ثَاْنِي العَيْدِ وَمَاْ لِلْحَاْجِ اَلْشَّهِيْدِ
اَلْحَمْدُ لِلهِ اَلْمُطَّلِعِ عَلَىْ اَلْظَّوَاْهِرِ وَاَلْأَسْرَاْرِ ، اَلْمُتَفَرِّدِ بِاَلْإِيْجَاْدِ وَاَلْاِخْتِيَاْرِ ، اَلْمَلِكِ اَلْقَهَّاْرِ ، اَلْعَظِيْمِ اَلْجَبَّاْرِ ، اَلْعَزِيْزِ اَلْغَفَّاْرِ . أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، مَاْ تَعَاْقَبَ اَلْلَّيْلُ وَاَلْنَّهَاْر ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، شَهَاْدَةً اَرْجُوْا بِهَاْ اَلْفَوْزَ بِاَلْجَنَّةِ وَاَلْنَّجَاْةَ مِنَ اَلْنَّاْرِ :
بِبَاْبِكَ رَبِّيْ قَـدْ أَنَخْــتُ رَكَاْئِبِيْ
وَمَاْلِيَ مَنْ أَرْجُوْهُ يَاْ خَيْرَ وَاْهِــبِ
فَإِنْ جُدْتَ بِاَلْفَضْلِ اَلَّذِيْ أَنْتَ أَهْلُهُ
فَيَاْ نُجْحَ آمَاْلِيْ وَنَيْلَ رَغَــــاْئِبِيْ
وَإِنْ أَبْعَدَتْنِيْ عَنْ حِمَـاْكَ خَطِيْئَتِيْ
فَيَاْ خَيْبَةَ اَلْمَسْعَىْ وَضَيْعَةَ جَـــاْنِبِيْ
اَلْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ مَغْفِرَةَ ذُنُوْبِنَا ، يَاْ عَزِيْزَ يَاْ غَفَّاْرَ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، اَلْمُصْطَفَىْ اَلْمُخْتَاْر ، صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وِأَصْحَاْبِهِ ، اَلْبَرَرَةِ اَلْأَطْهَاْرِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِيْنَ أُوتُوا الْكِتَاْبَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوْا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
كَمَاْ تَعْلَمُوْنَ ـ رَحِمَكُمُ اَللهُ ـ أَنَّ هَذَاْ اَلْيَوْم ، هُوَ اَلْيَوْمُ اَلْثَّاْنِيْ مِنْ أَيَّاْمِ عِيْدِ اَلْأَضْحَىْ ، وَأَحَدُ اَلْأَيَّاْمِ اَلْمَعْدُوْدَاْت ، اَلَّتِيْ ذَكَرَ اَللهُ U فِيْ كِتَاْبِهِ ، يَقُوْلُ U : } وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ { ، قَاْلَ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : وَهِيَ أَيَّاْمُ اَلْتَّشْرِيْقِ اَلْثَّلَاْثَةِ بَعْدَ اَلْعَيْدِ ، لِمَزِيَّتِهَاْ وَشَرَفِهَاْ ، وَكَوْنُ بَقِيَّةُ أَحْكَاْمِ اَلْمَنَاْسِكِ تُفْعَلُ بِهَاْ ، وَلِكَوْنِ اَلْنَّاْسُ أَضْيَاْفَاً لِلهِ فَيْهَاْ ، وَلَهَذَاْ حُرَّمَ صِيَاْمُهَاْ ، فَلِلْذِّكْرِ فَيْهَاْ مَزِيَّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهَاْ ، وَلِهَذَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُ r فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ )) . وَهَذَاْ اَلْيَوْمُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ يُعْتَبَرُ مِنْ أَيَّاْمِ عَيْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُ r : (( يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ )) . وَمَعْنَىْ ذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَنَّ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمُ لَاْ يَجُوْزُ صِيَاْمُهَاْ ، حَتَّىْ وَإِنْ وَاْفَقَتْ مَاْ اِعْتَاْدَ عَلِيْهِ بَعْضُ اَلْنَّاْسِ مِنَ اَلْصِّيَاْمِ ، كَاَلَّذِيْنَ يَصُوْمُوْنَ اَلْأِثْنِيْنِ وَاَلْخَمِيْسِ ، تَقَوْلُ عَاْئِشَةُ ـ رضي الله عنها فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : لَمْ يُرَخَّصْ فِيْ صِيَاْمِ أَيَّاْمِ اَلْتَّشْرِيْقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّاْ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ اَلْهَدِيَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
فَأَيَّاْمُ اَلْتَّشْرِيْقِ ، وَأَوَّلُهَاْ اَلْيَوْم ، أَيَّاْمٌ فَاْضِلَةٌ ، وَلَهَاْ مَزِيَّةٌ خَاْصَةٌ ، يَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَىْ مَاْ يُقَرِّبُهُ إِلَىْ اَللهِ U فَيْهَاْ ، وَمِنْ ذَلِكَ ذَبْحُ اَلْأُضْحِيَةِ ، لِأَنَّ وَقْتَهَاْ لَاْ يَقْتَصِرُ عَلَىْ يَوْمِ اَلْعَيْدِ فَقَط ، فَأَيَّاْمُ اَلْتَّشْرِيْقِ ، أَيَّاْمٌ يُشْرَعُ لِمَنْ أَرَاْدَ أَنْ يُضَحِيَ ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَ اَلْعَيْدِ ، يُشْرَعُ لَهُ أَنْ يُضَحِيَ بِهَاْ ، وَلَاْ يَنْبَغِيْ أَنْ يَجِدَ فِيْ نَفْسِهِ حَرَجَاً مِنْ ذَلِكَ ، يَقُول U : } وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ r : (( وَفِي كُلِّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبَحٌ )) .
