خطبة عيد الفطر 1435 هـ
الحمد لله مُعظِم الثّواب ومُجزِل الأجر، لا إلهَ إلا هو له الحمدُ في الأولى والآخرة ويعلَم ما في البر والبحر، أحمده سبحانه وأشكره، أتمَّ علينا صيامَنا وبلَّغنا عيد الفطر، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مخلصٍ في معتَقَده، وأشهد أنّ سيّدَنا ونبيّنا محمّدًا عبدُ الله ورسوله نبَع الماء مِن أصابِع يدِه، صلى الله وسلّم وبارك عليه، أتقى البريّة وأزكَاها، وعلى آلِه وأصحابِه أفضلِ الأمّة بعدَ نبيها وأتقاها، والتابعين ومن تبِعهم بإحسان، صلواتٍ وسلامًا وبركاتٍ لا تتناهى.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبرُ كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحانَ الله بكرة وأصيلاً. أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد وبعد إتمام صيام شهر رمضان في ذلك الحر الشديد والنهار الطويل ولكن فضل الله واسع وكرمه سابغ ونسأله القبول . وهذا يوم العيد يشرع فيه إظهار الفرح والسرور والتوسيع على الأهل والأولاد بما أباحه الله , فالمباحات بالنيات الحسنة تنقلب إلى عبادات يؤجر عليها ، وهو عيدنا أهل الإسلام مع عيد الأضحى المبارك .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
أيها المسلمون، في هذا اليوم أخرجتم زكاة الفطر قبل الصلاة تقرّبًا إلى الله تعالى وأداءً للفريضة، فقد فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «زكاة الفطر وأمر أن تُخرَج قبل صلاة العيد، فمَن أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومَن أدّاها بعد الصلاة ولو في يوم العيد فهي صدقة من الصدقات» .
أيها المسلمون، في هذا اليوم تَخرجون إلى مصلى العيد معظّمين لربكم بأفئدتكم وألسنتكم تكبِّرون الله - عزَّ وجل - وتوحّدونه وتحمدونه على ما هداكم ويسّر لكم من نعمة الصيام والقيام وغيرهما من الطاعات، في هذا اليوم تؤدون صلاة العيد تعظيمًا لله - عزَّ وجل - وإقامة لذكْره وبرهانًا على ما في قلوبكم من محبته وشكره.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
الله أكبر على ما هدانا للإسلام وعلى ما منَّ به علينا من إتمام الصيام والقيام.
أيها المسلمون، إن دين الإسلام هو الذي ارتضاه الله لنفسه وفرَضَه على عباده إلى يوم القيامة، ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]؛ ولذلك ختمَ الله بهذا الدين الأديانَ كلّها بِما بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده ولا دين سوى ما جاء به.
أيها المسلمون، وأعظم الفرح وأفضله أن الله هدانا لهذا الدين القويم قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، نعم هذا هو الفرح الحقيقي وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم» . ولا بد أن نعلم أن الله تعالى هو الذي له الفضل والمنة أن جعلنا مسلمين ﴿قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ...﴾[الحجرات: 17].
فتفطنوا لها الأمر جليا وأكثروا من الدعاء أن يثبتكم الله على هذا الدين وأكثروا من قول « يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
أيها المسلمون، إن من أبرز صفات المؤمنين المحافظة على الصلاة مع الجماعة قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: 36]، والبيوت هي المساجد. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر »، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: « ولقد علمتنا وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض» ، فحافظ أيها المسلم على الصلاة مع الجماعة, وإياك وخصال المنافقين والتي من أبرزها التخلف عن الصلاة .
أيها المسلمون، ترك الصلاة بالكلية كفر وردة , وإذا مات تاركُ الصلاة على تركها فإنه لا يُصلّى عليه ولا يُدعى له ولا يُدفن مع المسلمين ولا يَحِل لأحد من أقاربه أن يرث شيئًا من ماله بل يكون ماله في بيت مال المسلمين للدولة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ».
