خصائص الوضوء
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله r وعلى آله وأصحابه. أما بعد:
عباد الله اتقوا الله, ومن تقواه طهارة الباطن والظاهر .
عباد الله: الوضوء عبادةٌ جليلة, وشرطٌ في صحة الصلاة, وعملٌ مكفرٌ للخطايا, جاء الأمر به في كتاب الله وسنة النبي e؛ قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ } المائدة:6 ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتطهر " متفق عليه .
وروى عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام:" لا صلاة لمن لا وضوء له " رواه أحمد وأهل السنن.
وقال عليه الصلاة والسلام لمن لم يحسن الوضوء : " أعد الوضوء والصلاة " رواه أبود داود.
وقال عليه الصلاة والسلام: " ويل للأعقاب من النار "متفق عليه.
وأجمعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم على فرضيته, ووجوبه على من أراد الصلاة, مع وجوده والقدرة عليه.
وله خصائص منها:
أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعرفون به يوم القيامة, قال عليه الصلاة والسلام : " إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء " متفق عليه .
ومن خصائصه : تكفير للذنوب, قال عليه الصلاة والسلام : " ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا, ويرفع به الدرجات, قالوا: بلى يا رسول الله, قال: إسباغ الوضوء على المكاره, وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة, فذلكم الرباط " رواه مسلم .
ومن خصائصه: أنه شطر الإيمان, ففي صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: "الطهور شطر الإيمان " رواه مسلم .
ومن خصائصه: خروج الخطايا عند الوضوء, فعن عثمان رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده, حتى تخرج من تحت أظفاره " متفق عليه .
ومن خصائصه: غفران ما تقدم من الذنوب لمن توضأ وصلى بذلك الوضوء, فعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلاً عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة " رواه مسلم .
ومن خصائصه: أنه يشرع لمن أراد أن يدعو ففي الصحيحين: " أن النمرود لما راود سارة عليها السلام قامت فتوضأت ودعت عليه "، فرد الله كيده . ( ولما اتهموا جريج الراهب بالزنا, قام فتوضأ, وصلى وأمر بإحضار الغلام, فقال: من أبوك؟ قال: فلان الراعي ) متفق عليه.
ومن خصائصه: أن الحلية تبلغ من المؤمن حيث يبلغ الوضوء, هكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم.
ومن خصائصه : " أن من توضأ وقال: أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " رواه مسلم .
ومن خصائصه: أن المحافظة عليه من صفات أهل الإيمان, قال عليه الصلاة والسلام:"لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" رواه أحمد وابن ماجة .
أيها الناس: عبادةٌ هذا شأنها, وعمل هذه خصائصه, حري بنا أن نتعاهده, وأن نحافظ عليه, وأن نأتي بفروضه وسننه، وأن نحافظ على الصلاة التي شرع لأجلها. أعوذ بالله من الشيطان : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {6}}المائدة .
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم |