خطبة عيد الفطر عام 1435هـ
يوم الشاكرين
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، ملء السموات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد ، لك الحمد ربنا حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ، لك الحمد بالإسلام والإيمان والقرآن والصلاة والصيام . فوالله ربنا لولاك ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صمنا ولا صلينا ولا تلونا ولا أتممنا ولا كبرنا ولا شكرنا ، نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الولي الحميد الرحيم ، الشكور الحليم ، الشاكر العليم ، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك وصفيك وخليلك ، إمام الشاكرين وحامل لواء الحمد ، وسيد ولد آدم أجمعين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد أما بعد ..
أيها الناس : يومكم هذا يوم عظيم ، هو يوم عيد الفطر من رمضان ، وهو يوم حمد وشكر ، إنه يوم الشاكرين لرب العالمين ، قال ربنا العظيم : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) لعلكم تشكرون الله على إتمام الصيام وإكمال عدة رمضان وتشكرونه على ما هداكم إليه من هذا الدين وتشريعاته السمحة الميسورة .
كنتم عباد الله بالأمس صائمين صابرين ، فكونوا اليوم طاعمين شاكرين ، قال نبيكم صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلطَّاعِمِ الشَّاكِر مِنْ الْأَجْر مِثْل مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِر ) [حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم ] .
أيها الناس : يقول نبيكم صلى الله عليه وسلم ( أفضل الشكر الحمد لله ) فلنكن من الحامدين الشاكرين ، لنقل دوما الحمد لله فالحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملآن ما بين السماء والأرض ، فالحمد لله على الإيمان والحمدلله على القران والحمدلله على التوحيد والسنة والجماعة والحمدلله على الأمن ورغد العيش ، فاللهم ما أصبح بنا من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحد لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله : ربكم جل جلاله ( شكور حليم ) و ( شاكر عليم ) يعطي العطاء الجزيل على العمل القليل ويوفي الأجور ويغفر من الذنوب الكثير ،( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) سقت بغي من البغايا كلباً فشكر الله لها فغفر لها ، وأماط رجل غصن شوك عن الطريق فشكر الله له فغفر له ، يجزي سبحانه على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ويجزي على الصبر والصيام بغير حساب ، وهو الشكور ويحب الشاكرين ( وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) من جنس شكرهم فيشكر لهم وهو خير الشاكرين .
أيها المسلمون: اعلموا أن الشكر هو الذي يرضاه الله لكم ويرضى به عنكم ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ ) وإذا كان الصبر نصف الإيمان فالشكر النصف الثاني ، وشعب الإيمان كلها ترجع إلى الصبر والشكر وفي الكتاب قال تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) .
ولكن اعلموا عباد الله أن الشكر ليس مجرد ذكر باللسان ، وإنما حقيقة الشكر : أن تظهر آثار نعمة الله على العبد في (القلب) إيماناً واعترافاً وإقراراً بالنعم ، وتظهر في (اللسان) حمداً وثناءً وتمجيداً وتحدثاُ ، وتظهر في (الجوارح) عبادة وطاعة للمنعم واستعمالاً للنعم في مراضيه ومحابه ، ويجمعها التقوى فبالتقوى يتحقق الشكر قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
أيها الناس : أساس الشكر هو العبودية لله بالتوحيد ، وإخلاص العبادة له ، قال تعالى : ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) وقال : ( وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) ، فكلما كنت لله أعبد وأخلص كنت لله أشكر ومنه اقرب وبهذا قرب إبراهيم عليه السلام : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ) ، ولا يكون السعي مشكوراً يوم الدين إلا إذا أريد به وجه الله والدار الآخرة : ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) ، وسيشكر ربنا الشكور من أهل التوحيد يوم الجزاء والحساب مثاقيل الذر من الخير والإيمان فيخرجهم بها من النار ويدخلهم الجنة ويقول للملائكة : ( أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ ) فاثبتوا يا أهل الإسلام على التوحيد فلا أثقل منه في موازينكم يوم توضع الموازين .
عباد الله : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تعمله لله شكر : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ، صلى محمد صلى الله عليه وسلم الليل وقامه حتى تفطرت قدماه فلما قيل له ؟ قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) ، وصام موسى يوم عاشوراء شكراً لله على نجاته وقومه وإهلاك عدوه فرعون ، ( وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله : امتن الله علينا في القران بنعم كثيرة ويقول بعدها : ( لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) في أربعة عشر موضعاً ، وفي مواضع يعاتبنا ويوبخنا فيقول ( قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) ففضل الله علينا وعلى الناس عظيم : ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) ، فيا أهل الإسلام أمتنا أمة حمد وشكر فلنكن من عباد الله الشاكرين ولنذكر نعم ربنا علينا دوماً ونتحدث بها ولا ننساها لنشكرها ( وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) فماذا نعد وماذا ندع من نعم ربنا وآلائه وأفضاله ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) ولكل نعمة أعداؤها وجاحدوها .
فمن نعم ربنا العظيمة التي يتحتم علينا مزيد شكر للمنعم عليها :
* نعمة إكمال عدة رمضان والإعانة فيه على الصيام والقيام ، وقد حرمها المفرطون .
* ونعمة التوحيد والسلامة من الشرك لا تقدر بالأثمان ، لكن أعداء هذه النعمة يقللون من شأن التوحيد ويهونون من شأن الشرك ومظاهره ويسعون من حيث يشعرون أو لا يشعرون إلى فتح فتنة الشرك على الناس ، فاحذروهم .
* ومن النعم علينا أهل هذه البلاد نعمة الجماعة فنحن مجتمعون على التوحيد والسنة ومجتمعون على إمام واحد يرفع راية الحكم بالشريعة وعلماؤنا مجتمعون على منهج واحد منهج السلف الصالح ، فلك الحمد والشكر ربنا على فضلك علينا ، لكن أعداء هذه النعمة وجاحدوها يريدون أن يفرقوا جماعتنا ويشقوا صفنا إما بإدخال حزبية ، أو بتبني ونشر أفكار ضالة منحرفة كدعوة للديمقراطية التي تقصي الحكم بالشريعة وتبيح الحرية الدينية ، وكدعوة أصحاب النزعة الإلحادية ، ومن أشدهم أعداء الجماعة خطراً على الجماعة أصحاب الأفكار الخارجية التكفيرية ، فالخوارج هم أول من خرج عن جماعة المسلمين وأحدثوا التفرق وفتحوا بابه على الأمة واستباحوا الدماء الزكية وكل صاحب سنة يشكر لولاة أمر هذه البلاد مدافعتهم لفتنة الخوارج ومحاولة استصلاحهم لكن كثيراً منهم لا يصلحون ويعودون بالشر والغل على من أحسن إليهم ، وكل صاحب سنة يشكر لعساكر بلاد الحرمين مدافعتهم عن بلاد التوحيد والسنة هؤلاء وأمثالهم ويدعو لهم بالثبات وحسن النية .
ومن ثمار نعمة الجماعة ( نعمة الأمن في الوطن ) حيث يأمن المرء في ظل هذا الاجتماع على نفسه وماله وعرضه ودينه ويعبد الله آمناً غير خائف ، ويحج البيت ويعتمر آمناً غير خائف ، فنحمد ربنا ونشكره على ما من به علينا وآمننا من خوف ، وأرانا اندفاع الفتن عن بلادنا ، فالناس يتخطفون من حولنا ويعيشون حالة انعدام الأمن ، فواجب علينا أن نأخذ على أيدي أعداء هذه النعمة ، ومنهم الذين يدعون للمظاهرات والثورات ويدعون للإنكار العلني على الولاة ، ومنهم الذين يخونون أماناتهم الوظيفية من مدنيين وعسكريين ويقبلون الرشاوي مقابل هذه الخيانة ، ومنهم دعاة تحرير المرأة من عفتها وحيائها وحجابها ، ومهم تجار المخدرات ومروجوها وغير أولئك ممن يسعون لزعزعة أمننا ، فواجب علينا القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه هؤلاء وأمثالهم .
يا أهل بلاد الحرمين ( السعودية ) : احمدوا الله واشكروه على نعمة توافر المطاعم والمشارب والمراكب والمساكن ، واحذروا كفرها ، وإن من كفرها الاسراف والتبذير ومن كفرها نسيان ذكر الموجود منها ، وتذكر المفقود ، ( فما قل وكفى خير مما كثر وألهى ) حديث صحيح .
( وانظروا في أمر دنياكم إلى من هو أقل منكم حتى لا تزدروا نعمة ربكم عليكم ) بهذا أوصاكم نبيكم صلى الله عليه وسلم . و ( من بات آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه وليلته فكأنمها حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . وبعضنا عنده قوت سنة أو نصف سنة أو قوت أشهر ومع ذلك يتضجر ويتسخط على بعض ما نقص عنه ، يناديكم ربكم فيقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ) .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيها من الآيات والحكمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً . أما بعد. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله : لنشيع بيننا مبدأ الشكر ، فأمتنا أمة حمد وشكر وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) [حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذي وأبو داوود والبخاري في الأدب المفرد].
** الوالدان يشكران ، فلهما حق الشكر على أولادهم لعظيم إحسانهما ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) وشكرهما يكون ببرهما والإحسان إليهما ، ومنه قول الله: ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) . والوالدان يبثان روح الشكر مع أولادهم عندما يروا إحساناً وخيراً .
وللولاة حق الشكر بذكر محاسنهم والدعاء لهم , والتعاون معهم على الخير , وعدم ذكر مساوئهم أو التركيز عليها أو التشهير بها , فخير الولاة الذين ندعوا لهم ويدعون لنا ونحبهم ويحبوننا كما جاء في الحديث ، ( ومن أكرم سلطان الله أكرمه الله ) فالذي يدفع الله بهم من الشرور أضعاف أضعاف ما يقصرون به من الحقوق .
وعلى الولاة شكر الرعية وحفظ الفضل لأهل الفضل .
ويشكر المسؤول على إنجازه وإيجابياته لتعزيزها ، فالشكر خلق ومبدأ تفاعلي جميل يتحقق به تعزيز الحسنات والإيجابيات , وتجاهل المعايب والسلبيات بين كل الشاكرين .
وفي دائرة الأسرة ينبغي على الزوج أن يشكر الزوجة على قيامها بالقليل والكثير من الخدمة وحسن التبعل ، وعليها أن تشكره على معروفه وإحسانه .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
فيا أيتها النساء احذرن كفران العشير فبسبب ذلك كنتن أكثر أهل النار ، احفظن حق الأزواج وإياكن والتذمر من الحال وارضين بما قدره الله لكن من مستوى العيش وإياكم والتطلع لما لا تستطعن وأزواجكن عليه فتفسد حياتكن ، فعندكن من النعمة ما ليس عند غيركن وعند غيركن ما ليس عندكن ، وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ضمن وصيته لأبي هريرة : ( وكن قنعا تكن أشكر الناس ) [ حديث صحيح ] فبالقناعة تكن شاكرات .
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
أيها المسلمون : تعهد ابليس أمام رب العالمين أن يصرفكم عن الشكر : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) فجاهدوا الشياطين لتكونوا من الشاكرين ، وادعو ربكم بدعاء القران : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ) ، أحضروا قلبوكم وأنتم تدعون دبر صلاتكم ( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
واستشعروا المحامد التي ترددونها في أذكار صباحكم ومسائكم وأحوالكم ، فبهذا تؤدون نصيبا كبيراً من شكر نعم ربكم عليكم ، وتكونون مستعدين للسؤال عندما يسال ربكم كل واحد منكم : (يَا ابْنَ آدَمَ ، حَمَلْتُكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ ، وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ ، وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ ، وَتَرْأَسُ ، فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ ) رواه مسلم .
ربنا اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أوزعنا اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت بها علينا، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك التي أنعمت بها علينا. اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين .
اللهم تقبل منا الصيام والقيام. واعف عنا يا عفو يا كريم. اللهم اجعلنا ممن نال الرحمة والرضوان والغفران في رمضان. اللهم اكتبنا فيه من المقبولين المرحومين يا أرحم الراحمين.
اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام واجزهم خيراً على ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين يا رب العالمين .
اللهم ادفع عن بلادنا مضلات الفتن، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل شر وفتنة يا خير الحافظين، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة فاجعل كيده في نحره ، اللهم عليك بالروافض أعداء أهل البيت وخصوم السنة ، اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية . اللهم وفق حكام المسلمين الجدد لتحكيم شريعتك ونصرة توحيدك وسنة نبيك ، اللهم اجعلهم حربا على الشرك والبدعة والضلالة . اللهم عليك بطاغية الشام وأنصاره وأعوانه اللهم عجل بهلاكه ونصرة أهل السنة . اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين ، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في الشام وفي بورما ، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم ، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا حيّ يا قيوم .
اللهم تغمدنا ووالدينا برحمتك إنك أنت أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك رحمة تصلح بها قلوبنا وتفرج بها كروبنا وتيسر بها أمورنا وتشفي بها مرضانا ، وترحم بها موتانا يا أرحم الراحمين . اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا أنفسنا طرفة عين. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات . اللهم اغفر للمسلمين الميتين وجازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً .
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
|