الابتلاء
بالفقر والغنى وتسلية الفقراء
الحمد لله الحكيم العليم
المولى، جل وعلا، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأغنى وأفقر وأقنى، وأضحك وأبكى، أشهد أن
لا إله إلا هو وحده لا شريك له أمات وأحيا، وإليه المنتهى. وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خليقته، الذي زهد في الدنيا وعاش فيها كفافا،
واختار نعيم الآخرة الأبقى، عند ربه الرفيق الأعلى. صلى الله وبارك عليه وعلى آله
وأزواجه وذريته وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حق
التقوى، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا، ويجعل له من أمره يسراً.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسْلِمُونَ))
أيها الناس: الفقر
والغنى حالان للعباد في هذه الحياة، وهما محنتان من رب العباد، وبليتان ابتلى بهما
عباده، ليُخْرِجَ صبر الصابرين وشكر الشاكرين وطغيان البطرين وعبودية المطيعين.
قال الله تعالى:
((إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ
بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)) وقال جل وعلا: ((وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ
وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)) ((وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ))
وليس الغنى والفقر
بذاتهما، إكرام وإهانة، كما يظنه الناس، كلا، وإنما الغنى والفقر ابتلاء واختبار
كما قال جل وعلا: ((فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا )).
فالله تبارك وتعالى
الخالق العليم الحكيم الخبير، هو الذي اختار للإنسان مستوى عيشه ورزقه عن علم
وحكمة.
وَإِنَّ مِنْ عِبَادِ
الله مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْغِنَى وَلَوْ أَفْقَرَهُ الله
لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ
إِلَّا الْفَقْرُ وَلَوْ أَغْنَاهُ الله لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ، فالله تعالى
يُدَبِّرُ أَمْرَ عِبَادِه بِعِلْمِه بِقُلُوبِهِمْ وأحوالهم فهو عليم خبير، ((ألا
يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))
ولكن أكثر الناس لا
يعلمون، ولا يفقهون أسرار الأقدار.
جاء عن رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذَا أَحَبَّ اللهُ عبداً حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا
يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ) أخرجه الترمذي وابن حبان وأحمد في
الزهد وصححه الألباني والأرناؤوط
وهذا خلاف ما يظنه كثير
من الناس من أن علامة حب الله وإكرامه للمرء توسيعه عليه بالمال!
فعلى العبد المؤمن أن
يرضى بما قسم الله له من العيش، واختاره له من الحال، قال الله تعالى: ((نَحْنُ
قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا
بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا))
وقال تعالى: ((وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ
أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ))
وقال صلى الله عليه
وسلم: (وارْضَ بِمَا قَسَمَ الله لَكَ تَكُنْ أغْنى النَّاس) حسن أخرجه أحمد
والترمذي.
وفي الصحيحين قال
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ،
وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ).
عباد الله: للفقر شدة
ولأواء، وله هموم وعناء وفتنة، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من
فتنة الفقر فيقول: (وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ) وفي رواية: (مِنْ شَرِّ
فِتْنَةِ الفَقْرِ) في الصحيحين
و(فتنة الفقر) هي ما
قد ينتج عنها من التَّسَخُّطِ على قضاء الله تعالى وَقِلَّة الصَّبْر، وَالْوُقُوع
فِي الحَرَام أَوْ الشُبْهَة لِحرقة الْحَاجَةِ أو الوقوع فيما لا يليق بأهل الدين
والمروءة.
وكان من تعوذاته صلى
الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك مِنَ الفَقْرِ والقِلَّةِ والذِّلَّةِ وأعُوذُ
بِكَ مِنْ أنْ أظْلِمَ أَو أُظْلَمَ) صحيح أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الألباني
.
وكان يأمر بالاستعاذة
من الفقر فيقول: (اسْتَعِيذُوا بِاللَّه مِنَ الفَقْرِ والعَيْلَةِ) حسن أخرجه
الطبراني
والعبد المؤمن الموقن
إذا ابتلي بالفقر تعبد لله بعبودية الصبر والرضا بالقدر والقناعة بالمقسوم
والاجتهاد بطلب نعيم الآخرة.
أيها المسلمون: إن من
أعظم ما يجبر قلوب الفقراء في فقرهم، ويسلي نفوسهم، ويقوي صبرهم على الفقر، ما
وعدوا به من الكرامة والفضائل يوم القيامة، ومن أجل ما ورد:
قول النبي صلى الله
عليه وسلم: (يا معشر الفقراء! ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل
أغنيائهم بنصف يوم: خمسمائة عام) صحيح "هـ" عن ابن عمر.
الله أكبر، ما أعظمه
من جبر رباني للقلوب المتألمة من قلة ذات اليد، وما أجله من تعويض، سيدخل الفقراء
الجنة ويتنعمون فيها، خمسمئة عام قبل الأغنياء.
فأي النعيمين أجل
وأروع وأكمل: مئة عام غنى في دنياً فيها من الآفات والأكدار والمنغصات ما لا يخفى،
أم خمسمئة عام فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، في جوار رب
كريم.
لذا كان صلى الله
عليه وسلم يقول لأهل الصفة الفقراء: (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
لَأَحْبَبْتُمْ أَنْ تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً) صحيح
ومن فضائل الفقراء ما
جاء في الصحيحين أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (قُمْتُ
عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينَ،
وَأَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ) البخاري ومسلم
وفي البخاري:
(اطَّلَعْتُ فِى الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ)
وذلك يا عباد الله
لأن الابتلاء بالغنى مزِلَّةُ أقدام، فهو أخطر وأشد من الفقر من هذه الناحية، لذا
قال صلى الله عليه وسلم: (ما الفقرَ أخشى عليكم ...)
وقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلى الله عَليه وَسَلم: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ، إِلاَّ بُعِثَ
بِجَنَبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الأَرْضِ، إِلاَّ
الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ مَا
قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى) رواه أحمد وابن حبان وصححه
الألباني والأرناؤوط.
فمع الغنى يكون
الطغيان والغفلة والانغماس في الشهوات، ويكون البخل والأشر والبطر والإسراف
والتفاخر والتكاثر وانصراف القلب عن الآخرة
وحسابها الثقيل: من
أين اكتسبت المال؟ وفيم أنفقته، والحساب أيضاً على حقوق الرب وحقوق العباد في هذا
المال.
ومع الفقر وقلة ذات
اليد يكون التواضع والخشوع وانكسار القلب لله وخمول شهوات النفس، وكثرة ذكر الله
ودعائه، وفي المآل يكون يسر الحساب.
يقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (اثْنَتَانِ يَكْرَهُهُمَا ابنُ آدَمَ: الْمَوْتُ، وَالْمَوْتُ خَيْرٌ
لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَيَكْرَهُ قِلَّةَ الْمَالِ، وَقِلَّةُ الْمَالِ
أَقُلُّ لِلْحِسَابِ) رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال أبو ذر رضي الله
عنه: (ذو الدرهمين يوم القيامة أشد حساباً من ذي الدرهم). أخرجه ابن أبي شيبة.
وقَالَ التابعي أَبُو
حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ: «نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيَّ فِيمَ زَوَى عَنِّي
مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمَ مِمَّا أَعْطَانِي مِنْهَا، إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا
أُعْطُوا مِنَ الدُّنْيَا فَهَلَكُوا» رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وغيره.
فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك وارزقنا خشيتك
وتقواك. بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من المواعظ
والحكمة ، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عبده الذي اصطفى وعلى آله وأصحابه
وكل من اقتفى، أما بعد:
إن مما يسلي قلوب الفقراء
في فقرهم: أن يعلم الفقراء أن الفقر هو الحال الذي عاش عليه حبيبهم وقدوتهم رسولُ
الله صلى الله عليه وسلم في فترات من حياته الشريفة، واختاره صلى الله عليه وسلم لنفسه
رغم تخيير الله له بأن يعيش ملكاً، ويقلب له الجبال ذهباً.
لقد (كان صلى الله
عليه وسلم يبيت اللَّيَالِي المتتابعة طاويا وَأَهله لَا يَجدونَ عشَاء وَكَانَ
أَكثر خبزهم خبز الشّعير) حم ت هـ
(مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ
مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ). البخاري
(وكَانَ يَأْتِي
عَلَيْهم الشَّهْرُ والشهرين مَا يُوقِدُون فِيهِ نَارًا إِنَّمَا هُوَ التَّمْرُ
وَالْمَاءُ إِلاَّ أَنْ يأتيهم أحد بِاللُّحَيْمِ).
