كثرة الحوادث وما يرهق فيها من أرواح
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهدي الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه, أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله, واعلموا أن النفس المعصومة لها حرمة عند الله عز وجل , قال سبحانه :{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } المائدة:32.
وقال سبحانه : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {93}} النساء.
وقال سبحانه : {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {29}}النساء.
وقال سبحانه : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً}النساء:92 .
وقال سبحانه : {ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ}البقرة :85 .
وقال سبحانه : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ}البقرة :84 .
وقال سبحانه : {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}الفرقان :68 .
وفي الصحيحين, من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله, وأني رسول الله, إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني, والنفس بالنفس, والتارك لدينه المفارق للجماعة ".
وفي الصحيحين أيضاً من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه, ما لم يصب دما حراما ". رواه أبو داود
وقال عليه الصلاة السلام :" لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " رواه الترمذي والنسائي وغيرهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً, أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً " رواه النسائي.
أيها المسلمون: إن غالب من نصلي عليهم, وندفنهم في مقابرنا, ماتوا بسبب الحوادث, والتفريط, والإساءة, وسوء القيادة, وتهور الشباب , وهذا الأمر قد انتشر في المجتمع, وكثرة الشكوى منه , فهذه عائلة بأكملها قد هلكت بسبب حادث, وهؤلاء جماعة هلكوا بسبب متهور وهذا وهذا.
وكذلك ما يفعله هؤلاء السفهاء في أنفسهم في الفلوات والبراري والرمال , فيقتلون ويقتلون بغير حق , ويتعدون ويتعدى عليهم فتزهق أرواحهم , وتدمر مركوباتهم بسبب هذا التهور والجنون والأعمال الإجرامية , وهذه الأمور إن لم يقف الجميع في وجهها فإنها ستزيد من الهلاك والدمار في الأنفس والممتلكات.
فعلينا جميعاً التصدي لهذه الظواهر الغريبة على المجتمعات الإسلامية من خلال إصلاح أبنائنا , ومنعهم من المراكب وعدم الشراء إلا للعقلاء منهم , وإبلاغ جهات الأمن بالأعمال المشينة التي أدت إلى القتل الذريع في صفوف المجتمع , وعلى ولاة الأمر – وفقهم الله – الأخذ بحزم على أيدي هؤلاء السفهاء , بالسجن والتعزير, ومصادرة هذه الأموال التي يعبثون بها , لأنه من حق السلطان التعزير بما يراه صالحاً للإسلام والمسلمين .
فلو أخذت هذه السيارات الثمينة من أيدي هؤلاء السفهاء, وجعلت في مصالح المسلمين العامة, للأمن, والدعوة, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وغيرها, لكان في هذا خير للإسلام والمسلمين , عملاً بقوله عليه الصلاة والسلام :" وخذوا على يدي السفيه وأطروه على الحق أطراً ".
اللهم ألهمنا رشدنا, وقنا شر نفوسنا , ولا تؤآخذنا بما عمل السفهاء منا, وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
الخطبة الثانية لم ترد
|