عيد الأضحى 36هـ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيئاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّىْ اللهُ عَلِيْهِ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً:
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ اَلْحَمْدُ.
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
تَقْوَىْ اَللهِ U، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، وَخَيْرُ زَاْدٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ اَلْعَبْدُ فِيْ حَيَاْتِهِ لِمَعَاْدِهِ، يَقُوْلُ U فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {، وَيَقُوْلُ أَيْضَاً: } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ، وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ { ، فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { ، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا { ، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا { ، فَشَأْنُ تَقْوَىْ اَللهِ U شَأْنٌ عَظِيْمٌ، وَهِيَ اَلْحَلَقَةُ اَلْمَفْقُوْدَةُ فِيْ حَيَاْةِ اَلْأَشْقِيَاْءِ، وَاَلْمَوْجُوْدَةُ فِيْ حَيَاْةِ اَلْسُّعَدَاْءِ، فَمَاْ مِنْ خَيْرٍ إِلَّاْ وَسَبَبُهُ اَلْتَّقْوَىْ، وَمَاْ مِنْ شَرٍ إِلَّاْ نَتِيْجَةُ فَقْدِهَاْ وَعَدَمِ اَلْعَمَلِ بِهَاْ ، } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ، وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { فُرْقَاْنَاً : أَيْ فَصْلَاً بَيْنَ اَلْحَقِ وَاَلْبَاْطِلِ ، يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ ، وَتَرْكِ زَوَاجِرِهِ، وُفِّقَ لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ نَصْرِهِ، وَنَجَاتِهِ وَمَخْرَجِهِ، مِنْ أُمور الدُّنْيَا ، وَسَعَادَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَتَكْفِيرِ ذُنُوبِهِ ، وَهُوَ مَحْوُهَا ، وَغَفْرُهَا : سَتْرُهَا عَنِ النَّاسِ .
اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
إِنَّ اَلْمُسْلِمَ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - يَحْتَاْجُ لِتَقْوَىْ اَللهِ U ، أَشَدُّ مِنْ حَاْجَتِهِ لِطَعَاْمِهِ وَشَرَاْبِهِ، وَمَسْكَنِهِ وَلِبَاْسِهِ، وَخَاْصَةً فِيْ هَذَاْ اَلْزَّمَاْنُ ، اَلَّذِيْ فِيْهِ يُرَوَّجُ لِلْبَاْطِلِ، بِتَزْيِيْنِهِ وَتَلْمِيْعِهِ وَتَحْسِيْنِهِ، بَلْ، بِلَيِ عُنُقِ اَلْأَدِلَّةِ اَلْشَّرْعِيَةِ لِتَأْيِيْدِهِ ، وَجَعْلِهِ حَقْاً يُتَقَرَّبُ إِلَىْ اَللهِ U بِهِ ، وَهُنَاْ تَتَأَكَّدُ أَهَمِيَّةُ اَلْتَّقْوَىْ } إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ ، يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا { فَاَلْفَصْلُ بَيْنَ اَلْحَقِ وَاَلْبَاْطِلِ، وَمَعْرِفَةُ اَلْخَيْرِ مِنَ اَلْشَّرِ، وَاَلْمُحِقِ مِنْ اَلْمُبْطِلِ، أَمْرٌ لَاْ يَظْفَرُ بِهِ، إِلَّاْ مَنْ جَعَلَ تَقْوَىْ اَللهِ U بَيْنَ عَيْنِيْهِ، وَمَبْدَأً مِنْ أَوْلَىْ مَبَاْدِئِ حَيَاْتِهِ، أَمَّاْ - وَاَلْعِيَاْذُ بِاَللهِ - مَنْ جَعَلَ تَقْوَىْ اَللهِ آخِرَ اِهْتِمَاْمَاْتِهِ، وَاَتْبَعَ مَلَذَّاْتِهِ وَشَهَوَاْتِهِ، وَنَفْسَهُ وَشَيْطَاْنَهُ ، فَلَاْ تَسْأَلْ عَنْ حَاْلِهِ وَمَآلِهِ ، وَلَاْ تَسْتَغْرِبْ شَنِيْعَ أَقْوَاْلِهِ وَأَفْعَاْلِهِ ، وَلَاْ تَأْمَنْ اَلْسُّوْءَ وَاَلْشَّرَ مِنْ أَعْمَاْلِهِ ، وَصَدَقَ اَللهُ : } مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ { ، يَقُوْلُ U : } وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ، وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ { أَيْ : مِلَّتُكُمْ مِلَّةً وَاْحِدَةً ، وَدِيْنُكُمْ دِيْنَاً وَاْحِدَاً - يَقُوْلُ U : وَأَنَاْ رَبُّكُمْ ، أَيْ وَاْحِدٌ لَيْسَ لَكُمْ رَبٌّ غَيْرِيْ ، فَأَطِيْعُوْن. تَأَمَّلُوْا - اَلْمِلَّةُ وَاْحِدَةٌ ، وَاَلْدِّيْنُ وَاْحِدٌ ، وَاَلْرَّبُّ وَاْحِدٌ، فَمَاْذَاْ بَقِيَ؟ بَقِيَ فَاَتَّقُوْن! إِذَاْ حَصَلَتِ اَلْتَّقْوَىْ، مَشَتِ اَلْأُمُوْرُ عَلَىْ مَاْ يُرَاْم ، وَاَجْتَمَعَ اَلْمُسْلِمُوْنَ، وَتَهَيَّئَةَ خَيْرَاْتُ اَلْدُّنْيَاْ قَبْلَ خَيْرَاْتِ اَلْآخِرَةِ ، أَمَّاْ إِذَاْ فُقِدَتِ اَلْتَّقْوَىْ، حَتَّىْ وَلَوْ كَاْنَتِ اَلْمِلَّةُ وَاْحِدَةً ، حَتَّىْ وَلَوْ كَاْنَ اَلْدِّيْنُ وَاْحِدَاً ، حَتَّىْ وَلَوْ كَاْنَ اَلْرَّبُ وَاْحِدَاً، فَإِنَّ اَلْأُمُوْرَ تَؤُوْلُ إِلَىْ مَاْلَاْ تُحْمَدُ عُقْبَاْهُ، أَسْمَعُوْا إِلَىْ تَكْمِلَةِ اَلْآيَاْتِ اَلْسَّاْبِقَةِ، يَقُوْلُ U : } فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ { أَيْ لَمْ يَتَّقُوْا اَللهَ ، تَفَرَّقُوْا ، صَاْرَوْا فِرَقَاً وَأَحْزَاْبَاً وَجَمَاْعَاْتٍ ، وَكُلٌ مِنْهُمْ مُعْجَبٌ بِفِرْقِتِهِ وَحِزْبِهِ وَجَمَاْعَتِهِ ، سُبْحَاْنَ اَلله - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - تَدَبَّرُوْا هَذِهِ اَلْآيَاْتِ، وَتَأَمَّلُوْا حَاْلَ أُمَّتِنَاْ اَلْيَوْمَ ، اَلْأُمَّةُ وَاْحِدَةٌ ، وَاَلْدِّيْنُ وَاْحِدٌ، وَاَلْرَّبُّ وَاْحِدٌ ، وَلَكِنْ كَمْ فِيْ اَلْأُمَّةِ مِنْ اَلْفِرَقِ وَاَلْجَمَاْعَاْتِ وَاَلْأَحْزَاْبِ، أَعْدَاْدٌ هَاْئِلَةٌ ، وَكُلٌّ بِمَاْ لَدِيْهِمْ مُعْجَبُوْنَ، وَنَحْمَدُ اَللهَ U، أَنَّنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْد ، لَاْ يُسْمَحُ بِهَاْ فِيْ قِيَاْمِ اَلْجَمَاْعَاْتِ وَاَلْأَحْزَاْبِ، وَإِلَّاْ لَرَأَيْتُمْ عَجَبَاً، وَهَذِهِ وَاَللهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيْمَةٌ، مِنْ مَنَاْقِبَ كَثِيْرةٍ لِوِلَاْةِ أَمْرِنَاْ، قَاْدَةِ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، نَفَعَ اَللهُ بِهِمُ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ . فَلَاْ مَجَاْلَ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ، أَنْ يَكُوْنَ فِيْ أَرْضِهَاْ مَقَرَاً لِجَمَاْعَةِ اَلْإِخْوَاْنِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، حَتَّىْ وَلَوْ صُوِّرَ مُؤَسِّسِوْهَاْ وَمُرْشِدِوْهَاْ اَلْتَّكْفِيْرِيْين، أَبْطَاْلَاً لِأَبْنَاْئِنَاْ، فِيْ بَعْضِ كُتُبِهِمْ. وَفِيْ أُسَرِهِمْ فِيْ مَدَاْرِسِهِم وَجَمَاْعَاْتِهِمْ فِيْ مَنَاْشِطِهِمْ، وَمِثْلَهُمْ بِاَلْسُّوْءِ ، وَعَدَمِ اَلْتَّمْكِيْنِ، جَمَاْعَةُ مُحَمَّدِ إِلْيَاْس، اَلْهِنْدِيْ اَلْصُّوْفِيْ، جَمَاْعَةُ اَلْدَّعْوَةِ وَاَلْتَّبْلِيْغِ.
