عن الإخوان المسلمون وخطرهم (1)
29/10/ 1436هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ).( يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ). أما بعد:
فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: وعدت في الجمعة الماضية بمزيد من الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين وما ذاك إلا استنادا لما يأتينا من تعاميم من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تأمر الخطباء إلزاما بأن يتحدثوا ويحذّروا من الجماعات الإرهابية التكفيرية الخارجية التفجيرية الدموية الفوضوية الثورية, وأعمالها المشينة وخطرها على الناشئة , وهي موجودة لدينا بالرقم والتاريخ , إدراكا من المسؤولين وفقهم الله لخطر هذه الجماعات وتأثيرها على عقول الناس, وها أنا اليوم أذكر لكم أقوال بعض القادة والساسة والعلماء والمسؤولين في هذه الجماعة التكفيرية ليكون المسلم على علم بما يجري في عالمه ومحيطية فيجني مكاسب كثيرة أدناها حصول الحصانة عنده وأن لا ينخدع بحسن المظهر وسلاسة المنطق وقوة استحضار الأدلة من الكتاب والسنة عند دعاة الفتنة دعاة هذه الجماعة التي هي قرن من قرون الخوارج - كلما هلك قرن ظهر قرن آخر إلى قيام الساعة حتى يخرج آخرهم مع الدجال – .
سئل الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز رحمه الله هذا السؤال: صاحب السمو: قضيتم نحو ثلاثين سنة أو أكثر في وزارة الداخلية، هل تتذكر أن الأمن السعودي مارس حالة البطش ضد الشعب؟
الجواب: "لم نمر بحالة بطش بمعنى البطش، بل مررنا بحالة حزم أي كنا نقضي على أشياء قبل أن تحدث، طبعا من أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي لمسؤولياتي هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين، كان لهذا الاعتداء بوادر لكنها لم تكن تصل إلى حد أنه يمكن فيه الاعتداء على الحرم، وللأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم وكان إلى جانبهم تنظيمات أخرى منهم مَنْ تأثروا بالإخوان المسلمين، ومنهم من تأثروا بجماعة التبليغ. لكني أقولها من دون تردد أن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها - وسمها كما شئت - جاءت من الإخوان المسلمين.
وأقول بحكم مسؤوليتي: إن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة ، وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله، وحفظت كرامتهم ومحارمهم، وجعلتهم آمنين. إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا: إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة. استضفناهم وهذا واجب وحسنة، بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل، ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس، وفتحنا لهم الجامعات ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة، فأخذوا يجندون الناس ، وينشئون التيارات، وأصبحوا ضد المملكة، والله يقول: (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف!! على الأقل كان عليهم أن لا يؤذوا المملكة، إذا كانوا يريدون أن يقولوا شيئاً عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم، أذكر أنّ عالماً فذاً هو الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - عمل عندنا ثم توفي ودفن في المدينة المنورة كتب كتاباً قديماً تعرض فيه للملك عبد العزيز -رحمه الله- وعندما جاء وعمل في المملكة في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة التقيته وقلت له: يا فضيلة الشيخ أنت تعرضت للمملكة ولموحدها وأسألك بالله هل ما قلته في كتابك صحيح؟ قال: قسماً بالله لا ، لكني لا استطيع أن أغير ما قلت وأنا في المملكة إذا خرجت منها سأكتب.
وأذكر أن أحد الإخوان البارزين تجنس بالجنسية السعودية وعاش في المملكة أربعون سنة لما سئل من مثلك الأعلى؟ قال: مثلي الأعلى حسن البنا!!، كنت أنتظر منه أن يقول مثلي الأعلى محمد عليه الصلاة والسلام، أو أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أحد أصحاب رسول الله , ما معنى اختياره لحسن البنا؟ معناه أن الرجل ما زال ملتزماً بأفكار حزب الإخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي.
أقول لك بصراحة: إن الإخوان المسلمين أساءوا للمملكة كثيراً وسببوا لها مشاكل كثيرة. خذ عندك حسن الترابي، لقد عاش في المملكة ودرس في جامعة الملك عبد العزيز، وأنا شخصيا اعتبره صديقي ، وكان يمر علي دائماً وخصوصاً عندما عمل في الإمارات لا يأتي إلى المملكة إلا ويزورني، وما أن وصل إلى السلطة حتى انقلب على المملكة وخصوصيتها. وذات مرة أنشأت المملكة مطاراً في السودان بعد تسلم الترابي للسلطة، حضر وفد سعودي لتسليمه إياه لم يقل شكراً للمملكة على ما فعلت. ماذا أقول لك؟" انتهى كلام الأمير رحمه الله.
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: أحسن الله إليك حديث النبي صل الله عليه و سلم في افتراق الأمم وقوله: (ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ، فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع , وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق للعصا على ولاة الأمر .... هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفرقة الناجية؟
الجواب: "تدخل في الاثنين والسبعين, ومن خالف عقيدة أهل السنة والجماعة دخل في الاثنتين والسبعين, والمراد بقول النبي صلي الله عليه وسلم: (أمتي) أي أمة الإجابة أي استجابوا لله و أظهروا اتباعهم له" .
السائل : يعني هاتان الفرقتان من ضمن الاثنتين والسبعين؟
الجواب "نعم، من الاثنتين والسبعين".
وسئل الشيخ: جماعة الأخوان المسلمين دخلوا المملكة منذ فترة وأصبح لهم نشاطا بين الطلبة ما رأيكم بهذه الحركة؟ وما مدي توافقها مع منهج أهل السنة والجماعة؟
الجواب : "حركة الإخوان المسلمون ينتقدها خواص أهل العلم لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى التوحيد , وإنكار الشرك , وإنكار البدع , لهم أساليب خاصة ينقصها عدم التوجه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة ......" إلى آخر كلام الشيخ الطويل الذي يبين فيه انحراف الجماعة عن منهج أهل السنة والجماعة.
وقال محدث الشام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
"ليس صوابا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السنة لأنهم يحاربون السنة".
وقال أيضاً: "الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة -نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه- التي وضعها لهم رئيسهم الأول -يقصد حسن البنا-، إلى أن قال : هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة عملياً , بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحا وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عملياً لأن فاقد الشيء لا يعطيه " .
وسئل الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
ما حكم وجود مثل هذه الفرق التبليغ الإخوان و حزب التحرير و غيرها في بلاد المسلمين عامة؟
فقال: "هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا و تفرقنا وتجعل هذا تبليغيا وهذا إخوانيا وهذا كذا.... وهذا ما صرنا إليه.... لِمَ هذا التفرق؟ هذا كفرٌ بالنعمة ونحن جماعة واحدة وعلى بينة من أمرنا , لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لِمَ نتنازل عما كرّمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح , وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا وتزرع العداوة بيننا؟ هذا لا يجوز أبداً".
وقال الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله: "الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة....فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف الأمة".
وقال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل شيخ وزير الشئون الإسلامية بالمملكة حفظه الله: "أما جماعة الإخوان المسلمين فإن أبرز مظاهر الدعوة عندهم: التكتم والخفا والتلون والتقرب إلى مَنْ يظنون أنه سينفعهم وعدم إظهار حقيقة أمرهم, يعني أنهم باطنية بنوع من أنواعها". إلى آخر كلامه وفقه الله.
أيمكنُ لعاقلٍ بعد هذا – أيها الإخوة – أن يعزفَ عن قَبولِ الحق إذا سمعه أو بلغه؟ أو يقف في وجهه حتى لا يصل إلى الناس.
ومن أعجب العجاب أن بعض الناس يعلم ويسمع ويشاهد سب الله وسب الرسول والصحابة والتطاول على الدين من بعض الموتورين شيعياً كان أو علمانياً , لبراليا كان أو حداثيا خبيثا, ولا يحرك ذلك عنده ساكنا, لا يكتب ولا يتكلم، وليس له أي جهد دعوي يذكر في الدفاع عن العقيدة والمنهج, ولكن إذا تكلم في جماعته وحزبه بالحق وانتقد زعمائه وعلمائه وبُيّن الحق فيهم وإذا به تثور ثائرته ويجلب بخيله ورجله, ويُجيّش مَنْ حوله ليقف في وجِهِ الحق حتى لا يصل إلى الخلق, ويريد أن يبقى الناس في جهل بالحقيقة حتى تسير تلك الجماعات على مخططاتها , وتنفيذ مشاريعها بسرية تامة، وفي النهاية أنا وأنت وابني وابنك والمجتمع بأسره كلنا ضحية هذه الأفكار والمناهج الباطلة, ولقد قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)، وإن بيان الحق للناس وهدايتهم وتحذيرهم مما يضرهم في دينهم دنياهم لهو من أعظم الجهاد, ولو تضافرت الجهود على محاربة هذه الأفكار وقام كل واحد منا بدوره لما وجد هذا السرطان الإخواني التكفيري الخارجي الناخر في جسد الأمة ليُطيح بالدولةِ السنيةِ، ويُسبب الفوضى في البلاد, ويُدّمر الأخضر واليابس، ويسمى هذا عند هؤلاء الخوارج بالربيع العربي – وحسبنا الله ونعم الوكيل – كيف انقلبت المفاهيم فصار الحق باطلا والباطل حقا, قال الله جل وعلا: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم الغلو في الدين)، فاحذر أخي المسلم أن تكون ممن عناهم الله في هذه الآية فتكون من الخاسرين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين وخير المصلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:-
أيها الإخوة المسلمون: نسأل أنفسنا ويتساءل البعض, ما فائدة طرح مثل هذا الموضوع وبهذه الطريقة ؟
يأتي الجواب بما يلي أولاً: الحاجة ماسة لطرح مثل هذا الموضوع بشفافية مع كثرة التفجير والتكفير والإرهاب الذي تغذّيه هذه الجماعات الخارجية التكفيرية.
ثانياً: إذا لم يُبيّن الحق ويُظهر الأمر ويُجلّى الحال فسيبقي المسلم لا يعلم بما يدور حوله حتى يكون هو الضحية.
ثالثاً: كثير من الناس تخدعهم المظاهر والمناصب والشهادات لدى بعض الدعاة, فربما تركوا أبنائهم يذهبون مع أناس ظاهرهم الصلاح من بابِ الثقةِ وحسنِ النيةِ وحبِّ الخيرِ, والمسلم يجب ألاّ يُخدع كما قال عمر رض الله عنه: "لستُ بالخِبِّ، و لا الخِبُّ يخدعُني", أي لست بالغادر ولا الغادر يخدعني.
رابعاً: ليعلم الجميع أن الدولة -وفقها الله- لم تألو جهدا في محاربة هؤلاء وكشفهم وتتبعهم، بل والقيام بالعمليات الاستقابية لمخططات هؤلاء المجرمين, بل إن المملكة صارت أنموذجاً عالمياً يُحتذى في مكافحة الإرهاب لجميع الدول في العالم وهذا من فضل الله علينا (وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)، وهذه حقيقة يسعى الإخوان المسلمون لتغييبها عن الناس ولكن هيهات يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المغرضون والحاقدون, وسنبقى نتكلم ونتكلم حتى لا يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.
خامسا: لعل سائل يسأل ويقول: أنا لا أعرف هذه الجماعات ولا رموزها ولا اتباعها ولا جنودها ولكن مادام الرجل يقال له: الشيخ والمطوع فأنا أسمع له، فكيف أُميّز بين الحق والباطل؟
فنقول في الجواب: يا أخي المسلم كلّف نفسك عناء البحث والتتبع والمعرفة ساعة من الزمن سيما وقد خدمت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي خدمت الكثير, ولا تتقبل كل شيء حتى تتثبت من صحة المعلومة, فإذا أعياك البحث والتتبع فاسأل من تثق به من أهل العلم والمعرفة, فإن المسلم القادر لا يعذر بالجهل في أصول الدين ومسلماته, والعقيدة والمنهج النبوي من أصول هذا الدين, لا نطلب منك أن تعرف كل شيء, ولكن خذ من العلم ما به سلامة دينك ودنياك, فقد قال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز), وانظر إلى هؤلاء الدعاة مَنْ يؤيدون؟ وأنفسهم إلى أين؟ وما هي القنوات التي يتابعون؟ والكتب التي يقرأون؟ والمواقع التي يدخلون؟ فإنْ رأيت منهم ثناءً وتأييداً وإعجاباً بهذه الجماعات والمنظمات كداعش وجبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين، ورموزهم كحسن البنا وسيد قطب, ومحمد سرور, وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي ونحوهم, فاعلم انه منهم ولكنه يستعمل تقية الشيعة فقد قال بعض أهل العلم: "مَنْ خَفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته"، ويكفيك من المرء تكلمه في حكام المسلمين وعلمائهم وتنقصهم واغتيابهم ورميهم بالفسق والظلم والطغيان, وإعجابه بهذه الثورات والخروج على الحكام وإسقاطهم.
أخيراً – أيها الأخ المسلم- احذر أن تجعل ظهرك سُلّماً يصعد عليه أصحاب الأهواء والحزبيات المقيتة لتحقيق أهدافهم المشينة, فتعينهم من حيث تشعر أو لا تشعر , ولتعلم أنه إن كان عند هؤلاء شيء من الحق فلا يسوغ ذلك لك قبول كل ما لديهم, فالحق الذي عندهم موجود عند غيرهم, واعلم أن من حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، (وَلاَ يَهْلِكُ عَلَى الله إِلاّ هَالِكٌ)، و ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ).
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا ووفقنا لاجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا، اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز.
اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير وبصرهم في أعدائهم، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه يا رب العالمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
عن الإخوان المسلمون وخطرهم (2)
في 6/ 11/ 1436هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ).( يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ). أما بعد:
فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: لم يزل الحديث موصولا في بيان الحقيقة والدفاع عن المنهج والعقيدة, فإن رأس مال المسلم عقيدته ومنهجه السلفي القويم وأصول الدين وثوابته, فإذا خفيت عليه العقيدة وضعف لديه العلم بالمهج السلفي فلا تجده إلا ألعوبة في يد أصحاب الأهواء والمناهج الباطلة المخالفة لشرع الله, وهذا ظاهر وبين لا يخفى على الكثير.
يضيق ببعض الناس صدره, وتخبث نفسه, عندما يسمع أحداً يُبيّن الحق الذي أوجبه الله على أهل العلم والدعوة بقوله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)، وهذا دليل على عدم فهم مقاصد الشرع المُطهّر، كما أنه دليل على الزيغ في القلب كما قال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) فاحذر أخي أن تَرُدَّ الحق أيًّا كان مصدره, فالحق ضالة المؤمن أنّى وجده فهو به أولى , خذوا الحق واقبلوه واخشوا عقوبة رده ورفضه.
أيها الإخوة: تبقى مشكلة كبيرة ومعظلة عظيمة, هي عدم تمييز البعض بين الحق والباطل, والمحق والمبطل, ويظن انه يعلم وهو لا يعلم انه لا يعلم .
لقد غاب عن الكثير من الناس بل أكثر الناس اليوم معرفة منهج أهل السنة والجماعة في العقائد, وفي العبادات, وفي الدعوة والمعاملات, فاختلطت عليهم كثير من الأمور, وخُدعوا كثيرا, بل وصار البعض ضحية لجهله وغروره بنفسه, قد قضيت به أغراض, وانخدع الكثير والكثير بحسن المظهر وسلاسة المنطق وقوة استحضار الدليل, ولو أنهم عرفوا ولم يجهلوا, وتعاملوا بالشرع لا بالاستحسان والاجتهاد الضيق, وحكّموا العقل دون العاطفة, وسألوا إذ لم يعلموا, وتريّثوا وتبصروا ولم يستعجلوا, لهُدُوا إلى أحسن الأقوال والأعمال فإن الله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وإنّ مِن الحق الذي يُحتّم علينا الشرع والواقع بيانه وإظهاره في زمن كرّس الدعاة والعلماء جهودهم على زاوية واحدة من زوايا الظاهرة والمشكلة وبأسلوب التعميم لا التخصيص, والحمى حول الحمى دون قصد الأصل, بينما تحتاج كل مشكلة وظاهرة سيئة إلى النظر إليها من زوايا ثلاث: زاوية الأسباب, وزاوية الحكم الشرعي, وزاوية العلاج أو الحلول.
فمشكلة الغلو والتطرف هي امتداد لمشكلة الخوارج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وتتمثل في زماننا هذا في جماعة الإخوان المسلمين بجلاء ووضوح, لمن عرف قادة الإخوان المسلمين وعرف كتاباتهم وأقوالهم ومنهجهم كحسن البنا وسيد قطب.
ِسمتهم التمرّد على الحكام وإحداث الثورات, وتفكيك أواصر الأمة الإسلامية, ونشر البدع, ومحاربة أهل السنة والجماعة, والاجتماع فيما بينهم وإن اختلفت مذاهبهم, فتجدُ في صفوفِهم الشيعي والصوفي, والقبوري المشرك.
والأمر ذو صلة بما نحن في صدد الكلام عنه أذكر لكم مثالاً حيًّا هو على أرض الواقع اليوم ألا وهو ما يسمى بـ(الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، الذي تأسس قبل سنوات في لندن، ويرأسها يوسف القرضاوي, وينوبه من السنة عبد الله بن بيّه, ومن الشيعة محمد واعظ زاده الخراساني, ومن الإباضية مفتي عُمان أحمد الخليلي, ومن أعضائها البارزين سلمان العودة, ومحمد الددو المريتاني وغيرهم كثير.
وإذا نظرنا إلى هذه المنظمة وأعضائها وجدنا أنها تحتوي على مخالفات شرعية كثيرة منها: ضمه في أعضائه إلى أهل البدع والمذاهب الباطلة بحجة الدعوة إلى إسلام منفتح متحرر من القيود.
ومنها: أن هذه المنظمة حلقة من حلقات جماعة الإخوان المسلمين التكفيرية الإرهابية وقد صنفتها دولة الأمارات بأنها منظمة إرهابية.
ومنها: أنها تهدف إلى سحب البساط من تحت علماء المسلمين المعتبرين كهيئة كبار العلماء في السعودية.
ومنها: أن رئيسها وهو القرضاوي لديه من الأخطاء العقدية, والأفكار المخالفة لأصول الدين وأسسه ما يكفي لإسقاطه وعدم الاكتراث فيه , فكيف يكون عالما بل رئيسا وهو بهذه المثابة, فهو أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين, وهو الذي يُميّع الدين ويدعو إلى دين منفتح متحرر, وهو الذي يترحم على النصارى, وهو الذي يقدم العقل على النقل وغير ذلك كثير وكثير, أنصح بتتبع ما لدى الرجل من مخالفات وإظهارها للناس حتى نخدع باسم الدين والدعوة.
ومنها -أي من المخالفات لدى هذه المنظمة-: أن أعضائها نصّبوا أنفسهم على أنهم علماء للمسلمين دون موافقة المسلمين، وهذا استبداد واستئثار لا مبرر له. وأعظم ما لدى هذه المنظمة وهو بيت القصيد وهو الذي نحذر منه دائما أنهم يدعون إلى الثورات في البلاد العربية ويباركونها ويسمونها بالربيع العربي.
أيها الإخوة: الأسباب التي تغذي نزعة الحماس لدى الشباب كثيرة كدعوة -دعاة الفتنة- إلى الجهاد، والتغيير بطرق مباشرة مرة, وغير مباشرة مرات ومرات, مستغلين سكوت العلماء والدعاة عنهم, وخدمة الإعلام لهم , وحلم الدولة عليهم , وجهل البسطاء بحقيقة أمرهم.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمغيبات ستحصل في آخر الزمان:
منها عودة الشرك, وعبادة الأصنام, وكثرة القتل والهرج حتى لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل, وأن يكون الدين غريبا, والمتمسكون بالسنة غرباء, والقابض على دينه كالقابض على الجمر, وهذا لا يحصل هكذا فجأة وبغتة، ولكنه يحصل تدريجيا وفق سنن الله الكونية والشرعية, ويمكن أن يكون ما يحصل اليوم من شر وبلاء وفتن يمكن أن تكون توطئة لما يحصل بعد مما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولا أشقى من مخلوق يكون سبباً من أسباب حلول الشر ووقوعه على الناس والأبرياء.
التحصن بالعلم الشرعي – أيها الإخوة – والتعقل, والالتفاف حول أهل العلم الراسخين, والحكام العادلين, هو المطلوب شرعا وعقلا, وهو سبيل النجاة وحصول المرغوب, والسلامة من المرهوب.
فهل يمكن لمسلمٍ عاقلٍ أن يُهمل نفسه بل يُضرها ويُوردها موارد الهلاك وقد قال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) خصوصاً إذا علم المسلم أنه ليس له الحق في التصرف حتى في أعضائه وجوارحه خارج إطار الشرع.
أيمكنُ لمسلمٍ أن يُعِير عقلَه غيره يُساق فينساق كالبهيمة البهماء تساق إلى مذبحها وحتفها وهو لا يعلم, ويتعلل بعد ذلك بحسن النية والثقة العمياء, حتى إذا هلك أو أشرف على الهلاك قال أني تبت الآن.
هذا لا يليق أبداً بعاقل فكيف بمسلم أنزل الله إليه أفضل كتبه وأرسل إليه أفصل رسله (وَلاَ يَهْلِكُ عَلَى الله إِلاّ هَالِكٌ) .
ألا فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم وفي أبنائكم وفي أمتكم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
أيها الإخوة المسلمون: إن إجرام جماعة الإخوان المسلمين الخارجية التكفيرية الدموية قد ضرب أطنابه في بلاد المسلمين، وخصوصا في دول الخليج العربي, حيث دعاة الإخوان وأتباعهم ومؤيديهم والمتأثرين بهم كُثر -لا كثرهم الله- يسيرون على نهج أئمتهم في الضلال حسن البنا, وسيد قطب, والقرضاوي, ومن على شاكلتهم, تخطفوا أبناء المسلمين من أيديهم بأساليبهم الماكرة, ودعواتهم وخداعهم السيئ فألقوهم في وحل البدع والإفساد في الأرض, ورمَوْهم في أماكن الصراع باسم الجهاد حتى هلكوا واهلكوا.
ألم تروا – أيها الإخوة – كيف أن الدولة -وفقها الله- ألقت القبض في الأيام القليلة الماضية على خلية إرهابية تتكون من أربعمائة وواحد وثلاثين داعشي خارجي إخواني بنائي قطبي, ومن آخر ما ألقت القبض عليهم خلية تتكون من ثمان وثمانين داعشي إخواني تكفيري, فلو تساءلنا من أين هؤلاء ؟ هل نزلوا من السماء ؟ أم قدموا من كوكب آخر غير أرضنا ؟
كلا، إنهم من أبنائنا ومن بني جلدتنا ولكنهم متأثرون بدعاة الفتنة والتكفير خوارج هذا العصر المنظوين تحت راية الإخوان المسلمين المتمثلة بقياداتها المتفرقين هنا وهناك.
إنهم وإن نفوا علاقتهم بهذه الجماعة, إلا أن الواقع يثبت انتماؤهم بكل جلاء ووضوح لكل متبصر متعقل لديه علم في الفرق والمذاهب والطوائف, ومن لم يكن كذلك فقد قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) لقد تيسرت سبل العلم والمعرفة اليوم وبشكل لم يعهده التاريخ من قبل على مر الدهور والعصور, ويكفي المسلم ساعة في كل يوم يكلف نفسه عناء البحث والتتبع والمعرفة ليعلم ولو شيء من كل شيء, يكون أرضية خصبة يضيف إليها كل يوم معلومة, ومع مرور الأيام سيجد نفسه حصل على أقل تقدير على حصانة النفس , وعدم التأثر العاطفي الاندفاعي المقيت, وميز بين خير الخيرين وشر الشرين, فنجى وأنجى , وسعد وأسعد , وضرب بسهم في إصلاح الأمة وحماية البيضة, وهذا أقل الواجبات على كل مسلم قادر, كيف وقد جاءت النصوص الشرعية متضافرة تدعو المسلم وتأمره وترغّبه في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المكر ومحاربة البدع وأهلها , قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ...) وهذا سبيل الأنبياء والرسل, وهو طريق محفوف بالتضحيات والمخاطر لا يسلكه إلا الأفذاذ من البشر, ولا يختص الله له إلا صفوته من خلقه, فمقام هداية البشر إلى خالق البشر أعلى مقامات البشر وأشرفها (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عه - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا " وقال صلى الله عليه وسلم: " لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ" والنصوص كثيرة في هذا الصدد يطول المقام لذكرها, ولعل فيما نذكر ذكرى لكل عاقل لبيب , وما يتذكر إلا من ينيب، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا ووفقنا لاجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا، اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز.
اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير وبصرهم في أعدائهم، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه يا رب العالمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ نايف الرضيمان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=123 |