هذه أحكام الدنيا في تارك الصلاة أما أحكام الآخرة فإن تارك الصلاة كما جاء به الحديث «يُحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبيّ بن خلف»، رؤساء الكفر ويُخلّد في النار، وهذه الأحكام كلّها ترتفع إذا رجع الإنسان إلى الإسلام وتابَ إلى ربه وأقام الصلاة .
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
عباد الله في هذه الأيام القادمة تكثر الزواجات ولعل من الضروري أن ننبه على بعض الأمور في هذا الباب :
أولاً: من جهة ارتفاع المهور هذا الارتفاع الفاحش الذي هو خلاف شريعة الله؛ فإن المشروع تقليل المهور وإن أعظم النكاح بركةً أيْسَرُه مؤونة. وكم نادى الخطباء والوعاظ بتخفيف المهور وبيان أن غلاء المهور مخالف للشريعة!!! نعم إن ارتفاع المهور خلاف السنَّة وإن فيه مشاكل ومضارّ عديدة؛ ولهذا أدعوكم وأبدأ أولاً بولاة الأمور من الأمراء والعلماء والوجهاء والأعيان أن يكونوا قدوةً في هذا الأمر حتى يحلّوا هذه المشكلة العظيمة وفي الحديث « أعظم النساء بركة أيسرهن مؤؤنة» .
أما الأمر الثاني فهو: عزوف كثير من الشباب والشابات عن الزواج خصوصًا المتعلّمين منهم وهذا جهلٌ وخلافُ ما أمَرَ به النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج».
إذن: ألا يجدر بكم - أيها الشباب - من ذكور وإناث أن تقولوا سمعنا وأطعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أَتُريدون أن تُذهبوا شبابكم بدون زواج حتى إذا بردت الشهوة فيكم وكبرت سنّكم ذهبتم تطلبون الزواج بعد فوات الأوان ؟
أما الأمر الثالث فهو: الإسراف في الولائم، ذلك الإسراف الذي هو وقوع فيما نهى الله عنه؛ فإن الله يقول: ﴿وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31] .
أيها الناس، ما هذا الإسراف الذي نسمع به والذي قد نشاهده نحن في هذه الولائم، إن هذه الأطعمة وإن هذه اللحوم إنها ربما تُلقى في المزابل وربما تُلقى في البراري، مالٌ ضائع ووقوعٌ في الإسراف الذي نهى الله عنه .
فيا أيها الأغنياء، تذكَّروا حال الفقر السابقة وتذكَّروا حال الفقراء في بلاد المسلمين ولا تُذهبوا أموالكم فيما ينهى الله عنه ورسوله، اتّقوا الله تعالى في الإسراف واحذوره؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام: 141] .
أما الأمر الرابع وما أدراك ما الأمر الرابع فهو: أن بعض الأولياء جعل من تحت يديه من بنات بمنزلة السلعة فيبيعها ، يزوجوهنّ حسب رغبته هو لا حسب ما تقضيه الأمانة ومصلحتهن؛ إن بعض الناس يحتكر بناته وأخواته ومَن له ولاية عليها من النساء حتى لا يزوّجها إلا إذا دُفع له مال يرضيه، وإنه لا يَحل للأب ولا لغيره أن يشترط لنفسه شيئًا من مهر المرأة؛ لأن المهر لها كما قال الله عزَّ وجل: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: 4]، فأضاف الصدقات وهي المهور إلى الزوجات لا إلى أوليائهن، فلا يَحل للأب ولا للأم - من حضر وبدو - أن يشترط لنفسه شيئًا من مهر المرأة؛ فإن ذلك حرام عليه ولكن المرأة إذا ملكته فلها أن تُكرم به أو منه مَن شاءت من أبيها أو أخيها أو أحدًا من أقاربها .
ولا يَحل للرّجل كذلك أن يُجبر ابنته على زواج مَن لا تريد النكاح به؛ لأن ذلك محرّم عليه سواء كان الأب أو غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تُنكح البِكر حتى تستأذن"، وفي رواية لمسلم: «والبِكر يستأمرها أبوها» .
فاتّقوا الله عباد الله، تمسّكوا بدينكم واعتصموا به واحذورا كيد أعدائكم ومكرهم ولا ﴿تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33] .
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده سبحانه وأشكره، فتح أبوابه للتائبين، ورحمته قريبٌ من المحسنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه رحمةً للعالمين، أدَّى الرسالة، ونصح الأمة، وبلَّغ البلاغ المبين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته أجمعين، ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد.
أيها الناس، اتّقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام واسألوه قبول ذلك فإنما المعوّل على القبول.
أيها المسلمون، إنكم تجتمعون في هذا المكان على طبقات مختلفة ما بين صغير وكبير وغنيّ وفقير وذكَر وأنثى فتذكّروا بهذا الاجتماع والاختلاف اجتماعكم يوم الجمع الأكبر - يوم القيامة - فذلك واللهِ يوم التغابن، ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء: 21] .
تذكّروا يوم يُنصب الصراط على نار جهنم فتمرّون عليه على قدر أعمالكم فمُسلّم ناجٍ ومُكَرْدسٌ في نار جهنم، مَن كان مستقيمًا في هذه الدنيا على دين الله كان مستقيمًا يوم القيامة على الصراط، ومَن كان منحرفًا وزائغًا في هذه الدنيا زلّت به قدمه على الصراط يوم القيامة .
أيها المسلمون، إنكم بعد اجتماعكم هنا سوف تتفرّقون إلى منازلكم فتذكّروا بذلك تفرّق الناس من المجتمع العظيم يوم القيامة، ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ﴾ [الروم: 14-16]، ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ [الفرقان: 24] .
أيها المسلمون، تذكَّروا ذلك واعملوا ما ينجيكم في ذلك اليوم .
اللهُ أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه إذا خرجَ صلاة العيد من طريق رجع من طريق أخرى»، لتظهر بذلك شعائر العيد فاتّبعوه في ذلك فإنه بكم أجدر وأحرى .
ولا بأس أن يهنئ الناس بعضهم بعضًا بالعيد؛ لأنه فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم؛ ولأن التهنئة بالعيد تجلب المودّة والألفة ويحصل بها التزاور والمودّة ولكنْ لا يهنئ الرجل المرأة إلا أن تكون من محارمه فإن بدأته هي بالتهنئة وهي من معارفه فلا بأس أن يردّ عليها إذا لم يحصل بذلك خلْوة بها أو فتنة .
ولا يصافح الرجل المرأة إلا أن تكون من محارمه وإن كان قد انتشر عند بعض المجتمعات أن الرجل يصافح زوجة أخيه أو بنت عمه وهذا كله محرم ولا يجوز فكون على حذر من هذا الداء .
وأما زيارة القبور باسم المعايدة فإنه بدعة لا أعلم له أصلاً في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يتقصَّد الخروج إلى المقبرة يوم العيد ولا أمر به، وإنما أمر بزيارتها أمرًا عامًّا في كل وقت، وكان يزورها كلما سنحت له الفرصة وربما زارها في الليل .
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
يا نساء المسلمين أيتها الصائمات القائمات، اتَّقينَ الله واحفظنَ حدوده، وقمنَ بما أوجب الله عليكن من شرائع دينه، أقمن الصلاة، وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله، أكثرن من الصدقة؛ فإنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، اِلْزَمْنَ بيوتكن ولا تخرجن إلا لحاجة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بيوتهن خير لهن»، وفي العيد تكثر الاجتماعات بين النساء فاحفظي لباسك من لباسِ لايرضي الله كلباس الضيق أو البنطال أو القصير فإن المرأة عورة. وقال تعالى - في القواعد من النساء وهن العجائز اللاتي يئسن من النكاح لكبرهن وعدم الرغبة فيهن - : ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾ [النور: 60]، هكذا يقول سبحانه في حق العجائز اللاتي لا يرجون نكاحًا، فما بالكن بِمَن تتبرَّج بالزينة وهي محل الفتنة والرغبة من الرجال ؟
ولقد قال سبحانه: ﴿وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 31
يا أيتها المؤمنات الشريفات، لا تنخدعن ولا تغركن الحياة الدنيا، وإياكن ومزاحمة الرجال والاختلاط بهم؛ فإن ذلك من أسباب الفتنة التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاتّقينَ الله - أيتها النساء - والتزمنَ حدود الله وحافظنَ على تربية بناتكن على الشيمة والحياء؛ فإن الحياء من الدين .
ويا أيها الرجال، أنتم قوامون على النساء والمسؤولون عنهن، قال الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء: 34]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته»، فأَلْزِمُوهن بأحكام الإسلام بالحجاب والحشمة والبعد عن محلات الفتن؛ فإنكم مسؤولون أمام الله، فإذا أهمل الرجل أهله فسَدَ المجتمع كله؛ لأن المجتمع هو الأفراد، فإذا صلح الأفراد صلح المجتمع، فأصلحوا أنفسكم وأصْلحوا أهليكم، ولا تنخدعوا بما يُزَيِّنه أعداؤكم في قلوبكم .
الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبكرة وأصيلاً ..
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا كما بلغتنا صيام رمضان وقيامه، اللهم فكما بلغتنا صيامه وقيامه فتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال يا ذا الجلال والإكرام، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وتجاوز عن تقصيرنا واستر عيوبنا واغفر ذنوبنا، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار ورقاب والدينا وأزواجنا وذرياتنا والمسلمين من النار يا حيّ يا قيّوم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها صغيرها وكبيرها علانيتها وسرها أولها وآخرها، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين،اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين واحمِ حوزةَ الدين وانصر عبادك المؤمنين، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم نسألك يا أرحم الراحمين ويا خير الحافظين أن تحقن دماء المسلمين في كل مكان، اللهم انتصر للمستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم أنزل عليهم سكينتك ورحمتك وأمدهم بجند من عندك وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز، اللهم عليك باليهود الغاصبين الذين استحلوا بلادنا ودماء إخواننا في فلسطين، اللهم عليك بالروافض المجوس وحزب البعث العلويين والشيوعيين الملحدين الذين آذوا إخواننا في بلاد الشام وسفكوا دماءهم وانتهكوا حرماتهم، اللهم وعليك بالوثنيين البوذيين الذين استحلوا دماء وأعراض إخواننا في بورما، اللهم عليك بهم, فإنهم لا يعجزونك. اللهم زلزلهم وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِهِم، اللهم اشدد وطأتك عليهم وارفع عافيتك عنهم وأنزل نقمتك بهم، يا قوي يا متين، اللهم من أراد بلادنا بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا له يا سميع الدعاء، اللهم وفق وُلاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم من أنصار دينك, وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلّهم عليه يا رب العالمين، اللهم احفظ لهذه البلاد دينها وعقيدتها وعزتها وسيادتها، اللهم احفظها ممن يكيد لها ويتربص بها وبأهلها الشر والفتن، اللهم احفظها من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل شر وفتنة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاماً ومحكومين، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، وولّ عليهم خيارهم، واجعل ولايتهم فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم اجمع كلمة المسلمين على كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم يداً واحدةً على من سواهم، ولا تجعل لأعدائهم منةً عليهم يا رب العالمين، اللهم أعذهم من شر الفتنة والفرقة والاختلاف يا حي يا قيوم، اللهم ألّف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام ونجّهم من الظلمات إلى النور وانصرهم على عدوك وعدهم يا قوي يا عزيز، اللهم أصلح شبابنا وشباب المسلمين، اللهم ردهم إليك ردّا جميلاً، اللهم أصلح نسائنا ونساء المسلمين، اللهم حببّ إليهن الستر والحجاب وجنبهنّ التبرج والسفور، واحفظهن من دعاة السوء والرذيلة، اللهم من أراد بنسائنا ونساء المسلمين سوءً فأشغله بنفسه وردّ كيده في نحره واجعله عبرة للمعتبرين يا قوي يا عزيز، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .