من هدايات القرآن (حول فيروس
كورونا)
خطبة جمعة بتاريخ / 11-7-1441 هـ
إنَّ الحمد لله
؛ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا
، من يهدِه الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلِل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ
وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسوله ، وصفيُّه وخليله ، وأمينه على
وحيه ، ومبلِّغ الناس شرعه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعدُ
أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى
خير أمور دينه ودنياه . وتقوى الله: عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب
الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون : القرآن الكريم كتاب هداية ؛ فيه هداية الناس إلى ما فيه
صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم في دنياهم وأخراهم ، وهو يهدي العباد في كل نازلة وفي كل
أمر من الأمور إلى السبيل الأقوم والطريق الأمثل ، ولا يزال العبد بخير ما كان
مهتديًا بهدايات القرآن .
أيها المؤمنون : يكثر حديث الناس في مجالسهم العامة والخاصة عن نازلة عظيمة
وبلاء عظيم يتخوف كثير من الناس منه ألا وهو: الفايروس المعروف بـ«كورونا» يتحدثون
عنه وعن الآثار المترتبة عليه والأضرار الناجمة ، وعن سبل اتقائه وطرق الخلاص منه ،
والوقاية من هذا البلاء ، ولعلنا -عباد الله- نقف مع هدايات عظيمة من كتاب الله جل
وعلا تضيء للمؤمن طريقه وتهديه إلى سبيل الرشاد والطريق الأقوم ، قال الله تعالى :
﴿ إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء:9] .
أيها المؤمنون : من هدايات القرآن العظيمة أن العبد لا يصيبه مصيبة إلا إن
كان الله كتبها وقدَّرها ، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ
لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة:51] ، فلا يصيب العبد إلا ما كتب الله
له ، ولهذا ما أحوج العبد في هذا المقام وفي كل مقام أن يجدِّد الإيمان بالقضاء
والقدر وأن المكتوب كائن ، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن
ليصيبه ، وأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
أيها المؤمنون : والهداية الثانية في هذا المقام ؛ أن المؤمن يعلم أن كشف
الضر بيد الله ، وأنه لا يكشف الضر إلا الله ولا يدفع البلاء إلا هو ، فإن نواصي
العباد معقودة بقضائه وقدره ، وطوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى ؛ يعطي ويمنع ، يخفض
ويرفع ، يقبض ويبسط ، يعز ويذل ، الأمر أمره والخلق خلْقه جل في علاه . فالمؤمن
على يقين بالله أنه لا يكشف الضر ولا يرفع البلاء ولا يزيل اللأواء إلا الله رب
العالمين ، يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ أَمَّنْ
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ [النمل:62] ، ويقول الله تعالى: ﴿ قُلِ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ
عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء:56] ويقول الله
تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ
بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ﴾ [الزمر:38] ، ويقول
الله تعالى: ﴿ وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ
بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام:17] ، ويقول جل وعلا: ﴿ وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ
بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [هود:107] .
فالذي يكشف الضر والبلاء ويرفع الشدة واللأواء هو الله تبارك وتعالى رب
العالمين ، وهذا يسوق العبد إلى هداية ثالثة في هذا الباب وهي: التوكل على الله ، وتفويض
الأمر إلى الله ، وصدق الالتجاء إليه جل في علاه ؛ فإن من توكل على الله كفاه ، ومن
التجأ إليه سبحانه وقاه ، قال الله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ
اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر:36] ، وقال الله
جل وعلا: ﴿ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق:3] ؛ جعل لكل شيء قدرا : أي وقتا ؛ فلا تستبطئ أيها المتوكل ولا تستعجل وأعظم
توكلك على الله وقوة رجاءك بالله سبحانه وتعالى ، وثق بالله وأيقن بعظيم موعوده جل
في علاه ، والله جل وعلا موفِّق من توكل عليه وكافي من التجأ إليه . ولهذا -عباد
الله - ينبغي على العبد أن يستصحب التوكل في كل حركاته وجميع تنقلاته ، وقد ثبت في
الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ
بَيْتِهِ فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لاَ حَوْلَ
وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ))
.
أيها المؤمنون : الهداية الرابعة في هذا الباب ؛ العناية بالدعاء ، فإن
الدعاء -يا عباد الله - مفتاح كل خير ، وفرج كل مكروب ، ونجاة كل خائف ، وهو سلاح
المؤمن ، وهو ينفع في دفع البلاء ورفعه نفعًا عظيما ، بل إن الدعاء عدو البلاء ، يدافعه
ويرده ويكون سببًا لوقاية المسلم منه ، وإذا كان البلاء كالسهام فإن الدعاء كالتُّرس
الواقي بإذن الله تبارك وتعالى . ولهذا ينبغي على العبد أن يتترَّس بالدعاء وأن يُعظم
الرجاء وأن يكون كثير الالحاح على الله جل في علاه ، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:60] ، ويقول جل وعلا: ﴿ وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186]، ويقول جل وعلا: ﴿ ادْعُوا
رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ
رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف:55-56] ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: ((ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ
مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ)).
