عيد الأضحى 1430هـ
الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر
الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر
الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . الحمد لله الذي بلغنا مواسم الخيرات ، وأجزل لنا العطايا والهبات ، نحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وبعظيم سلطانه ، ونشهد أن لا إله لنا غيره ولا رب لنا سواه ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فيا عباد الله :
أوصيكم بتقوى الله U فقد قال سبحانه : ) وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ( فاتقوا الله عباد الله : ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ( ، ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ( ، ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ( . جعلني الله وإياكم من عباده المتقين .
أيها الأخوة المؤمنون :
في السنن لأبي داود ، عن النبي r قال : (( إن أعظم الأيام عند الله ، يوم النحر ، ثم يوم القر )) فيومكم هذا يوم عظيم ، هو أعظم الأيام عند الله U ، ومن فضل الله وكرمه ، أن هذا اليوم العظيم الفاضل ، وافق يوما هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، يوم الجمعة ، يوم عيد أيضا للمسلمين ، ففي هذا اليوم تفضل الله U علينا بعيدين في يوم واحد ، فاقدروا ـ يا عباد الله ـ لهذا اليوم قدره ، وتقربوا إلى الله U بما شرع لكم في مثل هذا اليوم ، يقول النبي e : (( ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم ، وإنه لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وإشعارها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا )) .
فالأضحية في هذا اليوم مما يحبه ربكم U ، وفيها إتباع لسنة نبيكم e ، روى ابن ماجه وغيره من حديث زيد ابن أرقم أنه قيل : يا رسول الله ! ما هذه الأضاحي ؟ قال : (( سنة إبراهيم )) ، قيل له : فمالنا بها ؟ قال e : (( بكل شعرة حسنة )) ، قيل : والصوف ! قال e : (( لكل شعرة من الصوف حسنة )) .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن العيد بفضله وعظمته ، وأجره وبركته ، لمن خاف الله U ، وأصلح سريرته وطهر قلبه ، وتاب من ذنبه ، واستشعر مسؤوليته نحو دينه وأمته ، فنحن في هذه البلاد الطاهرة ، تكتنفنا أخطار ظاهرة ، وأضرار باهرة ، } وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ { إنها المسؤولية العظيمة ، وما حل بنا ـ أيها الأخوة ـ من غلاء في الأسعار ، و انحباس في الأمطار ، وقلة في البركات ، وتنوع في الأمراض ، وتسلط من الأعداء ، ما هو إلا بسبب ذنوبنا وبعدنا عن خالقنا ، } وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ { .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .
أيها المسلمون :
} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ { يقول ابن كثير في تفسيره :
هذا وعد من الله تعالى لرسوله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض ، أي أئمة الناس والولاة عليهم ، وبهم تصلح البلاد ، وتخضع لهم العباد .
فاتقوا الله ـ يا عباد الله ـ اتقوا الله في أنفسكم ، واتقوا الله في أمتكم ، واتقوا الله في دينكم وأمنكم ، عودوا إلى ربكم ـ يا عباد الله ـ وآمنوا به وتقربوا إليه بعمل الصالحات والطاعات ! كونوا من الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، قائمين بأمر الله U لا يضركم من خالفكم ولا من خذلكم ، فو الله الذي لا إله غيره ، أنكم محسودون ومستهدفون ، ومن للإسلام ـ أيها الأخوة غيركم ـ هل ينصر الإسلام من ترقصه أغنية ، أو يبكيه مسلسل أو فلم ، أو تثير أحقاده مباراة كرة ! فأنتم حماة الدين وحراس العقيدة ، هاهم أعداء دينكم ، يعملون جاهدين ، لإضعاف شوكتكم ، وتفريق كلمتكم ، وتمزيق وحدتكم ، يريدون أن يحل بكم ما حل بغيركم ، فهاهم أناس بقنواتهم يبثون برامجهم لنزع ثقتكم بولاة أمركم ، وآخرون بمنتدياتهم يكتبون لتشويه صورتكم وإبطال منهجكم ـ منهج سلفنا الصالح ـ وآخرون بأقلامهم القذرة يسطرون عبر صفحاتهم ، يريدون إخراج نسائكم ، بدعوى القيادة والرياضة والفن والدراسة . وآخرون بأسلحتهم يعتدون على حدودكم وممتلكاتكم ، وآخرون } مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ { فاتقوا الله يا عباد الله ، وتمسكوا بكتاب ربكم ، وعضوا بالنواجذ على سنة نبيكم ، أطيعوا من ولاه الله أمركم ، كونوا يدا واحدة واحذروا التفرق والتشرذم ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، صلوا أرحامكم ، واحذروا المعاصي والمنكرات } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ { .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .
الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً e رحمة للعالمين ، وقدوة للعاملين ، وحجة على عباده أجمعين .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أيها المسلمون :
سمعتم قول نبيكم r : (( ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم )) فطيبوا نفوسا بضحاياكم ، ومن كان محسنا للذبح فليذبح أضحيته بنفسه ، ومن كان لا يحسن فليحضر ذبيحته ، والشاة الواحدة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته وإن كثر عددهم ، الأحياء والأموات وكذلك السبع من الإبل أو البقر يجزئ عما تجزئ عنه الواحدة من الغنم .
واعلموا أنه لا يجزئ من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ، ولا من البقر إلا ما تم له سنتان ، ولا من المعز إلا ما تم له سنة ، ولا من الضأن إلا ما تم له ستةُ أشهر .
وسلامة الأضحية من العيوب شرط لاجزائها ، فقد سأل النبي e : ماذا يجتنب من الأضاحي ؟ فأشار بيده وقال أربع : (( العرجاء البين ظلعها ، والعوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعجفاء التي لا تنقي )) .
ووقت الذبح ـ أيها الأخوة ـ يمتد من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق ، ويحرم صيام هذه الأيام .
واعلموا أنه من السنة لمن كان له أضحية يذبحها بعد الصلاة ـ صلاة العيد ـ من السنة أن لا يطعم شيئاً قبل أن يطعم من أضحيته ، هذه سنة نبيكم e . فاتقوا الله يا عباد الله ، واقتدوا بنبيكم e . واتقوا الله في هذه البهائم ، اذبحوها برفق ، وأحدوا السكين ، ولا تحدوها وهي تنظر ، ولا تذبحوها وأختها تنظر إليها ، وأمروا السكين بقوة وسرعة ولا تلووا يدها وراء عنقها فإن في ذلك تعذيبا لها وإيلاما دون فائدة . ولا تكسروا رقبتها أو تبدوا بسلخها قبل تمام موتها ، ولا تدفعوا للجزار أجرته منها واحذروا ذبح من هو تارك للصلاة وكلوا من الأضاحي وأهدوا وتصدقوا .
الله أكبر .. الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن من السنة في العيد إذا أتى المسلم إلى المصلى من طريق أن يرجع من طريق آخر غير الطريق الذي أتى من خلاله .
والعيد فرصة سانحة ، للقضاء على ما في النفوس من أمراض ، فتفقدوا أحوالكم مع جيرانكم ، وتفقدوا أحوالكم مع إخوانكم .
أسال الله عز وجل أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال . اللهم تقبل منا صالح أعمالنا واغفر لنا زللنا وإجرامنا ، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم إن نسألك الهدى والتقى والعفاف والغني ، اللهم أحينا سعداء ، وتوفنا شهداء ، واحشرنا في زمرة الأتقياء يا رب العالمين . اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ، اللهم احمي حوزة الدين اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين ، اللهم وفقهم لهداك ، واجعل عملهم في رضاك ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه ، واصرف عنهم بطانة السوء يا رب العالمين .
اللهم وفق ولاة أمرنا ، واحفظ علماءنا ، وسدد دعاتنا ، اللهم من أرادهم بسوء اللهم اشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميراً له يا رب العالمين .
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً يا قوي يا عزيز .
اللهم عليك بالحوثيين المعتدين وأعوانهم ، اللهم فرق جمعهم ، وشتت شملهم ، اللهم لا ترفع لهم راية ، واجعلهم لمن خلفهم آية يا رب العالمين .
اللهم ربنا آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
|