كل شيء بقضاء وقدر
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا. وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وكفى بالله وليا ونصيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى
جميع الثقلين بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، اللهم صل وسلم
على محمد وعلى آله وأصحابه الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أما بعد:
أيها
الناس، اتقوا الله فقد فاز المتقون، واعتمِدوا على ربكم في كل ما به تتصرفون،
واعلموا أن كل شيء بقضاء قدرِ من يقول للشيء كن فيكون، ألا وإن الاعتقاد في القضاء
والقدر أحد أصول الإيمان، وبتحقيقه يتحقق للعبد الربح ويسلم من الخسران، فإن هذا
الاعتقاد إذا وقر في القلوب نشط العاملين في أعمالهم، ورقاهم إلى مدارج الكمال في
كل أحوالهم، فمن آمن حق الإيمان بالله وعلم أن كل شيء بقدره وقضاه ثبّت الله قلبه
للرضى والتسليم وهداه، ومن استعان بالله معتمدا بقلبه عليه أعانه، ومن لجأ إليه
واحتمى بحماه حماه وعصمه وصانه، ومن تحمل في سبيله الأثقال والمشاق سهلها عليه وهونها،
ومن قصد نحوه صادقا كفاه كل مؤنة وزيّن في قلبه مسالك الخير وحسّنها، كيف يرهب
الخلق في رضى الخالق من يعلم أن الأجل محتوم؟!!
وكيف يخشى الفقر فيما ينفق من ماله في الخير من تيقن
أن الرزق مقسوم؟ !!!!
كيف
لا يطمئن إلى كفاية الله ورزقه من يعلم أن الله تكفل بأرزاق الخليقة؟!!!
كيف لا يثق بوعد من قال: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ
مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] ؟ وهو الذي بيده خزائن الملك على
الحقيقة، كيف يتسخط العبد المصائب والمكاره والله هو الذي قدرها؟!!!!
كيف لا يحتسب له ثوابها ويرجو ذخرها من يعلم أن
الله هو الذي أجراها ودبرها؟!!!!!
ألا وإن الإيمان بقضاء الله وقدره يوجب
الطمأنينة إلى الله في كل الحالات، ويسهل على العبد اقتحام الصعاب والأهوال
الملمات. {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ
بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11] .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. أقول
هذا القول، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله كثيرًا ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما
بعد :
وللإيمان
بالقدر ثمرات جليلة منها:
الأولى:
الاعتماد على الله تعالى، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء
بقدر الله تعالى.
الثانية:
أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده، لأن حصوله نعمة من الله تعالى، بما قدره من
أسباب الخير، والنجاح، وأعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة.
الثالثة:
الطمأنينة، والراحة النفسية بما يجرى عليه من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب،
أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له
الرابعة
: عدم اليأس والقنوط وقد قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح مسلم ان النبي rقال[احرص
على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل].
ولـمزيد من خطب الشيخ الوليد الشعبان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129
|
|
|