قصة
قوم لوط أسلوب
قرآني في التنفير من الرذيلة 04 -03 -1441هـ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ
ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ
فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا
شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزًا عَظِيمًا ))، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد
صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . أيها المسلمون:
إن من
أساليب القرآن العظيم في الدعوة إلى الطهر والعفة والفضيلة ومحاربة الفجور
والرذيلة: تبشيع جريمة الفاحشة وذكر عقوبات فاعليها وإن من القصص التي
تكرر ذكرها في القرآن تسع مرات لهذا الغرض: ما قصه الله علينا من قصة قوم لوط،
لتكون كما قال سبحانه في ختامها: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ)
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ) أي: المتأملين المتفهمين
المتفكرين في الأسباب والعواقب، الذين لم تسيطر الشهوات على قلوبهم وعقولهم. عباد الله: آمن لوط
عليه السلام بدعوة عمه الخليل إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه من بلاد العراق إلى
بلاد الشام، فبعث الله لوطاً إلى أهل بلدة سدوم وما يتبعها من القرى، في غور
فلسطين. وكان أهل سدوم والقرى
التابعةِ لها، إضافة إلى شركهم بالله العظيم، كانوا قوم سوء فاسقين، انتكست
فطرتهم، وخبثت سيرتهم وسريرتهم، فوقعوا في فاحشة اللواط(إتيان الذكر الذكر)،
فكانوا قوم سَوء فاسقين خبيثين مجرمين مسرفين عادين، أحبوا هذه الفاحشة وتشربتها
نفوسهم وفضلوها على معاشرة ما خلق الله لهم من النساء الزوجات، وحتى لم يفعلوا
الفعلة مع زوجاتهم وإن كانت هي أيضا نكراء، وإنما لانتكاسهم فضلوا الذكران، قال
لهم نبيهم لوط عليه السلام: ((أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ
عَادُونَ))، وقال لهم: ((إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ
النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)) ولم يقع أحد من بني
آدم في هذه الفاحشة الشنيعة قبل هؤلاء، كما قال تعالى: ((أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ
مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ)) وجرتهم هذه الفاحشة
إلى أنواع من الخسة والدناءة والرذيلة وذهاب الحياء والمروءة بالكلية، فانتكسوا
وارتكسوا في دركات المنكرات، يفعلون الفعلة المنكرة في نواديهم أمام بعضهم ولا
يتحاشون عن قول أو فعل رذيل، ويخونون الرفيق والضيف ويقطعون الطريق فيعتدون على
المسافرين كما وصفهم القرآن: ((أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ
السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ)) فبلغهم نبي الله لوط
عليه السلام رسالة ربه، فدعاهم إلى التوحيد وعبادة الله وحدة وترك الشرك به وعبادة
ما سواه، ولو دخل التوحيد قلوبهم لاستنارت نفوسهم وانشرحت صدورهم وأبغضوا الفحشاء،
ولكنهم لم يستجيبوا ولا رجل واحد منهم ولا امرأة حتى زوجة لوط عليه السلام لم
تؤمن، فليس فيهم رجل رشيد. وأخذ لوط عليه السلام
يحذَّرهم من عاقبة ما هم عليه من الشرك الفحشاء النكراء، وتوعدهم بعقوبة الله إن
لم يجيبوا دعوته، ويقلعوا عما هم عليه ((وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا
فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ)) ((فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا
أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)) الله أكبر، تواصى
القوم الفاسقون بإخراج لوط وأهله وطردهم من القرية، بتهمة أنهم (أُنَاسٌ
يَتَطَهَّرُونَ)، فجعلوا الفضيلة جريمة وتهمة، وأقروا على أنفسهم بالنجاسة
والخساسة. وهذا هو منطق
المنحلين الذين انقلبت لديهم القيم والموازين في كل زمان وحين، يسخرون من طهر
المؤمنين. وفي سياق آخر يستعجل
قوم لوط على أنفسهم العذاب: ((فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا
ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)) تعجل القوم العذاب،
وتمادوا في فحشهم وخبثهم، وعتوا عن أمر ربهم، ولم تزدهم دعوة لوط إلا عناداً
وسخرية وتضجراً. فلما قامت عليهم
الحجة، وأصروا على الكفر والفاحشة، أحل الله عليهم العقوبة، فأرسل ملائكته الكرام
الثلاثة: (جبريل وميكال وإسرافيل) للتنفيذ، فجاؤا إلى نبي الله لوط في بيته عند
غروب الشمس على صورة أضياف شباب إنْس، فما شعر أنهم ملائكة، فأضافهم ولكن ساءه
مجيؤهم جداً وضاق بهم ذرعاً، واشتد عليه الأمر جداً، لِما يعلمه من خسة أهل البلدة
ودناءتهم وفجورهم. ولم يعلم بضيوف نبي
الله لوط إلا أهلُ بيته، لكن خانته زوجتُه الخائنةُ بكفرها وإفشائها لسر زوجها،
فذهبت وأخبرت بعض القوم بأضياف لوط وذكرت لهم حسنهم وجمالهم، فجاء القوم مسرعين
مستبشرين بهذا الصيد الثمين، وأخذوا يراودون لوطاً عن ضيوفه، وأخذ يمنعهم،
ويغالبهم ويحاورهم ويقول لهم: ((إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا
اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ)) ((يَا
قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا
تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)) ولكن القوم سكارى بسكرة الشهوة وحب الفاحشة
((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)) لا يفقهون شيئاً، وسكرة
الشهوة أشد في بعض صورها من سكرة الخمرة. فلما اشتدوا على لوط
وكادوا يغلبونه قال لوط متمنياً: ((لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي
إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ)) لدفعتكم به، ودعا لوط ربه: ((رب نجني وأهلي مما يعملون)). عندها تكلم الملائكة
الكرام فــ: ((قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ))
فاطمأن لوط، وضرب جبريل وجوه القوم بخفقة من جناحه فطمس الله على أعينهم فأصبحوا
لا يبصرون ورجعوا خائبين تائهين، كما قال القوي المتين: ((وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن
ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)) ثم أمر الملائكة
لوطاً: ((فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ
أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)) فامتثل لوط أمر ربه
وسرى بأهله ليلا، يتبع أدبارهم يمشي وراءهم، فلما فارقوا ديار سدوم وجاء الصبح،
نزلت العقوبة العظيمة الفظيعة عليهم، ((وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ
مُّسْتَقِرٌّ*فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)) ثلاث عقوبات عظيمة شديدة: الأولى:
الصيحة، وهي صوت قاصف عظيم أفزعهم عند شروق الشمس ((فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ
مُشْرِقِينَ)). الثانية:
قلب الله الأرض بهم وجعل عاليَ ديارهم سافلها، فاقتلع جبريل عليه السلام قراهم
بجناحه من قرارها ورفعها حتى بلغ بهم عنان السماء فسمعت الملائكة صياحهم وصياح
ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها عليهم ثم جعلهم يهوون إلى الأرض. وقيل: قلب ديارهم
عليهم بالخسف. الثالثة:
أرسل الله عليهم مطراً من حجارة صلبة متتابعة مكتوب على كل واحدة منها اسم من
ستصيبه، فإذا أصابته هلك وصرع، قال تعالى: ((وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن
سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ))، ((وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم
مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ
الْمُنذَرِينَ)). فجمع الله عليهم
أنواعاً من العقوباتِ ونكّل بهم نكالا لم ينكّله بأمة سواهم لقبح فعلتهم وشناعة
فاحشتهم ((وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ *فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ* فَبِأَيِّ آلَاءِ
رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ *هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ))، ((وَكَذَٰلِكَ
أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ
أَخْذَهُ
أَلِيمٌ
شَدِيدٌ)). يقول ابن كثير رحمه
الله: وجعل الله مكان قرى قوم لوط بحيرة منتنة شديدة الملوحة لا ينتفع بمائها ولا
بما حولها من الأرض (وهي ما يُسمى اليوم بالبحر الميت) فصارت عبرة وعظة وآية على
قدرة الله تعالى وعظمته وعدله وانتقامه وشدة بطشه. أ.هـ. ويقول علماء الأرض:
إن منطقة البحر الميت هي أخفض منطقة على وجه الأرض، فإذا كانت هي ديار القوم
يكونون قد سفلوا حساً بسفال ديارهم، كما سفلوا معتقداً وسيرة وخلقاً. اللهم اجعلنا من عبادك المتوسمين المعتبرين..
ولا تؤاخذنا ربنا بما يفعله السفهاء منا ، ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. غفرانك ربنا ، غفرانك ربنا ، غفرانك ربنا ، لا إله
إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين والحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على
توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه
الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ
وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً . أما بعد: أيها المسلمون: جريمة
اللواط من أبشع الجرائم، وأعظم الخطايا، وأقبح الذنوب، وأسوأ الفعال، تدل على
انتكاس الفطرة، وطمْس البصيرة، وضعف العقل، وقلة الديانة، وهي علامة الخذلان، وسلم
الحرمان، نسأل الله العفو والعافية والغفران، ولذا عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب
به أمة من الأمم. وعقوبة فاعلها في
الإسلام القتل للفاعل والمفعول به، سواء كان محصنا أو غير محصن، قال رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ
قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ) رواه الترمذي وأبو داود
وابن ماجه وصححه الألباني ولم تُكرر لعنة الله
ثلاث مرات على فعل كبيرة من الكبائر كما كررها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على اللوطي منفراً ومحذراً: (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ
لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ
عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ) رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط في تحقيق المسند. وقد أجمع الصحابة رضي
الله عنهم على قتل اللوطي، لكن اختلفوا في طريقة قتله، فمنهم من ذهب إلى أن يحرق
بالنار، ومنهم من قال: يرمى به من أعلى شاهق، ويتبع بالحجارة، ومنهم من قال: يرجم
حتى الموت. قال ابن القيم رحمه
الله: جريمة تكاد الأرض أن تميد من جوانبها إذا عُملت عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار
السموات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها، فيصيبهم معهم، وتعج الأرض
إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها. قال الوليد بن عبد
الملك أمير المؤمنين: لولا أن الله ذكر قصة اللوطية في القرآن ما كنت أظن أن رجلاً
يركب رجلاً! ومن عقوبات وآثار هذه
الفاحشة الشنيعة في الدنيا ما ابتلى الرب تبارك وتعالى به ممارسيها من الأمراض
التي نهايتها الموت، وقد قتلت هذه الأمراض الملايين من البشر عقوبة للانحراف عن
فطرة الله. أيها الناس: في
زماننا الذي يسمى زمن المدنية والحضارة والتقدم، تراجعت البشرية وصلت في بعض
مجتمعاتها إلى أدنى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من الخساسة والقذارة والحيوانية
بل وأقبح، فقد سنَّت النظم الغربية العلمانية المتحررة من الشرائع الربانية، سنت
القوانين التي تبيح الشذوذ الجنسي وسموه تحسينا وتزيينا (المثلية)، فأجازوا للرجل
أن يتزوج بالرجل والمرأة بالمرأة، أي عار على الحضارة هذا؟ وأي ارتكاس؟ حتى
البهائم العجماوات لم تفعله. وهل يتصور أن يصل هذا
القانون إلى دول تنتسب إلى الإسلام فتجعل للُّوطية حقوقا وأندية محمية؟ يا للعار. ولو عُرضت رذيلة قوم
لوط على النُظُم البشرية المعاصرة، لقال الديمقراطي: اختيار شعبي فمن حقهم، وقال
الليبرالي: الناس أحرار فيما يمارسون، وقرر العلماني: أن لا دخل للدين بالممارسات
الجنسية، واعتذر التنويري: بأنهم معذورون لأن عندهم خلل جيني، ولقال المدني: هم
فئة من الشعب فيجب احترام حقهم. هذه هي النظم البشرية
يا أولي الألباب. أما الشريعة الربانية
ديانة الفطرة فإنها تجرم وتعاقب وتتوعد بالعذاب، وتعمم بالعذاب الراضين غير
الممارسين. فاللهم رحماك، اللهم
عافنا واعف عنا، فيا أهل الإسلام احذروا وحذروا وانفروا ونفروا، واستقيموا على
الفطرة والديانة تنجوا وتسلموا.. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم
تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا ظلمنا أنفسنا ظلماً
كثيراً فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم. ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما
كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك ، إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت . اللهم أعنا على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك . اللهم اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ،
تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم
صدورنا ، وعافنا واعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللَّهُمَّ أَلِّفْ
بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ،
وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا،
وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمِكَ مُثْنِينَ بِهَا
عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمِمْهَا عَلَيْنَا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به
علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله
الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، اللهم لا تجعل
مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا، وﻻ تسلط علينا من ﻻ
يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .، ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم. ربنا
اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم
واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |