من أسئلة الآخرة
23/4/1441
الحمد لله ذي الجلال والإكرام،
وأشكُرُه وأُثنِي عليه ذو الفضل والطَّول والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له الملك القدوسُ السلام، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه
خيرتُه من خلقِه، وأمينُه على وحيِه، أطلعَ الله شمسَ رسالتِه من دياجِير الظلام، صلَّى
الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ السادة الكرام، وأصحابِهِ البرَرَة الأعلام، والتابعين
ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقَبَت الليالي والأيام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا على
الدَّوام. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه وراقبوه ولا تسخطوه: ((وَاتَّقُوا يَوْمًا
تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا
يُظْلَمُونَ))
أيها المسلمون: يواجه أبناؤنا أسئلةَ الاختبارات، وقد استعدوا لها واهتموا
بها واجتهدوا في سبيلها على اختلافٍ في هَمِّهِم وهِمَمِهِم.
ــ وإننا وإياهم سنواجه أسئلةً مصيريةً، في حياتنا الأخروية، يوم أن نقدم
على ربنا، ونبرز له، لا يخفى عليه شيء من أمرنا، ليس معنا إلا أعمالُنا التي قدمنا،
قد أُحضر صغيرُها وكبيرُها، بل ومثاقيلُ الذر منها.
فما قدرُ اهتمامِنا بالجواب الصواب لأسئلة آخرتنا؟ لنحاسب أنفسنا، ولننظر
ما قدمنا لموعد عرضنا على ربنا؟
عباد الله: أول أسئلة الآخرة: أسئلة القبر الثلاثة، التي سيواجهها كل
ميت (من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟) فـ (الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ) كما
قال النبس صلى الله عليه وسلم، وقال: (فَإِنْ نَجَا مِنْهُ؛
فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ؛ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ
مِنْهُ) أخرجه الترمذي (2308) وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ،
وابن ماجه (4267) وحسّنه الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات الربانية، والألباني في صحيح
الترمذي وصحيح ابن ماجه.
لكن، ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ))
الصواب في جواب أسئلة القبر الثلاثة، فينجوا ويفلحوا.
عباد الله: نتيجة الصواب في جواب أسئلة القبر: أن يُـفْرش للميت فراش
مِنَ الْجَنَّةِ، ويُـفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا،
وَطِيبِهَا، وَيُلْبِسُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُـوسع لَهُ فِي قبره مَدَّ بَصَرِهِ. فيا
له من نجاح وأي نجاح.
ــ ونتيجة الإخفاق في الجواب: أن يُـفْرَشَ له فراشاً مِنَ النَّارِ،
وَيُـلْبَسَ لباساً مِنَ النَّارِ، ويُــفْتَحَ لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ
مِنْ حَرِّهَا، وَسَمُومِهَا وَيُـضَيَّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ
أَضْلاَعُهُ نعوذ بالله من الخيبة والخسارة والرسوب.
أيها الناس: وإذا كان يوم القيامة، يوم الفزع الأكبر والندامة، يوم الحاقة
والقارعة، يوم المحاسبة والحسرة، سيواجه العباد الأسئلة المتعددة.
ــ فسيسألنا ربنا تبارك وتعالى أسئلة كبيرة، سيسألنا عن طاعتنا واتباعنا
للمرسلين: ((وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ)) كيف
كان اتباعكم لنبيكم ورسولكم؟.
ــ وسيُسأل المشركون عن شركهم: ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ))
يقول الله لهم: ((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا
الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ((.
ــ وسيُسألُ من كَذَبَ على الله وافترى، ونسب إليه ما لا يليق بجلاله
وعظمته: ((تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ)).
ــ وسيُسأل الصادقون: ((لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ)) في
الإيمان والنيات والأقوال والأعمال والأحوال.
فإذا كان الصادقون سيسألون فكيف بالكاذبين والمرائين والمحتالين والمنافقين؟
ربنا إياك نعبد وإياك نستعين.
ــ وسَيَسألُ اللهُ كلَّ من تكلم في دينه بلا علم، فأحل الحرام، أو حرم
الحلال؛ أو نسب إلى دين الله ما ليس منه: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))
فمع جرأة الناس في زماننا على الكلام في دين الله بلا علم، لا تنسوا يا عباد الله أن
الله سائلكم عما تكلمتم به من دينه وأحكامه.
وهذا السؤال يشمل السؤال عن شهادات الزور وعن الكلام في الناس بالظنون،
فالظن أكذب الحديث.
ــ عباد الله: وإننا سنسأل في ذلك الموقف العظيم سؤالاً واسعاً، سنسأل
عن أعمالنا، خيرها وشرها، صغيرها وكبيرها، يقسم ربنا على ذلك فيقول: ((فَوَرَبِّكَ
لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) فَوَا حياءاه من تقصيرنا
وقلة إحساننا وخشوعنا، فاحسبوا الحساب أيها الناس، وأعدوا الجواب، وقد أفلح العبد الأواب
التواب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَسَيَسْأَلُكُمْ
عن أَعْمَالِكُمْ) متفق عليه.
ــ وإن أول وأجل أعمالنا التي سنسأل عنها يوم القيامة: صلاتُنا هذه كما
قال رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أَوَّلَ ما يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يوم
الْقِيَامَةِ من عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ
فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ) صحيح
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
فلنُصلح صلاتنا ونجعل السؤال عنها بين أعيننا ونحن نؤديها لعلنا نفلح
وننجح بقبولها.
ــ ومن الأعمال التي سنُسأل عنها يوم القيامة إنكارُ المنكر؛ قال رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يوم الْقِيَامَةِ حتى يَقُولَ:
ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ المنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فإذا لَقَّنَ الله عَبْدًا حُجَّتَهُ
قال: يا رَبِّ، رَجَوْتُكَ وَفَرِقْتُ من الناس) صحيح
رواه ابن ماجه. فاللهم ربنا اعف عنا تقصيرنا.
قال أبو سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قال رَسُولَ الله صلى الله عليه
وسلم: (ألا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ الناس أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إذا عَلِمَهُ)
فَبَكَى أبو سعيد وقال: قد والله رَأَيْنَا أَشْيَاءَ فَهِبْنَا" حسن رواه أحمد.
فحق لنا والله أن نبكي نحن على تقصيرنا في إنكار المنكرات، ونجاهد أنفسنا
على الإنكار ما استطعنا.
ــ عباد الله: وسيُسأل العبد يوم القيامة عن وفائه بما عقد من عقود ونذور،
وبما أبرمه من وعود وعهود، سواء كانت لله تعالى أم كانت لخلقه، فويل لمن أخلف وعده،
ونكث عهده، ولم يفِ بعقده: ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا))
وَكَانَ عَهْدُ الله مَسْئُولًا))، فلا يفرحنَّ المحتال على الناس في العقود، فإن أمامه
سؤالٌ عن عقوده في محكمة العدل الربانية التي لا ظلم فيها ولا بمثقال ذرة، وليس في
محكمة الدنيا الجزائية أو العامة.
ــ وسيسألنا ربنا عن أسماعنا ماذا سمعنا بها وكيف سخرناها، وعن أبصارنا
كيف استخدمناها، وعن قلوبنا وعقولنا بماذا أشغلناها: ((إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ
وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) سؤال حق وصدق، فاحفظوا أسماعكم
وأبصاركم من خطف الشاشات والجوالات وتلطيخها بقاذورات المسموعات والمرئيات، فلا عذر
هنالك وقد قامت الحجة..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين ، ونفعني الله
وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم ، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين
من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الْحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ، الرّحمنِ الرّحيمِ، مَالكِّ يَومَ الدِّينِ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحق المبين، وأشهد أنَّ محمدًا خاتم النبيّين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين . أما بعد
:
ــ سيُسألُ كلُّ عبدٍ في الآخرة الأسئلةَ الخمسِ الجليلة: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يوم الْقِيَامَةِ حتى يُسْأَلَ عن
عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ من أَيْنَ
اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ) صحيح رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ــ أيها الناس: ومن أصعب ما سيسأل عنه العبد يوم القيامة: ما تولاه من
ولاية ورعاه من رعاية؛ قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومسؤول
عن رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ في أَهْلِهِ
رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ
مسؤولة عن رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مسؤول عن رَعِيَّتِهِ،
فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عن رَعِيَّتِهِ) رواه الشيخان.
وهذا ما يزهد المرء في المناصب والولايات، فـ(إِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى
الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا) مسلم
ــ أيها الناس: سيسألنا ربنا عن النعم صغيرها وكبيرها، نعمة العافية ونعمة
الأمن ونعمة الملابس والمساكن والمراكب والدواب والطعام والشراب وغيرها؛ سنسأل عن ذلك
كله: ((ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه
قَالَ: أَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ،
فَأَطْعَمْتُهُمْ رُطَبًا، وَأَسْقَيْتُهُمْ مَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ) صحيح أخرجه أحمد.
فلَمَّا نَزَلَتْ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَرَأَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ ((لَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ))، فقَال الصحابة رضي الله عنهم: يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ
أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وَسُيُوفُنَا
عَلَى رِقَابِنَا وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ قَالَ:
" إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ " صحيح
رواه أحمد.
فإذا كان السؤال سيكون عن التمر والماء، فكيف سيكون السؤال عن التنعم
بما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب.
ونعمة الصحة والري والشبع أول النعم التي سيسأل العبد عنها، يقول رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدَ
يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ،
وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ) صحيح
أخرجه الترمذي.
فيا عباد الله أعدوا للسؤال جوابا وللجواب صوابا، وحاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا وتهيؤا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه.
فنتيجة الإصابة في إجابة أسئلة
الآخرة، الفوز والفلاح بالنعيم الأبدي في جناتٍ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر، مع رضا الرب الرحيم ورؤية وجهه الكريم.
ونتيجته الإخفاق فيها: الخسارة الأبدية، والحسرة والندامة السرمدية
((قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)).
اللهم حاسبنا حساباً يسيراً، اللهم ألهمنا الجواب الصواب يوم الحساب،
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك
وحسن عبادتك.
اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في اختباراتهم، وأصلح قلوبهم وأعمالهم، وارزقهم
علماً نافعاً ووفقهم للعمل الصالح، وأعذهم يا ربنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
واجعلها مباركين أينما كانوا ..
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها
معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت
راحة لنا من كل شر، اللهم حببّ إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق
والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما
تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا،
وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا
على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا،
وﻻ تسلط علينا من ﻻ يرحمنا. اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر
لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا
لك شاكرين.. لك ذاكرين.. لك راغبين.. لك راهبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا،
وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واسلل سخيمة قلوبنا، برحمتك يا
أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من
كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وجماعتنا واستقرارنا ، اللهم احفظ بلادنا
من شر الأشر وكيد الفجار، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا ، اللهم آمنّا في أوطاننا
ودورنا ، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم
لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وبصّرهم بأعدائهم والمتربصين بهم يا ذا الجلال
والإكرام .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا لا
تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا اغفر لنا ولوالدينا
وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله
أكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح
العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121
|