النزاهة
15 - 05 - 1444
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ
وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ
أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ
لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أما بعد:
أيها الناس: النزاهة، مصطلح شاع استعماله.
والنزاهة: خلق رفيع من أخلاق النبلاء يعني: تعفف النفس وترفعها عما ليس لها حق فيه،
والتحرز للذمة والحرص على براءتها من الصغير والكبير والقليل والكثير من حق
الآخرين، وإن تهيأت الظروف لأخذه، وكان في متناول اليد.
وتشمل النزاهة أيضاً: حفظ ما استؤمن عليه المرء وعدم التفريط به، وتأدية ما يجب عليه من حق
غيره.
فتكون النزاهة من هذا الجانب، لها معنى الأمانة نفسه.
عباد الله: النزاهة والأمانة ليس مجرد خلق من الأخلاق، وإنما لها ارتباط بالإيمان،
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لاَ إِيمَانَ
لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ) رواه أحمد، صحيح الجامع (7179).
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ
مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ» أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
وجعل الله من صفات المؤمنين المصلين الموعودين بالفلاح والكرامة
ووراثة الفردوس: رعاية
الأمانة فقال تعالى: ((وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ))
عباد الله: تتجلى النزاهة والأمانة بشكل واضح، عندما يتولى المرء حفظ مال الآخرين، أو
يتولى تنفيذ عملٍ لغيره.
فواجب على كل مؤمن ومؤمنة رعاية الأمانة والتخلق بخلق النزاهة، فهي والله
سلامة وبراءة وراحة في الدنيا والآخرة، ((إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا
حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا
يَعِظُكُم بِهِ))
ولكلٍ نزاهته، فللراعي نزاهته، وللرعية نزاهتهم، وللمسؤول والموظف
نزاهتهما، وللطبيب والمهندس والعامل نزاهتهم، وللمهني والحرفي والعامل كذلك، وكلٌ
على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.
وسواءٌ استُعْمِل الإنسانُ وائتُمن على عمل وحق خاص، أو استعمل وائتمن على
عمل وحق عام، وجب عليه الاجتهاد في إبراء ذمته من هذا الحق.
لأن أموال الناس وحقوقهم واختصاصاتهم محترمة محرمة، لا تحل إلا بطيب نفس
ووجه حق، وإذا كان الحق مالاً عاماً تضاعفت حرمته وكان خصوم آكله يوم القيامة عموم
الناس الذين لهم حق في ذلك المال.
فويل لموظف أو مسؤول كان تقصيره وتفريطه سبباً في ضياع مال عام، ويل له من
كثرة الخصوم الآخذين من حسناته يوم الدين.
عباد الله: الأخذ من المال العام وتلطخ الذمة به يسمى غلول، والله تَعَالَى يقول: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
وجاء في الترهيب من الغلول أحاديث مخيفة:
منها: ما في الصحيحين أن عبداً لرسول الله صلى الله
عليه وسلم في فتح خيبر ضُرِبَ بسهم
فمات، فقال بعض المسلمين: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَلاَّ!
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ
نَارًا أَخَذَهَا مِنَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ)،
فَفَزِعَ النَّاسُ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ، أَوْ شِرَاكَيْنِ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ هذا يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ،
أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ).
الشملة: نوعٌ من الأكسيةِ صغيرٌ يؤتزر به، والشراكُ: سير النعل من جلد.
وفي صحيح مسلم قال بعض الصحابة: فُلانٌ شَهِيدٌ، فقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى
الله عليه وسلم: (كَلاَّ، إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي
النَّارِ، فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا، أَوْ عَبَاءَةٍ) والبُرْدَة: نوع من
أنواع الأكسية مخطط.
اللهم غُفْرَا، اللهم عفوك، قتيل في الجهاد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم أُدْخِلَ
النار وحُرم من الوصف بالشهادة، بسبب غلول عباءة أو شملة أخذها آخذها عن حاجة ولم
تُغْتَفَر له، فكيف بمن يأخذ من المال العام أكبر من ذلك، وبغير حق ولا حاجة بل
تكثراً، وليس له من الحسنات الماحية مثل ما لأولئك الصحب الكرام، فالأمر عظيم خطير
يا عباد الله.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ
وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: (لَا أُلْفِيَنَّ
أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ،
يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا،
قَدْ أَبْلَغْتُكَ) ثم قال مِثْلَ ذلك في الفرس والشاة والثياب والذهب
والفضة. رواه مسلم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك
الأمانة. أي يأخذها. تفسير القرطبي.
عباد الله: وإن من النزاهة والأمانة: أن يؤدي المسئول والموظف واجبه نحو عمله محافظاً على
وقت دوامه، غيرَ محتجب عن حوائج الناس التي في وجهه ولا مُؤجلٍ لها، فما وُضِعَ في
هذا المكان، ولا صرف له المقابل المالي (الراتب) إلا ليخدم الناس من غير منة
عليهم، ولا شعور بالتفضل عليهم، فالموظف أجير، وسيحاسب عن العمل والأجرة التي
أخذها.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ
وَلاَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ
دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ دُونَ حَاجَتِهِ
وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ) أبو
داود وصححه الألباني
وإن من الغلول عباد الله:
قبول الموظف للهدايا، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ" رواه أحمد وصححه الألباني لشواهده
وفي الصحيحين قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَنَالُ أَحَدٌ
مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا ــ أي من الهدايا ــ إِلَّا
جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ،
أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعِرُ"، ثُمَّ رَفَعَ
يَدَيْهِ وقَالَ: «اللهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟»
مَرَّتَيْنِ.
فاحذروا الغلول بأنواعه يا مؤمنون فالأمر ثقيل، والحساب على حقوق الغير
شديد، والوفاء من الحسنات والسيئات، فلا تعرضوا أنفسكم للعذاب الأليم في نار
الجحيم، ولا تكونوا من المفلسين يوم الدين، بسبب ما لا يساوي كسرةً من جناح بعوضة.
باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ والسنةِ، ونفعنِي اللهُ
وإياكم بما فيهِما مِن الآياتِ والحكمةِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين
مِن كلِّ ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة
الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ
تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ
وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً. أَمّا بَعدُ
عِبادَ اللهِ: لقد بشَّرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم المتعفَّف
النزيه، بأنه سيُعِفُّه الله ويُغْنِيه، قال صلى الله عليه وسلم: ((ومَن يَستعْفِفْ يُعفَّه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله،
ومن يتصبَّر يُصبِّرْه الله)) متفق عليه
فيا عبد الله كن عفيفا نزيها أمينا ورعاً حذراً من اشتغال ذمتك بحق غيرك،
وخاصة الأموال والممتلكات العامة، فكل من له حق فيها سيكون خصم لك يوم القيامة إن
أخذت منها بغير حق أو فرطت فيها حتى ضاعت، أو لم تؤدها لمن يستحقها.
واحذر من مداخل الشيطان، التي يدخل بها على بعض ضعاف الإيمان، كقول بعضهم
عندما يأخذ من الحق العام: هذا من بيت مال المسلمين، وليَ فيه حق، وقول آخرين:
حالنا حال الكبار هم يأكلون ونحن مثلهم. فهذا التبرير لا يغني شيئاً.
مَرَّ النبيُ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم بِتَمْرَةٍ مُلْقَاةٍ فِي
الطَّرِيقِ، فَقَالَ: "لَوْلا أَنِّي أَخْشَى
أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، لأَكَلْتُهَا". رواه مسلم، ورع عظيم عما لا يحل له.
وكَانَ صلى الله عليه وسلم نَائِمًا، فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ،
فَأَخَذَهَا فَأَكَلَهَا، فَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ بَعْضُ
نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرِقْتَ الْبَارِحَةَ فَقَالَ: "إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا،
وَكَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ".
أحمد وحسنه الأرناؤوط.
وأصحابه الكرام على فاقتهم تَحَلَّوا بخلق النزاهة والأمانة والعفة.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أحد كبار التابعين قَالَ: لَمَّا أُتِيَ
عُمَرُ بِخُمُسِ الغنائم من الفُرْس فَلَمَّا كَشَفَ عَنْهُ، فرَأى شيئاً عظيماً
من المال قَالَ: "إِنَّ قَوْمًا أَدُّوا هَذَا لَأُمَنَاءُ" (ابن زنجويه ابن كثير: التاريخ 4/65، 66)
عباد الله: من علامات فساد الزمان التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام أن تُضيَّعَ
الأمانة، وأن يؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وأن يوسد الأمر إلى غير أهله، فاحذروا
مغريات الزمان.
السَّرِقَةُ، وَالاِخْتِلاَسُ، وَالْغِشُّ، وَالاِحْتِيَالُ،
وَالرِّشْوَةُ، وقبول الهدايا، والتعدي على المال العام بالتبديد أو التفريط،
وَاسْتِغْلاَلُ الْوَظِيفَةِ والْمَالِ الْعَامِ في غير ما خصص له، وَعَدَمُ
إِتْقَانِ الْعَمَلِ، وَإِضَاعَةُ وَقْتِه بلا إنجاز، كل ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ
الْفَسَادِ ومن إضاعة الأمانة وخلافٌ للنزاهة التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون.
ولم يزل في أمة محمد الخير والأخيار والصلاح والصلحاء الورعون الأمناء،
فكونوا منهم رحمكم الله وجملكم بتقواه.
فاللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم نسأَلُك
خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في
الفقر والغنى. ونسألك نعيما لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد
القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت. ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى
لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة
مهتدين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها
، أنت وليها ومولاها . اللهم إنا نسألك قلبًا سليما ولسانًا صادقا ، ونسألك من خير
ما تعلم ، ونعوذ بك من شر ما تعلم ، ونستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب .
اللهم إنا نعوذ بك من شر ما عملنا وشر ما لم نعمل.
اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة
أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال
والإكرام واجزهم خيراً على ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن
كل شر وفتنة يا خير الحافظين، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة
فاجعل كيده في نحره يا قوي يا عزيز، يا حيّ يا قيوم. ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين
والحمد لله رب العالمين.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي حفظه الله
تعالى:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |