به".
وفيه أيضاً أنه قال عليه الصلاة والسلام: " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا : وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل، القتل".
وقد كثر ما أخبر به عليه الصلاة والسلام في هذا الزمان, حيث يقتل الناس بالآلاف, وكثر سفك الدماء على وجه الأرض, وكثر الظلم والفتن, وهذه الفتن الحاصلة الآن في أفغانستان من أشدها, حيث لا حول ولا قوة للمسلمين إلا بالله رب العالمين, فعلى من أراد لنفسه النجاة وللأمة الإسلام أن يتوجه لربه بالدعاء لكشفها, وأن يرفع البأس عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أيها الناس: روى مسلم في صحيحه من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" العبادة في الهرج كهجرة إلي".
فاالله الله في عبادة الله . الزموها وتضرعوا إليه, والجؤوا إليه بقلوبكم وجوارحكم, ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يلجؤون إلى الله عند اشتداد الكروب, فسرعان ما يعجل الله بالفرج.
قال تعالى: { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6}} الشرح.
واحذروا الترويج والإشاعات والاتهامات والتحليلات الكاذبة, ونسبة ما يجري لعلماء المسلمين أو حكامهم أو أفرادهم, بلى ما وقع هو سبب الذنوب العظام التي يرتكبها العباد.
قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30}} الشورى
أقول ما تسمعون, وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين, إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية لم ترد
|