التحذير من فتنة النساء (1)
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور
محدثاتها وكل بدعة ضلالة .
أيها الإخوة المسلمون : اتقوا الله تعالى حق التقوى
روى الامام
البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه انه قال : قام فينا النبي مقاماً، ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام
الساعة إلاّ حدّث به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علِمَه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون
منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجلِ إذا غاب عنه ثم إذا رآه
عرفه.
وجاء في
إحدى روايات مسلم أن حذيفة قال: أخبرني رسول الله بما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيءٌ
إلاّ قد سألته، إلاّ أني لم أسأله ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ ؟
وفي صحيح مسلم عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال : صلّى بنا رسولُ الله الفجرَ، وصَعِدَ المِنبر
فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلّى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل
فصلّى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غَرَبَت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائنٌ، فأعلَمُنا
أحفَظُنا. وقد أمضى صلى الله عليه وسلم عمره
منذ أول يوم من البعثة في تطبيق وامتثال ما ينزل عليه من السماء وما يوحيه الله
لهه,وبلغه أحسن البلاغ ممتثلا قوله تعالى ( يا ايها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك
....) حتى جاء اليوم الذي قال الله فيه ( اليوم
أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) ولقد كان صلى الله عليه
وسلم يخاف على امته الفتن فحذر وانذر حتى اقام الحجة واعذر , الا وإن مما خصه صلى الله
عليه وسلم بالتحذير وهتم به وعظم امره وجائت
فيه النصوص الكثيرة والمتظافرة ما يتعلق بالنساء من الفتن فمن تلك النصوص قوله صلى
الله عليه وسلم " ما تركت بعدي فتنة، أضر على الرجال من النساء "، كما في
حديث اسامة ابن زيد المتفق عليه.
ومن الأحاديث
ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال
: إن الدنيا حلوة خَضِرَةٌ، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا،
واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ومنها
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة
تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله،
فإن ذلك يرد ما في نفسه . رواه الإمام أحمد، ومسلم، وأبو داود. ومنها قوله صلى الله
عليه وسلم: إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان.
فالفتنة
في النساء- ايها الاخوة - من اشد الفتن ومن
أجل هذا ضُيق هذا الباب اشد التضييق حتى كاد ان يوصد قال تعالى في ذلك ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية
الاولى ) وقال صلى الله عليه وسلم : وبيوتهن خير لهن " حتى العبادات لم يؤذن للمرأة
فيها كما اذن للرجل وذلك خوفا عليها وخوفا
منها , كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم
.... ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن....
فالفتنة في النساء والافتتان فيهن يأت على الامة
بل وعلى العالم كله بما لاقبل لهم به من البلاء , ولقد أهلك الله بني اسرائيل بسبب
النساء قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل
كانت في النساء. رواه أحمد.
وإن المرأة
إذا اطلق لها العنان دون قيود او رقيب او حسيب
فإن غلبة الطبع التي خلقت عليه يميل بها إلى الحيدة عن جادة الصواب فهي التي
قال الله عنها ( او من ينشأ في الحلية وهو
في الخصام غير مبين ) فطبيعتها التجمل وحب الزينة والبحث عنها , بل والإغراق في ذلك
والإفراط والإسراف فيه حتى يخرجها هواها ومرادها الى حد الفتنة لها وفيها, إلا ان يكون
الرجل هو القائم عليها والمقوم لأمرها, فإن
المرأة هي التي تحتاج للرجل ولا تستطيع الاستغناء عنه بعكس الرجل, يدل لذلك ان الله
خلق آدم اولا ثم خلق من ضلعه المرأة, ولم يخلق المرأة اولا ثم يجعلها تنجب الرجل,ولذلك
فإنه وعلى مر الدهور والعصور كل العقلاء في العالم منذ ان خلق الله البشر متفقون على ان الرجل هو صاحب
الولاية على المرأة, إلا من شذ منهم ونادى
باستقلاليتها عن الرجل وذلك بغرض إضاعتها وامتهانها
وقضاء المراد منها.
