خطبة عيد الأضحى 1435 هـ
الحمد لله عز فارتفع , وعلا فامتنع، وذلّ كل شيء لسلطانه وخضع, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رافِعَ لما وضعَ، ولا واضِعَ لما رفع، ولا مانِعَ لما أعطَى، ولا مُعطِيَ لما منَع، وما شاءَ ربُّنا صنَع، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل من سجد لله وركع, صلى الله وسلم عليه وعلى الآل والصحب ومن اتبع أما بعد :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر, الله أكبر الله أكبر الله أكبر, الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله , الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا ربكم واحمدوه على نعمه المتتالية وآلاءه الجسيمة، ومن أجلّ نعمه وأفضلها أن هدانا لهذا الدين القويم الذي رضيه لنا (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا)، ثم اشكروه على نعمة الأمن في الوطن فكم من محروم لهذه النعمة ففي كل يوم يفقد أخاً أو أباً أو أُمّاً فاحمدوه عز وجل فهو أحق من حُمِد واسألوه من فضله الواسع .
أيها الناس منذ أن بناء ابراهيم الخليل بيت الرحمن والناس يتوافدون على الحج من كل حدب وصوب استجابة لأمر ربهم (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) وهكذا ولا تزال قولب أهل الإيمان تحِنُّ إلى البيت المُكرَّم، والبلد المُحرَّم، لا تقضي منه وطَرًا، ولا تنتهي منه تعبُّدًا وتفكُّرًا ونظرًا، جيلٌ بعد جيل يحمل إرثَ إبراهيم الخليل -صلى الله عليه وسلم- وهذا هو معنى قوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ) أي تحن عليه الأفئدة .
ومن دلائل عظمة المولى جل في عُلاه وكبريائه، وقهره وغلبته، وعزته وحكمته: أن جعل لأهل السماء السابعة كعبةً أخرى مُعظَّمة، معمورةً بالطاعة مدى الأوقات، يتعبَّد فيها الملائكة، ويطوفون بها كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم – كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء: « ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قال: ومن معك؟ قال: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: قد بُعِثَ إليه، ففُتِح لنا، فإذا أنا بإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - مُسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يعودون إليه»؛ متفق عليه.
فسبحان من دانَت له جميع الكائنات، وذلَّت له جميع المخلوقات، وخضعَت له الملائكة في سائر الأقطار والجهات.
أيها المسلمون: إن يومكم هذا يوم عظيم هو يوم الحج الأكبر ويوم النحر وهو آخر الأيام المعلومات وأول الأيام المعدودات قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعدودات هي أيام التشريق.
في هذا اليوم المبارك يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج والتقرب إلى الله تعالى بالعج والثج، في هذا اليوم العظيم يشارك أهل الأمصار ممن لم يحج يشاركون الحجاج فيه بالتقرب إلى الله تعالى بالأضاحي قال ابن تيمية رحمه الله: الصلاة في الأمصار بمنزلة رمي جمرة العقبة , والأضاحي بمنزلة ذبح الهدي.
وعيد النحر أيها المؤمنون أفضل من عيد الفطر قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ» رواه أحمد، قال ابن تيمية رحمه الله: وعيد النحر أفضل من عيد الفطر لأن عيد الأضحى فيه النحر والصلاة وذاك فيه الصدقة والصلاة والنحر أفضل من الصدقة لاجتماع العبادتين البدنية والمالية فيه" انتهى كلامه.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها الناس : اجعلوا الله ذُخركم وملجأكم، ومقصدكم ومفزَعكم، أظهِروا أمره، ولا تُشركوا معه غيره، فما من عبادةٍ عُبِدت، ولا من فريضةٍ فُرِضَت إلا لتكبيره وتعظيمه، وإجلاله وتوحيده، وهو المستحق لأكمل الثناء، وأجلِّ الحمد، وأعلى التعظيم، ولا تليق العبادة إلا له، ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، تعالى وتقدَّس، وتنزَّه وتعاظَم، وجلَّ وعزَّ أن يكون له شريكٌ أو نظير، أو والدٌ أو ولد: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) ، من تعلَّق به كفاه، ومن اعتمد عليه وقاه، ومن لجأ إليه حفِظَه وتولاَّه، فكيف يلجأ العبد عند حاجته وشدَّته إلى أضرحة وأموات، وحجارة ورُفَات، وخرافات وخُزعبلات، وتمائم وحُجُبٍ وخيوطٍ ومُعلَّقات؟! كيف يلجأ العبد عند مرضه وبليَّته إلى سحرةٍ كفرة، وكهنةٍ مكَرة، ومُشعوذِين فَجرة، لا يلجأ إليهم إلا من وُكِل إلى الضياع والهوان، والخسران والخذلان.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ»، يُغري بعضهم ببعض بما يُوجِب الفُرقة، وتنافُر القلوب، وحصول الهُجران، وسوء الظن، وتبادل التهم، والتلاسن والفجور في الخصومة، فكفُّوا عن الخصام، واعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: إن الأضحية من شعائر الله والاهتمام بها وتعظيمها من تقوى القلوب قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) فأخلصوا لله فيها قال تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)، نعم عباد الله فالله غني عن أضحية لايراد بها وجهه، وإنما يراد بها الرياء والسمعة كي يقال: فلان ضحى بعشر أو بعشرين، واحتسبوا أجرها فإنها تقع عند الله في موضع قبل أن تقع على الأرض.
أيها المسلمون : اعلموا أن للأضحية شروطاً وأحكاماً يجب توفرها:
أولاً : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).
ثانياً : السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعَةٌ لَا يَجْزِينَ فِي الْأَضَاحِيِّ : الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا ، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا ، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا ، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. وكلما كانت أكمل وأسمن وأغلى ثمنا فهي أحب إلى الله تعالى, فإذا تعيبت بعد التعيين فإنها تجزئ.
ثالثاً : أن تكون في الزمن المحدد شرعاً وهو ممتد من انتهاء صلاة العيد حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق فصارت أيام الذبح أربعة ولا يجزئ الذبح قبل صلاة العيد فعن البراء - رضي الله عنه - قال: خطَبَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، فقال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ، وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» متفق عليه.
رابعاً : أن يراعي في الأضحية السن المحدد شرعاً فلا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنينن ولا من البقر إلا ما تم له سنتان، ولا من المعز إلا ما تم له سنة واحدة ولا من الضأن إلا ما تم له ستة أشهر, واعلموا رحمكم الله أن هناك ثمة فرق بين التمليك والثواب في الأضاحي فالشاة لا يملكها إلا واحد، والبدنة والبقرة يجوز أن يشترك في كل واحدة منهما سبعة هذا بالنسبة للتمليك، أما الأجر والثواب ففضل الله واسع فلك أن تشرك في ثواب أضحيتك أهل بيتك وعموم المسلمين فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وقال: «اللهم هذا عني وعن من لم يضحي من أمتي». فتصدقوا وأهدوا وكلوا واشكروا الله.
أيها المسلمون : إن العيد فرصة للم الشمل وجمع الشتات وصلة الأرحام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ) رواه البخاري والشَجْنَةُ هي القرابة المشتبكة كاشتباك العروق.
فمن أحب أن يصله الله فليصل رحمه ومن أحب أن يقطعه الله فليقطع رحمه فاتقوا الله عباد الله وتحرّوا مواطن رحمته لعلكم ترحمون.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلّ ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
فيا معشر النساء: لا أجد وصية لكم أفضل من وصية الله لأمهات المؤمنين حيث قال: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، وبالجملة فإني أوصي المرأة المسلمة بتلاوة القرآن وتدبره والعمل بما فيه ومراقبة الله في السر والعلن واجعلي خوفكِ من الله هو أعظم شيء قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ).
أيها المسلمون : هذا اليوم يوم العيد يسن فيه إظهار الفرح والتوسعة على الأهل بحدود ما أمر الله به ,ومن السنة في عيد الأضحى أنه لايأكل قبل الصلاة شيئاً لا تمراً ولا غيره وإنما المستحب أن يأكل من أضحيته بعد الصلاة. والسنة إذا أتى المسلم من طريق أن يرجع من طريق آخر سواءً كان راكباً أم ماشياً إن تيسر ذلك فعن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق رواه البخاري.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم يسر للحجاج إتمام نسكهم، واقبل منهم سعيهم وتجاوز عن تقصيرهم وشاركنا في أجورهم، وردهم إلى بلادهم وأهاليهم سالمين غانمين كيوم ولدتهم أمهاتُهم بلا ذنوب ولا عصيان، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها علانيتها وسرها أولها وآخرها، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين واحمِ حوزةَ الدين وانصر عبادك المؤمنين، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ألّف بين قلوب المؤمنين وأصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام ونجهم من الظلمات إلى النور وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم اجمع كلمة المسلمين على كتابِك وسنةِ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم يداً واحدةً على من سواهم، ولا تجعل لأعدائهم منةً عليهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم نسألك يا أرحم الراحمين ويا خير الحافظين أن تحقن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة والمعتدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم زلزلهم وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، اللهم اشدد وطأتك عليهم وارفع عنهم عافيتك، وأنزل نقمتك بهم، يا قوي يا متين ، اللهم وفق وُلاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم من أنصار دينك, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلّهم عليه يا رب العالمين، اللهم احفظ لهذه البلاد دينها وعقيدتها وعزتها وسيادتها، اللهم احفظها ممن يكيد لها ويتربص بها وبأهلها الشر والفتن، اللهم احفظها من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل شر وفتنة يا رب العالمين، اللهم من أراد ديننا وبلادنا وحكامنا وعلمائنا وأمننا وشبابنا ونسائنا بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، وردّ كيده في نحره واجعله عبرة للمعتبرين يا قوي يا عزيز، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عنا وعن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا لا تردنا خائبين واستجب دعوتنا اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد .
|