عِيْدُ اَلْأَضْحَىْ اَلْمُبَاْرَك 43هـ إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيئاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا : اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبرُ ، اللهُ أَكْبرُ وَللهِ الحَمْدُ . أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ اَللهِ ، وَاَعْلَمُوْا رَحِمَكُمُ اَللهُ بِأَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَاْ يَوْمٌ عَظِيْمٌ ، كَيْفَ لَاْ ؛ وَهُوَ يَوْمُ عِيدِ الأَضْحَى الْمُبَارَكُ ، وَهُوَ يَوْمُ النَّحْرِ ، أَعْظَمُ يَوْمٍ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَفِي حَدِيثِ الْبَيْهَقِيِّ فِي سُنَنِهِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ : يَوْمُ النَّحْرِ ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ » ، وَهُوَ آخِرُ أَيَّامِ الْعَشْرِ ، الَّتِي فِيهَا الْعَمَلُ الصَّالِحُ مِنَ الْعَبْدِ ، لَا يَفُوقُهَا فِي الْفَضْلِ وَالْمَحَبَّةِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِلَّا بَذْلُ الْمَالِ والنَّفْسِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى . وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ -أَيُّهَا الإِخْوَةُ- فِي هَذَا الْيَوْمِ لَهُ قِيمَةٌ عَالِيَةٌ ، وَمَكَانَةٌ سَامِيَةٌ ، مَا عَدَا الصَّوْمَ ؛ فَإِنَّ الصَّوْمَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ فِي الدِّينِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – ؛ « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ : يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ » . فَصَوْمُ هَذَا الْيَوْمِ حَرَامٌ ، وَكَذَلِكَ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- الأَيَّامُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي بَعْدَهُ ، أَيَّامُ عِيدٍ لَا يَجُوزُ صَوْمُهَا ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ اْلِإمَامُ مُسْلِمٌ : «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ » . اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : رَوَى ابْنُ مَاجَهْ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلافِهَا وَأَشْعَارِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا » . فَالأُضْحِيَةُ فِي هَذَا الْيَوْمِ لَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ ، وَالْقِيَامُ بِهَا عَمَلٌ جَلِيْلٌ يُحِبُّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ هُوَ أَحَبُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ الْمُسْلِمُ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَقَدَ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا ، كَمَا فِي حَدِيثٍ صَحِيحِ الْإِسْنَادِ ، فَقِيلَ : مَا هَذِهِ الأَضَاحِيُّ ؟ فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ » . قَالُوا : مَا لَنَا فِيهَا مِنَ الأَجْرِ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «بِكُلِّ قَطْرَةٍ حَسَنَةٌ » . فَهِيَ سُنَّةُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَمَا رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ ، وَرُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَرُؤْيَاهُ ، الَّتِي اخْتَبَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَابْتَلَاهُ بِهَا : ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ ، رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ وَحِيدَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَالَّذِي رَزَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ بَعْدَ بُغْضٍ وَكُرْهٍ وَجَفَاءٍ مِنْ قَوْمِهِ ، وَمُعَانَاةٍ وَدُعَاءٍ ، وَطَلَبٍ وَتَوَسُّلٍ وَرَجَاءٍ ، كَمَا قَالَ : ﴿قَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ، رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ، فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ، فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ ، يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَبْحِهِ ، وَإِنْهَاءِ حَيَاتِهِ ، ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾،امْتَثِلْ لِأَمْرِ رَبِّكَ ، حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَلَى حِسَابِ حَيَاتِي ، فَأَيُّ طَاعَةٍ لِلرَّبِّ! وَأَيُّ بِرٍّ بالأَبِ بَلَغَ هَذَا الشَّابُّ الصَّالِحُ ! يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ يَقُولُ عِكْرِمَةُ -كَمَا فِي تَفْسِيرِ الطَّبَرِيِّ-: أَسْلَمَا جَمِيعًا لِأَمْرِ اللهِ، وَرَضِيَ الْغُلَامُ بِالذَّبْحِ، وَرَضِيَ الْأَبُ بِأَنْ يَذْبَحَهُ، ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ ، وَنَجَحَ فِي الِاخْتِبَارِ ، وَصَدَقَ فِي الِابْتِلَاءِ ، وَأَخْلَصَ فِي الضَّرَّاءِ ، أَتَاهُ الْفَرَجُ مِنَ اللهِ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ ، أَيْ : فَعَلْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَامْتَثَلْتَ وَأَطَعْتَ ، ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ نَصْرِفُ السُّوءَ وَالْمَكْرُوهَ وَالْمَشَقَّةَ وَالشَّدَائِدَ عَمَّنْ أَطَاعَنَا وَامْتَثَلَ أَمْرَنَا ، وَنَجْعَلُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةً . قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- : فَدَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَبْشٍ قَدْ رَعَى فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا . فَهَذَا -أَيُّهَا اْلإِخْوَةُ- أَصْلُ الأُضْحِيَةِ ، وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا سُئِلَ عَنْهَا : «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ » . اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا ابْتَلَى نَبِيَّهُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِذَبْحِ ابْنِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ ، وَنَجَحَ عِنْدَ ابْتِلَائِهِ وَاخْتِبَارِهِ ، فَإِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْجَدَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ لِلِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ ، لِيَبْلُوَكُمْ : لِيَخْتَبِرَكُمْ ، أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا : أَخْلَصُهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَصْوَبُهُ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَا أَكْثَرَ الَّذِين يَغْفُلُونَ أَوْ يَجْهَلُونَ أَنَّهُمْ فِي ابْتِلَاءٍ وَاخْتِبَارٍ، وَإِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِتَوْحِيدِهِ وَإِيمَانِهِ ، نَجَحَ فِي ابْتِلَائِهِ وَاخْتِبَارِهِ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ لِجَهْلِهِمْ وَقِلَّةِ يَقِينِهِمْ ، يَفْشَلُونَ فِي اخْتِبَارَاتٍ كَثِيرَةٍ ! يُخْتَبَرُ بَعْضُنَا -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- بِأَوَامِرَ صَرِيحَةٍ وَاضِحَةٍ جَاءَتْ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَكِنَّهُ يَفْشَلُ . يُخْتَبَرُ بِأَحَادِيثَ ثَابِتَةٍ مِنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّهُ يَفْشَلُ . يُخْتَبَرُ بِشُبْهَةٍ تُوَافِقُ هَوَاهُ وَشَهْوَةَ نَفْسِهِ اْلأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ ، فَيمِيلُ مَعَ شَهْوَتِهِ وَرَغْبَتِهِ لِشُبْهَتِهِ فَيَفْشَلُ . يُخْتَبَرُ بِشَهْوَةٍ تُزَيَّنُ لَهُ مِنْ قِبَلِ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، مُخَالِفَةٍ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَشَرْعِهِ ، فَيَنْزَلِقُ بِمَزَالِقِ شَهْوَتِهِ وَيَفْشَلُ . يُخْتَبَرُ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ ، مِمَّا يُحِبُّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ ، لِيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَيُنْجِيَهُ مِنَ النَّارِ ، وَقَدْ تَكُونُ عِبَادَةً سَهْلَةً مُيَسَّرَةً ، كَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَاتِ ، وَلَكِنَّهُ لِضَعْفِ إِيمَانِهِ وَيَقِينِهِ ، وَقِلَّةِ تَقْوَاهُ يَفْشَلُ . فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ ، كَيْفَ لَوِ اخْتُبِرَ هَذَا بِذَبْحِ ابْنِهِ ؟ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ. أَيُّهَا اْلإِخْوَةُ : فَالْأُضْحِيَةُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَمِنْ يُسْرِ الْإِسْلَامِ وَسَمَاحَتِهِ فِي الأُضْحِيَةِ : أَنَّ الشَّاةَ الْوَاحِدَة تُجْزِئُ عَنِ الرَّجُلِ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَكَذَلِكَ السُّبْعُ مِنَ الْإِبْلِ أَوِ الْبَقَرِ يُجْزِئُ عَمَّا تُجْزِئُ عَنْهُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْغَنَمِ، وَالذَّبْحُ عِبَادَةٌ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ عَلَى وَفْقِ مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي وَقْتِهِ وَكَيْفِيَّتِهِ ، وَمَعْرِفَةِ مَا يُذْبَحُ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ، فَمِنَ الْإِبِلِ مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ ، وَمِنَ الْبَقَرِ مَا لَهُ سَنَتَانِ ، وَمِنَ الْمَعِزِ مَا لَهُ سَنَةٌ ، وَمِنَ الضَّأْنِ مَا لَهُ نِصْفُ سَنَةٍ. وَتَجِبُ السَّلَامَةُ مِنَ العُيُوبِ الظَّاهِرَةِ الْبَيِّنَةِ ، وَهِيَ: الْعَوَرُ الْبَيِّنُ ، وَالْعَرَجُ الْبَيِّنُ ، وَالْمَرَضُ الْبَيِّنُ ، وَالْهُزَالُ . وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مُشَابِهًا لِهَذِهِ الْعُيُوبِ أَوْ أَشَدَّ ، فَإِنَّهُ يَمْنَعُ الْإِجْزَاءَ . اللهُ أَكْبَرُ.. اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ أَعْمَالِنَا، وَأَنْ يَتَجَاوَزَ عَنْ زَلَلِنَا وَإِجْرَامِنَا، وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَآثَامَنَا إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكِ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَإِحْسَانِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ المُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْيَوْمِ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قُبُورِهِمْ، وَعَلَى أَهْلِ الدُّورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي دُورِهِمْ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ. رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَآتِنَا ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ المُحْسِنِينَ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
|