(ومَا رَأَى صلى الله
عليه وسلم رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلاَ رَأَى شَاةً
سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قَطُّ. يعني مشوياً).
كان لا يشبع يومين
متواليين، وكان يشد على بطنه الحجر والحجرين من الجوع، ويخرج من بيته لا يخرجه إلا
الجوع، وكان فراشه من قطيفة وأحياناً من أدَمٍ حشْوُه لِيِف، ولما أهدت إليه
أنصارية فراشاً، قال يا عائشة رديه: فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب
والفضة.
ومات صلى الله عليه
وسلم ودرعه مرهونة في شعير لأهله، ولم يخلف وراءه دينارا ولا درهما ولا شاة ولا
بعيرا، بل كان يدعو ربه فيقول: (اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي
مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِينِ يَوْمَ القِيَامَةِ) ويدعو: (اللَّهُمَّ
اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا) رواه البخاري ومسلم.
عرف صلى الله عليه
وسلم حقيقة الدنيا وحقارتها وأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة فعزفت نفسه عنها.
ومما يسلي قلوب
الفقراء: أن الفقر أيضاً هو حال كثير من أصحاب رسول الله خير خلق الله بعد نبيهم صلى
الله عليه وسلم:
فكان أبو بكر وعمر
يصيبهم الجوع الشديد ويخرجان من بيوتهم لا يخرجهم إلا الجوع، وأهل الصفة ومنهم أبو
هريرة هم جمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقراء لا زوجات لهم ولا مساكن ولا
طعام وليس لأحدهم إلا الثوب الواحد، هاجروا إلى رسول الله فأسكنهم في ناحية من
المسجد.
كَانَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى بِالنَّاسِ يَخِرُّ رِجَالٌ من أهل الصفة مِنْ قَامَتِهِمْ
فِي الصَّلَاةِ مِنَ الخَصَاصَةِ (الجوع). صحيح
ويقول سَعْد بن أبي
وقاص: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَغْزُو فِي العِصَابَةِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَأْكُلُ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ
وَالحُبْلَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ أَوِ
البَعِيرُ.
فيا معشر من قدر الله
عليكم رزقكم، أحبابكم السابقون الأولون كانوا كذلك فلا تستوحشوا الطريق واصبروا
كما صبروا وأيقنوا بموعود الله.
اللهم إنا نعوذ بك من شر
فتنة الغنى وشر فتنة الفقر.. اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ونعوذ بك من عذاب
القبر ى إله إلا أنت.. اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك
وجميع سخطك..
اللهم إنا نستعينك
ونستهديك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك
ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون
عن سبيلك ويقاتلون أولياءك، اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك
وأرنا فيهم عجائبك اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا، اللهم
إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء
العذاب يا قوي يا متين، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق، يا رب العالمين، اللهم
ادحر الرافضة ورد كيدهم في نحورهم . اللهم خالف بين كلمتهم، اللهم افضح مكرمهم
وأبطله يا قوي يا متين.
اللهم إنا نسألك بأن لك
الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا
قيوم. اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان ، اللهم انصر إخواننا أهل السنة في
كل مكان ، اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان . اللهم أنجِ المستضعفين من
المؤمنين في كل مكان اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمين، اللهم فرج عن
إخواننا المؤمنين في كل مكان، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل
بفرجهم ونفّس كربهم، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم اللهم وارحم
ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم وكن لهم
عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا حيّ يا قيوم.
اللهم آمنا في أوطاننا
ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر
والتقوى يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ادفع عن بلادنا مضلات الفتن ، اللهم من أراد
بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة فاجعل كيده في نحره يا قوي يا متين .
اللهم انصر جُندنا
المرابطين، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأنزل عليهم النصر من
عندك يا قوي يا متين، اللهم من مات منهم فتقبله في الشهداء يا رب العالمين ، ومن
أصيب فألبسه ثياب الصحة والعافية يا لطيف يا رحيم يا كريم.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم .
ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم
واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |