طاعة الله وطاعة رسوله r
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين, إله الأولين والآخرين, ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة, له الحمد حتى يرضى, وله الحمد على الرضا, أحمده حمداً كثيراً وأشكره شكراً جزيلاً, وأشهد أن، لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه, وعلى آله وأصحابه. أما بعد:
عباد الله : اتقوا الله وأطيعوه, وعظموا أوامره ونواهيه.
قال سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} النساء.
فلا عبودية إلاَّ بطاعةٍ لله ورسوله, وولاة الأمر ما أطاعوا الله.
أيها المسلمون: جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث النبوية بالأمر بطاعة الله ورسوله, ووجوب التلازم بين الطاعتين, فمن ذلك قوله سبحانه:{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54}} النور.
وقوله سبحانه:{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {132}} آل عمران.
وقوله سبحانه: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}} آل عمران.
وقوله سبحانه: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً{80}} النساء.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول:" من يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعص الله ورسوله فقد ضل " رواه مسلم.
فطاعة الله مقرونة بطاعة نبيه, فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله, ومن عصاه فقد عصى الله.
قال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}}الأنفال.
وقال سبحانه:{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ{52}}النور.
وكان إذا خطب عليه الصلاة والسلام, قال: " أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.
وقال أيضاً عليه والصلاة والسلام: " تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً, كتاب الله, وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم" رواه الحاكم.
فهذه النصوص من الكتاب والسنة, جاءت موجبةً طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأن العبودية لا تكون إلا بذلك, فمن رام عبودية الله بغير طاعته وطاعة رسوله, فقد غوى.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من القرآنيين, الذين يقولون : بيننا وبينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه من حلال أحللناه, وما وجدنا فيه من حرام حرمناه, ثم قال عليه الصلاة والسلام:" ألا إنني أوتيت القرآن ومثله" رواه أحمد.
أيها المسلمون:
بطاعة الله ورسوله النجاة في الدارين, وبمعصية الله ورسوله الهلاك.
بطاعة الله وطاعة رسوله صلاح الدنيا والآخرة, وبالمعصية الفساد.
بطاعة الله وطاعة رسوله الفوز يوم العرض, وبالمعصية الخسارة يوم العرض.
بطاعة الله ورسوله الثبات في الدنيا والآخرة, وبمعصية الله ورسوله الريب والشك والنفاق, وعدم الثبات عند الممات, وعند السؤال وعلى الصراط.
بطاعة الله ورسوله استجلاب خير الدنيا والآخرة, وبالمعصية منع الرزق وحرمانه.
بطاعة الله ورسوله صلاح البلاد والعباد والأهل والأولاد, وبالمعصية الفساد العريض, كما في قوله عز وجل:{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}} الروم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {20} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {21} إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {26} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {27} وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ {28} يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29}} الأنفال.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه, وسنة سيد المرسلين, وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الخطبة الثانية لم ترد
|