الخطبة الأولى
رحلة في طلب العلم ، مع الحديث عن تفجير عسير
22/10/1436هـ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها المسلمون : رحلة في طلب العلم ، خلد الله ذكرها في الكتاب المجيد ، قصها تبارك وتعالى علينا ، في اثنتين وعشرين آية ، في سورة من السور العتاق الأول ، في سورة سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتها كل أسبوع .
إنها رحلة موسى عليه السلام كليم الرحمن نبي بني إسرائيل إلى العبد الصالح الخضر ، في سورة الكهف .
وزادنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحاح في البخاري وغيره تفاصيل أخرى لتلك الرحلة العظيمة .
وكان من خبر تلك الرحلة باختصار من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أن موسى عليه السلام قام يوماً خطيباً في بني إسرائيل فذكَّر الناس ووعظهم ، حتى إذا فاضت العيون ، ورقت القلوب ، قام إليه رجل فقال : أي رسول الله ، هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ فقال موسى : لا ، فعتب الله على موسى إذ لم يرد العلم إلى الله ، فأوحى إليه : إنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، فقال موسى : يا رب وكيف لي به ؟ قال الله : تأخذ حوتاً ميتاً فتجعله في مكتل ، فحيثما نُفِخَت الروح في الحوت وفقدته فالعبد الصالح هناك . فأخذ موسى حوتاً فجعله في مكتل ثم انطلق ، وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون ، حتى إذا أتيا الصخرة كانا قد سارا سيراً طويلا فوضعا رؤوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر ، فقال فتاه : لا أوقظه ، فاتخذ الحوت سبيله في البحر سرباً ، [وبقي أثر مسير الحوت في الماء حتى أصبح طريقه في البحر مثل النفق] .
فلما استيقظ موسى نسي فتاه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ، ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به . فقال له فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت أي نسيت أن أخبرك بخبر الحوت ، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ، فقال موسى : ذلك ما كنا نبغ ، فرجعا يقصان آثارهما وأثر الحوت في البحر حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى بثوب ، فسلم موسى عليه فرد عليه الخضر السلام وقال : وأنَّى بأرضك السلام . قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا . قال : يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه ، وأنت على علم من علم علمكه الله لا أعلمه ، وجاء عصفور فنقر البحر نقرة ، فقال الخضر : ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ، قال موسى : هل أتبعك ؟ قال الخضر : إنك لن تستطيع معي صبرا ، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا . قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا ، قال : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا )) .
فكان من خبر صحبتهما ما قص الله في الآيات التي تتلونها في سورة الكهف ، حيث لم يصبر موسى عليه السلام عن الإنكار والاعتراض على أفعال الخضر في المسائل الثلاث : خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار .
عباد الله : في هذه القصة من العبر والهدايات والفوائد ما يطول المقام بتعداده ، لكنني أكتفي بذكر ثلاث فوائد مما يتعلق بالعلم والرحلة في طلبه .
فأول العبر والفوائد من هذه الرحلة : فضل العلم وأهله ، فقد قال بعضُ أهل العلم : إن فيما عاناه موسى من الدَّأبِ والسفر والصبر عليه والتواضع والخضوع للخضر بعد معاناةِ قصده مع محلِّ موسى من الله وموضعه من كرامته وشرف نبوته ، دلالةٌ على ارتفاع قدر العلم وعلو منزلة أهله (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) .
ثانيها : الحث على الرحلة في طلب العلم ، والصبر على المشاق والمتاعب في سبيل الحصول عليه ، والوصول إلى أهله ، فموسى عليه السلام نبي رسول عالم ، خصه الله بتكليمه وأنزل عليه وحيه ، وآتاه التوراة ، وكتب له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء ، ومع ذلك يرحل ويمشي المسافة الطويلة حتى يصيبه النصب لطلب علم لا يعلمه من عالم يعلمه ، اشتياقا للازدياد من العلم .
ويؤكد لنا نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الحث صراحة فيقول صلى الله عليه وسلم : (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة )) رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع )) [ رواه الترمذي وصححه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وصحيحه الألباني ]
ويقول عليه الصلاة والسلام : (( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع )) [ رواه الترمذي وقال حديث حسن وحسنه لغيره الألباني ] .
ويوصي صلى الله عليه وسلم بطلاب العلم الراحلين في سبيله فيقول : (( سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واقنوهم )) أي : علموهم [ رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في الصحيحة ]
فأين المقصرون في طلب العلم الواجب عليهم طلبه وقد تيسر الله لهم طلبه أيما تيسير ، أين هم من حال موسى عليه السلام ، وأين هم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) صحيح رواه ابن ماجه وغيره
أين هم من الفضل الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته )) رواه الطبراني في الكبير وقال الألباني : حسن صحيح .
أين المقصرون في طلب العلم من حال السلف الأولين ، فقد رحل جابرُ بن عبد الله من المدينة إلى الشام مسيرةَ شهر إلى عبد الله بن أنيس من أجل أن يسمع منه حديثا واحدا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم حول حشر الناس يوم القيامة .
