العبرة من قصة قارون
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها المسلمون :
في قصص الأمم الغابرة عبرة ، قال ذو الجلال والعزة : (( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )) .
ومن أجل أن نعتبر بما جرى لمن سبقنا من الأمم أقواماً وأفراداً ، قَصَّ الله علينا في القرآن كثيراً من قصص الأولين , رحمة بنا وهداية لنا حتى نعلم سننه في الأمم الماضية ، (( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا )) .
فبالاعتبار عباد الله نعلم لنتقي أسباب الهلاك والنقم , وبالاعتبار نعلم لنلزم أسباب النجاة وثبات النعم .
أيها الناس : من قصص القرآن التي يناسبُ الوقتَ والحالَ التذكيرُ بها ، قصةٌ قصها الله علينا في آخر سورة القصص .
إنها قصة ( قارون ) الذي جعله الله عبرة لأهل زمانه , وجعل قصته في القرآن عبرة للناس في كل الأزمان .
قال الله تعالى : (( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى )) من قوم موسى ، بل كان ابنَ عمِّ موسى كليم الرحمن عليه السلام ، كما هو قول أكثر أهل العلم ، ولكن هذه القرابة لم تغن عنه شيئاً لما بغى على أمر الله وعلى نعم الله وعلى عباد الله .
وجاء عنه أنه كان من أقرأ بني إسرائيل للتوراة وأحسنهم صوتاً بها ، لكن لم ينفعه ذلك ، لكونه نافق كما نافق السامري , وأهلكه البغي فاغتر بكثرة أمواله وخزائنه .
قال الله (( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ )) ، لقد آتى اللهُ قارونَ من الأموال التي تُكْنَزْ شيئاً كثيراً عظيماً جداً , وصف الله كثرتَها بأن : مفاتيح الخزائن التي فيها الكنوزُ والأموالُ يثقل حملها على العصبة من الرجال الأشداء الأقوياء , [ والعصبة من العشرة إلى الأربعين رجلاً ] .
لكن هل شكر قارونُ ربه على هذا الرزق الواسع ؟ لم يشكر قارون , وإنما أشِرَ وبَطِرَ وافتخر وتكبر ، وأخذ يمارس الفساد والفجور , ونسي العواقب ، ونسي الآخرة , واغتر بأموال الدنيا الفانية .
فقام الناصحون من قومه بني إسرائيل بواجب النصيحة فذكَّروه ونصحوه بخمسة نصائح كما حكى الله :
النصيحة الأولى : قالوا له (( لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )) ، لا تفرح فرح البطر والسرف والترف والفخر فهذا الفرح لا يحبه الله ولا يحب أهله .
الثانية : قالوا له (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ )) ، سخِّر ما وهبك الله من النعم لطلب الدار الآخرة ودرجاتها ، فنعيم الآخرة (( لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا )) .
النصيحة الثالثة : قالوا له (( وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )) خذ بنصيبك من ملذات الدنيا التي أحلها الله لك دون إسراف ، ولا تجعل الدنيا همك .
الرابعة : قالوا (( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ )) أحسن إلى الخلق وأحسن في عبادتك للخالق مثل ما أحسن إليك الخالق .
الخامسة : (( وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )) ، لا تعمل الفساد ولا تسع إليه فالله لا يحب الفساد والمفسدين
لكن قارون لم يقبل النصح ولم يتأثر ولم يتذكر ، بل بغى وتمادى (( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ )) بغى عليهم بالكبر والبطر والظلم ، ، واغتر بنفسه وبما أوتي وقال : (( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي )) فأنا أستحق هذه الكنوز لتميزي ، وحَصَلَتْ لي هذه الأموال بسبب علمي ومعرفتي وتصرفي في التجارات وأنواع المكاسب .
فأخفق قارون في الابتلاء والاختبار وجحد نعم الله عليه ، ونسي : (( أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ )) الكافرة بنعم ربها (( مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا )) للأموال ، فنسي أن الله أهلك عاداً وثمود وأهلك سبأ وأهلك فرعون وآله في اليم على مرأى ومسمعٍ منه أي قارون (( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا)) (( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ )) .
ويتمادى قارون في الفخر والخيلاء ، ويطوِّل ثيابه شبراً كبراً ، وفي يوم من الأيام خرج قارون على قومه في زينةٍ عظيمة , وتجمل باهر من مراكب وملابس وخدم وحشم ، حتى تمنى من تعلقت قلوبهم بزخارف الدنيا وزينتها أن لو كان لهم مثل الذي أعطي قارون فقالوا متمنين : (( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )) فلما سمع مقالتهم إخوانُهُم من أهل العلم والديانة نصحوهم وقالوا لهم : (( وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا )) وما أُوتي قارون حطام دنيا فانية لا يعدل عند الله جناح بعوضة .
فما عاقبة تمادى قارون في اختياله وفخره وبغيه على قومه ، وعدم قبوله لنصح الناصحين ؟ .
كانت عاقبة قارون أليمة ، حيث حل عليه الوبالُ والنكالُ الفظيع , وحقَّت عليه العقوبة الشنيعة ، خسف الله به وبأمواله وكنوزه ، قال الله : (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ )) ، جازاه الله من جنس عمله , فكما رفع نفسه على عباد الله , وترفع عن قبول الحق ، أنزله الله أسفل سافلين ، هو وما اغتر به من داره وكنوزه وأثاثه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خُسِف بهم إلى الأرض السابعة . وقال قتادة : ذُكِر لنا أنه يخسف بهم كل يوم قامة , فهم يتجلجلون فيها إلى يوم القيامة .
وجاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )) اللفظ لمسلم ،
فما أغنى عنه ماله ، ولا جمعه ، ولا خدمه ، وحشمه ، ولا قرابته ، ولا دفعوا عنه نقمة الله وعذابه ونكاله , ولا كان هو منتصراً لنفسه . فما نُصِر ولا انْتَصَر ، قال الله : (( فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ )) .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ الرّحمنِ الرّحيمِ مَالكِّ يَومَ الدِّينِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأشهد أنَّ محمدًا خاتم النبيّين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين . أما بعد :
عباد الله : خسف الله بقارون أمامَ نظرِ قومه ، فكان في هلاكه عبرةً لهم فاعتَبَرُوا وتَذَكَّروا (( وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا )) .
فعرف بنوا إسرائيل أن الله يعطي ويمنع ، ويضيق ويوسع ، ويخفض ويرفع ، ابتلاءً واختباراً وله الحكمة البالغة التامة ،
وعرف بنو إسرائيل أن الفلاح في الدنيا والآخرة لا يمكن أن يتحقق مع الكفر بنعم الله ، والكفر بدينه وشرعه وقالوا : (( وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ))
وواجبنا يا عباد الله أن نعتبر كما اعتبر بنوا إسرائيل .
فلنا عبرة مما حل بقارون ، وعبرة بأسباب ما حل به ، وعبرة بنصائح قومه له .
فأول العبر التي نأخذها وأكبرها : أن جحد نعم الله ، أو البطر بالنعم والأشر والسرف والترف في التعامل معها يُحِلُّ بالمترفين المسرفين النقمة والنكال والوبال وزوال النعم ، وليس بين الله وبين عباده نسب ، فستحل سننه بالجميع .
ومن هنا نعلم خطورة ما فعله بعض المترفين في مجتمعنا من مظاهر البطر بالنعمة وتصوير ذلك ونشره على الملأ ، فيخشى على هؤلاء حلول نقمة الله بهم .
وثاني العبر التي نأخذها من القصة : أن الله أحل العقوبة بقارون وحده وبداره ، (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ )) ونَجَّا الله بني إسرائيل من عاقبة فعل قارون . لماذا يا عباد الله ؟ ذلك لأنهم نصحوه ونهوه وأنكروا عليه فلم ينته .
وهذه هي سنة الله . أنه ينجي الناصحين المصلحين ، فقد قال الله تعالى في قصة الذين اعتدوا في السبت (( أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )) وقال جل وعلا: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) .
ومما يسعد ويفرح عباد الله : استنكار عامة مجتمعنا لمظاهر السرف والترف التي ظهرت ، وارتفاع أصوات الناصحين المنكرين لهذه الأفعال ، وهذا ما يملأ قلوبنا بالرجاء أن لا يؤاخذنا ربنا بما فعله هؤلاء السفهاء المترفين .
فاثبتوا يا عباد الله على النصح ، والإنكار للمنكرات بقلوبكم وألسنتكم وأقلامكم .
وألزموا أنفسكم التوسط في الإنفاق والمآكل والمشارب والضيافات دون إسراف ولا تقتير ولا تبذير فهي صفة عباد الرحمن الذين (( يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا )) ، قال الله في صفاتهم : (( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا )) وقال تعالى آمراً وناهياً : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ )) أخرجه البخاري .
فاللهم اجعلنا من المعتبرين ، اللهم اجعلنا لك شكارين ، ربنا اجعلنا لك ذكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أوزعنا اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت بها علينا، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك التي أنعمت بها علينا. اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين .
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم تغمدنا ووالدينا برحمتك إنك أنت أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك رحمة تصلح بها قلوبنا وتفرج بها كروبنا وتيسر بها أمورنا وتشفي بها مرضانا ، وترحم بها موتانا يا أرحم الراحمين . اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا أنفسنا طرفة عين. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات . اللهم اغفر للمسلمين الميتين وجازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً .
اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام واجزهم خيراً على ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين يا رب العالمين .
اللهم ادفع عن بلادنا مضلات الفتن، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل شر وفتنة يا خير الحافظين، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة فاجعل كيده في نحره ، اللهم عليك بالروافض أعداء أهل البيت وخصوم السنة ، اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية . اللهم وفق حكام المسلمين لتحكيم شريعتك ونصرة توحيدك وسنة نبيك ، اللهم اجعلهم حربا على الشرك والبدعة والضلالة . اللهم عليك بطاغية الشام وأنصاره وأعوانه اللهم عجل بهلاكه ونصرة أهل السنة . اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين ، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في الشام وفي بورما ، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم ، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا حيّ يا قيوم . ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا: