خطبة جمعة بعنوان ( سقوط الاخوان )
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ..........
أيها
الاخوة المسلمون : المناسبة تحتم على المتكلم الا يحيد عن الحديث عنها بما يتناسب
معها , فنحن ألان في شهر رمضان المبارك الذي لو بقي المتكلم يتكلم عن كل ما فيه وما يحتويه لأخذ منه الزمن الطويل والطويل , فيتكلم عن ماذا ويسكت عن ماذا ؟ أيتكلم
عن الإيمانيات وترسيخ العقيدة من خلال عبادة الصوم ؟ , أم عن العبادات المتنوعة في الشهر الكريم ؟ أم عن المعاملات اللازمة ؟ أم عن الآداب
والسلوكيات والتربية ؟ أم عن البذل
والعطاء والإحسان ؟ أم يتكلم عن الانتصارات التي حصلت للمسلمين في أشهر الصيام في
السنين الغابرة ؟ نعم – أيها الإخوة – هذا هو الذي نريد أن نتكلم عنه اليوم وباستبشار
عريض , وأمل كبير ---- فإن من
استعرض التاريخ الإسلامي وجد أن هناك
معارك للمسلمين حصلت في أشهر الصوم وكان
النصر حليف المسلمين فيها ولله الحمد والمنة , فمعركة بدر كانت في السابع عشر من
رمضان في السنة الثانية للهجرة 0 وفتح مكة كان في السنة الثامنة للهجرة في العاشر من رمضان 0 وفتح الأندلس كان في
رمضان 0 ومعركة القادسية كانت في رمضان 0 ومعركة عين جالوت كانت في رمضان 0 وغرها من المعارك , فكلما تهيئة أسباب النصر
الزمانية والمكانية وإعداد العدد والعدة وكل ما يلزم من أسباب النصر تحقق قوله تعالى (
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) , وقوله تعالى (
...... ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )
نصر آخر من نوع آخر يضم اليوم لانتصارات
المسلمين وخصوصا أهل السنة والجماعة , هذا النصر – أيها الإخوة – ليس في معركة
شعارها السلاح والسنان والقتل والمقاتلة ,
إنه نوع من أنواع جهاد الأعداء الذي قال
فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان
له حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره , ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون , ويفعلون مالا يؤمرون ,
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن , ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن , ومن جاهدهم بقلبه فهو
مؤمن , وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
" رواه الإمام مسلم عن عبد
الله ابن مسعود رضي الله عنه 0
فليشهد الزمن وليكتب التاريخ انه وفي شهر رمضان من العام ثمانية وثلاثين
وثلاثمائة وألف أي هذه السنة , حصل نصر جديد لأهل السنة والجماعة على أهل البدع والمناهج الباطلة , وخصوصا منهم جماعة الإخوان المسلمين , بعد معركة
شعارها : مقارعة الحجة بالحجة , وبيان الحق وتجليته , وتعرية الباطل وكشف زيفه
, عبر كل السبل المتاحة للمنازلة ,
وبعد صبر وتحمل طويل وتحلي بالحكمة والتؤدة والتريث وعدم العجلة من الجهات المسؤولية والمعنية في دولة التوحيد المباركة , حتى وصل الأمر إلى
انه لم يعد في القوس منزع , ولا في الصبر والتحمل فائدة , فليس ينفع مع هذه الجماعة
الخارجية المارقة ورؤسائها , وزعمائها ودعاتها ومشائخها وداعميها ومموليها , واتباعها سوى ماتخذ في حقها اليوم من إجراءات
أوليه أمل في أن تتبعها إجراءات
تدرّجيّة قويه , حتى توأد الفتنة في مهدها
, ويسلم الناس من شرها , فحماية العقيدة
حق منوط في عنق من ولاه الله امر المسلمين , بل إن حفظ الضروريات الخمس
وحمايتها للأمة هو كذلك واجب منوط في عنق
من ولاه الله أمر المسلمين , فأول هذه الضروريات الخمس هو الدين , واهم مهمات الدين هو العقيدة ,
فلا يرضى أهل السنة والجماعة بعد أن من الله عليهم بسلامة العقيدة لايرضون
أبدا بان يستبدلوا بها عقيدة حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم , من يرضى من
أهل السنة أن يكون شيعيا , أو خارجيا , أو
معتزليا , أو علمانيا لبراليا , لا اعتقد
ان ذلك يراد وأهل السنة يقرؤون قول الله
تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين _ وهم اهل السنة والجماعة وعلى رأسهم أئمة
الهدى 0 ومن عناهم النبي صلى الله
عليه وسلم بقوله : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور ..... الحديث 0
ما فتات جماعة الاخوان المسلمين منذ
تاسيسها الى يومنا هذا وما كلت وما فترت
تكيد لأهل السنة والجماعة وتحاربهم باسم أهل السنة والجماعة , وتتدثر بدثار الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر , وتتباكى على جراحات المسلمين وهم جرحوا الأمة بانكى
جرح وهو الانحراف بأبناء الأمة عن المنهج
الحق الى منهج الضلال , وهم السلم والظهر المتين الذي يعتليه الاعداء من الخارج
للوصول الى الداخل
قلناها كثيرا وكررناها مرارا بأنه لن يأتي شر على المسلمين الا من قبل
جماعة الإخوان المسلمين ونقول لكم
اليوم – أيها الإخوة - أفي شك انتم منها الآن ؟ وقد اتضحت للعيان ؟ خذوها صريحة وقاعدة خالدة ,
اعلموها جيدا وأدركوها حقا :
كل الأديان بدءا باليهود والنصارى والوثنيين , وكل المذاهب والطوائف بدءا
بالخوارج والشيعة والمعتزلة ومن حذا حذوهم
كلهم في خندق واحد ضد أهل السنة والجماعة , وعلى رأس تلك الجماعات الضالة والأديان المنحرفة جماعة الإخوان المسلمين بمختلف مسمياتهم القاعدة وداعش
والنصرة وغيرها , بل إنهم اليوم وبعد سقوط الأقنعة وتكشف
الحقائق هم رأس الحربة لتلك الأديان والمذاهب على أهل السنة والجماعة
, ولن يصل الأعداء إلى أهل السنة والجماعة في أي بقعة من الأرض في وقتنا الحاضر إلا عن طريق هذه الجماعة
المارقة والفرقة الخارجية الفاسدة ,
ولعلنا لا نحتاج إلى كثير كلام حولهم لتشخيصهم
بقدر ما نحتاج اليوم إلى أن نعرف
ما يلزمنا وما يتوجب علينا تجاههم على
وجه العموم , وتجاه أذنابهم وأتباعهم في بلادنا على وجه الخصوص , ولا سيما أننا قد ذكرنا منهجهم مرارا , ورموزهم
تكرارا , في خطب ماضية وبالأسماء
الصريحة 0 وحتى لا نطعن من الداخل مرة اخرى يجب ان نحذرهم ونحذر قنواتهم التي
ارتضعت الحزبية المقيتة من ثدي جماعة الإخوان فقائته سما زعافا على الناس ومن تلك القنوات الجزيرة والمجد وصفا
ووصال وبداية وغيرها كثير وكثير , والمتابع لهذه القنوات ومن خلال ما يستضيفون في برامجهم ممن يسمون
بالعلماء والمشايخ والعارف بسيرة ألئك
الضيوف ومنهجهم في الدعوة والتغيير والإصلاح
يعلم علم اليقين أننا مستهدفون ومراد بنا الانحراف عن منهج السلف الصالح 0 فحذاري حذاري – ايها الاخوة – واعيذكم بالله من ان يكون احدنا امعة تخدعه المظاهر
وجميل العبارات , والادعاءات الكاذبة
في إرادة الاصلاح ونصرة الدين , لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بانهم يقولون
من خير قول البرية ....... ومع هذا قال : يمرقون من الدين كما يمرق السهم
من الرمية 0 فالميزان إذا لايكون الا باتباع الكتاب والسنة على فهم سلف الامة كما قال صلى الله عليه وسلم :.... على مثل ما
انا عليه اليوم واصحابي " اللهم وفقنا للزوم سبيل نبيك وصحابته الكرام ...
اقول قولي هذا ....................الخ
الخطبة الثانية
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ...............
ايها
الاخوة المسلمون : ثلاث رسائل نرفع أصواتنا
بها من هذا المكان علها تصل فإلى الخير
نصل : الرسالة الاولى الى ولات امرنا نقول: نحمد الله اليكم , ونبارك لكم هذا الانتصار الذي لطالما تاقت اليه
نفوسنا , ونشد على ايديكم ونستبشر بقادتكم
خيرا , لقد سلكتم أفضل السبل , وتوخيتم افضل الطرق , فسددتم ووفقتم , وآتت جهودكم
المباركة ثمارها النافعة , حميتم العقيدة , وصنتم البضة , وقطعتم الطرق على الاعداء , وتكسرت كل آلات
الحرب والمحاربة على صخرة التوحيد الصلبة ,
فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قال : نصرت بالرعب مسيرة شهر " فإن لمن سلك
سبيل النبي صلى الله عليه وسلم نصيب من
تلك النصرة فمستقل ومستكثر , والمطمع
منكم والامل العاجل في التفاتة قوية لإذناب تلك الجماعة في بلادنا , المنتشرين في الجامعات والمساجد وغيرها , والإيعاز إليهم بطريقة أو بأخرى بان اليوم ليس كالأمس , وان الرجوع الى
الحق حق مكفول لمن ند عن الجادة , وهو أفضل
وأخير من التمادي في الباطل , فلم يعد اليوم هناك كثير سريات , والادراج مليئة بالملفات , فمن لم يرد بنفس خير , أو لم يأت منه خير , فلا اقل من الا يمكن من الشر , ولم تتوقف مصالح
المسلمين على مدارة احد يرجرى منه أوبة قد لا تحصل 0
أما الرسالة الثانية : فهي لمن تلوثة
افكارهم بنتن منهج الاخوان المسلمين فتاثروا بهم , وربما انضموا اليهم , وعاونوهم
ونشروا منهجهم , وروجوا لافكارهم ,
ولمعوا علماءهم ومشائخهم , ودعوا الناس
للاقتداء بهم , ووزعوا كتبهم وتسجيلاتهم نقول
: هي واحدة من اثنتين : فإما أن تراجعوا أنفسكم وتعلنوها صراحة مدوية براءة خالصة
بعد ما تبين لكم الحق تفعلون ذلك ديانة وتعبدا ... فإن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا
مما تتركوه ..... وإن أبيتم إلا سلوك سبيل
الضالين , والتخلي عن سبيل سيد المرسلين وصحابته الغر الميامين , فتحملوا نتائج ما
تجنون , فهؤلاء هم رموزكم وقادتكم
ومشائخكم يتساقطون اليوم من أعين الناس والعالم
واحدا تلو الآخر , والحبل جار على البقية
, ولان قال الله تعالى عن الكافرين ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )
فإن الله لن يجعل لاهل البدع والأهواء والحزبيات على أهل السنة سبيلا 0
أما الرسالة الثالثة فهي لكم انتم – ايها
الاخوة - الكثير منكم يتابع ما يحدث اليوم
من مستجدات على ارض الواقع , ومن هنا فإن إغماض العين وإصمام
الإذن والشرود بالذهن عما يجري على
المسلمين مما يهمهم في دينهم , في دنياهم , في محيطهم , في
بلادهم في أي شيء من شؤونهم أن ذلك ليس مستساغا ,
ولا مطلوبا إلا لمن جهل الحقائق
ومن صارت بضاعته تجاه الحوادث مزجاة , وهو في نفس الوقت محتم على أهل
العلم والبصيرة والخبرة ومن حباهم الله الحكمة
في إيصال المعلومة والإفادة , والذب عن الشريعة وفق المنهج النبوي أن يبينوه للناس ولا يكتمونه ........ ومن هنا
فقد علم الجميع اليوم ما يجري في بلاد المسلمين من أحداث ومتغيرات تكاد تسابق
الزمن من سرعتها , وتكاد لا تخفى على احد
من كثرتها , كل يوم ينكأ جسد الأمة بجرح لم يتضمد الجرح الذي قبله حتى صار بعضها ينسي بعض , وبعضها يرقق بعضها ......... ولكن الناس لكثرة الخائضين فيها والمتحدثين عنها لم يعد احد منهم يميز صحيحها من سقيمها , وحقها
من باطلها , إلا ما رحم ربي , لكثرت الشبه
وانعدام الميزان الحق , وقلب الحقائق , والتغرير بالبعض , والاغترار بالبعض .... ولكن
الله تعالى يأبى ان تكون الغلبة لاهل الباطل
وإن ابتلوا فترة من الزمن وفي بلد من البلدان , وهذه
الأقنعة الزائفة تتساقط اليوم تباعا في كل حدث يحدث
وفي كل منعطف من منعطفات الحياة يحصل
, وحينها يعلم الناس بحقائق الأمور فيحمدون من كان يحذرهم الشر وأهله , إن
هم سمعوا القول فاتبعوا أحسنه , وقد
كان من قبل يدعوهم إلى الخير وأهله الذين هم القلة الموصوفين بالإيمان بقوله تعالى
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى
ونصله جهنم وساءت مصيرا ) إنه سبيل
المؤمنين الذين قال عنهم المصطفى صلى الله
عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي
على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من
خالفهم حتى يأتي أمر الله " إنهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية 0
فالزموا منهج هذه البلاد المباركة , منهج
العلماء والأمراء فالخير كل الخير في سلوك
هذا السبيل , كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم : لا تجتمع أمتي على ضلالة 0 ثقوا بولاتكم وبعلمائكم , ولا تغرنكم الأصوات
التي ربما تسمعونها من هنا أو هناك في
اللمز والغمز والطعن ونحوها , واسألوا
الله العافية والسلامة , فقد كفيتم أمورا كثيرة , فاعلموا الخير وافعلوه واحمدوا من أعانكم عليه ...... وصلوا وسلموا
.....
|