بِاَلْذَّاْتِ لِأَصْحَاْبِ اَلْرَّسَاْئِلِ مُعَاْدَةُ اَلْتَّوْجِيْهِ عِدَّةَ مَرَّاْت
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ نَشْرَ وَتَرْوِيجَ مَايُرَوِّعُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَا يُصِيبُهُمْ بِالْحُزْنِ أَوِ الذُّعْرِ أَوِ الْخَوْفِ وَالْهَلَعِ؛ أَمْرٌ مُحَرَّمٌ لَا يَجُوزُ شَرْعًا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَوْ سَاعَدَ عَلَيْهِ؛ فَهُوَ آثِمٌ مُرْتَكِبٌ لِأَمْرٍ نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ، وَحَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: « لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا »؛ أَيْ: يَحْرُمُ عَلَى أَيِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُفْزِعَ أَوْ يُخَوِّفَ مُسْلِمًا مِثْلَهُ، بِأَيِّ شَكْلٍ وَفِي أَيِّ حَالٍ وَلَوْ كَانَ بِالْمِزَاحِ وَالْمُدَاعَبَةِ، وَسَبَبُ هَذَا الْحَدِيثِ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ هُوَ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؛ كَانُوا يَسِيرُونَ، وَمَعَهُمْ رَجُلٌ فَنَامَ؛ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَهُوَ نَائِمٌ مَازِحًا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ لِفَقْدِ حَبْلِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ: « لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا ». فَإِخَافَةُ الْمُسْلِمِينَ، وَتَرْوِيجُ مَا يَتَسَبَّبُ فِي قَلَقِهِمْ وَتَخْوِيفِهِمْ؛ أَمْرٌ لَا يَجُوزُ، وَقَدْ لَاحَظْنَا ذَلِكَ فِي الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ، عَبْرَ رَسَائِلِ الْجَوَّالِ الْمُعَادِ تَوْجِيهُهَا، مِنْ قِبَلِ أُنَاسٍ فَارِغُونَ، مُتَفَرِّغُونَ لِمِثْلِ هَذِهِ الرَّسَائِلِ وَتَرْوِيجِهَا، بَعْضُهُمْ لِخَوَاءٍ فِي فِكْرِهِ، وَتَفْرِيطِهِ فِي وَقْتِهِ، وَخِفَّةٍ فِي عَقْلِهِ، صَارَ مَحَطَّةً لِتَجْمِيعِ وَتَوْزِيعِ مِثْلِ هَذِهِ الرَّسَائِلِ ، وَغَيْرِهَا مِمَّا لَا فَائِدَةَ مِنْهُ ، وَلَا ثَمَرَةَ لَهُ ، بَلْ أَكْثَرُهَا مَجْهُولَةُ الْمَصَادِرِ، أَوْ مُتَضَمِّنَةٌ لِمَا يُفَرِّقُ الْكَلِمَةَ وَمَا يُمَزِّقُ الْوَحْدَةَ وَيَصْدَعُ الْبِنَاءَ، أَوْ مَا يُشَكِّكُ الْمُسْلِمِينَ فِي بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَمَا أَسْوَأْهَا عِنْدَمَا تَتَعَلَّقُ بِالْأَمْنِ، أَوْ بِالتَّهْوِينِ مِمَّا يَبْذُلُهُ وُلَاةُ الْأَمْرِ، أَوْ بِنَحْوِ ذَلِكَ! يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ .
وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ » . فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ؛ عَنِ الْإِشَارَةِ بِالسِّلَاحِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ الْحِرْصِ عَلَى سَلَامَةِ الْمُجْتَمَعِ، وَعَدَمِ تَخْوِيفِ النَّاسِ وَتَرْوِيعِهِمْ وَلَوْ بِالْإِشَارَةِ وَالتَّهْدِيدِ، فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَعْلَى وَأَخْطَرُ مِنْ ذَلِكَ؟!، كَيْفَ بِمَنْ يُرْعِبُ النَّاسَ بِالْكَلِمَاتِ وَالْمَقَاطِعِ وَالْإِشَاعَاتِ، وَبِأُمُورٍ هُمْ فِي مَنْأًى عَنْهَا، أَلَا يَخْشَى هَذَا وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِ، مِمَّا تَوَعَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مَنْ يُؤْذِي عِبَادَهُ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَتَثَبَّتُوا مِمَّا تَنْشُرُونَ وَتَقْرَأُونَ وَتَكْتُبُونَ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ يَنْشُرُونَ مَا يَقَعُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَمَا يُرْسَلُ إِلَيْهِمْ، دُونَ عَقْلٍ وَلَا عِلْمٍ وَلَا رُجُوعٍ إِلَى مَنْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ.
احْذَرُوا -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مَسَالِكَ الْمُنَافِقِينَ، الَّذِينَ يَنْشُرُونَ الْإِشَاعَاتِ فِي الْأَزَمَاتِ، وَيَنْقُلُونَ الْأَخْبَارَ الَّتِي لَا يُعْلَمُ صِدْقُهَا، وَلَا يُتَبَيَّنُ صِحَّتُهَا، وَلَا تَثْبُتُ مَصَادِرُهَا، يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لِتُفْقَدَ الثِّقَةُ، وَيُزْرَعَ الْقَلَقُ، وَيُهْدَمَ الْأَمْنُ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُتَوَعِّدًا هَؤُلَاءِ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ ، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانَهُ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ الْإِسْلَامِ؛ تَحْقِيقُ اَلْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ اَلْحَسَنِ: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا »، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا تَرْضَى أَخِي اَلْمُسْلِمَ؛ بِأَنْ تَكُونَ أَدَاةً لِنَشْرِ الْقَلَقِ وَالْخَوْفِ؟، أَوْ تَكُونَ سَبَبًا فِي زَعْزَعَةِ اَلطُّمَأْنِينَةِ اَلَّتِي هِيَ نِعْمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ؟ أَنْتَ يَا مَنْ تَمْسِكُ بِهَاتِفِكَ وَتَنْقُلُ مَا يَصِلُ إِلَيْكَ دُونَ تَثَبُّتٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَائِلُكَ عَنْ ذَلِكَ؟ هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ كُلَّ رِسَالَةٍ تُرْسِلُهَا قَدْ تَصِلُ لِعَشَرَاتٍ أَوْ مِئَاتٍ مِنَ النَّاسِ ؛ أَنَّ لَكَ مِثْلَ وِزْرِ كُلِّ مَنْ خَافَ أَوْ صَدَّقَهَا أَوْ نَشَرَهَا!، فَاتَّقِ اَللَّهَ أَخِي اَلْمُسْلِمَ، وَلَا تَنْشُرْ إِلَّا مَا تَعْلَمُ صِدْقَهُ وَيَخْدِمُ أُمَّتَكَ وَدِينَكَ وَوَطَنَكَ، وَأَعِدِ اَلْأَمْرَ إِلَى أَهْلِهِ، وَلَا تَكُنْ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، بَلْ كُنْ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، يَقُولُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ: « إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ » .
أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْفَظَ بِلَادَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا، وَيُوَفِّقَهُمْ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى، وَأَنْ يَرْزُقَنَا جَمِيعًا اَلْسَّمْعَ وَاَلْطَّاْعَةَ وَلُزُومَ الْجَمَاعَةِ، وَحُسْنَ الْفَهْمِ وَالْعَمَلَ بِالْعِلْمِ، وَالْبُعْدَ عَنِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ يَاْرَبَ اَلْعَاْلَمِيْنَ . ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: