ما كان مكتوباً باللون الأزرق - من كلام الشيخ صالح الفوزان-
وما كان باللون الأحمر فهو للشيخ أحمد العتيق
الخطبة الأولى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
عباد الله اتقوا الله تعالى وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. لقد كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن المرأة عبر القنوات والوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة وإثارة قضاياها من حيث عملها ومشاركاتها في ميادين الحياة، بطريقة مملوءة بالمغالطات والمخالفات لما شرعه الله تعالى. وليس العجب أن يخطئ في ذلك بعض الكتاب والمفكرين الدخيلين على أهل هذه البلاد، وإنما العجب ممن تربى في بلاد التوحيد وعاش في مجتمع تربى نساؤه على الحجاب والحشمة والعفاف كيف تصدر منه هذه المخالفات والمغالطات. لا شك أن الله تعالى خلق الرجال وخلق النساء، وجعل لكل من الصنفين عملاً يليق به وينسجم مع خلقته ومقدرته، وأن أي محاولة لتغيير ذلك النظام وجعل الرجل يقوم بعمل المرأة و المرأة تقوم بعمل الرجل، فإنها محاولة تتعارض مع الفطرة والدين والعقل، وهي تعطل المجتمع كله وتتعارض مع الشرع الذي شرعه الله لعباده على وفق الفطرة، و لا شك أن هذه المحاولة ستفشل وتنتهي إلى عواقب وخيمة ونهاية أليمة. وأدل دليل على ذلك ما حصل في بعض البلدان الإسلامية التي وجد فيها الإختلاط في المدارس أو الدوائر الحكومية أو المصانع أو المتاجر ومحلات البيع وشاع التبرج فيها والسفور. حصل فيها من الفتن والمحن والبلايا والمصائب والكوارث والفساد والشرور ما لا يحصيه إلا الله. فالمرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل إلا إذا تخلت عن آدابها وجبلتها، وزوجة عمران لما نذرت ما في بطنها من الولد ليخدم بيت المقدس ثم ظهر المولود أنثى، ( قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) ( آل عمران:36) أي أن الأنثى لا تستطيع القيام بعمل الرجل. وفي قصة موسى عليه السلام قال الله تعالى: ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ) (القصص:22-24 ) مما يدل على أن المرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل ولو كثر عدد النساء ما لم تتخلى عن بعض أمور دينها. و المرأة أيضاً لا تستطيع المدافعة والمخاصمة حينما تتعرض لمواقف تحتاج فيها إلى ذلك، قال تعالى: ( أَوَمَن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) (الزخرف:18). وأيضاً تولي المرأة لعمل الرجل يحوجها إلى نزع الحجاب وإلى السفر والتنقل ولذلك صار المطالبون بتوليها هذا العمل، يدندنون حول نزع الحجاب ويطالبون بقيادة المرأة السيارة لتتمكن من مزاولة أعمال الرجل ولو كان ذلك حساب أنوثتها أو عفتها وحشمتها. فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله الذي خلق الرجال والنساء، يعلم أن أحوال الناس سوف تتغير في آخر الزمان وأن العالم سينفتح بعضه على بعض وأن الفتن ستكثر ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) (الملك:14) ومع ذلك أعطانا أحكاماً ثابتة فيما يتعلق بشأن المرأة لا تتغير ولا تتبدل رضي أدعياء المدنية الغربية المنحلة من أبنائنا أم سخطوا. إلا إذا كان هؤلاء الأدعياء يرون أن تلك الأحكام لا تصلح في هذا العصر وأنه ينبغي إعادة النظر فيها، فهذا كفر أكبر مخرج عن دائرة الإسلام، يحتاجون بسببه إلى تجديد إسلامهم وانتمائهم لدينهم. إن الله الذي خلق الرجال والنساء قال في كتابه: ( الرجال قوامون على النساء ) ( النساء:34)، إن الله الذي خلق الرجل والمرأة، هو الذي قال في كتابه: (وإذا سألتموهن متعا فاسألوهن من وراء حجاب) ( الأحزاب:53) وقال أيضاً: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ( الأحزاب:32)، إن الله الذي خلق الرجل والمرأة، أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، وأمره أن يقول: ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، وأمره أن يقول: ( لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة)، وأمره أن يقول: ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها). فاتقوا الله يا من تدعون إلى الفتنة، ولا تكونوا من الذين بدلو نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، فإنكم في بلاد ما زالت ولن تزال بإذن الله تحكم شرع الله تعالى، ومن ذلك ما يتعلق بشأن المرأة. واتقوا الله أيها الآباء واحرصوا على حماية نسائكم من هذه الأفكار المسمومة التي تهوي بالمرأة إلى الرذيلة، فإن المرأة ضعيفة، تتأثر بما تقرأ وترى وتسمع، خصوصاً ما يغرض في هذه الأيام عبر القنوات والمجلات من أن المرأة مظلومة ومعطلة ومبخوس حقها، وأنها لا بد وأن تخرج من بيتها، وأنه لا فرق بينها وبين الرجل في ميادين الحياة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-
عباد الله اتقوا الله تعالى، واعلموا أن المرأة إذا احتاجت إلى العمل خارج بيتها فلا بأس بذلك بشروط وضوابط:
أولها: ألا يتعارض هذا العمل مع حشمتها وعفتها وسترها وحجابها.
الثاني: أن يكون عملها منعزلاً عن الرجال، وبعيداً عن الاختلاط والفتنة والخلوة مع الرجل الأجنبي منها.
الثالث: ألا يتعارض هذا العمل مع قيامها بعمل بيتها وتربية أولادها وحقوق زوجها لقوله صلى الله عليه وسلم: ( والمرأة راعية في بيت زوجها).
الرابع: ألا تسافر من أجل هذا العمل إلا مع ذي محرم يصونها ويحفظ عليها.
اللهم من أراد بنسائنا سوءاً فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره .
|