لِلْكِرَامِ: مَكَانَةُ الْمَرْأَةِ فِي الْإِسْلَامِ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ ؛ أَنَّهُ مِنْ دَلَائِلِ رَحْمَةِ الْإِسْلَامِ، وَبَرَاهِينِ عَدْلِهِ وَفَضْلِهِ؛ عِنَايَتُهُ بِالْمَرْأَةِ وَحِفْظُ حُقُوقِهَا وَصِيَانَةُ كَرَامَتِهَا وَتَأْكِيدُ مَا يَجِبُ لَهَا، سَوَاءٌ أَكَانَتْ أُمًّا أَوْ أُخْتًا أَوْ بِنْتًا أَوْ زَوْجَةً، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَاجَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَالْأُمُّ خُصَّتْ بِوَصِيَّةٍ رَبَّانِيَّةٍ عَظِيمَةٍ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾،:﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ ﴾ فَقَدَّمَ ذِكْرَ الْأُمِّ لِمَا تَتَحَمَّلُهُ مِنْ حَمْلٍ وَوَضْعٍ وَإِرْضَاعٍ وَمَشَاقَّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلِذَلِكَ هِيَ أَهَمُّ بِالِاعْتِنَاءِ وَالرِّعَايَةِ مِنْ غَيْرِهَا، فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ؛ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: «أُمُّكَ» ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: «ثُمَّ أبُوكَ». فَكَانَ الْبِرُّ بِالْأُمِّ مِنْ أَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَلِذَلِكَ كَرَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
وَأَمَّا الْأُخْتُ يَا عِبَادَ اللَّهِ؛ فَهِيَ مِنْ أَخَصِّ الْأَرْحَامِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِصِلَتِهَا وَبِرِّهَا، فَقَالَ: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾، وَالْأُخْتُ دَاخِلَةٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ دُخُولًا مُؤَكَّدًا، فَهِيَ رَحِمٌ قَرِيبٌ، وَبِرُّهَا وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهَا دَلِيلٌ عَلَى تَمَامِ الْمُرُوءَةِ وَصِحَّةِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى؛ « وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ.
وَأَمَّا الْبِنْتُ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- فَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ لِيُعِيدَ لَهَا مَكَانَتَهَا، وَيَضَعَهَا فِي مَنْزِلَتِهَا بَعْدَ أَنْ كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَهْضِمُ حَقَّهَا، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ؛ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
فَجَعَلَ الْإِحْسَانَ إِلَى الْبَنَاتِ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَسَتْرًا مِنَ النَّارِ، وَرَفَعَ شَأْنَ مَنْ يَرْعَاهُنَّ وَيَصْبِرُ عَلَيْهِنَّ، وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ آخَرَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ» وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .
وَأَمَّا الزَّوْجَةُ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ-؛ فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِحُسْنِ عِشْرَتِهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي »، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ حُسْنَ التَّعَامُلِ مَعَ الزَّوْجَةِ عُنْوَانُ خُلُقٍ كَرِيمٍ، وَدَلِيلُ إِيمَانٍ صَادِقٍ، وَعَلَامَةُ رُجُولَةٍ مُكْتَمِلَةٍ.
فَالْإِسْلَامُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ هُوَ الَّذِي رَفَعَ شَأْنَ الْمَرْأَةِ، وَهُوَ الَّذِي أَعْطَاهَا حَقَّهَا كَامِلًا غَيْرَ مَنْقُوصٍ، جَعَلَ الْأُمَّ بَابًا لِلْبِرِّ، وَالْأُخْتَ وَسِيلَةً لِلصِّلَةِ، وَالْبِنْتَ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَبَبًا مِنْ أَسْبَابِ مُرَافَقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزَّوْجَةَ عُنْوَانًا لِلْخَيْرِيَّةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَالْعَمَلِ بِالسُّنَّةِ.
بَلِ الْإِسْلَامُ حَذَّرَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ فِيهِ إِسَاءَةٌ لِلْمَرْأَةِ، أَوْ مِنْ شَأْنِهِ ظُلْمُهَا، أَوِ التَّعَدِّي عَلَى حَقٍّ مِنْ حُقُوقِهَا، أَوِ التَّقْصِيرُ فِي وَاجِبٍ مِمَّا يَجِبُ لَهَا، كَمَنْعِهَا مِنْ الزَّوَاجِ وَهِيَ بِحَاجَتِهِ، أَوْ مَنْعِهَا مِنَ الْمِيرَاثِ، يَقُولُ تَعَالَى : ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ﴾ ، فَمَنْعُ الْمَرْأَةِ مِنَ الزَّوَاجِ ظُلْمٌ، وَتَعْطِيلٌ لِحَقٍّ شَرْعِيٍّ، وَفَتْحٌ لِبَابِ الْفِتْنَةِ. يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ صَحِيحِ الْإِسْنَادِ: « إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ، فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا؛ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ».
وَأَمَّا الْمِيرَاثُ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ الْحَدِيثَ عَنْ حُقُوقِ الْمَرْأَةِ وَأَحْكَامِهَا لَيْسَ كَلَامًا اجْتِمَاعِيًّا عَابِرًا، وَلَا قَضِيَّةً مِنْ قَضَايَا الْعَصْرِ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ حَدِيثٌ عَنْ شَرِيعَةٍ عَظِيمَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِحِفْظِ النُّفُوسِ، وَصِيَانَةِ الْبُيُوتِ، وَتَحْقِيقِ السَّكِينَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ، وَإِنَّ كُلَّ مَا نَرَاهُ مِنْ اضْطِرَابٍ فِي بَعْضِ الْأُسَرِ إِنَّمَا سَبَبُهُ الْجَهْلُ بِالْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ، أَوِ التَّعَدِّي عَلَى الْحُدُودِ اللَّازِمَةِ، أَوْ سُوءٌ وَأَخْطَاءٌ فِي الْمُعَامَلَةِ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي نِسَائِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَرْأَةَ أَمَانَةٌ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، وَأَنَّهَا ضَعِيفَةٌ تَحْتَاجُ إِلَى رَحْمَةٍ، وَنَقْصُهَا لَيْسَ نَقْصَ قَدْرٍ، بَلْ طَبِيعَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عَلَيْهَا، وَجَعْلَ حُسْنَ الْعِشْرَةِ مَعَهَا مِنْ أَعْظَمِ دَلَائِلِ رُجُولَةِ الرَّجُلِ وَإِيمَانِهِ، فَلْيَحْذَرِ الْمُسْلِمُ مِنَ الظُّلْمِ، وَلْيَتَوَخَّ الْعَدْلَ، وَلْيَتَذَكَّرْ أَنَّهُ سَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمًا يَسْأَلُهُ عَنْ كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ.
وَاحْذَرُوا الْعَضْلَ بِكُلِّ صُوَرِهِ، فَلَا يَحْبِسُ الْأَبُ ابْنَتَهُ، وَلَا يَمْنَعُ الْأَخُ أُخْتَهُ، وَلَا يَتَصَرَّفُ الْوَلِيُّ تَصَرُّفَ الْمُسْتَبِدِّ، بَلِ الْوِلَايَةُ تَكْلِيفٌ شَرْعِيٌّ تُحْفَظُ بِهِ الْحُقُوقُ، وَتُقَامُ بِهِ مَصَالِحُ الْبَنَاتِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ.
وَاحْذَرُوا حِرْمَانَ الْمَرْأَةِ مِنْ مِيرَاثِهَا، فَإِنَّ الْمَالَ الَّذِي يَأْخُذُهُ الْإِنْسَانُ ظُلْمًا سَيَتَحَوَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا تُحْرِقُ ظَهْرَهُ، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى.
وَارْحَمُوا الْبَنَاتِ وَأَحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ، فَإِنَّ فِي الْإِحْسَانِ لَهُنَّ بَرَكَةً، وَفِي رِعَايَتِهِنَّ أَجْرًا عَظِيمًا، وَمَنْ أَرَادَ رِضَا اللَّهِ وَتَوْفِيقَهُ وَسَعَةَ رِزْقِهِ فَلْيَجْعَلْ خُلُقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَاجًا لَهُ.
أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بُيُوتَنَا، وَيُؤَلِّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَيَجْعَلَ حَيَاتَنَا فِي بُيُوتِنَا مَبْنِيَّةً عَلَى الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرِّفْقِ وَالْإِحْسَانِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَكْرِمْهُنَّ بِالْعِفَّةِ وَالتَّقْوَى، وَارْزُقْهُنَّ حُقُوقَهُنَّ كَامِلَةً غَيْرَ مَنْقُوصَةٍ. اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مَظْلُومًا فَأَنْصِفْهُ، وَمَنْ كَانَ ظَالِمًا فَاهِدْهُ وَتَبْ عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ حِفْظَ أَعْرَاضِنَا ، وَحِفْظَ أَمْوَالِنَا ، وَحِفْظَ دِمَائِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا لَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: