قصور الجنان وكيف الفوز بها
٠٧ - 10 - 1439ه
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، وأشهد أن لا إله إلا الله
شهادة من يقولها موقناً مخلصاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المرتضى، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى كل من اقتفى، وسلم تسليماً ،،، أما بعد
فاتقوا
الله عباد الله، فالْمتقون هم الْموعودون بالقصور في الجنات العلى، قال الْمولى جل
وعلى: ((لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا
غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا
يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ)) قال ابن كثير: الغُرف في الْجنة هي القصور
الشاهقة، ((من فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ))، طباق فوق طباق مبنيات محكمات
مزخرفات عاليات .
والْمتقون
عباد الله هم أهل الإيمان والعمل الصالح، الْموعودون أيضاً بجزاء الضعف الأوفى، المذكور
في قوله تعالى: ((إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء
الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)) .
عباد
الله: لقد شوَّقنا الله ورسوله في الكتاب والسنة إلى الجنات بذكر كثير من أوصاف
نعيمها . ومن ذلك ما جاء في وصف مساكنها، بيوتها وقصورها وخيامها .
يقول
الله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ))
(وَمَسَاكِنَ
طَيِّبَةً): أي قصوراً حسنة قد زخرفت وسلمت من كل آفة وقذر ونقص يعتري بيوت الدنيا،
طاب مرآها، وطاب منزلها ومقيلها .
قال رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ المؤْمِنَ إذا وُضعَ في قبرِه أتاه
ملَكٌ فيقولُ له: ما كنتَ تعبُد؟ فإنِ الله هَداه قال: كُنتُ أعْبدُ الله، فيقولُ
له: ما كنتَ تَقول في هذا الرجُلِ؟ فيقولُ: هو عبدُ الله ورسولُه، فيُنْطَلقُ به
إلى بيتٍ كان لَهُ في النارِ فيُقال له: هذا بيتك كان لَك في النار، ولكنَّ الله
عصَمَك فأبْدلَك بِه بيْتاً في الجنَّةِ، فيراه فيقولُ: دَعوني حتَّى أذْهبَ
فأُبَشِّرَ أهْلي، فيقالُ له: اسْكُنْ » حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي .
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قلنا: يا رسولَ الله! حدَّثْنا عنِ الجنَّةِ، ما
بِناؤها؟ فقال: «لَبِنَةٌ ذهَبٌ، ولَبِنَةٌ فِضَّةٌ، وملاطُها المسْكُ، وحَصْباؤها
اللُّؤْلُؤ والياقوتُ، وتُرابُها الزعْفَران، مَنْ يدخُلُها يَنْعَمُ ولا
يَبْأَسُ، وُيخلَّدُ؛ لا يموتُ، لا تبْلى ثِيابُه، ولا يَفْنى شَبابُه» حديث حسن .
وجاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «حائِطُ الجنَّة لَبِنَةٌ مِنْ ذَهبٍ، ولَبِنَةٌ
مِنْ فِضَّةٍ، ودُرُجُها الياقوتُ واللُّؤْلُؤ» . صحيح
وعن
أبي سعيد رضي الله عنه قال: «خلق الله تبارك وتعالى الجنةَ لَبنةً من ذهب،
ولَبِنَةً من فِضّةٍ، وملاطُها المسكُ، وقالَ لها: تكلمي، فقالت: ((قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ))، فقالتَ الملائكةُ: طوبى لك منزلُ الملوك». حديث صحيح، [رواه
الطبراني، والبزار واللفظ له مرفوعاً وموقوفاً] .
قال
الله تعالى: ((وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا)) .
قال ابن القيم في نونيته :
وبناؤها اللبناتُ من ذهبٍ وَأُخْرَى ... فضَّةٍ
نَوْعَانِ مُخْتَلِفَان
وقصورها من لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ ... أَو فضَّةٍ
أَو خَالصِ العقيان
وكذاك من درٍ وَيَاقُوتٍ بِهِ ... نظم الْبناء بغاية الإتقان
والطين مسك خَالص أَو زعفرا ... ن جابذا أثران مقبولان
ليسَا بمختلفين لَا تنكرهما ... فهما الملاط لذلك الْبُنيان
وعن
أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
«إنَّ لِلْمؤْمِنِ في الجنَّة لخَيمةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ مجوَّفَةٍ، طولُها
في السماءِ سِتونَ مِيلاً، لِلْمُؤمِن فيها أهْلونَ، يطوفُ عليهِم المؤْمِنُ فلا
يَرى بعضُهم بَعْضاً» رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لهما «عرضها ستون ميلاً»
قال
تعالى: ((حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)) .
وصح
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما في وصف الخيمة قال: « الْخَيْمَة
: دُرَّة مُجَوَّفَة فَرْسَخ فِي فَرْسَخ , لَهَا أَرْبَعَة آلَاف مِصْرَاع مِنْ ذَهَبٍ»،
ابن أبي الدنيا والبيهقي وسنده صحيح
قال
ابن القيم :
للعبد
فيها خيمة من لؤلؤٍ*** قد جُوِّفَتْ هي صَنْعَةُ الرحمن
ستون
ميلا طولها في الجو في*** كل الزوايا أجمل النسوان
يغشى
الجميع فلا يشاهد بعضهم***بعضا وهذا لاتساع مكان
وقد بُشرت
خديجة رضي الله عنها، «ببيت في الجنة من قصب - أي من اللؤلؤ - لا صخب فيه ولا نصب»
في الصحيحين .
والقصر
في الجنة قد يكون كله من ذهب . كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟،
فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنُ الخَطَّابِ »، وكما جاء فيهما أيضاً: «جَنَّتَانِ مِنْ
فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا
وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ
إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» .
اللهم إنا نسألك مساكن طيبة في جنات عدن ونسألك رضوانك ولذة النظر
إلى وجهك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.
الخطبة
الثانية :
الْحَمدُ للهِ الْمحمودُ فِي عِلْيَائِهِ، وَهُوَ الإِلَـهُ الْحَقُّ
فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ، تَعَالَى بِعِزَّتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، وَأَشْهَدُ أَنّ مُحْمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
وَخِيْرَتِهِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ، صَلَى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى
آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ لِقَائِهِ، أَمّا بَعْدُ:
عباد الله:
هل
يبني المرء العاقل بيتاً ويزخرفه في بلدٍ سافر إليه لمدة قصيرة؟ أم يبنيه في بلد
إقامته الأصلي ؟ هذا هو مثلنا مع الدنيا والآخرة، فنحن في هذه الدنيا مسافرون
مرتحلون عنها، فليكن جهدنا في بناء مساكننا في موطننا الأصلي، وما هو موطننا؟
يجيبك ابن القيم فيقول:
فحي
على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا
سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
كم
يبذل المرء من الجهد والمال ، عندما يريد أن يتملك بيتاً في هذه الدنيا الفانية؟
وكم يصيبه من العناء؟ وكم يبقى من السنين منتظراً تحقق هذه الأمنية له ؟
رغم
أنها إذا تحققت، لن يبقى البيت أمداً طويلاً بل سيخرب وسيموت بانيه ويتركه .
فيا عباد
الله: علِّقوا قلوبكم بالدار التي لا يخرب بنيانها ولا
يموت سكانها ولا يهرم شابها ولا يتغير حُسْنُها بل يزداد حينا بعد حين، ولا
تتوسعوا في البناء في دنياكم فإنكم مرتحلون عنها، وانظروا كيف تبنون لأنفسكم
بيوتاً بل قصوراً في الجنان .
عباد
الله: هناك أعمال يسيرة ليست بالعسيرة، بها تحصلون
على قصورٍ بمواصفات لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر مثلها، في جنات النعيم،
التي يخلد فيها أهلها أبد الآبدين، حيث يذبح الموت وينادي مناد: يا أهل الجنة خلود
فلا موت. .
** فأول
الأعمال التي بها يحصل المرء على قصور الجنان:
الإيمان والعمل الصالح كما تدل عليه النصوص الواردة في الخطبة الأولى، وفي
الصحيحين قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ
أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ
الْغَابِرَ مِنَ الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا
بَيْنَهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا
يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ
آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ».
ومن
الأعمال التي بها يحصل المرء على غرف الجنان وقصورها :
**
طيب الكلام ولينه، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وإدامة الصيام وتحصل بصيام رمضان
وثلاثة أيام من كل شهر، والصلاة بالليل والناس نيام، فهذه أربع جاءت في قول النبي اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظاهرُهَا
مِنْ باطنِهَا وَباطنها مِنْ ظاهرِهَا»، فقال أبو مالكٍ الأشعري: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى
لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»، وفي رواية: «وأفشى السلام»، وفي أخرى «وَأَدَامَ
الصِّيَامَ»، وفي رواية : «وألان الكلام»، حديث صحيح .
** ومن
الأعمال التي بها تُحَصَّل قصورُ الجنة :
بناء مسجد لله، مهما كان صغيرا، يَقُولُ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ بَنَى
اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» وفي رواية : «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ
قَطَاةٍ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»، وعليه يرجى لمن شارك ببناء
مسجد ولو بالقليل أن يحصل له هذا الفضلُ العظيم .
** ومن
الأعمال: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
« مَن قَرَأَ: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) عشْرَ مَرَّاتٍ؛ بَنَى اللهُ له قصرًا
في الجَنَّةِ » . حديث صحيح رواه أحمد [حديث
رقم : 6472 في صحيح الجامع]
** ومن
الأعمال: المحافظة على السنن الرواتب، فقد قال رسول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من عبدٍ مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم
ثِنْتَي عَشْرَةَ ركعةً تطوعاً غيرَ فريضة؛ إلا بَنىَ الله تعالى له بيتاً في
الجنة».رواه مسلم .
وفي الترمذي
والنسائي وابن ماجه: « مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ
بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ
بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ،
وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ » وهذا يدل على طلب المداومة عليها .
** ومن
الأعمال: الصبرُ على حر المصيبة بموت الولد وحمدُ الله
عليها والاسترجاعُ، حيث يقول الله تعالى لملائكته: «ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة،
وسموه بيتَ الحمد». رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان وحسنه الألباني .
** ومن
الأعمال هذه الثلاثة الواردة في قوله صلى الله عليه
وسلم: « أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ
كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ
كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ »
حديث حسن رواه الترمذي و أبو داود .
فيا من
ترجون قصور الجنان ، اتركوا الجدال والِّلجاج في المسائل
خاصة مسائل الدين، فقد كثر في زماننا، واتركوا الكذب ونقل الكذب فإن ناقل الكذب
أحد الكاذبين، وحسّنوا أخلاقكم بتمثل أخلاق الإسلام، والضامن لتحقق ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
اللهم إنا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الجنة وما
قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك
الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم
نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله
وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى
الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، يا ذا
الجلال والإكرام، يا رب العالمين.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما
تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا
وقواتنا أبداً ما أبقيتنا، واجعلها الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على
من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا
أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا، برحمتك
يا أرحم الراحمين.
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفث كرب المكروبين، واقضي الدين
عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن
خافك واتقاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه وخذ بناصيته للبر
والتقوى، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة،
يا رب العالمين، اللهم خير أعمالنا آخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك
فيه، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار،
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم صل على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121
|