خطبة عيد الأضحى 1436هـ
بعنوان (سر الله في خلقه)
الحمد لله الذي قدَّر الأمور وأمضَاها، وعلِمَ أحوالَ الخلائِق قبل خلقهم وقضاها، وجازى كل نفس بعد ذلك على سخطها بما قدر أو رضاها، كلُّ شيءٍ خَلَقَهِ -سبحانه- بقَدْرٍ وقدَر، ولا يقع شيءٌ في كونِهِ إلا بعِلمٍ منه ونظَر، علِمَ الأجلَ وقدَّر العمَل، وجعَل الأمور دُوَل، سبحانه كم أحاط علمُه، وكم وسِعَ حلمُه، وكم مضى حكمُه.
وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحده لا شريكَ له، له لطائفُ الحكمة وخفِيَّات القَدَر، وأشهَد أنّ محمّدًا عبدُ الله ورسولُه وخِيرتُه من كلِّ البشر، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلَى آل بيتِه الطيِّبين الطاهرين، وصحابته الميامين الغُرَر، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدّين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى -أيها المسلمون-، واعلموا أنكم إليه راجعون وعلى أعمالكم مجزيون، ومن عمل كساه الله رداءه إن خيرًا فخيرا وإن شراً فشرًّا (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: عقيدةٌ تملأ قلب المسلم مضاءً ورضاء، وعلمٌ يورث المؤمن إرادةً وعزمًا وارتقاءً، وإيمانٌ يدفعه للعمل ويحثه على طلب معالي الأمور.. إنها -أيها المسلمون- عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.
عباد الله روى الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن جبريل -عليه السلام- سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان فقال: النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت".
أيها المسلمون: الإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمانوالإيمان به هو أن تؤمن أن الله -جل جلاله- قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء والحوادث قبل أن تكون وعلم -سبحانه- أنها ستقع في أوقاتٍ معلومةٍ على صفاتٍ مخصوصة؛ فعلمها -سبحانه- وكتبها بكل تفاصيلها ودقائقها وشاءها وخلقها؛ فهي كائنةٌ لا محالة على التفصيل والدقة كما شاء -سبحانه- وما لم يشأه فإنه لا يكون، وهو قادر على كل شيء.. فإن شاءه وقع وإن لم يشأه لم يقع مع قدرته على إيقاعه.
أيها المؤمنون: القدر غيبٌ مبناه على التسليم، قال الله -عز وجل-: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)، وقال سبحانه: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)، وقال جل في علاه: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ).
وفي صحيح مسلم: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل"، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كل شيءٍ بقدرٍ حتى وضعك يدك على خدك".
عباد الله: الإيمان بالقضاء والقدر يقوم على أربعة أركان مرتبطة ببعضها لا يقوم الإيمان إلا بتحقيقها، وهي: العلم والكتابة والمشيئة والخلق.
فالعلم هو: الإيمان بأن الله -تعالى- عالمٌ بكل شيءٍ جملةً وتفصيلا أزلًا وأبداً فيعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ... ).
الثاني مما يشتمل عليه الإيمان بالقدر: الكتابة؛ وهي الإيمان بأن الله كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق إلى يوم القيامة. فكل ما كان وما هو كائنٌ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ في أم الكتاب، قال -سبحانه-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" رواه مسلم.
الأمر الثالث -أيها المسلمون- مما يشتمل عليه الإيمان بالقدر: المشيئة؛ وهي الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
الركن الرابع -أيها المسلمون-: الخَلْق؛ وذلك يقتضي الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقةٌ لله بذواتها وصفاتها وحركاتها، وبأن كل من سوى الله فهو مخلوق موجد من العدم.. قال الله -عز وجل-: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء).
أيها المسلمون: في الإيمان بالقضاء والقدر ثمراتٌ تعود على المؤمن بالنفع العاجل والآجل والعبوديات والنفحات والمنازل التي تبلغه رضا الله وجنته.
فأول ذلك: أن المؤمن يؤدي عبادة لله -تعالى- بإيمانه بالقضاء والقدر وبالإذعان لله والتسليم له، كما أنه باعثٌ على الإخلاص، وأن الناس لا يملكون شيئًا, فيصبح المؤمن لا يبالي بذم الناس ومدحهم في الحق قال الله -عز وجل-: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، وفي قراءةٍ : (يَهْدَأْ قَلْبُهُ)، قال علقمة: "هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من قِبل الله فيسلم ويرضى".
أيها المسلمون: ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر أن يمتلئ القلب شجاعةً وإقدامًا؛ فلن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، ولن يصيب الإنسان إلا ما كُتب له فعلام الخوف والقلق؟ "واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ ، وما أصابَكَ لم يَكُن ، ليُخطِئَكَ ."
الإيمان بالقدر يجعل المؤمن صابرًا قوي الاحتمال، وكل أحد لا بد له من الصبر.. قال عمر -رضي الله عنه-: "وجدنا خير عيشنا بالصبر".
أيها المسلمون: ومن آثار الإيمان بالقضاء والقدر: التوكل على الله، وهو نصف الدين ولب العبادة والتوكل. هو توجه القلب إلى الله واستمداد المعونة منه والاعتماد عليه وحده بعد بذل السبب. فالتوكل يعني الثقة بالله والطمأنينة به والسكون إليه، وهو التعلق بالله في كل حال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ... )، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...)، التوكل لا يعني ترك الأسباب، بل يعني عدم تعلق القلب بها، فإذا عزمت فتوكل على الله.
أيها الناس، إن الله - عز وجل - قسّم المعاش وقدّر الأرزاق، والناس أجمع لا يملكون عطاءً ولا منعاً، وإنما الناس وسائط، فما أعطوك، فهو بقدر الله وما منعوك فهو بقدر الله.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلّ ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، أحمده - سبحانه - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالقُ الأرض والسماوات العُلَى، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله النبيُّ المُجتَبَى، والرسولُ المُرتضَى، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أهل البرِّ والتُّقَى. أما بعد:
أيها المسلمون: يقول الحق -تبارك وتعالى- (وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، ويقول -سبحانه-: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)، ومن هنا كان كمال توحيد المؤمنين فأخبتت قلوبهم لأحكام القضاء وهان عليهم الصبر على البلاء والشكر على السراء، وفوضوا أمرهم إلى الله وسألوه المغفرة والرحمة.
عباد الله: ومع هذا كله فإن الإيمان بالقدر لا ينافي أن يكون للإنسان مشيئةٌ يحاسب عليها في أفعاله الاختيارية؛ فكل إنسانٍ له قدرةٌ وإرادةٌ ومشيئةٌ واختيار.. لا يجبره أحدٌ على فعل خيرٍ أو فعل شر، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)، وقال سبحانه (لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إن يومكم هذا يوم عظيم هو يوم الحج الأكبر ويوم النحر وهو آخر الأيام المعلومات وأول الأيام المعدودات قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعدودات هي أيام التشريق. وعيد النحر أيها المؤمنون أفضل من عيد الفطر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أَفْضَلُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ) وهو يوم الحادي عشر رواه أحمد.
في هذا اليوم المبارك يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج والتقرب إلى الله تعالى بالعجِّ والثجِّ, في هذا اليوم المبارك يشارك أهل الأمصار ممن لم يحج يشاركون الحجاج فيه بالتقرب إلى الله تعالى بالأضاحي قال ابن تيمية رحمه الله : الصلاة في الأمصار بمنزلة رمي جمرة العقبة , والأضاحي بمنزلة ذبح الهدي.
أيها المسلمون: إن الأضحية من شعائر الله والاهتمام بها وتعظيمها من تقوى القلوب قال تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) فأخلصوا لله فيها قال تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ)، نعم عباد الله فالله غنيٌ عن أضحيةٍ لا يراد بها وجهه، وإنما يراد بها الرياء والسمعة كي يقال: فلان ضحى بعشر أو بعشرين واحتسبوا أجرها فإنها تقع عند الله في موضعٍ قبل أن تقع على الأرض.
أيها المسلمون: إن العيد فرصة للم الشمل وجمع الشتات وصلة الأرحام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن فقال الله : من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته ) رواه البخاري والشُجْنَة وهي القرابة المشتبكة كاشتباك العروق . فمن أحب أن يصله الله فليصل رحمه ومن أحب أن يقطعه الله فليقطع رحمه فاتقوا الله عباد الله وتحروا مواطن رحمته لعلكم ترحمون.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيتها المرأة المؤمنة أوصيكِ بتقوى الله في السر والعلن وإدامة مراقبة الله والتجمل بالتقوى والحياء وتأملي كثيراً في قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)، نعم يراك في البيت وفي الغرفة، ويرى لباسك خصوصا في هذه الأعياد، ويرى قبل ذلك قلبك هل فيه حياء من الله هل فيه تعظيم لله هل فيه تعلق بالله أم بغيره؟ قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، يسمع ويعلم بالحال والمآل، وهو شديد المحال، ثم اشتغلي يا رعاكٍ الله بتلاوة القرآن وتدبره والعمل بما فيه.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها علانيتها وسرها أولها وآخرها، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين واحمِ حوزةَ الدين وانصر عبادك المؤمنين، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ألّف بين قلوب المؤمنين وأصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام ونجهم من الظلمات إلى النور وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم اجمع كلمة المسلمين على كتابِك وسنةِ نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم يداً واحدةً على من سواهم، ولا تجعل لأعدائهم منةً عليهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم نسألك يا أرحم الراحمين ويا خير الحافظين أن تحقن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة والمعتدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم زلزلهم وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، اللهم اشدد وطأتك عليهم وارفع عنهم عافيتك، وأنزل نقمتك بهم، يا قوي يا متين ، اللهم يسر للحجاج إتمام نسكهم، وتقبل منهم سعيهم وتجاوز عن تقصيرهم، وردهم إلى بلادهم وأهاليهم سالمين غانمين كيومَ ولدتهم أمهاتُهم بلا ذنوب ولا عصيان، اللهم وفق جميع القائمين على شؤون الحج والحرمين الشريفين بتوفيقك واخلف عليهم خيرا، واجعل ما يقومون به في ميزان حسناتهم يوم لقائك يا أرحم الراحمين، اللهم وفق وُلاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم من أنصار دينك, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلّهم عليه يا رب العالمين، اللهم احفظ لهذه البلاد دينها وعقيدتها وعزتها وسيادتها، اللهم احفظها ممن يكيد لها ويتربص بها وبأهلها الشر والفتن، اللهم احفظها من كيد الكائدين وعدوان المعتدين اللهم أعذ بلادنا من كل شر وفتنة يا رب العالمين، اللهم من أراد ديننا وبلادنا وحكامنا وعلمائنا وأمننا وشبابنا ونسائنا بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، وردّ كيده في نحره واجعله عبرة للمعتبرين يا قوي يا عزيز، اللهم انصر جنودنا ورجال أمننا، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، اللهم اربط على قلوبهم وأنزل السكينة عليهم وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عنا وعن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا استجب دعوتنا واغفر لنا وارحمنا ولا تردنا خائبين ولا رحمتك مطرودين واجعلنا عندك من المقبولين الفائزين، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد .
|