إِشَاْرَاْتٌ لِأَمَاْنِي اَلْأَحْيَاْءِ وَاَلْأَمْوَاْت
الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا كَمَا أَمَرَ، وَأَشْكُرُهُ وَقَدْ تَأَذَّنَ بِالزِّيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، إِرْغَامًا لِمَنْ جَحَدَ بِهِ وَكَفَرَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْخَلَائِقِ وَالْبَشَرِ، الشَّفِيعُ الْمُشَفَّعُ فِي الْمَحْشَرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السَّادَةِ الْغُرَرِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا اتَّصَلَتْ عَيْنٌ بِنَظَرٍ، وَسَمِعَتْ أُذُنٌ بِخَبَرٍ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ الْأَمَانِيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ،مُتَفَاوِتَةٌ مُتَبَايِنَةٌ ، فَالْغِنَى وَكَثْرَةُ الْأَمْوَالِ أُمْنِيَةٌ ، وَالشَّهَادَةُ الْعَالِيَةُ وَالْوَظِيفَةُ الْمَرْمُوقَةُ أُمْنِيَةٌ ، وَالْمَسْكَنُ الْمُرِيحُ وَالزَّوْجَةُ الْحَسْنَاءُ أُمْنِيَةٌ ، بَلِ الشِّفَاءُ عِنْدَ الْمَرْضَى ، وَالْكَفَافُ عِنْدَ الْفُقَرَاءِ ، وَالْقُوَّةُ عِنْدَ الضُّعَفَاءِ ، أَمَانِي لِبَعْضِ النَّاسِ ، وَهَكَذَا هِيَ الْحَيَاةُ أُمْنِيَاتٌ وَتَعَبٌ وَشَقَاءٌ وَعَنَاءٌ ، فَلَا الْمُقِلُّ يَقْنَعُ وَلَا الْمُكْثِرُ يَشْبَعُ ، وَكَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ نَخْلٍ تَمَنَّى مِثْلَهُ، ثُمَّ تَمَنَّى مِثْلَهُ، حَتَّى يَتَمَنَّى أَوْدِيَةً، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ". الشَّاهِدُ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ أَنَّ أَمَانِيَ النَّاسِ مُتَبَايِنَةٌ ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ يَسْعَى وَيَكْدَحُ طُوَالَ حَيَاتِهِ ، لِيُحَقِّقَ أُمْنِيَاتِهِ ، وَقَدْ يَتَحَقَّقُ شَيْءٌ مِنْهَا ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾، وَلَكِنْ هُنَاكَ أَمَانِي لَا يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَقَّقَ ، وَيَسْتَحِيلَ أَنْ تَحْصُلَ ، حَتَّى لَوْ قَطَّعَ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ ، حَتَّى وَلَوْ دَفَعَ الْإِنْسَانُ مَالَهُ وَضَحَّى بِأَهْلِهِ . أَمَانِيٌّ ـ وَاللهِ الْعَظِيمِ ـ لَوِ اسْتَشْعَرْنَا فِي حَيَاتِنَا أَهَمِّيَّتَهَا لَتَغَيَّرَتْ أَحْوَالُنَا ، وَلَحَسُنَتْ أَوْضَاعُنَا ، وَلَصَلُحَتْ قُلُوبُنَا . أَتَدْرُونَ مَا هِيَ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ ؟ إِنَّهَا أَمَانِي بَعْضِ النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ أَرْوَاحِهِمْ ! أَمَانِي بَعْضِ النَّاسِ بَعْدَ انْتِقَالِهِمْ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ . أَخِي الْمُسْلِمُ ؛ أَنْتَ الْآنَ ، تَدُورُ أُمْنِيَاتُكَ حَوْلَ حِفْنَةِ دَرَاهِمَ ، أَوْ زَوْجَةٍ أَوْ مَرْكَبٍ أَوْ مَسْكَنٍ ، وَلَكِنْ مَاذَا تَتَمَنَّى حِينَمَا يَنْقَلِبُ الْغَيْبُ شَهَادَةً ، وَالْأَخْبَارُ حَقِيقَةً ، مَاذَا تَتَمَنَّى حِينَمَا تَرَى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَمَامَكَ ، مَاذَا تَتَمَنَّى حِينَمَا تَرَى الْمَلَائِكَةَ يُحِيطُونَ بِكَ مِنْ حَوْلِكَ ، مَاذَا تَتَمَنَّى حِينَمَا تُتْرَكُ هُنَاكَ فِي قَبْرِكَ لَا أَنِيسَ وَلَا جَلِيسَ إِلَّا عَمَلُكَ . مَاذَا تَتَمَنَّى بَعْدَ أَنْ يَنْكَشِفَ لَكَ غُرُورُكَ ، وَيَتَبَيَّنَ لَكَ زَيْفُ حَيَاةٍ غَرَّارَةٍ خَدَّاعَةٍ ، شَغَلَتْكَ طُوَالَ حَيَاتِكَ ، وَخَدَعَتْكَ بِزَخَارِفِهَا ، وَازَّيَّنَتْ لَكَ بِحُطَامِهَا ، فَتَعَلَّقْتَ بِهَا ، وَانْشَغَلْتَ بِجَمْعِهَا . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : مِنَ الْأَمَانِي الَّتِي يَتَمَنَّاهَا بَعْضُ النَّاسِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ: الصَّلَاةُ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ رَكْعَتَيْنِ ، يَتَمَنَّى أَحَدُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ لَوْ عَادَ إِلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ لِيُصَلِّيَ فَقَطْ رَكْعَتَيْنِ ، أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ: "مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا، فَقَالَ: "رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنَفَّلُونَ، يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ". فَلَيَنْتَبِهِ الْمُقَصِّرُونَ بِشَأْنِ الصَّلَاةِ ، الَّذِينَ يُمْضُونَ السَّاعَاتِ الطُّوَالَ أَمَامَ شَاشَاتِ اللَّهْوِ وَالْمُجُونِ ، وَيُتَابِعُونَ الْمُبَارَيَاتِ وَالْمُسْلَسْلَاتِ ، وَيَتَكَاسَلُونَ عَنِ الصَّلَاةِ : اغْتَنِمْ فِي الْفَــــــــــــــــــــرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْـــــــتَهْ كَمْ صَحِيحٍ رَأَيْتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَـــــلْتَهْ وَمِنَ الْأَمَانِيِّ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ الَّتِي يَتَمَنَّاهَا بَعْضُ الْمَوْتَى : الرُّجُوعُ إِلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ ، الرُّجُوعُ إِلَى هَذِهِ الدُّنْيَا ، وَلَوْ لِدَقَائِقَ مَعْدُودَةٍ ، لِكَيْ يَتَصَدَّقُوا ، لِكَيْ يُنْفِقُوا الْأَمْوَالَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ ، لَقَدِ اقْتَنَعُوا الْآنَ بِفَضْلِ الصَّدَقَةِ وَلَكِنْ فَاتَ الْأَوَانُ . ﴿رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ يَقُولُهَا بِكُلِّ أَسًى وَحَسْرَةٍ ، وَلَكِنْ فَاتَ الْأَوَانُ . نَعَمْ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَوْفَ يُسْأَلُ عَنْ مَالِهِ : مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ لَقَدْ تَأَكَّدَ أَنَّ بُخْلَهُ بِمَالِهِ فِي حَيَاتِهِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى نَفْسِهِ ؛ لَقَدْ عَلِمَ يَقِينًا بِأَنَّهُ إِذَا تَصَدَّقَ فَإِنَّمَا أَجْرُ صَدَقَتِهِ يَجِدُهُ عِنْدَ اللهِ ؛ وَلِهَذَا ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ طَلَبَ التَّأْخِيرَ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ! لِمَاذَا ؟ لِيَرْفَعَ أَرْصِدَتَهُ ، أَوْ لِيَبِيعَ أَسْهُمَهُ ، أَوْ لِيَشْتَرِيَ عِقَارًا ، أَوْ لِيَبْنِيَ دَارًا ؟ كَلَّا : لِيتَصَدَّقَ وَيَكُونَ فِي صُفُوفِ الصَّالِحِينَ ! فَعَلَيْكُمْ بِالصَّدَقَةِ يَا عِبَادَ اللهِ ، قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا ، قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الصَّدَقَةُ أُمْنِيَةً مِنَ تِلْكَ الْأَمَانِي الصَّعْبَةِ الْمُسْتَحِيلَةِ . أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلًا خَالِصًا وَسَلَامَةً دَائِمَةً إنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : وَمِنَ الْأَمَانِي أَيْضًا الَّتِي يَتَمَنَّاهَا بَعْضُ الْمَوْتَى ، وَالَّذِينَ أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ : أُمْنِيَةُ الْعَوْدَةِ إِلَى هَذِهِ الدُّنْيَا ، لِتَغْيِيرِ الْأَحْوَالِ ، وَتَبْدِيلِ الْأَوْضَاعِ ، وَالصَّلَاحِ بَعْدَ الْفَسَادِ ، وَالِاسْتِقَامَةِ بَعْدَ الِانْحِرَافِ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ يَسْأَلُ اللهَ الرُّجُوعَ ، يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكُونَ كَمَا أَنْتَ أَخِي الْمُسْلِمُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، يُرِيدُ ذَلِكَ لِيَعْمَلَ صَالِحًا كَمَا فِي الْآيَةِ : ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ فَيُقَالُ لَهُ : ﴿ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : فَهَؤُلَاءِ الْأَمْوَاتُ الَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ الرُّجُوعَ ، يَتَمَنَّوْنَ الصَّلَاةَ ، يَتَمَنَّوْنَ الصَّدَقَةَ ، هَاهِيَ تِلْكَ الْأَعْمَالُ الْعَظِيمَةُ قَدْ هَيَّأَهَا اللهُ لَكُمْ ، وَيَسَّرَ لَكُمْ سُبُلَهَا ، فَاعْمَلُوا يَا عِبَادَ اللهِ وَاجْتَهِدُوا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، فَإِنَّكُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ ، سَتَرْحَلُونَ عَنْهَا قَرِيبًا ، وَتَتْرُكُكُمْ كَمَا تَرَكَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ . أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ حِفْظَ أَعْرَاضِنَا ، وَحِفْظَ أَمْوَالِنَا ، وَحِفْظَ دِمَائِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجَعْلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا لَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|