زيارة نبوية كريمة
حديث عِتْبان بن مالكٍ الأنصاريّ الخزْرَجيّ رضي الله عنه
إِنَّ
الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا
وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ
أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا
أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
)) .
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة
ضلالة .
رواية جميلة عذبة مليئة
بالفوائد، مخرجة في الصحيحين، تحكي لنا زيارةً من النبي صلى الله عليه وسلم، لأحد أصحابه
الأنصار بدعوةٍ منه رضي الله عنه.
وسيظهر لنا في الرواية
سبب هذه الدعوة، وما جرى في الزيارة من أحداث وحوارات وعفوية، وما غمرها من بساطة،
فلنستمع للرواية بنصها مع بعض الإيضاحات، ولنعش جوها:
عن مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ
الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه: (( أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ،
أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي [يعني أنه ذهب بصره أو ضعف
جداً] وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي [يعني يصلي بهم إماماً]
فَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ، سَالَ الوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ
أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ، وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَّكَ
تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو
بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ البَيْتَ، ثُمَّ قَالَ:
«أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ» قَالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ
مِنَ البَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ،
فَقُمْنَا وَرَاءَهُ فَصَفَّنَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، قَالَ: وَحَبَسْنَاهُ
عَلَى خَزِيرَةٍ صَنَعْنَاهَا لَهُ، [يعني جعلناه ينتظر طعاماً
صنعناه له ولم يجهز بعدُ، طعامٌ يشبه العصيدة باللحم] قَالَ: فَآبَ فِي البَيْتِ،
رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ، فَاجْتَمَعُوا، [يعني سمع بعض رجال الحي بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بيت عتبان فأتوا يحضرون زيارة النبي صلى الله عليه وسلم له] فَقَالَ قَائِلٌ
مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ؟ [مالك رضي الله عنه لم يحضر مع من حضر رغم أنه من أهل الحي؟] فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ:
لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ " فقَالَ الرجل:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، ثُمَّ قَالَ: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ
إِلَى المُنَافِقِينَ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ " )) متفق عليه.
رواية جميلة مليئة بالفوائد
والعبر والإرشاد، نتعلم منها التواضع من تواضعه صلى الله عليه وسلم، وإجابته لدعوة
أصحابه إلى زيارتهم في بيوتهم أياً كان مستواهم، ومن غير حاجة منهم إلى إلحاحٍ عليه،
ونتعلم التزاور في الله، فزيارته صلى الله عليه وسلم لعتبان تزاور وتجالس في الله ولله،
وهو القائل صلى الله عليه وسلم: ((قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي
لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ
فِيَّ))، فلنحيي عباد الله سنة التزاور في الله.
ونتعلم من الرواية:
البساطة، وعدم التكلف في الضيافة، والأدب في الحوار، ونستفيد حرص الصحابة على حضور
مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، ومشروعية اتخاذ المُصلى في البيت، وجواز الجماعة في
صلاة النافلة أحياناً، والعديد من الفوائد، أكتفي بالتركيز على اثنتين منها:
ــ أولاها:
وهي أجلها وأعظمها: ما جاء في قول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((فإنَّ اللهَ تعالى حرَّم على النَّار مَن قال: لا إله إلَّا اللهُ، يَبتغي بذلك وَجْهَ
الله)). الله أكبر، فضيلة عظيمة من فضائل التوحيد والنطق بكلمتِهِ، تفرح قلوب الموحدين.
وتحريم اللهُ
أهلَ التوحيد على النارِ درجتان:
الدرجة الأولى: أن يحرم
الله دخول الموحد إلى النار، فيدخل الجنة مباشرة، وهؤلاء ثلاث مراتب:
1ـ الأعلى منهم من يدخل
الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهم من حقق التوحيد وصفاه ونقاه من الشوائب.
2ـ ودونهم من يدخل الجنة
بعد حساب يسير.
3ـ والمرتبة الثالثة
من يدخلون الجنة مباشرة بالشفاعة، أو بفضل الله ورحمته وعفوة ومغفرته.
فهؤلاء الموحدون حرم
الله على النار دخولهم إليها، فيا له من فوز عظيم مبين.
والدرجة الثانية
من الموحدين: من يدخل النار، ولكن يُحَرِّم الله على النار
خلودَه فيها، فيخرج من النار بعد أن يعذب ويطهر من ذنوبه.
فهذه فضيلة عظيمة للتوحيد
تدفع الموحد لِأنْ يزداد علماً بالتوحيد وبلا إله إلا الله، ويكون شغله الشاغل في حياته
تحقيق توحيده بشروطه ومقتضاه.
اللَّهُمّ أَحْيِنَا عَلَى
التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ وأمتنا عَلَيْهِمَا ، وَحَرّمْنَا عَلَى النَّارِ فَإِنَّا
قُلْنَا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِك.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ
فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُم بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ
وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ
الْمُسْلِمِينَ إِنْ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لله الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيِنِ كُلِّهِ وَكَفَى
بِاللهِ شَهِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الله وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ؛
إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا، أَمَا
بَعْدُ:
الفائدة الكبيرة
الثانية: أنه يحكم على المسلم وفق الظَّاهِر، والله تعالى يتولى
السرائر، فمن تلفَّظَ بالشهادتينِ حُكِمَ بإسلامه، وأجريت عليه أحكام المسلمين، وحرم
رميه بالكفر أو بالنِّفاق، حتى لو وُجِدَت شواهدُ تُوهِمُ ذلك، فلربما له عذر، ولكن
على المؤمن أن يجنب نفسه مكان الريبة، ولا يضع نفسه موضع التهمة.
وعلى المؤمنين أن يحسنوا
الظن ببعضهم، ويلتمسوا الأعذار لبعضهم ما دام يوجد مُلْتَمَسٌ.
ويتبع هذه
الفائدة: فضيلة الذب عن عرض المسلم، فلما قيل في مالك بن الدخشن
رضي الله عنه إنه منافق، ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرضِهِ، وقال للقائل: ((لاَ
تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ
وَجْهَ اللَّهِ))
فمالك ابن الدخشن رضي
الله عنه ممن شهد بدراً، فنجزم أنه ليس بمنافق، لأنه ليس في البدريين منافق، ولكن رآه
بعض الصحابة كأن وجهه للمنافقين فظنوا أن في قلبه نفاق، ولعله كان يعاملهم لمصالح دنيوية
معاملة مأذون فيها.
وكيف لا يقف النبي صلى
الله عليه وسلم هذا الموقف وهو القائل: ((مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ بِالْغَيْبَةِ
كانَ حقا على الله أن يعتقه مِنَ النَّارِ)) صحيح أخرجه أحمد وغيره
وقد ابتلينا
في زماننا بالجرأة على أعراض الناس، والتسرع في الحكم عليهم
وكأننا نعلم الظواهر والبواطن، ومن أقبح الجرأة، جرأة بعض الناس على ذم الولاة وذم
العلماء بمواقف لا يعلم الناس أبعادها وبواطن أمرها، ولو كشف لهم باطن الأمر وعاقبته
لأحلوا مكان الذم مدحا وثناءاً.
فموسى عليه السلام كليم
الرحمن لم يصبر على ظواهر تصرفات الخَضِر، وفسرها على ظاهرها فأنكرها، فبان له بعد
ذلك أن حقيقة أمرها ومآلها خير ورحمة ولطف، وبأمر الله.
والنبي صلى الله عليه
وسلم في صلح الحديبية وافق على بنود في ظاهرها دَنِيَّةٌ وذلٌ للمسلمين، فكاد أن يفتن
بعض الصحابة بمعارضتها وعدم قبولها، لكن كانت عاقبتها الفتح المبين والنصر والتمكين
للمؤمنين.
فيا مؤمنون احفظوا ألسنتكم من
الوقيعة في أعراض المسلمين والتسرع فالحكم عليهم، فقد قال نبيكم صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ
حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ)) صحيح أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما، وردغة الخبال هي
عصارة أهل النار.
فاحذروا اللسان
يا أهل الإيمان، ونزهوا ألسنتكم مما لا يعنيكم، فقد أصبح
أكثر الناس في زماننا يتكلمون عن كل شيء ويرون أن لهم الحق في الكلام، ونسوا أنه إنما
يكب الناس في النار على وجوههم حصائد ألسنتهم.
اللهم اجعل قولنا فيما يرضيك واستعملنا في طاعتك وجنبنا ما يسخط ويغضبك
علينا، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أعمارنا آخرها ، وخير أيامنا يوم لقائك
فاللهم قو عزائمنا على طاعتك ، وارزقنا المداومة عليها يا ذا الجلال والإكرام. اللهم
أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر
الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين.. لك ذاكرين.. لك راغبين..
لك راهبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، ويسر أمورنا،
وطهر قلوبنا، واسلل سخيمة قلوبنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وجماعتنا واستقرارنا وعافيتنا وصحة أبداننا،
اللهم ادفع وارفع واصرف عنا الوباء والبلاء، وقنا شر الأدواء يا سميع الدعاء. اللهم
إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم إنا نعوذ
بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك اللهم إنا نعوذ بك من البرص
والجنون والجذام وسيئ الأسقام. اللهم إنا نسألك أن تكفينا شر الأوبئة والأمراض. اللهم
احفظنا واحفظ بلادنا وبلدان المسلمين من كل سوء ومكروه. اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا
، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى
وبصّرهم بأعدائهم والمتربصين بهم يا ذا الجلال والإكرام .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا لا
تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا اغفر لنا ولوالدينا
وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله
أكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121
|