بمناسبة عودة المدارس النظامية
وتأثير جماعة الإخوان على مناهج التعليم في المملكة
في 6/ 11/ 1436هـ
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم , القائل في كتابه: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله معلم البشرية الأول, صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وآله وأزواجه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حق تقواه.
أيها الإخوة المسلمون: بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد لهذا العام يمكن أن نتحدث عن العلم والتعليم النظامي بما يناسب مقام الحال الحاضر في بلادنا هذه وفي زماننا هذا وفي أيامنا هذه مراعاةً لما يجري اليوم على الساحة من مستجدات, فهناك حقائق تختص بالعلم والمعرفة ومجال التعليم بمختلف مراحله من الابتدائي إلى ما فوق الجامعي, حقائق غُيّبت في الأزمان الماضية عن الناس, ولكنها ظهرت نتائجها اليوم واضحة جلية على كثير من الناشئة, فهي مخرجات تعليم وتربية وتأثيرات سلبية سيئة حصلت وأهل العلم والقيادة في البلاد في فترة من الزمن قد غبرت على حسن ظن بهم, فخرج لنا أجيال ممن تربوا على أيدي معلمين ومسؤولين في التعليم منتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين, بل هم من قيادات تلك الجماعة الخارجية التكفيرية الإرهابية خوارج هذا العصر أمثال: مناع القطان, ومحمد بن سرور زين العابدين, ومحمد قطب, وغيرهم كثير وكثير, وقد تغلغلوا في المؤسسة التعليمة منذ زمن أيما تغلغل حتى بلغ بهم الأمر إلى تأليف الكتب المدرسية ومناهج التعليم, وكانوا يدسون منهجهم وطريقتهم التي تعلموها واستاقوها من مؤسس جماعتهم حسن البنا التي تدعوا إلى تكفير المسلمين الحكام والمحكومين باستثناء مَنْ هو على منهجهم إخواني خارجي تكفيري, متى ما سنحت لهم الفرصة, فمن ذلك أنهم يذكرون حسن البنا بلقب الشهيد, ومحمد بن عبد الوهاب بلقب الشيخ, رفعا من شأن الأول, وتقليلا من شان الثاني, عليهم من الله ما يستحقون.
يذهب أبنائنا إلى المدارس كل يوم ليتعلموا العلم ويكسبوا التربية, والعلم لا يعدله شيء لمن صلحت نيته, ويكفي العلم والعلماء شرفا أن الله أشهدهم على أعظم فرض فرضه الله على البشر وهو شهادة أن لا اله إلا الله قال تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وشرف آخر قال تعالى فيه: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ). وقال صلى الله عليه وسلم في فضل طلب العلم: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بخط وافر".
والنصوص الواردة في العلم وفضله وفضل أهله كثيرة لا تخفى على الكثير يضيق المقام لذكرها كلها.
وما أحب أن أتكلم عنه في هذا المقام – أيها الإخوة - هو الجانب الوقائي لأبنائنا الطلاب, فالوقاية خير من العلاج, فإن الجوانب المضيئة والنافعة في مجال التعليم لدى مدارسنا كثيرة لا تعد ولا تحصى, فمن هذه المدارس تخرج العلماء والقضاة والأطباء, والمهندسون والمعلمون والمربون, وكل من تبوأ مكان مرموقا في أي قطاع يعمل ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مكابر.
وإن مما يُحتّمه علينا الدين والأمانة العلمية أن نتحدث عن الجانب الوقائي والتحصيني لدى أبنائنا الطلاب من الانزلاق والوقوع في أفخاخ التيارات والمناهج الباطلة حيث العولمة, وتقارب الزمان, وخصوصا من تأثير أتباع وأذناب وجنود جماعة الإخوان المسلمين الحزبيين المنتشرين في المدارس, ولهم تأثير على أبنائنا الطلبة بطريقة أو بأخرى, وذلك ببث سموهم من خلال بعض الأنشطة الترفيهية واللامنهجية التي تقام في المدارس بين الفينة والأخرى, وليست المشكلة في المنشط أو البرنامج نفسه فحسب, ولكن المشكلة فيمن يقوم على هذه المناشط من المعلمين وغيرهم من العاملين في مجال التعليم:
ما هو توجهه؟ وما هو منهجه؟ ومن هم مشائخه؟ ولمن يستمع من الدعاة؟ وما هي الأشرطة والكتب والمنشورات التي يوزعها على الطلاب؟ ومن هم المشائخ الذي يستضيفهم في المدرسة لإلقاء الدروس والمحاضرات والندوات والمسابقات ونحوها؟ وما هي قنوات التلفاز التي يتابعها؟ أهي قناة المجد ووصال وصفا وقناة سلمان العودة, وقناة بداية, ونحوها, فإن هؤلاء الحزبيين خريجو مدرسة البنا وسيد قطب لديهم من طرق المكر والمخادعة التي يمليها عليهم مشائخهم مالها تأثير كبير على الطلاب, فهم من خلال تلك المناشط والبرامج ينتقون من الطلاب ما يرون فيه صفات النجابة والذكاء ويصلح لأن يكون منفذا لمخططاتهم فيما بعد من غير أن يشعر, فيعرضون عليه الالتحاق بحلقات تحفيظ القران التابعة لهم, وحضور الدروس والمحاضرات التي يقيمونها في بعض المساجد من بعض شيوخهم ومنظريهم, وإن الأهداف التي من أجلها يفعلون هذا كله ليست واضحة وبينة للناس ولا يعرفها إلا من عرف هذه الجماعة عن كثب وعرف مخططاتها وأهدافها.