عباد الله : ولهذا ينبغي على العبد أن يُعنى في هذا المقام وفي كل مقام
بالدعاء عناية عظيمة ؛ لنفسه خاصة ، ولقرابته، ولعموم المسلمين . وقد صح في الحديث
عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ
وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ)) ؛ مما نزل: أي
برفعه ، ومما لم ينزل: أي بدفعه ، فهو نافعٌ في هذا وذاك . ولهذا ينبغي على العبد
أن يكثر من الدعاء مع اليقين بالله والثقة به جل في علاه ، ومن الدعوات النافعة في
بابنا هذا : ما ثبت في سنن أبي داود وغيره من حديث أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يتعوذ من البرص والجذام والجنون ومن سيء الأسقام» ، وثبت في
الصحيح «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء
وسوء القضاء وشماتة الأعداء» ، وثبت أيضا في الصحيح أنه قال عليه الصلاة والسلام:
((تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ
الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ)) .
أيها المؤمنون : الهداية الخامسة في بابنا هذا ؛ أن نعلم علم يقين أن هذه
الحياة الدنيا ميدان ابتلاء ودار امتحان ، والله عز وجل خلَقها وأوجد الناس لذلك ،
وتأملوا في هذا المقام آيات من كتاب الله جل وعلا ؛ يقول الله تعالى: ﴿ الَّذِي
خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك:2] ، ويقول
الله جل وعلا: ﴿ وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام:165] ، ويقول الله جل وعلا: ﴿ وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ
عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[هود:7] ؛ فهذه
ثلاث آيات من كتاب الله جل وعلا فيها أن الله عز وجل إنما خلق العالم السفلي
والعلوي وخلق الناس ليبلوهم أيهم أحسن عملا ﴿ وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء:35] ، ولهذا -عباد الله- ينبغي أن نعلم أن لذة الدنيا ممزوجة بألم ، وفرحها
مزوج بغم ، وصحتها ممزوجة بسقم ، وغناها ممزوج بفقر ، والعبد مبتلًى ولابد في هذه
الحياة الدنيا ، لكن أمره ومآله في كل ابتلاءاته إلى خير ورفعة كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ((عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ،
وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ))
.
نسأل الله
جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وبأنه الله الذي لا إله إلا هو أن يرفع
عنا وعن المسلمين أينما كانوا كل ضر وبلاء ، وأن يكشف عنا الجهد والشدة واللأواء ،
وأن يحفظنا أجمعين بما يحفظ به عباده الصالحين .
أقول هذا
القول؛ وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه
هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا
شريك ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّا بعدُ أيها المؤمنون : اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه في الغيب والشهادة
مراقبة من يعلم أن ربه يسمعُه ويراه .
أيها المؤمنون : ومن الهدايات العظيمة في هذا الباب ؛ أن المؤمن يعلم
بهداية القرآن وإرشاده أن الشافي الكافي هو الله وحده لا شريك له ، وتأمل في هذا
المقام قول خليل الرحمن فيما ذكره جل وعلا عنه قال: ﴿ وَإِذَا
مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:80] ، وقد ثبت في الصحيح أن نبينا عليه الصلاة والسلام إذا أُتي إليه بمريض
قال: ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ، مُذْهِبَ الْبَاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ،
لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)) أي لا يُبقي علة
ولا يُبقي أثرا . فالشفاء بيد الله ، والدعاء بالشفاء طلبًا من الشافي جل في علاه
نافعٌ غاية النفع ، مفيدٌ غاية الفائدة في دعائك لنفسك ودعائك أيضا لإخوانك
المسلمين .
نسأل الله
جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين ، وأن يفرِّج
هم المهمومين، وأن ينفِّس كرب المكروبين ، ونسأله جل في علاه أن يرفع عنا وأن يدفع
عنا وعن المسلمين في كل مكان كل بلاء وشدة ولأواء ، اللهم إنا نسألك يا الله
بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تحفظنا في بلاد الحرمين وفي ديار المسلمين كلها
بما تحفظ به عبادك الصالحين .
هذا وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله - على محمد بن عبد الله كما أمركم الله
بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ، الأئمة المهديين؛ أبي
بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي . وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم
بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر من نصر دينك
وكتابك وسنَّة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين
المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرًا ومعِينا وحافظًا ومؤيدا ، اللهم
آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك
واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك ، وأعنه على طاعتك ، وسدِّده في أقواله
وأعماله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام . اللهم وفِّقه وولي عهده لما تحبه
وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، زكِّها أنت خير من زكاها ،
أنت وليُّها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم أصلح
لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا
آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير ، والموت راحةً لنا
من كل شر ، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين .
وللمزيد
من الخطب السابقة للشيخ عبدالرزاق البدر تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=125 |