وقد أدرك
أعداء الإسلام والمسلمين دور المرأة الخطير والقوي والنافذ في إفساد الأمة وان ذلك
يكمن في تحريرها من قيود الشريعة, والعمل على اظهار المظلومية لها , وان عملها داعم
قوي للاقتصاد والتنمية, وأنها تستطيع ان تؤدي دور الرجل بكل أريحية واقتدار, فأخرجوها من بيتها ومكنوها
من كل ما مكنوا منه الرجال, من الإعلام والتعليم والتكسب حتى الدور العسكري والقتالي
وكان ذلك على حساب مصلحة المجتمع ومزاحمة الرجال على خصوصياتهم, إذ لم يوضع كل من الرجل
والمرأة في الموضع اللائق والمناسب لعقله وجسمه, فنتج عن ذلك التعب والعنت وسوء الأحوال وتردي الأوضاع وخسارة
الأوقات والأموال وحينها أدرك من أدرك ان المسار خطأ, وان النتائج ظهرت عكسية, وأنهم
ارتكبوا جرما عظيما في حق مجتمعاهم , ولكن كان ذلك بعد انفلات الزمام وانفراط العقد
وهاهم اليوم يعانون الأمرين جراء سياساتهم الرعناء وآرائهم الخرقاء, ولا أعجب من ذلك الا أننا نحن
امة الإسلام اليوم نبدأ من حيث انتهى القوم, ونجرب المجرب, بل ومنا من يفرح بذلك ويعده
نصرا وانتصارا على الشرع وحملته وعلى ومنطق
العقل, وهكذا هي المفاهيم إذا قلبت, والموازين اذا تغيرت, والفطر اذا انتكست, والنظرة
اذا قصرت , والشهوات اذا اتبعت, وسبل الهلاك اذا سلكت قال الله تعالى ( وإذا أردنا
ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول واستغفر الله
لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله معز من أطاعه ومعين , ومذل من
عصاه ومهين , واشهد أن لا اله إلا الله والقوي المتين , واشهد أن محمدا عبده ورسوله الأمين
, صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون : اتقوا الله تعالى حق التقوى
عباد الله:
للناس مع الفتن ثلاث حالات الحالة الأولى:
قبل وقوعها , والحالة الثانية: أثناء وقوعها, والحالة الثالثة: بعد وقوعها وانكشافها,
أما الحالة الأولى وهي: حالهم قبل وقوعها, فإن الواجب عليهم ان يعلموا أسباب وقوع وحصولها
فيجتنبوها, وذلك يحصل بطلب العلم والبحث وسؤال
العلماء, وتطبيق المحصّنات منها, وعلى رأس ذلك: الالتجاء إلى الله والإلحاح عليه ودعائه
الدائم والصادق بان يجنب الأمة الفتن , وكذلك
بتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تطبيقا واقعا موافقا لما كان عليه السلف الصالح
, والأخذ على يد السفهاء , والتصدي للأعداء
واما الحال الثانية وهي الحال أثناء وقوع الفتنة
: فإذا حلت بالناس فتنة وغلب أهل الشر والفساد والنفوذ والقوة على جلبها وإحداثها ودعوة
الناس وحملهم عليها, فإن الناس حينها سيكونون في باس وشدة , فإما أن يصبروا ويحملوا
وهذا في حال مإذا لم يكن ثمت سبيل الى التغيير والإصلاح ويلتزموا امر الله ( ولو أنهم
إذ جاءهم باسنا تضرعوا لكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) ويلتزموا
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الداعية الى الصبر على الجور والظلم , وكراهية المنكر
وعدم الرضا فيه والمتابعة له, فإنما الطاعة
بالمعروف, وإما ان ينفذ صبرهم بسبب مايرون من الفتنة, فيجب حينها ان يضبط ذلك الصبر
بالضوابط الشرعية, فيُنظر في حال الفتنة نفسها
اهي مكفرة ام مفسقة ام ذنوب ومعصية دون ذلك, وينظر في حال جالب الفتنة اهو عالم
بعواقبها ام هو متأول, ام هو مجتهد غير مصيب, ام له ذريعة ومتمسك , وينظر في موقف اهل
العلم الراسخين ويلتف حولهم ويسمع كلامهم, ويؤخذ بفتواهم فإنهم حينما ينطقون ينطقون
بعلم وحينما يسكتون يسكتون بعلم, ولا يجتمعون على ضلالة .
أيها الإخوة: والله ما شقى من إنسان يكون رأسا
في الفتن حاله كحال من قال الله عنه ( إذ انبعث أشقاها ) فكان أشقى القبيلة فتبعه على
عقر الناقة أناس قال تعالى عنهم ( فعقروها ) ولم يقل فعقرها بصيغة الإفراد فكانت النتيجة
أن ( دمدم عليهم ربهم فسواها ولا يخاف عقباها , فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من
عمل بها إلى يوم القيامة, والحذر كل الحذر من الانسياق وراء دعاة الفتن المدمرة, يقول
الشيخ العثيمين رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا
مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ): أن المراد بالأمر هنا انه:
الأمر الكوني يتعين هذا فإذا أراد الله ان يهلك قرية أمر مترفيها أمرا كونيا ففسقوا
فيها , وحينئذ يحق عليها القول فتدمر تدميرا,
وفي الآية التحذير الشديد من عقوبة غير المترفين, من عقوبة الطائعين , وهذا يشهد له
قوله تعالى ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) انتهى كلامه رحمه الله
وأما الحالة
الثالثة فهي بعد انكشاف الغمة ودحور الفتنة: فغنه يتوجب على المسلم الإكثار من حمد
الله وشكره ( وأما بنعمة ربك فحدث )
.... اللهم
أصلح أحوالنا وولى علينا خيارنا واكفنا شر
أشرارنا
التحذير من فتنة النساء (2)
الحمد لله الذي خلق آدم من طين , وخلق
له زوجه من ضلع متين , (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )(يخلقكم في بطون أمهاتكم
خلق من بعد خلق في ظلمات ثلاث )، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلا الحق
المبين ,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الأمين ,وصفيه وخيرته من خلقه أجمعين .صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا,,
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا
بدينكم ,حتى تلقوا ربكم فهو خير لكم عند بارئكم .
أيها الإخوة
المسلمون: لقد تركنا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على محجة بيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك ,فما مات صلى الله عليه وسلم وما من شيء إلا وترك لنا منه علما
، فبين لنا ما فيه صلاحنا في دنيانا وآخرتنا وأمرنا بإتباعه ,وما فيه فتنة وهلاك وضرر
علينا في دنيانا وآخرتنا إلا وأمرنا باجتنابه ، كيف لا وهو المبلغ عن الله شرعه ,والهادي
إليه خلقه (وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا )(وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته
وهو السميع العليم )صدقا في الأخبار, وعدلا في الأحكام ، فمما أخبر به النبي صلى الله
عليه وسلم من الامور الغيبية التي أطلعه الله عليها ما سيقع في هذه الأمة من الشرور
والفتن , ولكن المسلم إذا سار في أموره على علم وبصيرة من دينه,علم ما فيه هلاكه
فيجتنبه ,وما فيه صلاحه فيتبعه ,وما يقع في المحاذير إلا من جهلها , وما يستمر فيها
إلا من جهل عواقبها .ولعل فيما يذكر تذكير لمتذكر ,أو تعليم لجاهل .أو تنبيه لغافل
,أو ايقاض لراقد ,أو اعتبار لمعتبر ,فاعتبروا يا أولي الأبصار ، وتذكروا يا اؤلي النهى
والأحلام.
في زمن طال الفصل بينه وبين زمن النبوة وزمن
القرون المفضلة ،ومضى على ذلك قرون وأعوام عديدة ,ما ظنكم أيها الإخوة في حال أهله
فيه ؟ ونصوص الكتاب والسنة ظاهرة جلية ترسم أحداث التاريخ وتوضح سبل النجاة وتبين ما
يحصل فيه من المصائب ، يجمع ذلك كله قول الصادق
المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل
المظلم يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافرا, أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من
الدنيا .رواه مسلم .
لم تكن
فتنة في هذه الأمة إلا وأخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم علمها من علمها وجهلها
من جهلها ، وكتب الحديث والآثار والتاريخ والسيرة من نظر فيها وجد الخبر , وعلم أن
الأمر قد قدر .
قال صلى
الله عليه وسلم فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه – وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت عائشة قلت يا رسول الله
أنهلك وفينا الصالحون :قال :نعم، إذا كثر الخبث وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه هل
ترون ما أرى ,إني لأرى مواقع الفتنة خلال بيوتكم كمواقع القطر. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الباب المغلق الحائل بين الفتن
وحلولها بهذه الأمة فلما مات كسر هذا الباب فتوالت الفتن , والله المستعان, وقال صلى
الله عليه وسلم وهو يعد الفتن: منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا, ومنهن فتن كرياح الصيف ,منها صغار ومنها كبار .
وقال صلى
الله عليه وسلم إن لكل أمة فتنة وان فتنة أمتي المال. رواه أحمد والترمذي.
أيها الإخوة
في الله : إذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر وأدركنا ما فيه من الفتن وجب على كل مسلم أخذ
الحيطة والحذر منها.
فإنها
كما قال صلى الله عليه وسلم :تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا ........
وحسبنا في هذا المقام التعريض بذكر فتنة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :ما تركت
بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء .رواه مسلم "عن أسامة بن زيد وسعيد
بن زيد بن عمر. وقد حذر منها عليه الصلاة والسلام
بقوله : إن الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعلمون فاتقوا
لدنيا ,واتقوا النساء فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه.
النساء،
النساء وما أدراكم ما أودع في النساء من الشر والبلاء , وخطرهن على الرجال اللاتي قال
الرسول صلى الله عليه وسلم فيهن : ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم
من إحداكن .
يقول الصحابي
الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه فيما رواه عنه رجاء ابن حيوة: إنكم ابتليتم بفتنة
الضراء فصبرتم واني أخاف عليكم من فتنة السراء – وهي النساء – اذا تحلين بالذهب ولبسن
ريط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني ,وكلفن الفقير مالا يطاق. رضي الله عنك يا معاذ
,فكيف لو ترى حال النساء اليوم .
أيها الإخوة
في الله ،أيها العقلاء المنصفون,أيها الأشراف الغيورون :
معي لنرى
فيما يجري حولنا في نساءنا ,لنقف منه موقف المنصف الحكيم ,ولا ننكر واقعا نحن فيه
. بل نسعى في معرفته , واتخاذ أسباب السلامة من خطره، فان الهروب من المشاكل ليس حلا
لها.ماذا عن النساء اللاتي يخرجن إلى الأسواق؟
إننا نسمع
وتسمعون ونرى وترون ,ماذا في ذلك من الفتنة التي هي والله بوارد الانهيار, وعلامة الدمار,ونتائج
سعي الكفار, في إفساد النساء ،أما ترون كيف تعامل النساء مع الباعة ,من إخراج المفاتن
والزينة ؟ أما ترون كيف توسع النساء في النقاب بعد اذن من أذن لهن بإخراج العينين فأخرجن
معه شطر الوجه ؟ أما ترون ما في الثياب من المحذور من الضيق وإظهار النحور, وشق الثوب
من الأسفل ليظهر الساق إذا مشت ,وإذا ركبت أو جلست ، ناهيك عن لين الكلام ,والخضوع
بالقول الذي يُطمع من في قلبه مرض ؟
سل منصفة
محقة, ما ذا ترى بين صفوف النساء في حفلات الزواج من التكشف والعري الذي ينذر بالخطر، فعند جهينة الخبر اليقين.
كنا بالأمس
نقول ان هذه الحفلات أشبه ما تكون بعروض الأزياء أمّا اليوم فهي عرض للأجسام بإظهار
شيء منها. فما يمسك بالثوب إلا خيطين على الكتفين فأعلى الجسم ظاهر ,والدور قادم على
إظهار بقيته.
أما يكون
في ذلك فتنة لها ولغيرها ؟ بلى والله. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول صنفان من أهل
النار لم أرهما وذكر منهما :نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات عليهن كأسنمة البخت المائلة
ويعني
بقوله مائلات مميلات: مائلات عن الحق ,مميلات
بغيرهن عنه.