من هنا – أيها الإخوة – يجب أن لا نجد في أنفسنا حرج حينما نتكلم عن واقعنا التعليمي بكل صراحة ووضوح, ولابد أن يعلم ولي أمر الطالب حال ابنه في المدرسة, وهذا حق مكفول له شرعا ونظاما, بل إنه مسؤول عنه أمام الله إذا فرط وأهمل, فاتقوا الله في أبنائكم, فكلكم راع ومسؤول عن رعيته.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
أيها الأخوة المسلمون : اتقوا الله حق التقوى.
عباد الله: كأني بالبعض منكم حين يسمع مثل هذا الكلام الذي لم يكن يوما من الأيام قد طرق سمعه يتساءل كيف نحمي أبنائنا من وأنفسنا؟ وهل هذا واقع ملموس في مدارسنا؟ وأين الجهات المعنية عن هؤلاء؟ فأما كيف نحمي أبنائنا وأنفسنا فالأمر يسير ولله الحمد سل ابنك من هو المعلم القائم على المناشط الدعوية في المدرسة, ثم تتبع منهجه وطريقته بدون إفراط ولا تفريط على قاعدة:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه * ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه .
سل ابنك وخصوصا طلاب الثانوية والمتوسطة مَن هم المشائخ الذين يُدعون لإلقاء المحاضرات والندوات في المدرس فإذا عرفتهم عرفت حالهم وبناءً عليه تتضح لك الأمور .
وأما الإجابة على السؤال: أين الجهات المعنية عن هؤلاء؟
فإن هؤلاء الملوثة أفكارهم والمسمومة طرقهم لديهم من المكر والمخادعة وإظهار الأمور على أنها صالحة وهي عكس ذلك ما يحتار في أمرهم, وينخدع بهم كبار المسؤولين, ولا يمكن أن يتم العمل الوقائي من شر هؤلاء وأعمالهم إلا بتظافر الجهود وتكامل الأعمال بين ولي الأمر والمصلح العارف والمسؤول الناصح ولا يترك المسؤولية فقط لرجال الأمن وحدهم في الميدان يحاربون هؤلاء فكلنا رجال امن لحماية امن الوطن والمواطن, سيما وقد ألقي القبض في أعوام مضت على مجموعة من المعلمين يبثون سمومهم التكفيرية الإرهابية بين أوساط الطلبة .
أيها الإخوة: لقد أوجب الله على المسلمين المناصحة كل حسب حاله ومقدرته قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة قالها ثلاثا" قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم" وقال صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" .
اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين، اللهم أنزل على المسلمين رحمة عامة وهداية عامة يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أصلح ذرياتنا وشباب المسلمين أجمعين، اللهم اسلك بهم سبيل الصلاح والهداية وأعذهم من الفتن ودعاة الضلالة، اللهم ردهم إلى دينك ردا جميلا واستعملهم في طاعتك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفق ولاة أمرنا لما يرضيك ومدهم بعونك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم أنصاراً لدينك وحماة لشريعتك، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وجماعتنا وأبنائنا وبناتنا بسوء فأشغله بنفسه ورُدّ كيده في نحره وافضح أمره واجعل عاقبته إلى وبال يا قوي يا عزيز، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين، اللهم آمن روعاتهم واستر عوراتهم واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعوذ بك أن يغتالوا من تحتهم، اللهم مكن لهم وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز. اللهم اكفنا والمسلمين شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم ولّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ نايف الرضيمان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=123 |