خطبة عيد الأضحى 1440هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله الكبير المتعال، العظيم ذي الكمال، العزيز ذي الجلال، له
الأسماء الحسنى ونعوتُ الجمال.
أحمده سبحانه حمداً كثيراً طيباً مباركاً، وهو المستحق للحمد على كل
حال، وأشكره على نعمه وبالشكر يزداد منه الخير والنوال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة صدق وإخلاص عائذا
من الضلال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى الصحب والآل، وسلم تسليما.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
الله أكبر عدد من صلى وصام، الله أكبر عدد من حج البيت الحرام، وطاف
بين الركن والمقام.
الله أكبر عدد الليالي والأيام، الله أكبر عدد الأنام، وعدد الملائكة
الكرام.
والله أكبر عدد من دان بالإسلام.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً، والحمد لله
كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلا..
أما بعد:
فـ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ)) ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)).
عباد الله: يومكم هذا يوم عظيم، هو أعظم الأيام عند
الله، يوم عيد الأضحى، آخر الأيام المعلومات، وأول الأيام المعدودات الفاضلات.
يوم شعائر ومنسك، ينحر فيه المسلمون ضحاياهم ذاكرين
مكبرين شاكرين، موجهين وجوههم وقلوبهم قِبَلَ رب العالمين.
إنه يوم شكر وذكر وتكبير للعلي الكبير، فكبروا الله
تكبيرا كثيراً حتى يملأ تكبيركم ما بين السماء والأرض، وأبشروا فما كبر مكبر إلا بشر
بالجنة، كبروا حتى تتصاغر الشياطين، ويعلوا ذكرُ رب العالمين، كبروا التكبير المقيد
أدبار الصلوات المكتوبات والتكبير المطلق في كل الأوقات.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله
أكبر ولله الحمد.
يا أمة محمد، فضل الله عليكم عظيم ونعمته كبيرة بهذا
الدين القويم وهذه الشريعة الغراء، فالله ما أنزلها إلا ليسعدكم ويصلح شأنكم في الدنيا
وفي الآخرة.
ألا فلتعلموا أن أسعد المسلمين بالإسلام، هم أولئك
الذين دخلوا فيه بشموليته فأخذوا بجميع عُرُى الإسلام وشرائعه وجميع شعب الإيمان ما استطاعوا
من ذلك، كما أمر الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)).
ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد
له بالطاعة في أمره ونهيه.
أيها الناس: اعلموا أن عُرُى دينكم وشعبه وشرائعه مدارها
على أصولٍ أربعةٍ عظيمةٍ، عليكم الأخذ بما استطعتم منها إن أردتم لأنفسكم السعادة والفلاح:
الأصل الأول وهو أصل الأصول: الاعتقاد بعقيدة الإيمان
والتوحيد، بأركانها الستة، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر
خيره وشره، فأصل الدين: الإيمان والتوحيد، فالإيمان الإيمان العقيدة العقيدة، أيقنوا
بها واثبتوا عليها حتى تلقوا ربكم بها، فأنتم في زمن فتن (يُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضاً)
و (يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً) نعوذ بالله من مضلات الفتن، قال صلى الله عليه
وسلم بعد أن ذكر الفتن: (فمَنْ أحَبَّ أَن يُزَحْزَحَ عَن النَّارِ ويَدْخُلَ الجَنَّةَ
فلتَأْتِهِ مَنيّتُهُ وهوَ يؤْمِنُ بِاللَّه واليَوْمِ الآخِرِ) رواه مسلم
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله
أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الأصل الثاني: أداء الفرائض وعدم تضييعها، وأعظم الفرائض: النطق
بالشهادتين بيقين وإقامة الصلوات الخمس، فلا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، وبقية أركان
الإسلام.
ومن الفرائض العظام: الجهاد في سبيل الله تحت راية
ولي الأمر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحاكم إلى الشريعة في الأمور كلها
والدعوة إلى الله، وبر الوالدين وصلة الأرحام، وطاعة ولاة الأمر بالمعروف وغيرها من
فرائض الإسلام العظام.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله
أكبر ولله الحمد.
الأصل الثالث: اجتناب المحرمات، وتعظيم الحرمات، وعدم انتهاكها،
ورعاية حدود الله بعدم تجاوزها، فالله يغار على حرماته إذا انتهكت، وإذا غار غضب وسخط
وعاقب، فعوذوا عباد الله برضى ربكم من سخطه، وبعفوه من عقوبته، وبه سبحانه منه جل شأنه
((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))
واعلموا أن أصول المحرمات التي حرمها الله في كل الشرائع
خمس، ذكرها تعالى في قوله: ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا
بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُونَ)) الفواحش والإثم والبغي والشرك والقول على الله بغير علم.
عباد الله: وشريعتنا الغراء تربينا على تعظيم الحرام
واجتنابه وعدم التهاون به.
فالصلاة الخاشعة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصوم والإحرام
امتناع عن الحلال لتتدرب النفس على الامتناع عن الحرام، والعقوبات الشرعية من قصاص
وحدود وتعزيرات رادعة حاجزة، والكوارث والعقوبات التي يسلطها الله على العصاة قَبْلَنَا
ومن حولنا واعظة ومثيرة للمراجعة، وحرمة الأشهر الحرم زاجرة.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله
أكبر ولله الحمد.
عباد الله: وهذا اليوم مقام تذكير بحرمة الحرمات المنتهكة،
لذا عظّم النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع في مثل هذا اليوم حرمات العباد
فقال: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم
هذا)) حرمة عظيمة مغلظة مضاعفة.
حرمة الدماء المعصومة مغلظة جداً، وحرمة أموال الناس
قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام في مقام آخر: ((من اقتطع من مال أخيه شيئاً بغير
حق فإنما يقتطع قطعة من النار فليستقل أو ليستكثر))، وإذا كان الحق المسلوب مالاً عاماً
تضاعفت حرمته وكان خصوم آكله يوم القيامة عموم الناس الذين لهم حق في ذلك المال، فويل
لموظف أو مسؤول كان تقصيره وتفريطه سببا في ضياع مال عام، ويل له من كثرة الخصوم الآخذين
من حسناته.
وحرمة الأعراض أيضاً غليظة، فصونوا أعراضكم أيها الشرفاء،
ولا تنتهكوا أعراض الآخرين، وإن انفتاح الأبواب أمام المرأة، لا يعفينا من مسؤولية
القوامة عليهن وحفظهن، وتبقى مفاتيح أبواب البيوت بأيدينا، فويل للمفرط بالمسؤولية،
وعلى المرأة مسؤولية حفظ عرضها وصون نفسها، وألا تخضع بقولها وتلزم أدبها عند الحاجة
لمخاطبة الرجال، وتغض طرفها، ولا تظهر زينتها فهي مأمورة أمرا مستقلا بذلك: ((وَقُل
لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا))
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله
أكبر ولله الحمد.
عباد الله: ومن الحُرُمات التي يُذكَّر بها في هذا المقام
حُرُمة الحرمين مكة والمدينة النبوية، وحُرُمة دولة الإسلام السعودية التي ترعاهما.
فيجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يراعي
حرمة بلاد الحرمين، لا سيما وقد تجرأ على حرمتها أقزام حاقدون، وشراذم ضالون وحزبيون
دجالون.
إن من واجب كلِّ مؤمن أن يَفْرَح ويُسَر بثباتِ بلاد
الحرمين على التوحيد والسنة، وإظهارها لشعائر الدين، ويفرح بمحافظتها على الحرمين الشريفين
من دنس الشرك والبدعة، وإقامتها لشعيرة الحج كل سنة وفق السُّنة، ومنعها بحزم لأي مظهر
يخالف مراد الله في هذه الشعيرة العظيمة.
فلا يحل لمسلم أن يحمله حسد أو حزبية سياسية أو حزبية
دينية أو أخطاء حادثة، على نسف الخير الكثير الذي عليه هذه البلاد، بل وربما تمنى البعض
زوالها رغم قيام ولاتها رعاهم الله، من الدين، بما لم يقم بمثله غيرهم من الولاة في
زمانهم، مع الاعتراف بالتقصير والخطأ فولاتنا بشر، لكن لم تزل بلادنا ولله الحمد والمنة
متمسكة بالتوحيد قائمة بالسنة مظهرة لشعائر الإسلام.
فبأي عقل يفكر أولئك الذين يؤيدون الدعوة لتدويل الحرمين،
أيريدون أن يحل الشركُ مكان التوحيد، والبدعةُ مكان السنة في الحرمين، أيريدون أن يكون
للرافضة والخرافيين والحزبيين والعلمانيين ولاية على الحرمين فتحل بالإسلام والمسلمين
البلايا.
إن أصحاب هذه الدعوة لم يفكروا بحق الله الأعظم ولا
بحرمة بيته الحرام ولا بمصلحة الإسلام والمسلمين.
فليتق الله أولئك المبطلون ــ وللأسف فينا سماعون لهم
ــ لا يؤتى الإسلام من قبل دعواهم الباطلة فيبوؤا بالخسران المبين.
حفظ الله بلاد الحرمين قائمة بالتوحيد والسنة، حامية
للحرمين من مظاهر الشرك والبدعة والمعصية مظهرة شعائر الدين حاكمة بالكتاب المبين،
وأيد ولاتها بالحق المبين.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر
الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلاً
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي شرع لنا العيد، وأعاده علينا من جديد
ليفيض علينا من بركاته المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة إخلاص
وتوحيد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الخلق، وخاتم الرسل، وأكرم العبيد، بلغ الرسالة
وأدي الأمانة، وجاهد في الله كل كفار عنيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما
دائمين إلى اليوم المزيد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً:
الأصل الرابع من الأصول التي ترجع إليها شرائع الدين: مكارم الأخلاق وصالحها، فالنبي
صلى الله عليه وسلم إنما بعث (ليتمم صالح الأخلاق ومكارمها) أحمد والبخاري في المفرد،
وللأخلاق ارتباط بالإيمان قال عليه الصلاة والسلام: (أكْمَلُ المُؤْمِنينَ إيمَاناً
أحْسَنُهُمْ خُلُقاً) صحيح، أحمد والترمذي، وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الرَّجُلَ
لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ) صحيح، أحمد وأبو داود
والبخاري في المفرد.
ومن أصول أخلاق الإسلام: الصبر، والحلم، والحياء، والعفو،
والتغافل وعدم الاستقصاء على الناس.
ومحبة الخير للمؤمنين (فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه
ما يحب لنفسه)
ومعاملة الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به.
فبمثل هذه الأخلاق تنال أعلى الدرجات في الجنات، قال
صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ... (بِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ
خُلُقَهُ) حسن، أبو داود
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله
أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فالأضحية سنة
مؤكدة، وطيبوا بها نفساً، واذكروا اسم الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام وليقل المضحي
عند ذبح أضحيته: بسم الله والله أكبر.
واعلموا أن الذبيحة الواحدة تكفي عن أهل البيت جميعهم
أحيائهم وأمواتهم، هكذا كان يُفعل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة
رضوان الله عليهم، قال أَبو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه: ( كَانَ الرَّجُلُ
فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ،
وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ) صحيح
والأضحية للأحياء لا للأموات، إلا إن أوصى الميت.
واعلموا أن وقت الذبح يبتدئ من بعد صلاة العيد ويمتد
إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، ويصح الذبح ليلا ونهارا والنهار أفضل.
عباد الله: تفقدوا ضحاياكم، ولتكن سالمة من العيوب،
وراعوا السن المعتبرة، واستحسنوها واستسمنوها، وأحسنوا الذبح ولا تؤذوا البهيمة، فبرحمة
البهيمة يرحمكم الله.
اللهم هب لنا من لدنك رحمة هيئ لنا من أمرنا رشداً.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن صحابته الكرام وعن التابعين لهم بإحسان،
وعنا معهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب
علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم اجعلنا
من المعظمين لجنابك وشعائرك وحرماتك، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره
إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا واعف عنا واغفر
لنا وارحمنا.
اللهم سلم حجاج بيتك الحرام، وأعدهم إلى ديارهم مقبولين
غانمين معافين.
اللهم احفظ بلاد الحرمين قائمة بالإسلام الحق، واحفظ
سائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلح ولاة أمرنا، ووفقهم لما فيه صلاح البلاد
والعباد، وأبعد عنهم بطانة السوء والإفساد.
اللهم انصر جنودنا، وأمِّن حدودنا، وادحر عدونا.
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في فلسطين وسوريا واليمن
ومصر وليبيا والسودان والعراق، وسائر بلدان الإسلام، واحقن دماء المسلمين وانتصر للمضطهدين
المظلومين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحم أمواتنا وأموات المسلمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار
(سُبْحَانَ
رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ *
وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ).
وللمزيد من الخطب السابقة لخطبة عيد الأضحى تجدها
هنا:
http://islamekk.net/play.php?catsmktba=1460
|