فَنَحْمَدُ اَللهَ U ، أَنْ جَعَلَنَاْ أُمَّةً وَاْحِدَةً ، نَعْمَلُ بِكِتَاْبٍ رَبِّنَاْ ، وَسُنَّةِ نَبِيِّنَاْ ، وَنَسْمَعُ وَنُطِيْعُ لِمَنْ وَلَّاْهُ اَللهُ أَمْرَنَاْ .
اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
لَاْ شَكَّ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - أَنَّ اَلْتَّحَزُّبَ وَاَلْتَّفَرُّقَ، وَاَلْاِنْتِمَاْءَ وَاَلْإِعْجَاْبَ وَاَلْاِتِّبَاْعَ، لِهَؤُلَاْءِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ اَلْأَهْوَاْءِ نَتِيْجَتُهُ أَلِيْمَةٌ ، وَعَاْقِبَتُهُ وَخِيْمَةٌ ، وَلَاْ أَبْلَغُ فِيْ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اَللهِ تَعَاْلَىْ : } فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ، أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ، بَلْ لَا يَشْعُرُونَ { . فَلْنَتَّقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - وَخَاْصَةً فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْمِ اَلْعَظِيْمِ اَلْمُبَاْرَكِ، اَلَّذِيْ رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ، وَأَعْلَىْ ذِكْرَهُ ، وَسَمَّاْهُ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ ، وَجَعَلَهُ عَيْدَاً لِلْمُسْلِمِيْنَ ، حُجَّاْجَاً وَمُقِيْمِيْنَ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ، يَقُوْلُ r : (( أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، وَيَوْمُ الْقَرِّ )) يَوْمُ اَلْنَّحْرِ ، هُوَ هَذَاْ اَلْيَوْم ، وَيَوْمُ اَلْقَرِّ : يَوْمُ غَدٍ ، حَيْثُ يَسْتَقِرُّ فِيْهِ اَلْحُجَّاْجُ بِمِنَىْ. وَفِيْ سُنَنِ الْنَّسَاْئِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ ، فِي كُلِّ سَنَةٍ ، يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ، قَالَ: (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ؛ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )) .
فَلْنَفْرَحْ بِعِيْدِنَاْ ، وَلْنَجْعَلْ إِدْخَاْلَ اَلْسُّرُوْرِ عَلَىْ غَيْرِنَاْ شِعَاْرَاً لَنَاْ فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْم، لِأَنَّهُ عِبَاْدَةٌ عَظِيْمَةٌ ، وَخَصْلَةٌ كَرِيْمَةٌ ، يُحُبُّهَاْ اللهُ U فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْحَسَنِ يَقُوْلُ e : (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ : إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى قَلْبِ الْمُؤْمِنِ ، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْهُ غَمًّا ، أَوْ يَقْضِيَ عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ يُطْعِمَهُ مِنْ جُوعٍ )) فَاحْرِصُوْا - يَاْ عِبَاْدَ اللهِ - عَلَىْ هَذِهِ اَلْعِبَاْدَةِ اَلْعَظِيْمَةِ فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْمِ اَلْعَظِيْمِ، بِتَهْنِئَةِ بِعْضِكُمْ بَعْضَاً ، وَبِالْهَدِيْةِ وَاَلْكَلِمَةِ اَلْطِّيِبَةِ، وَبِالْاِبْتِسَاْمَةِ وَالْثَّنَاْءِ وَاَلْدُّعَاْءِ.
أَسْأَلُ اللهَ U لِيْ وَلَكُمْ عِلْمَاً نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً خَاْلِصَاً، وَسَلَاْمَةً دَاْئِمَةً ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحْمَدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا .
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
إن الْأُضْحِيَةَ فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْم ، لَهَاْ شَأْنٌ عَظِيْمٌ ، وَاَلْقِيَاْمُ بِهَاْ عَمَلٌ يُحِبُّهُ اللهُ U، وفيه اتباع للسنة النبي r ، ففي الحديث الصحيح، عن أنس t قال : (( ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا )) ، وَمِنْ يُسْرِ اَلْإِسْلَاْمِ وَسَمَاْحَتِهِ ، أَنَّ اَلْأُضْحِيَةَ اَلْشَّاةُ اَلْوَاْحِدَةُ تُجْزِئُ عَنْ اَلْرَّجُلِ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ اَلْأَحْيَاْء وَاَلْأَمْوَاْت ، وَكَذَلِكَ اَلْسُّبْعُ مِنْ اَلْإِبِلِ أَوْ اَلْبَقَرِ، يُجْزِئُ عَمَّاْ تُجْزِئُ عَنْهُ اَلْوَاْحِدَةُ مِنْ اَلْغَنَمِ، وَاَلْذَّبْحُ عِبَاْدَةٌ، يَجِبُ أَنْ تَكُوْنَ وُفْقَ مَاْ جَاْءَ عَنِ الْرَّسُوْلِ r, فِيْ وَقْتِهِ وَكَيْفِيَتِهِ, وَمَعْرِفَةُ مَاْ يُذْبَحُ مِنْ بَهِيْمَةِ اَلْأَنْعَاْمِ , فَمِنِ اَلْإِبِلِ مَاْ تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ, وَمِنْ اَلْبَقَرِ مَاْ لَهُ سَنَتَاْنِ , وَمِنْ اَلْمَعِزِ مَاْ لَهُ سَنَةٌ , وَمِنْ اَلْضَّأْنِ مَاْ لَهُ نِصْفُ سَنَةٍ . وَتَجِبُ اَلْسَّلَاْمَةُ مِنْ اَلْعُيُوْبِ اَلْظَّاْهِرَةِ اَلْبَيِّنَةِ, وَهِيَ : اَلْعَوَرُ اَلْبَيِّنُ , وَاَلْعَرَجُ اَلْبَيِّنُ, وَاَلْمَرَضُ اَلْبَيِّنُ, وَاَلْهُزَاْلُ. وَكَذَلِكَ مَاْ كَاْنَ مُشَاْبِهَاً لِهَذِهِ اَلْعُيُوْبِ أَوْ أَشَّد , فَإِنَّهُ يَمْنَعُ اَلْإِجْزَاْءَ .
اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ ، اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ.
أَسْاَلُ اللهَ U أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّاْ وَمِنْكُمْ صَاْلِحَ أَعْمَاْلِنَاْ، وَأَنْ يَتَجَاْوَزَ عَنْ زَلَلِنَاْ وَإِجْرَاْمِنَاْ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَاْ ذُنُوْبَنَاْ وَآثَاْمَنَاْ إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ. اَلْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَاْ صَلَّيْتَ عَلَىْ إِبْرَاْهِيْمَ وَآلِ إِبْرَاْهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَاْرِكْ اَلْلَّهُمَّ عَلَىْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَاْ بَاْرَكْتَ عَلَىْ إِبْرَاْهِيْمَ وَآلِ إِبْرَاْهِيْمَ فِيْ اَلْعَاْلَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ. وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ الْصَّحَاْبِةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنِ التَّاْبِعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفِوِكَ وَإِحْسَاْنِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمْيْنَ. اَلْلَّهُمَّ أَعْزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَانْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ اَلْشِّرْكَ وَاَلْمُشْرِكِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاْةَ أُمُوْرِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، وَهَيِّئْ لَهُمْ اَلْبِطَاْنَةَ مِنْ عِبَاْدِكَ اَلْصَّاْلِحِيْنَ اَلْنَّاْصِحِيْنَ . } رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { ، } وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ { ، } سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { .
|