أما ترون
أيها الإخوة: غلبة النساء على الرجال اليوم. فالحكم للأغلب, ولا عبرة بالشذوذ. قوامة
الرجال على النساء قلت, فتدبير الأمور وتسييرها
أصبح اليوم في كثير من البيوت بيد النساء ,لا قيمة للرجل فيها فهو مغلوب على
أمره ,تذهب نساءه إلى الأسواق والى مشاغل الخياطة والى حفلات الزواج دون علمه وقد يعلم
وليس له من الأمر شيء ,والبعض يكون راض بهذا موافقا، وما علم أن العاقبة عليه وخيمة
فأصبح كثير من الرجال اليوم مأمورون لا آمرون ,مطيعون لايطاعون. قال صلى الله عليه
وسلم هلكت الرجال حين أطاعت النساء 0رواه الإمام أحمد وغيره بإسناد جيد .
ولقد نهى
الله عز وجل عن إتيان المال النساء والصبيان وسماهم سفهاء لعدم إحسانهم في التصرف
.(ولا تؤتوا السفها ء أموالكم التي جعل الله لكم فيما ...) فان كان هذا في المال فهو في إطلاق التصرف لهم دون
رقيب وقوامة يكون المنع منه أشد وأحرى .
وكيف يفلح
قوم ولو أمرهم امرأة . ولو أطلقت النظر –أخي المسلم – في أحوال النساء, وألقيت السمع
فيما يقال فيهن لرأيت في النساء عجبا, ولسمعت ما هو مؤسفا.
تقليد
للكافرات أعمى, قصات للشعر متنوعة، لعب في أدوات التجميل والزينة .إضاعة للأوقات دون
فائدة ,إسراف في الملابس في مخيله، جري وراء الموظفات المُشنة, هذا والله سفه في الأحلام
, وقصور في الأفهام، وجهل في شرع الملك العلام
, فانا لله وإنا إليه راجعون. (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا, إنا لله وإنا
إليه راجعون ,أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون ).
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
.اللهم احفظ عوراتنا , وآمن روعاتنا . وأصلح نساءنا برحمتك يا أرحم الراحمين،
أقول قولي هذا فان أصبت فمن الله ,وان أخطأت فمني
ومن الشيطان واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده , واشهد إن لا اله إلا الله , اشهد إن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين. أما بعد فاتقوا الله
عباد الله :
أيها الإخوة: انه ليس من الحكمة في شيء أن يخاطب
النساء من هذا المكان توجيها وإرشادا, ترغيبا وترهيبا . فإنهن لسن أمام المتكلم, ولا يسمعن كلامه, ولكن الخطاب لكم انتم بمقتضى لكم
من الولاية والرعاية عليهن , وبما أودع الله فيكم من الفطرة السليمة ,التي تأبى أي
خدش في الأعراض، وبما من الله عليكم به أن جعلكم مسلمين من خير أمة أخرجت للناس، وبما
وفقكم له من معرفة تعاليم الإسلام السمحة التي تدعوا إلى كل فضيلة, وتحارب وتحذر من
كل رذيلة. وبما حباكم به من نعمة الستر والحشمة لنسائكم في هذا البلد الأمين
الذي تربي أهله على إنكار المنكرات وفعل الخيرات, وبما هدى نساءكم لكم فأطعنكم و استمعن
لكم. أن تتقو الله في نساءكم في أزواجكم وبناتكم وأخواتكم و خالاتكم وعماتكم وقريباتكم،
استوصوا بهن خيرا, أطيعوهن فيما يرضاه الله ولا تطيعوهن في معصية الله , فانه لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق ، راقبوهن فيما يذرن ويلبسن , والى من يخرجن وأين يذهبن , ومن
يجالسن و يصاحبن من بني جنسهن. واتقوا الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه,
وان صلاح نساء الفرد دليل على صلاحه بنفسه والعكس بالعكس, فان صلحت نساء المرء حري
به إن قال أن يسمع لقوله ,وإن أمر أن يطاع أمره , وإن نهى أن يمتثل نهيه ,وإن كان العكس
فما لم يصلح بنفسه فهو عن إصلاح غيره أعجز.
فاتقوا
الله عباد الله: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة
عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). واعلموا أن كلكم
راع وكلكم مسؤل عن رعيته, فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته , والرجل
راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم , والمرأة راعية على بيت بعلها وولدها وهى مسئولة
عنهم , والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ,
ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ نايف الرضيمان تجدها
هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=123
|