وَمِمَّاْ يَتَقَرَّبُ بِهِ اَلْعَبْدُ إِلَىْ اَللهِ U ، فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْم ، اَلْإِكْثَاْرُ مِنْ ذَكْرِهِ ـ سُبْحَاْنَهُ ـ فَاَلْأَيَّاْمُ أَيَّاْمُ ذَكْرٍ ، وَاَللهُ U يَقُوْلُ : } فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً { وَيَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ : } اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً { ، وَمَاْ أَمْرُ اَللهِ U بَاَلْإِكْثَاْرِ مِنْ ذِكْرِهِ ، إِلَّاْ لِعَظِيْمِ فَوَاْئِدِهِ ، وَحُسْنِ نَتَاْئِجِهِ . وَلِذَلِكَ كَاْنَ اَلْنَّبِيُ r يُوْصِيْ بِهِ أَصْحَاْبَهُ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ أَنْ رَجَلَاً قَاْلَ : يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ ، إِنَّ شَرَاْئِعَ اَلْإِسْلَاْمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْ ، فَأَخْبِرْنِيْ بِشَيءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ . قَاْلَ r : (( لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله تَعَالَى )) وَشَبَّهَ r اَلَّذِيْ يَذْكُرُ اَللهَ بَاَلْحَيِ ، وَاَلَّذِيْ لَاْ يَذْكُرُهُ بِاَلْمَيْتِ ، فَفِيْ صَحِيْحِ اَلْبُخَاْرِيْ عَنْ أَبِيْ مُوْسَىْ t أَنَّهُ r قَاْلَ : ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ )) وَمِنَ اَلْذِّكْرِ ـ أَيُّهَاْ اَلْأُخْوَةُ ـ مَاْ يُشْرَعُ فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ ، وَصِفَتُهُ أَنْ تَقُوْلَ يَاْ عَبْدَ اَللهِ : اَللهُ أَكْبَرُ .. اَللهُ أَكْبَرُ .. لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهِ ، وَاَللهُ أَكْبَرُ ، اَللهُ أَكْبَرُ وَلِلهِ اَلْحَمْدُ . وَذَلِكَ أَدْبَاْرَ اَلْصَّلَوَاْتِ ، مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، إِلَىْ عَصْرِ آخِرِ أَيَّاْمِ اَلْتَّشْرِيْقِ ، أَيْ إِلَىْ عَصْرِ اَلْيَوْمِ اَلْثَّاْلِثَ عَشَرَ مِنْ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ . فَاَحْرِصُوْا يَاْ عِبَاْدَ اَللهِ عَلَىْ ذَكْرِ اَللهِ ، وَاَكْثِرُوْا مِنْهُ فَقَدْ قَاْلَ U : } وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً { . تَقَبَّلَ اَللهُ طَاْعَاْتِكِمْ وَصَاْلِحَ أَعْمَاْلِكُمْ ، وَجَعَلَ عِيْدَكُمْ مُبَاْرَكًا وَأَيّاْمَكُمْ أَيَّاْمَ سَعَاْدَةٍ وَهَنَاْءٍ وَفَضْلٍ وَإِحْسَاْنٍ وَعَمَلٍ ، أَقَوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ, وَأَسْتَغْفِرُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ ، مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
سَمِعْتُمْ مَاْحَدَثَ لِبَعْضِ حُجَّاْجِ بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَاْمِ فِيْ هَذَاْ اَلْعَاْمِ : حَاْدِثَةُ اَلْرَّاْفِعَةِ ، وَحَاْدِثَةُ مِنَىْ ، حَيْثُ تُوُفِّيَ عَدَدٌ مِنْهُمْ ، نَسْأَلُ اَللهَ U ، أَنْ يَتَقَبَلَهُمْ شُهَدَاْءَ عَنْدَهُ ، يَقُوْلُ U : } وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا { فَاَلَّذِيْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ ، مِنْ أَجْلِ طَاْعَةِ رَبِّهِ ، وَرِضَاْ خَاْلِقِهِ ، وَاَمْتِثَاْلَاً لِأَمْرِ دِيْنِهِ ، مَنَ اَلَّذِيْ يُعْطِيْهِ أَجْرَهُ عَلَىْ ذَلِكَ ؟ لَاْ شَكَّ أَنَّهُ اَللهُ U ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ صَحِيْحِ اَلْإِسْنَاْدِ ، يَقُوْلُ r : (( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ .؛ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَ مَا عَسَّلُهُ ؟ ، قَالَ : يَفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلُهُ )) وَأَيْ عَمَلٍ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَفْضَلُ مِنْ بَذْلِ اَلْمَاْلِ وَاَلْجُهْدِ ، وَتَرْكِ اَلْأَهْلِ وَاَلْأَوْطَاْنِ مِنْ أَجْلِ حَجِّ بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَاْمِ . وَأَيُ خَاْتِمَةٍ حَسَنَةٍ ، لِمَنْ مَاْتَ مُحْرِمَاً مُلَبِيَاً مُتَلَبِسَاً بِشَعِيْرٍة مِنْ شَعَاْئِرِ اَللهِ U ، فَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ ، يَقُوْلُ اِبْنُ عَبَّاْسٍ ـ رضي الله عنهما ـ : بَيْنَمَاْ رَجُلٌ وَاْقِفٌ بِعَرَفَةَ ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاْحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ ، أَوْ قَالَ ، فَأَوْقَصَتْهُ ؛ قَاْلَ اَلنَّبِيُّ r : (( اُغْسِلُوهُ بِمَاْءٍ وَسِدْرٍ ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلاَ تُحَنِّطُوهُ ، وَلاَ تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا )) .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
قَدْ يُوْجَدُ بَعْضُ اَلْحَاْقِدِيْنَ وَاَلْشَّاْمِتِيْنَ ، مِنَ اَلَّذِيْنَ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ لَوْ مَاْتَ اَلْحُجَّاْجُ جَمِيْعُهُمْ ، لِيَجِدُوْا مُتَعَلَّقَاً لِلْنَّيْلِ مِنْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ وَوِلَاْةِ أَمْرِهَاْ ، فَيَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْذَرَهُمْ ، وَأَنْ يُحَذِّرَ مِنْهُمْ ، وَاَلْإِيْمَاْنُ بِاَلْقَضَاْءِ وَاَلْقَدَرِ ، رُكْنٌ مِنْ أَرْكَاْنِ اَلْإِيْمَاْنِ ، كَمَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُ r فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، حَيْنَمَاْ سَأَلَهُ جِبْرِيْلُ عَنْ اِلْإِيْمَاْنِ ، قَاْلَ r : (( أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللهِ وَمَلَاْئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وَبِاَلْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ )) .
أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ U مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاْ : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْإِمَاْمُ أَحْمَدُ وَاَلْنَّسَاْئِيُ ، يَقُوْلُ r : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ )) فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرِكْ ، عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّد ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ ، وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
الْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ المُسْلِمِيْنَ ، الْلَّهُمَّ احْمِيْ حَوْزَةَ الدِّيْنِ ، وَاجْعَلْ هَذَاْ الْبَلَد آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ المُسْلِمِيْن . الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وِلَاْةَ أُمُورِ المُسْلِمِيْن لِهُدَاْكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاْكَ ، وَارْزُقْهُم الْبِطَاْنَةَ الْصَّاْلِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُم بِطَاْنَةَ الْسُّوءِ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن .
الْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوْبَنَاْ ، وَتَسْتُرَ عُيُوْبَنَاْ ، وَتَهْدِيْ قُلُوْبَنَاْ ، وَتَشْفِيْ مَرْضَاْنَاْ ، وَتَرْحَمْ مَوْتَاْنَاْ ، وَتُسَدِدْ دُيُوْنَنَاْ ، وَتَعَاْفِيْ مَنِ ابْتَلَيْتَهُ مِنَّاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاْحِمِيْن . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون . |