الإيمان بالملائكةِ وثمراته (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ
الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي
الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَا يَفْتَحِ
اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا
مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا
إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً
كَثِيراً. أمّا بعد،
عباد
الله: اتقوا اللهَ تعالى, واعلموا أن مِنْ أصولِ الإيمان الستة: الإيمانَ
بالملائكةِ, وأنهم عالمٌ غيبي، مخلوقون عابدون لله تعالى لا يَفْتُرُونَ، وليس لهم
من خصائص الربوبية والألوهية شيء.. والإيمان بالملائكة يتضمنُ أربعةَ أمور:-
الأول:
الإيمان بوجودهم.
الثاني:
الإيمان بمَن عَلِمْنَا اسمه منهم، كاسم (كجبريل)، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم
إجمالاً.
الثالث:
الإيمان بما عَلِمْنَا من صفاتهم، كصفة (جبريل)، فقد أخبر النبي r أنه رآه على صفته
التي خُلق عليها وله ستمائة جناح قد سدَّ الأُفق.
الرابع:
الإيمان بما عَلِمْنَا من أصناف أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى،
كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور؛ وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة..
وأعظم
الملائكة وسيدهم جبريل عليه السلام فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على
صفته التي خُلق عليها وله ستمائة جناح قد سدَّ الأُفق ومع ذلك كان شديد الخوف من
الله فقد روى جابر بن عبدالله رضي
الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالْحِلس البالي من خشية الله تعالى) رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني.
والْحِلس فهو: كساء يبسط ويفرش في أرض البيت وهو قماش رقيق يوضع على ظهر البعير
تحت قتبه، فشبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل عليه السلام بالْحِلس
برؤيته لاصقاً لما تلبس به من هيبة الله تعالى، وشدة فرَقه منه.
والملائكة
أعظم جنود الله تعالى، ومنهم المرسلات والنازعات والصافات؛ ومنهم: ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب، وملائكة قد وكِّلوا بحمل العرش وهم أعظمهم خِلْقة، ثبت في سنن أبي
داود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملك من حملة
العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة)...
ومنهم
الصافون ومنهم المسبِّحون، ليس منهم إلا له مقام معلوم لا يتخطاه؛ وأعلاهم الذين
عنده سبحانه لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون؛
ورؤساؤهم الأملاك الثلاث: جبريل وميكائيل وإسرافيل , فجبريل القوي الأمين موكَّل
بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكَّل بالقطر الذي به حياة الأرض
والنبات والحيوان، وإسرافيل موكَّل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد
مماتهم، فسأله رسوله صلى الله عليه وسلم بربوبيته لهؤلاء أن يهديه لما اُختلف فيه
من الحق بإذنه، لما في الهداية الحقة من الحياة السالمة النافعة..
ومنهم
ملائكة موكَّلة بالرحم تدبّر أمر النطفة حتى يتم خلقها، فإنهم موكّلون بتخليقه
ونقله من طور إلى طور، وتصويره وحفظه في أطباق الظلمات الثلاث، وكتابة رزقه وعمله
وأجله وشقاوته وسعادته، وملازمته في جميع أحواله وإحصاء أقواله وأفعاله، وحفظِه في
حياته وقبض روحه عند وفاته، وعرضِها على خالقه وفاطره، وهم الموكّلون بعذابه
ونعيمه في البرزخ وبعد البعث..
(والملائكة
خلقهم الله من نور) صحيح مسلم ، وجعلهم أطهاراً مُكْرَمون، يحبون الذكر ومجالسه،
ويكرهون الشر ومجالسه؛ فمنهم ملائكة يأتون يوم الْجمعة عند أبواب المساجد، يكتبون
الأول فالأول، فإذا خرج الإمام على المنبر طووا الصحف ثم جلسوا يستمعون الذكر؛
ومنهم ملائكة سياحين في الأرض يلتمسون حلق الذكر، وروى الدارمي بإسناد صحيح عن أبي
هريرة t قال: (إن البيت ليتسع
على أهله، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويكثر خيره، أن يُقرأَ فيه القران؛
وإن البيت ليضيق على أهله، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين، ويقلّ خيره، أن لا
يُقرأ فيه القران)..
وهم
لا يدخلون بيتاً فيه كلب ولا صورة، ولا يصحبون رُفْقَةً فيها جرسٌ ومزاميرٌ للشيطان؛
وهم يتأذّون مما يتأذّى منه الناسُ..
ومنهم
ملائكة قد وُكّلوا بعمارة السموات بالصلاة والتسبيح والتقديس، إلى غير ذلك من
أصناف الملائكة؛ فهم عدد كثير وكثير، لا يحصيهم إلا الله تعالى، ولذا قال تعالى: (وَمَا
يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)، وقد أطّت بهم السماء وامتلأت، وحُق لها أن
تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملَك قائم أو راكع أو ساجد لله تعالى، ويدخل
البيت المعمور كل يوم منهم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه آخر ما عليهم...
وهم
مع أنهم مِنْ أَعْظَمِ خَلْقِ الله، إلا أنه ليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله
لله الواحد القهار، فالملائكة تُدبّر أمر العالَم بإذن الله ومشيئته وأمره..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات
والذكر الحكيم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين إنه هو الغفور
الرحيم.
الْحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك
عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فالملائكة مع شرفهم وقدرهم إلا انهم خائفون وجلون من ربهم {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ
مِنْ فَوْقِهِمْ} لما مدحهم بكثرة الطاعة والخضوع لله، مدحهم بالخوف من الله الذي
هو فوقهم بالذات والقهر، وكمال الأوصاف، فهم أذلاء تحت قهره. {وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ} أي: مهما أمرهم الله تعالى امتثلوا لأمره، طوعا واختيارا.
والقرآن
مملوء بذكر الملائكة وأصنافهم وأعمالهم ومراتبهم، بل لا تخلو سورة من سور القرآن
عن ذكر الملائكة تصريحاً أو تلويحا، وأما ذِكرُهم في الأحاديث النبوية فأكثر وأشهر
من أن يُذكَر؛ ولهذا كان الإيمان بالملائكة عليهم السلام أحد أركان الإيمان الستة
الواجبة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر حُلْوِه
ومُرّه.
اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت، خلقتنا ونحن عبيدك، ونحن على عهدك
ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا،
فاغفر لنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا
تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى
علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين.. لك ذاكرين.. لك راغبين.. لك راهبين. اللهم تقبل
توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واسلل
سخيمة قلوبنا، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا من الشاكرين لآلائك،
الصابرين على بلائك، الناصرين لأوليائك. اللهم زدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر
علينا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر،
والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة
والنجاة من النار، برحمتك يا أرحم الراحمين!
------انتهت الخطبة------
الإيمان بالملائكةِ وثمراته (2)
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ
الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي
الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مَا يَفْتَحِ
اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا
مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا
إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً
كَثِيراً. أمّا بعد،
أيها
الناس: اتقوا الله واعلموا أن للملائكة علاقة خاصة بالمؤمنين، فهم يحبونهم
ويسدّدونهم، وهم المثبِّتون للعبد المؤمن بإذن الله، والمُعلِّمون له ما ينفعه،
والمقاتلون الذابون عنه، وهم الذين يُرُونه في منامه ما يخافه ليحذرَه، وما يحبُه
ليقوى قلبُه ويزدادَ شكرا..
وهم
الذين يذكّرونه إذا نسي، وينشّطونه إذا كَسِل، وهم الذين يسْعَون في مصالح دنياه
وآخرته؛ فهم أولياؤه وأنصارُه وحَفَظَتُه ومُعلِّموه، والداعون له والمستغفرون،
وهم الذين يُصلُّون عليه ما دام في طاعة ربه، ويُصلُّون عليه ما دام في مصلاه ما
لم يُحدِث، ويُصلُّون عليه ما دام يُعلِّم الناسَ الخير..
وَهُمْ
مِنْ أَنْصَحِ العِبادِ لِلعِباد, كما قالَ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ الله:
"وَجَدْنا أنْصْحَ عِبادِ اللهِ لِعِبادِ اللهِ تعالى الملائكة، وَوَجَدْنا
أَغَشَّ عِبادِ اللهِ لِعِبادِ اللهِ تعالى الشيطان".
وَمِنْ
نُصْحِهم: استغفارُهم لِمَن يُصَلُّون الفَجْرَ والعَصْرَ في جماعة، وَمِنْ
نُصْحِهم : استِغْفارُهُم لِمَن باتَ مِن الليلِ على وُضوء، واستِغفارُهُم لِمَن
عادَ مَريضاً حتى يمسي، وَمِنْ نُصْحِهم: استغفارُهم للمؤمنين إذا تابوا
واستقاموا, والدعاءُ لهم بدخولِ الجنةِ مَعَ مَن صَلَحَ مِن أبائِهم وأزواجِهم
وذرياتِهم, كما قال تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ
تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم * رَبَّنَا
وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ )، وقال خلف بن هشام القارئ : كنت أقرأ على سليم بن عيسى فلما بلغت :
ويستغفرون للذين آمنوا بكى ثم قال : يا خلف ما أكرم المؤمن على الله ، نائما على
فراشه والملائكة يستغفرون له.
=
عباد الله: إن إيمانَ العبد بالملائكة واستشعارَه لمصاحبتهم له في هذه الدنيا من بدايتها
لنهايتها, ومصاحبتِهم له في قبره وفي آخرته، ليُثمر للعبد ثمرات
عاجلة في الدنيا والآخرة؛ فمن الثمرات الجليلة للإيمان بالملائكة:
أولاً:
أنَّ الإيمان بهم من الإيمان بالغيب الذي هو أصلُ
أصولِ الإيمان بالله تعالى وما جاء عنه سبحانه.
ثانياً:
الثقة بسند الرسالة، فإنَّ منهم عليهم السلام السُّفَراء بين الله تعالى وبين رسله
في تبليغ رسالته، وهم مَوْصُوفون بالغاية من الأمان وكَمال الدِّيانة والعصمة من
الذُّنوب، ومنها الكذب والخطأ.
ثالثاً:
معرفة علاقتهم بالمكلَّف وقُربهم منه في أحوالٍ كثيرةٍ والحِفظ الدائم، وهذا
يقتَضِي الأدبَ معهم والحياء منهم، والأُنس بهم، وحُسن صُحبتهم.
رابعاً:
احترامهم ومُراعاة الأدب الذي ينبغي معهم فيما دلَّت النُّصوص على أنَّهم يحضرونه
من الأحوال والمجالس، والحذَر من أذيَّتهم.
خامساً:
المبادرة إلى المواطن والأعمال التي دلَّت النُّصوص على أنهم يحضرونها ويُثنون على
أهلها ويدعون لهم والحذَر من الأعمال التي دلَّت النُّصوص على أنَّهم يكرَهونها أو
تمنع حُضورهم مَواطنها ومُجالسة أهلها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه
من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من
كلّ ذنب، إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ
وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ
مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً
كثيراً.
عباد
الله: ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: التأسِّي بهم في دَوام طاعتهم لله تعالى وحُسن
عِبادتهم له، ودَوام ذِكرهم له؛ وهذا ممَّا يحمل على كَمال الاستقامة واستِدامة
الطاعة.
ومنها:
طمَع المؤمن في استِجابة الله تعالى لدُعائهم له واستغفارهم له والأخْذ بأسباب ذلك
من التحقُّق بالإيمان والمسارعة إلى الخير والاشتِغال بالذِّكر.
ومن
الثمرات: اجتناب ما يُسبِّب بُعْدَ الملائكة عن الشَّخص أو المكان؛ كالصُّوَر
والتماثيل وآلات اللهو والكلاب والقاذورات... ونحو ذلك ممَّا جاءت النُّصوص ببُعد
الملائكة عن الشخص أو المكان بسبَبِه؛ حَذَرًا من أسباب بُعدِهم عن الملائكة.
ومنها:
الإيمان بعظَمة الله تعالى وقُوَّته وقُدرَته وحِكمته في خلق أولئك الكِرام على
هذه الخِلقة الكريمة الحسَنة القويَّة.
ومنها:
شُكر الله تعالى على عِنايته ببني آدم وغيرهم من المكلَّفين؛ حيث وكل بهم هؤلاء
الملائكة الكرام يحفَظونهم ويحفَظون عليهم أعمالهم، ويُعِينونهم على عبادة ربهم.
ومنها:
ملازمة الاستِقامة والحذَر من مُقارَفة المعاصي؛ حَذَرًا من أنْ يَكتُبوا علينا
إثمًا أو يشهدوا علينا بمعصيةٍ، فإنهم شهودٌ مرضيُّون، وإنَّ العبد إذا ذكر
حُضورهم معه استَحى منهم.
ومن
ثمرات الإيمان بالملائكة: نشاط الْهِمم والجوارح في فعل الخيرات والمبادرة إلى
البِرِّ؛ لعِلمنا بحُضورهم مَجالِسه، وحُبِّهم له ودُعائهم لفاعله وإعانتهم له.
ومنها:
الإلحاح على الله تعالى بدُعائه وبالثَّناء عليه سبحانه رجاءَ مُوافقة دُعائهم
واستِغفارهم لنا، فإنَّ الموافقة من أسباب الإجابة.
ومن
ثمرات الإيمان بالملائكة: الطمأنينة في المواطن التي يحضرونها يصلُّون على المسلم
رجاءَ بركة حُضورهم وتحصيل المزيد من دُعائهم وصَلاتهم.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا
عليم، اللهم فقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما
تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به
علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله
الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا
فى ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا، وﻻ تسلط علينا من ﻻ يرحمنا،
اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت، خلقتنا ونحن عبيدك، ونحن على عهدك ووعدك ما
استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا، فاغفر
لنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ وليد الشعبان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129 |