خطبة جمعة / عن تقصير الناس في صلاة العصر والفجر
الحمد لله الذي فرض الصلاة في أعلى مكان وصل أليه البشر , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ألواحد الاحد المقتدر , واشهد ان محمد عبده ورسوله بشر وانذر وجاء بالشرع المطهر , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم المحشر .
عباد الله : اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الاسلام بالعروة الوثقى
أيها الإخوة المسلمون : لا شك أن الأمور تعرف بمقاييسها : مدى صلاحها من فسادها , قوتها من ضعفها , علوها من سفلييها 0 أمر الإيمان لدى المسلم لمعرفة قوته من ضعفه من اضمحلاله من فقده يعرف بمقاييس الأعمال والأقوال والمطالب الشرعية فبناءا على ذلك : كل مسلم يعرف من نفسه ما لا يعرفه غيره , ما هي إلا موازين متى ثقلت به كفتها الى الخير فهو من أهل الخير , ( ومن خفت موازينه فألئك الذين خسروا أنفسهم .....) 0 أعظم المقاييس الشرعية : مقياس الصلاة , ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم بقية الأعمال قبولها من عدمه مترتب على قبول الصلاة من عدمه فقال صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك.حديث صحيح ثابت رواه الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة والبيهقي على اختلاف يسير في الألفاظ عندهم 0 فلوا طبق كل واحد منا هذا المقياس على نفسه لعرف حقيقة حاله فيتوجب عليه حينئذ أن يعرف من أين أتي , ومن ثم يسعى في تخليص نفسه وإنقاذها من هلا كها 0
أيها الإخوة : افتقرت المساجد اليوم من عمارها ألا ما رحم ربي خصوصا في صلاتي الصبح والعصر , هذا واقع مشاهد مرير يبعث على الأسى والحزن , كما وأنه يصرح ويلمح بأسئلة وتساؤلات عدة 0 حقا لقد وقع ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ( أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , وآخره الصلاة
بجوار المسجد يرتفع صوت الحق : حيا على الصلاة , حيا على الفلاح 0 وعند أناس : كأن شيئا لم يكن
فما بال أقوام عن الصلاة غافلون ؟ والى النوم والكسل مخلدون ؟ ولم يزالوا لبيوت الله هاجرون ؟ ألا ينتهون فيتوقون ؟ قبل (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين * أو تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المتقين )0 فيندمون أشد الندم ولات ساعة مندم 0
يتعلل الكثير من الناس حال تأخرهم أو عدم شهودهم لصلاة الجماعة بالمسجد بعلل كثيرة , لا تثريب ولا ملامة على من كان محقا فيما ادعى , كمن يكون في عمله , أو في متجره , أو في مزرعته , أو كان غائبا في مكان ما حبسه عن الصلاة في مسجد حيه , وهذا كثيرا ما يكون في صلاة الظهر والمغرب والعشاء , وقد يلحق فيه صلاة العصر في هذا الزمان , ولكن في صلاة الفجر لا يقبل من أحد عذرا إلا أن يكون مسافرا أو مريضا أو معذورا عذرا شرعيا , سيما والمشاهد من الجميع ما يدل على وجودهم كوجود سياراتهم ونحو ذلك
أيها الإخوة : أهمل الناس معرفة فضائل الصلاة وعقوبة تاركها فخف ميزانها عندهم 0 جاءت نصوص الكتاب والسنة متظافرة ببيان فضائل الصلاة المكتوبة , وخصوصا صلاة الصبح والعصر ففي فضل صلاة الصبح والعصر: يقول الله تعالي (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) والصلاة الوسطي هي صلاة العصر0
و قال صلى الله عليه وسلم : من صلى البردين دخل الجنة متفق عليه. البردان هما الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها 0
وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى الصبح فهو في ذمة الله0 وقال صلى الله عليه وسلم : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون متفق عليه.
أين المقصرين في أداء الصلاة عن هذه النصوص , فواحد منها كاف في الترغيب فكيف وقد اجتمعت مع غرها ألا فليتق الله كل إنسان لا يشهد الصلاة في المساجد بالكلية , أو يتهاون في أدائها , فإن الإنسان لا يدري فقد يفجأه هادم اللذات وهو على حال الترك أو الإهمال فيبعث على ما مات عليه 0
أقول قولي هذا ........................................الخ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , وأشهد أن لا اله إلا الله أله الأولين والآخرين , واشهد أن محمد عبده ورسوله الأمين , صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين
أما بعد فاتقوا الله عباد الله
أيها الإخوة المسلمون : يستجيب بعض الناس لداعي الله حينما يسمع نصوص الترغيب , فتتوق نفسه الى ما عند الله فيسعى في طلب ذلك وتحصيله بفعل الطاعات والبعد عن المنهيات 0 ولكن نوع من الناس يفيد فيه جانب الترهيب أكثر من التغير ولهذا النوع من الناس جاءت نصوص الكتاب والسنة فوصف القرآن الكريم لنا درجة من درجات النار الشديدة العذاب اسمها سقر , بوصف مخيف وأكد الوصف مرة أخرى بقوله (وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر أهل هذه المرتبة – عياذا بالله من حالهم – سلكهم فيها أمر أو جب لهم ذلك فلما ما سلككم في سقر؟ : ( قالوا لم نكن من المصلين -) هذا أول سبب لدخولهم سقر الرهيبة , إنه ترك الصلاة
ومن النصوص الواردة في الترهيب قوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) قال بعض المفسرين : هم الذين يسمعون حي على الفلاح ولا يستجيبون
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل و الكفر ترك الصلاة وقال أيضا : العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا تتركن صلاة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله"
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن لم يضيع منهن شيئا جاء وله عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن ضيعهن استخفافا بحقهن جاء ولا عهد له، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة"
ويقول تعالى ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) فالغي هو وادي في جهنم تستغيث منه جهنم نفسها. يقول ابن عباس ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها وجمعوها0
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ) وقال صلى الله عليه وسلم ( من ترك صلاة العصر فكأنما فقد أهله وماله )
وسئل النبي صلى الله عليه و سلم عن رجل لم يصل حتى طلعت عليه الشمس فقال ذك رجل بال الشيطان في أذنه
فمن أراد ان تكون أذنه مرحاضا للشياطين فليعمد الى ترك الصلاة 0
وقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة : من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة و كان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف
أبعد هذه النصوص الصريحة والصحيحة أيها الإخوة يسوغ لعاقل الأقدام على هذا العمل المشين وهو قادر عليه 0
اللهم أصلح أحوالنا ...........................إلى آخر الدعاء
|