الغزو الفكري 11/ صفر / 1430 هـ
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا العالميين , واشهد أن لا اله إلا الله الإله الحق المبين , وأصلي واسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين , وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 0
أيها الإخوة المسلمون !! اتقوا الله تعالى حق تقواه ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) , واعلموا أن أحسن الحديث كلام الله , وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة 0
عباد الله :
رغب المسئولون في الحديث عن أمر مهم وخطر داهم ذهب ضحيته فئات من الناس , واصطلى بناره رأس مال الأمة والمعول عليهم الأمل بعد الله ألا وهم الشباب , وذلك بتجلية خطر هذا الأمر ليكون المسلم على بينة من الأمر فيما يأتي وما يذر, ويأتي الحديث عنه من أدراك المسئولين وفقهم لهذا الخطر إنه :
خطر الغزو الفكري على عقول المسلمين ,
فيحسن أولا أن نعرف ما هو الغزو الفكري ,
عرف أهل العلم الغزو الفكري على أنه :
' مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى، أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة'.
وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية، وسلوك المسارب الخفية في بادي الأمر، فلا تحس به الأمة المغزوة، ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له، وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس، تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه، وتكره ما يريد منه أن تكرهه.
وقد تكلم سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز مفتي الديار السعودية في زمانه عن الغزو الفكري فقال رحمه الله :
وهو داء عضال يفتك بالأمم، ويُذهب شخصيتها، ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها، والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها، ولا تدري عنه؛ ولذلك يصبح علاجها أمراً صعباً، وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً.
وسأل فقيل له : هل يتعرض المسلمون لهذا النوع من الغزو؟
فأجاب :
نعم يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب لغزو فكري عظيم، تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب ومن أشد ذلك وأخطره:-
الغزو النصراني الصليبي.-
الغزواليهودي.-
الغزو الشيوعي الإلحادي.
أما الغزو النصراني الصليبي: فهو اليوم قائم على أشده، ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة والسلاح؛ أدرك النصارى أن حربهم هذه- وإن حققت انتصارات فهي- وقتية لا تدوم، ولذا فكروا في البديل الأفضل، وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية، وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكري لناشئة المسلمين؛ لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض، فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهي في بلده، ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده ولو دفع في سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية. أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث فصار مريض الفكر عديم الإحساس، فإنه لا يرى خطراً في وجود النصارى، أو غيرهم في أرضه، بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير، ومما يعين على الرقى والحضارة.
وقال ولا يزال الكلام للشيخ رحمه الله :
أما الغزو اليهودي: فهو كذلك لأن اليهود لا يألون جهداً في إفساد المسلمين في أخلاقهم وعقائدهم. ولليهود مطامع في بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها، ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى. وهم وإن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح، واستولوا على بعض أرضهم، فإنهم كذلك يحاربونهم في أفكارهم ومعتقداتهم ؛ ولذلك ينشرون فيهم مبادئ ومذاهب ونحلاً باطلة: كالماسونية والقاديانية، والبهائية، والتيجانية، وغيرها، ويستعينون بالنصارى وغيرهم في تحقيق مآربهم وأغراضهم.
وقال رحمه الله :
أما الغزو الشيوعي الإلحادي: فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية وغيرها أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان، وتجعلهم ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد، وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها؛ أحكمت أمرها فيهم، وأدبت بعضهم ببعض، وسفكت دماء من عارض، أو توقف، حتـى أوجدت قطعاناً من بني الإنسان حرباً على أممهم وأهليهم، وعذاباً على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام، وجعلوهم جنوداً للشيطان , يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحياناً، وبالمدد والعون أحياناً أخرى؛ ذلك أنهم- وإن اختلفوا فيما بينهم- فإنهم جميعاً يد واحدة على المسلمين، يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود؛ ولذا نراهم متعاونين متكاتفين، بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين.انتهى كلامه رحمه الله 0
أيها الإخوة :
إن الناظر في واقع الناس اليوم ليدرك جيدا أن القوم قد خططوا ونجحوا , فها هم بنو بعض المسلمين اليوم معاول هدم في المجتمعات الإسلامية , وكتاب شر على الأمة , لا يهنئون بعيش , ولا يقر لهم قرار حتى يرو البلاد خالية من تعاليم الإسلام وأسسه ومبادئه العظام , تطاولوا على الثوابت والمسلمات , ودعوا إلى الحرية المقيتة , وشجعوا على التنصل من تعاليم الإسلام بكل بجاحة ووقاحة , تارة بالكلام على الحكومات الإسلامية التي تطبق شرع الله بأنها غير ديمقراطية , وتارة على أجهزة الإصلاح في البلاد الإسلامية كجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والدعوة والإرشاد في بلادنا , وتارة باسم المرأة المسلمة وأنها نصف من المجتمع معطل , وتارة بالدعوة إلى التكتلات والحزبيات وأن هذا من التقدم وعدم الجمود والتبعية , وتارة باستهجان المسلمين وأنهم اراهابيون دمويون لا يعرفون من التعامل والتفاهم مع الغير إلا القوة والشراسة , وتارة بالدعوة إلى الانخراط في الفن والغناء والتمثيل الماجن والمطالبة بإيجاد أندية للسينما ..... وهكذا لم يتركوا سبيل إساءة للإسلام وأهله إلا وسخّروا أقلامهم وأفكارهم في سبيل تحقيقه , ولان تغيرت أسمائهم وتعددت وسائلهم إلا أنهم هم العدو فاحذروهم , وهم المنافقون حقا , فأعمالهم اليوم هي أعمال أسلافهم من قبل وقد قال الله تعالى واصفا حالهم ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزؤن ) وقال سبحانه عنهم ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .....) قال صلى الله عليه وسلم : إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ، وقال أيضا : ( تجدون شر الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه ) . متفق عليه 0
فكونوا _ عباد الله _ على حذر من هؤلاء ومخططاتهم التي لا تخفى على كل عاقل حصيف ,وحذروا بهرجت القول وإلباس الباطل لبوس الحق , وإلباس الحق لبوس الباطل , فلابد من الرجوع إلى العلماء الراسخين , وطلبة العلم المتخصصين ليكون المسلم على بصيرة من أمره 0 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم 0
الخطبة الثانية
الحمد لله احمده وأشكره , وأتوب إليه واستغفره , واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , واشهد أن محمدا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 0 أما بعد فاتقوا الله عباد الله 0
أيها الإخوة المسلمون : ـ
لا شك أن تحقق الأهداف يتم بالسعي لوسائلها , والوسائل لها أحكام الغايات , ولكي يحقق الغرب أهدافه من الغزو الفكري على المسلمين أستخدم وسائل كثيرة ومختلفة, ذكر الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله طائفة من تلك الوسائل التي يستخدمها الغرب لترويج أفكاره فقال : هي كثيرة، ومنها :
أولا - محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها: لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب في كل شـيء سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل، أو ما يتكلم به من اللغات، أو ما يتحلى به من الأخلاق، أو ما هو عليه من عادات وطرائق.
ثانيا - رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين في كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم: حتـى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتـى يتسلموا المناصب والقيادات في بلدانهم، وبذلك يروجون الأفكار الغربية، وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربي، أو الخاضعة له.
ثالثا - تنشيطه لتعليم اللغات الغربية في البلدان الإسلامية، وجعلها تزاحم لغة المسلمين، وخاصة اللغة العربية لغة القرآن الكريم: التي أنزل الله بها كتابه، والتي يتعبد بها المسلمون ربهم في الصلاة والحج و الأذكار وغيرها.
ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية، وتحاول إضعاف التمسك بها في ديار الإسلام في الدعوة إلى العامية، وقيام الدراسات الكثيرة التي يراد بها تطوير النحو وإفساده، وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبي، والتراث القومي .
رابعا - إنشاء الجامعات الغربية، والمدارس التبشيرية في بلاد المسلمين: ودور الحضانة، ورياض الأطفال، والمستشفيات والمستوصفات، وجعلها أوكاراً لأغراضهم السيئة وتشويق الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع، ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية، والوظائف الكبيرة؛ حتى يكونوا عوناً لأساتذتهم في تحقيق مآربهم في بلاد المسلمين.
خامسا:- محاولة السيطرة على مناهج التعليم في بلاد المسلمين: برسم سياستها إما بطريق مباشر كما حصل في بلاد الإسلام حينما تولى [دنلوب] القسيس تلك المهمة فيها، أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا في مدارس [دنلوب] وتخرجوا فيها، فأصبح معظمهم معول هدم في بلاده، وسلاحاً فتاكاً من أسلحة العدو يعمل جاهداً على توجيه التعليم توجيهاً علمانياً لا يرتكز على الإيمان بالله، والتصديق برسوله، وإنما يسير نحو الإلحاد، ويدعو إلى الفساد.
سادسا - قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام، واللغة العربية، وتأليف الكتب وتولي كراسـي التدريس في الجامعات: حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقنونها لطلبتهم، أو التي تمتلئ بها كتبهم، وتروج في بلاد المسلمين حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين في الأمور الفكرية، أو التاريخية، ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير من إحداث الفتنة الكبرى، وساعدهم على ذلك ما يحاطون به من الثناء والإعجاب، وما يولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم، وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين، ومن جلدتهم ينتسبون إليهم، ويتكلمون بلسانهم فالله المسـتعان.
سابعا - انطلاق الجيوش الجرارة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة: يجند لها مئات الآلاف من الرجال، ولقد تعد لها أضخم الميزانيات، وتسهل لها السبل، وتذلل لها العقبات
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
وإذا كان هذا الجهد منصباً على الطبقة العامية غالباً، فإن جهد الإستشراق موجه إلى المثقفين- كما ذكرت آنفا-ً وإنهم يتحملون مشاقاً جساماً في ذلك العمل في بلاد أفريقيا، وفي القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية في شرق آسيا، ثم هم بعد كل حين يجتمعون في مؤتمر يراجعون حسابهم وينظرون في خططهم، فيصححون ويعدلون ويبتكرون.
فلقد اجتمعوا في القاهرة سنة 1906م ، وفي ادنمبرج سنة 1910م ، وفي لكنوا سنة 1911م، وفي القدس 1935 م، وفي القدس كذلك في عام 1935 م. ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات , فسبحان من بيده ملكوت كل شيء واليه يرجع الأمر كله.
ثامنا - الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم، وتزهيد المرأة في وظيفتها في الحياة، وجعلها تتجاوز الحدود التي حد الله لها وجعل سعادتها في الوقوف عندها: وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن: تختلط النساء بالرجال، والى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال، يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم، والقضاء على الطهر والعفاف الذي يوجد فيه، وإقامة قضايا وهمية، ودعاوى باطلة في أن المرأة في المجتمع المسلم قد ظُلمت، وأن لها الحق في كذا وكذا؛ يريدون إخراجها من بيتها، وإيصالها إلى ما يريدون. في حين أن حدود الله واضحة، وأوامره صريحة، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلية بينة، يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ويقول سبحانه:{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ... ويقول: {...وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) ويقول: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...] ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ] فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: [الْحَمْوُ الْمَوْتُ] رواه البخاري ومسلم. وقال: [...أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ]رواه الترمذي.
تاسعا - إنشاء الكنائس والمعابد وتكثيرها في بلاد المسلمين: وصرف الأموال الكثيرة عليها، وتزيينها وجعلها بارزة واضحة في أحسن الأماكن، وفي أكبر الميادين.
عاشرا - تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية، وتشيد بأهدافها: وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام ولم تكن لهم تربية كـافية عليه، وخاصة في إفريقيا يصاحب هذا الإكثار من طبع الأناجيل، وتوزيعها في الفنادق وغيرها، وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.
هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم في سبيل غزو أفكار المسلمين، وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غربية شرقية، أو غربية، وهى كما نرى جهوداً جبارة وأموالاً طائلة وجنوداً كثيرين كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام- وإن لم يدخلوا في النصرانية، أو اليهودية، أو الماركسية- إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية في ذلك هي إخراجهم من الإسلام، وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة، فما بعدها أسهل وميسور.
ولكننا مع هذا نقول : والكلام للشيخ رحمه الله : إن الله سيخيب آمالهم، ويبطل مكرهم، ويضعف كيدهم؛ لأنهم مفسدون وهو سبحانه لا يصلح عمل المفسدين. قال الله تعالى: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ] وقال سبحانه: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا[15]وَأَكِيدُ كَيْدًا[16]فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ] 0 وإن الأمر يحتاج من المسلمين وقفة عقل وتأمل ونظر في الطريق التي يجب أن يسلكوها،
والموقف المناسب الذي يجب أن يقفوه، وأن يكون من الوعي والإدراك ما يجعلهم قادرين على فهم مخططات أعدائهم، وعاملين على إحباطها وإبطالها، ولن يتم ذلك إلا بالاستعصام بالله، والاستمساك بهديه، والرجوع إليه، والاستعانة به، وتذكر هديه في كل شـيء، وخاصة في علاقة المؤمنين بالكافرين وتفهم معنى سورة 'الكافرون' وما ذكره سبحانه في قوله: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ... ] وقوله: { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا... ]
ثم قال رحمه الله :
أسال الله سبحانه أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشداً، وأن يعيذها من مكائد أعدائها، ويرزقها الاستقامة في القول والعمل حتى تكون كما أراد الله لها من العزة والقول والكرامة. إنه خير مسئول وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.انتهى كلام الشيخ رحمه الله , وقد سقته بنصه لأنه كلام عالم مدرك للأمور جيدا , وقد أجاد وأفاد, وألم فأحصى , وجع فأوعى , وقديما قيل إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل 0
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ........................ إلى آخر الدعاء0
نايف بن حمود الرضيمان |