التحذير من أضرار التدخين
الحمد لله الذي بين لنا الحلال وأمرنا فيه ,وبين لنا الحرام وحذرنا منه , فجعل الحلال بين والحرام بين , وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس وأشهد ألا اله إلا هو المعاذ به من الوسواس الخناس, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كان بالمؤمنين رحيما ، وصلى الله على نبيه وعلى آله وصحبه ذوي الشرف الرفيع والمتبتلين تبتيلا ,وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله فقد أمركم ربكم بتقواه ,فقال عز قائل عليما :يا أيها الذين آمنوا تقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
عباد الله أيها لإخوة المسلمون : قال الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) , وقفه مع هذه الآية تزيد في العلم والإيمان وتبعث ، على السرور والخير والإحسان ، فلله خلق كثير , أودعه من عجائب صنعه وعظيم حكمته ,ما يبهر العقول ويدعو إلى التوحيد , فمن هذا لخلق بني آدم يتساوى مع كل ذي روح في كل شيء ، يأكل ويشرب , ويستمتع بقضاء شهوته , وهي كذلك تأكل وتشرب وتستمتع بقضاء شهوتها , ولكن ميز الله هذا الإنسان عن غيره بالعقل , والعقل أحد الضروريات الخمس التي أجمع العقلاء على حفظها وجاءت الشرائع بحمايتها والحفاظ عليها وهي الدين والمال والنفس والدم والعرض ,والإنسان حينما كرمه الله بالعقل أمره بأعماله وعدم إهماله فتجد العاقل ولو كان كافرا تصرفاته تجعله يسعى لتحقيق المصالح ودفع المفاسد عنه وعن غيره , وكثيرا من الكفار هدتهم عقولهم بعد توفيق الله إلى الدخول في الإسلام , فكانوا بعد ذلك من سادة وقادة المسلمين وقد قال صلى الله عليه وسلم تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام , وما كان كثير من الصحابة قبل إسلامهم إلا كفار عباد أوثان ,فمن الله عليهم بالإسلام بأن وفقهم لإعمال عقولهم والتفكر فيها ,فاعتنق كثير منهم الإسلام بمجرد أن دعي الله باللسان .
أيهـــا الإخـــوة :
من المشاكل التي عمت وطمت في العالم أجمع وكان حظ المسلمين منها القسط الأوفر ، لأنها دسيسة أهديت للمسلمين وقدمت كما يقال على طبق من ذهب آفة مشينة طالما تكلم العقلاء والعلماء والخطباء والمصلحون عنها حتى أصبح الكلام عنها ليس بمستغرب بل أصبح بعض الناس لا يتحمل الكلام عنها جراء كثرة الحديث عنها , لماذا لأن حلها يعرفه كل عاقل ولكنه لم ينفذ .هذه الآفة أيها الإخوة هي آفة شرب الدخان ، وباختصار يجاب عن أسئلة مطروحة ما هو حكم شرب الدخان ؟ الجواب حرام لأنه من الخبائث ,والله تعالى يقول (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) , سؤال .هل الدخان ضار بالصحة مذهب للمال ؟ الجواب: نعم .سؤال:هل الدخان يسبب السرطان والربو وضيق التنفس وبعدها يؤدي إلى الموت ؟ الجواب : نعم وقد حدث من هذا الشيء الكثير . سؤال : ما هي محتويات الدخان وما في معناه من الجرك وغيره؟ الجواب سموم بعضها فوق بعض . الأسئلة والتساؤلات على هذا المنوال ,أيها الإخوة كثيرة وجوابها معروف ولكن ينبغي السؤال الأهم .كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا من هذه الآفة الخطرة؟ الجواب : يوجد من بيننا الآن من يشرب الدخان ، ويوجد من بيننا وهم الأكثر ولله الحمد من عصمه الله من الوقوع في هذه الآفة ، ونحن نعلم أن الحل الجذري لهذه الآفة هو منع دخول الدخان إلى البلاد من المنافذ, وإذا كان منع دخول السلاح ، ومنع دخول المتسللين ، ومنع دخول المخدرات , ومنع دخول الأطعمة الفاسدة والأدوية منتهية الصلاحية وغير ذلك مما هو المعروف ومسلم به بالمكانة التي هي فيها من الأهمية فان منع الدخان لا يقل خطرا عن هذه الممنوعات لأنها تشترك في صفة واحدة , وهي الفساد والإفساد , وليس من الحكمة في شيء أن أخاطب المسئولين من هذا المكان وهم ليسوا أمامي ، ولا يسمعون كلامي ، ولكن أخاطبكم أنتم أيها المصلون , أرأيتم لو امتنع الناس من التدخين فهل يمكن أن يجد له سوقاً رائجة في محلاتنا وأسواقنا .؟ الجواب لا والله . إذاً فنحن الذين استقبلنا هذا الدخان وكل منا أسهم في استقباله بشيء ، كيف ذلك ؟ أنظروا إلى هذا التسلسل ، ولنبدأ بشارب الدخان فقد اشتراه من صاحب المحل فمن الذي أجّر المحل على البائع إلا أحدنا ؟ ثم من أين اشتراه البائع صاحب المحل ؟ ,اشتراه من الموزع الرئيس في البلد , من الذي أجر هذا المحل على الموزع إلا أحدنا ؟ من الذي نقله من محل البيع بالجملة في المطارات أو المواني , أو أماكن استقبالة على الحدود إلا شركات النقل ؟ فمن الذي يمول هذه الشركات ؟ كل هؤلاء أيها الإخوة :مشتركون في الإثم ولو لم يشربوا هم الدخان ، ولو لم يشربه إلا آخر من وصل إليه . ما هو دوري ودورك أخي المسلم تجاه هذا التسلسل الذي نعرفه قبل أن أقوله ، البعض منا لا يحرك ساكنا ,مادام أن الله عافاه وماله وللناس ,يعجز عن كلمة واحدة لا تتجاوز دقيقة يقولها نصيحة لإخوانه المسلمين ,وقد قال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) ,أخي المصلى كم كلمة قيلت لمدخن نفعه الله بها وليس المقام مقام سرد لقصص التائبين المقلين عن الدخان فهي كثيرة ومعروفة ، اعلم أخي المسلم ,أن شارب الدخان قد تورط في شربه فهو يريد الإنفكاك منه بكل ما يملك ، فكن عونا له على الخلاص مما هو واقع فيه , ابدأ معه بالدعاء له بأن يعصمه الله منه ,بين له حكمه الشرعي إذا كان يجهله , دله على جمعيات مكافحة التدخين ، بين له الخطوات الأولى لتركه , وأن يبدأ بالتستر إذا أراد أن يشرب ، فانه حري أن يعاقبه الله , كما قال صلى الله عليه وسلم كل أمة معافى إلا المجاهرون , أذكر له بعض القصص التي تعلمها عمن امتنع من التدخين ، أهدي إليه بعض الكتيبات والأشرطة ، وكل ذلك وغيره . أيها الإخوان . هو المطلوب من الجميع فإذا تظافرت الجهود وسند النصح والتناصح عم الخير وقل الشر أو انعدم , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسحر والحمى , ويقول الله تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه كتابه المبين ويهدي سيد المرسلين واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين . |