من صفات الخوارج
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى وتعوذوا به من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أيها الإخوة: في مثل هذه الظروف الحرجة من تكالب الأعداء يمنة ويسرة ضد أهل السنة , يزداد الأمر خطورة إذا كان عدونا ومن يحاربنا من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا مما سبب اختلافا كثيرا بين الأمة، وما وقع الاختلاف إلا بسبب مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخروج عن أمره، والطمع في الدنيا، ألا وإن مما آلَمنا كثيرا ما سمعتم في الأيام الماضية القريبة من قتل لرجال الأمن الذين يدافعون عن العقيدة والدين ويحمون أعراض المسلمين، قتلوا على أيدي الخوارج المارقين ، والتي خرجت أولى علاماتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما قال ذو الخويصرة: (يا محمد اعدل !!) فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقال: (ويحك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟!) ثم أخبر عليه الصلاة والسلام: (أنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقِِِِِِِِِرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية!) "متفق عليه"، وقال عليه الصلاة والسلام: (كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار) رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني، وقال (شرُّ قتلى تحت أديم السماء) "رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني . وقال: (لئن لقيتهم لأقتلنَّهم قتل عاد)"متفق عليه" ، وقال: (هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه) "رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني، وقال: (لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل) رواه أبو داود - وأصله في مسلم - وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وسلم في وصفهم أيضا : (سفهاء أحلام، حدثاء أسنان يقولون من قول خير البرية ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم: (يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء) رواه احمد وأبو داود وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام: (يخرجون على حين فرقة من الناس) رواه الشيخان . وقال: (يخرج آخرهم مع الدجال!) رواه أحمد .
كل هذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الخوارج، والأحاديث في وصفهم أكثر، بل لم يروَ في ذكر خبر الفرق المخالفة في الإسلام أكثر ولا أصح من أحاديث الخوارج!
ولا يكاد ينقضي من الخوارج زمان، وكلما خرجت منهم فرقة تكفل الله بقطعها الله تعالى بما يشاء من أسباب حوله وقوته، وهم الذي جروا الخراب لديار أهل الإسلام، وفرقوهم شيعاً، وسفكوا الدماء، واستباحوا المحرمات، وكفروا المسلمين، وانتهكوا الأعراض، وتركوا أهل الأوثان وقاتلوا أهل الإيمان.
نعم؛ إنهم الخوارج فمعرفة صفاتهم تثبت الإيمان بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من أنباء الغيب، وترونهم اليوم، بصفاتهم الواضحة البينة التي جاءت السنة النبوية بتجليتها، مبدأ خروجهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشككوا في ذمته وعدله، ثم استفحل شرهم في عهد عثمان ذي النورين، وشككوا في أمانته وعدله، بل واقتحموا عليه الدار وقتلوه، ومثّلوا به، واستباحوا حرمة دمه وماله ودينه! ثم جردوا السلاح ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وكفروا علياً رضي الله عنه وأحبطوا عمله! ويرون بأنهم أولى بالحسنيين! وأن رواحهم إلى الجنة. وعندما ضرب أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أحدهم بالسيف قال له: (خذها إلى النار وبئس القرار!) ، قال الخارجي: (ستعلم غداً من منّا أولى بها صلياً!!).
نعوذ بالله من الضلال نعوذ بالله من الفتن نعوذ بالله من الزيغ بعد الهدى ، وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وغفر الله لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
عباد الله من صفات الخوارج التي يجب على المسلمين معرفتها ليحذروا منها :
أولاً التشكيك في أمانات الولايات الإسلامية، واتهامها بالخيانة كما صنع ذو الخويصرة وقال: يا محمد اعدل! فإذا لم يسلم النبي صلى الله عليه وسلم من كذبهم وافترائهم وجرأتهم فمن يسلم بعده؟!
ثانياً ومن صفات الخوارج في كل زمان: الدعوة إلى المظاهرات، وكذلك صنع الخوارج مع عثمان رضي الله عنه، فقاموا بمظاهرة عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتصموا حوله شهراً كاملاً ثم قتلوا عثمان رضي الله عنه بعد ذلك.
ثالثاً ومن صفاتهم: إعلان شتم حكام المسلمين على المنابر، كما صنع ابن عُديس الخارجي في شتمه لعثمان رضي الله عنه من على المنبر وتأليب الناس عليه، وكذلك هم اليوم يصنعون على المنابر وفي مواقع الانترنت وحسابات تويتر.
رابعاً : ومن صفاتهم: أنهم مهما يُعطون من حكام المسلمين من أموال إلا أنهم يتكبرون ويسألون الله التغيير والتبديل! قال سعيد بن المسيب: كانت المرأة في زمان عثمان تجئ إلى بيت المال، فتحمل وقرها، وتقول: اللهم بدل ، اللهم غيّر!
خامساً ومن صفاتهم: أنهم ينزلون الآيات نزلت في الكفار على المسلمين لذا كَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ، وَقَالَ: «إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ، فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ» رواه البخاري . وكما قال أحدهم لعلي رضي الله عنه وهو في الصلاة : ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ، فقرأ علي رضي الله عنه : ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾.
سادساً ومن صفاتهم: أنهم لا يحترمون العلماء، وربما طعنوا في ذممهم وأمانتهم! بل ربما غمزوا علمهم، حتى قالوا في ابن عباس وهو ترجمان القرآن: هذا ممن يخاصم في كتاب الله بما لا يعرفه! بل ربما غمزوا فيهم بترف اللباس والزينة والمسكن! كما صنعوا أيضاً مع ابن عباس رضي الله عنهما واستنكارهم عليه لبسه للحلة، وكذلك هم اليوم يطعنون في العلماء، ويتهمونهم في أماناتهم، ويصفونهم بالعمالة للسلطان والمداهنة.
وهذا قليل من كثير من أوصاف الخوارج الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا صفاتهم، واحذروا سبيلهم، وحافظوا على أنفسكم وأبنائكم ومن حولكم من الانخراط في طريقتهم الفاسدة، ومنهج المعوج، واسألوا الله السلامة والعافية والثبات.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم مَنْ أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره له يا قوي يا عزيز، اللهم احفظ لبلادنا دينها وأمنها وعزتها وعقيدتها، اللهم احفظها مما يكيد لها، اللهم احفظها من شر الأشرار وكيد الفجار يا ذا الجلال والإكرام، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين، اللهم سلط عليهم جُنداً من جندك واجعلهم عبرة لغيرهم يا قوي يا متين، اللهم وفقّ إمامنا بتوفيقك وأيّده بتأييدك واجعله من أنصار دينك, وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، اللهم حبب إليه الخير وأهله وبغض إليه الشر وأهله يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ارحم من مات من عسكرنا وجندنا وتقبلهم في الشهداء، واشف المرضى والمصابين منهم واكتب لهم عظيم الأجر يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين واحم حوزةَ الدين وانصر عبادك المؤمنين في كل مكان.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أعلنّا وما أسررنا وما أنت أعلمُ به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيءٍ قدير، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوةً ومتاعاً إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوةً ومتاعاً إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوةً ومتاعاً إلى حين، اللهم أغثنا، غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، سحاً غدقاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم اسق بلادك وعبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت، اللهم أنزل علينا من السماء ماء مباركاً تُغيث به البلاد والعباد وتعُمَّ به الحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ وليد الشعبان تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129 |