ورحل أبو أيوبٍ الأنصاري إلى عقبة بن عامر رضي الله عنهما بمصر ليسمع منه حديث الستر على المسلم ، وروى الدارمي بسندٍ صحيح عن بسر بن عبيدالله قال : إنْ كنتُ لأركبُ إلى مصرٍ من الأمصار في الحديث الواحد ، وجاء عن أبي العالية حاكياً حال التابعين أنه قال : كنَّا نسمعُ الحديثَ عن الصحابة ، فلا نرضى حتى نركبَ إليهم فنسمعه منهم . ولم يزل طلاب العلم يرحلون ويلاقون المصاعب والمشاق في سبيل الحصول على العلم .
ونحن اليوم قد تيسر لنا الحصول على العلم ، ولا نلقى في سبيل الحصول عليه مشقة ولا نصبا ، ويأتينا بين أسماعنا وأبصارنا ومع ذلك هناك تقصير في طلب الواجب منه فضلاً عن فرض الكفاية والمستحب .
اللهم وفقنا لطلب العلم النافع ، وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً يا رحمن . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين ، ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله الذي أرسل رسوله ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً أما بعد:
ثالثاً من العبر والفوائد من رحلة موسى عليه السلام إلى الخضر : الحث على طلب العلم من أهله ، لا من غيرهم ، مع توقيرهم والتواضع لهم ، فموسى يفوق الخضر في الفضل والمكانة عند ربه ، فهو نبي رسول كليم وجيه عند ربه وهي مقامات لم يبلغها الخضر ، لكن عند الخضر من العلم الذي علمه الله إياه ما ليس عند موسى ، فرحل موسى ليطلب العلم ممن عنده العلم الرباني ، وتواضع ووقر وهو الفاضل من أجل الحصول على العلم من أهله ، فقال موسى عليه السلام للخضر بكل تواضع وأدب وتوقير : (( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا )) وقال : (( سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا )) .
وهذه العبرة غاية في الأهمية ، فما ضل من ضل وانحرف من انحرف في المناهج والأفكار إلا لما طلبوا العلم عند غير أهله ممن ضلوا بفهومهم وأهوائهم وأضلوا أتباعهم من الرؤوس الجهال .
لذا يأتي التعقيب بعد هذه القصة وقصة ذي القرنين بقوله تعالى : (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ))
وإن مما يدخل في عموم معنى هذه الآية أولئك الذين اغتروا وأعجبوا بعلمهم واستقلوا بمفهومهم القاصرة ولم يطلبوا العلم الصحيح عند العالم الرباني ، فضلوا وعملوا أعمالاً يظنون أنهم فيها على هدى وهم على ضلال ، وأنهم محسنون وهم يسيئون صنعا . ويتقربون إلى الله وهي ما تزيدهم من الله إلا بعدا ، كالخوارج المارقين التكفيريين ، الأولين منهم والمتأخرين ، فالأولين تركوا علم الصحابة وفهمهم للكتاب والسنة وأستقلوا بفهمهم هم لذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم )) فكفروا الصحابة فقتلوا علياً وحاولوا قتل معاوية ، وقاتلوا المسلمين وتركوا الكافرين .
وها هم المتأخرون من الخوارج ، كلما مضت أيام فاجؤا المسلمين بطامة من طوامهم يوغلون فيها بالزيغ والضلال ، ويؤكدون أنهم كلاب أهل النار الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ، تركوا طلب العلم الصحيح على العلماء الربانيين واستقلوا بفهومهم وأعجبوا بأنفسهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، يقتلون المصلين الراكعين الساجدين ، يقتلون عساكر الإسلام الموحدين المجاهدين لحماية الحرمين والدين ويتركون المشركين ، فبأي تبرير يمكن أن تقبل القلوب والعقول والديانة فعلتهم الآثمة في عسير إلا التبريرات الشيطانية الضالة التي بها قتلوا الصحابة .
فاللهم عليك بالخوارج المارقة ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اكفنا شرهم بما شئت إنك أنت السميع العليم، اللهم افضح أمرهم وسلط عليهم جندا من جنودك، اللهم انتقم منهم واشف صدور قوم مؤمنين، يا قوي يا عزيز.
فاللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم انصر جُندنا ورجال أمننا، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأنزل عليهم النصر من عندك يا قوي يا متين، اللهم من مات منهم فتقبله في الشهداء يا رب العالمين، اللهم اشف مرضاهم وعاف مبتلاهم وقوي عزائمهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي ياعزيز، اللهم احفظ لبلادنا عقيدتها وسيادتها واستقرارها وأمنها، اللهم احفظها ممن يكيد لها، ويتربص بها الدوائر يا قوي يا عزيز.
اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وجماعتنا واستقرارنا ، اللهم احفظ بلادنا من شر الأشر وكيد الفجار، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا ، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا ، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وبصّرهم بأعدائهم والمتربصين بهم يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في الشام وفي بورما وفي العراق، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم تولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم، اللهم احقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا حيّ يا قيوم، اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك ويسعون في إطفاء نورك، وأنت المتم لنورك ولو كره الكافرون، اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك وأرنا فيهم عجائبك اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا، اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121
|