أحكام فقهية في الطهارة والصلاة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسَلَّمَ تسلِيمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد :-
اتقوا الله وانتبهوا ونبهوا إخوانكم على ما يحتاجونه من مسائل الأحكام، فمن ذكّر أو علّم أخاه المسلم مسألة واحدة كتب له الأجر عند الملك العلام. واعلموا أن الأصل طهارة الأشياء كلها، فمن أصابه ماء من ميزاب أو رطوبة, أو وطئ روثا أو أرضا لا يدري عنها فجميع ذلك محكوم له بالطهارة. ومن صلى وهو محدث ناسيا حدثه أعاد الصلاة. ومن صلى وعلى ثوبه أو بدنه نجاسة جهلها أو نسيها ولم يدر عنها حتى فرغ فلا إعادة عليه. ومن عدم الماء أو تضرر باستعماله تيمم بالتراب، وعليه أن يستوعب بالمسح جميع وجهه وكفيه وينوي بتيممه جميع حدثٍ عليه.
ومن كان مريضا وقد تلوث بدنه وثيابه بالنجاسة فإن كان يقدر على خلعها وجب عليه ألا يصلي إلا على طهارة، ومن كان لا يقدر على ذلك فليصل على حسب حاله، وصلاته تامة لا إعادة عليه. ومن أدرك من صلاة الجمعة ركعة أتمها جمعة، وإن أدرك أقل من ركعة نواها وصلاها ظهرا. ومن كانت عليه فوائت يقضيها فليبادر إلى قضائها مرتبا ولا ينتظر بقضائها يوم الغد. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن صلاة النفل في ثلاثة أوقات: من الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح، ومن صلاة العصر إلى غروب الشمس، وعند زوال الشمس حتى تزول، إلا ما استثناه الشارع.
حافظوا على الصلوات في أوقاتها، وإياكم والتفريط في واجباتها ومكملاتها. حافظوا على الطمأنينة والسكون في القيام والقعود، والركوع والسجود، واجتهدوا في حضور القلب والخشوع للملك المعبود. وإياكم والالتفات، فإنه نقص واختلاس من الشيطان، واحذروا كثرة الحركة، فإنها موجبة للخلل والنقصان. ومن جاء منكم والإمام يخطب فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، وكذلك في غير الخطبة. ولا تسابقوا الإمام، فمن سابق إمامه فلا وحده صلى، ولا بإمامه اقتدى، ولا بنبيه اهتدى. فإذا ركع الإمام فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا وهكذا بقية الأركان. وإذا قرأ القرآن جهرة فاستمعوا له وأنصتوا. وإياكم والمرور بين يدي المصلين، فمن فعل ذلك فهو من الآثمين الظالمين، ومن أراد أن يصلي فليصلِّ إلى سترة ولا يضره مَنْ مرّ من ورائها ومن أراد أن يمر بين يديه فليدافعه فإن معه القرين، يريد أن يؤثم الفاعل وينقص أجر المصلين، فإن مر بين يدي المصلي حمار أو امرأة أو كلب أسود بطلت الصلاة، إلا لمن هو وراء السترة أو مع الإمام، فإن سترته سترة لمن خلفه، وهذا من فوائد الجماعات.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا أرحم الراحمين ، أقول ما تسمعون ، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله مالك يوم الدين. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين وإمام المتقين، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون، من كان حاقنا أو محتاجا إلى طعام أو غيره فليذهب لحاجته، فإن أدرك الجماعة وإلا فقد تم أجره بنيته وعذره وراحته. ومن فاته شيء من الصلاة مع الإمام فلا يستعجل بالقيام لقضاء ما فاته قبل تكميل السلام، وذلك لوجوب الاقتداء والائتمام. فمن حافظ على الصلاة وأكملها قبلت وصعدت إلى الله ولها نور وبرهان، ومن أخلّ بها ضرب بها وجه صاحبها وآلت إلى البطلان أو النقصان. كيف تهون عليك صلاتك وهي رأس مالك وبها يصح الإيمان؟ تقدم عليها حظوظ النفس وهي أكبر حظ لمن وفق للإحسان؟! {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.
اللهم اجعلنا ممن يقيم الصلاة بأركانها ويحافظ عليها يا رب العالمين، ربنا اجعلنا ممن يقيم الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر، اللهم حببّ إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين.. لك ذاكرين.. لك راغبين.. لك راهبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واسلل سخيمة قلوبنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته لنا رشدا.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين، اللهم اكفنا والمسلمين شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم ولّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أهل دينك اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز، اللهم وفقّ ولاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم أنصارا لدينك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا بسوء اللهم فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات انك سميع قريب مجيب الدعوات، اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله ربِّ العالمين.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ وليد الشعبان تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129
|