موعظة الزلزلة
22- 12 - 1440هـ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ
من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا
هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً
عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))، أما بعد: فإن خير
الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها
، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها المسلمون: القرآن كله، واعظ لقلوب المؤمنين، كما قال رب العالمين:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))
وإننا نتلو سور جزء عم القصيرة كثيراً، نتلوها بألسنتنا، وتترد على أسماعنا،
لكننا نحتاج أن نحرك بمواعظها قلوبَنا القاسية، ونوقظ بزواجرها ضمائرَنا الخاملة.
من هذه السور القصيرة: (سورةُ الزلزلة) التي تزلزل آياتُها القلوبَ الحية.
بسم الله الرحمن الرحيم: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا
(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ
النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
آيات السورة في بيان خمسةٍ من أحداث وأهوال القيامة العظام.
أول هذه الأحداث: (إِذَا
زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) إنه افتتاحٌ عظيم بخبر رهيب، ستتزلزل الأرض كلها
وتضطرب وترتج (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً) وترجف رجفًا شديدًا بعد سكونها (يَوْمَ
تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا)، فلا يبقى
على ظهرها شيء قائم إلا انهد حتى الجبال، إنه زلزال عظيم ليس كزلازل الدنيا المحدودة،
بل زلزلة عظيمة شاملة، فيا لفزع القلوب وهلعِها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ
عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) تعجز العبارات والأفكار
عن تصوير حدث عظَّم شأنه العظيم سبحانه، فاللهم رحماك ربنا أمِّن فزعنا يوم الفزع الأكبر.
الحدث الثاني: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ
أَثْقَالَهَا) تخرج الأرض ما في بطنها من الموتى، فيخرج الموتى من بطن الأرض أحياء
بعد أن تنبت الأجساد، (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ
فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ) وتخرت الأرض أيضاً ما في جوفها من كنوز الذهب والفضة،
كما جاء تفسيره عن رسول الله صلى لله عليه وسلم بقوله: (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ
كَبِدِهَا ، أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ
فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ
رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ
فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا) رواه مسلم.
فما أحقر كنوز الحياة الدنيا وما أقل شأنها وأسوأ عاقبة الحرام منها،
بل الدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، فلا توجهوا إليها هممكم يا أولي الألباب
الذين آمنوا.
(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ* وأذنت
لربها وحقت)
(وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا) فحين يرى الإنسان الأرضَ تتزلزل وترجف
رجفًا شديدًا، وتخرج ما في باطنها يفزع ويقول مندهشًا متعجبا: ما لها، ماذا جرى لها؟
ما للأرض تضطرب وقد كانت ساكنة مستقرة؟ لماذا أخرجت أثقالها؟ ويقول الكفار: (يَا وَيْلَنَا
مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)، فيجيبهم المؤمنون: (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ
وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)
الحدث الثالث: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا) في هذا اليوم تنطق الأرض وتخبر عن
الذي عمل عليها من خير وشر؛ لأن الله أعلمها وأمرها بالشهادة، تتكلم الأرض وتنطق، يأمرها
ربها أن تخبر عمّا عُمِل عليها فلا تَعْصِي أمره، كما تنطق الجلود والأسماع والأبصار،
في ذلك اليوم العظيم تتعدد الشهود على بني آدم.
فإذا خلوت بمعصية الله عن أعين الخلق فتذكر أن الأرض التي تحتك ستشهد
بعصيانك، فهل تستطيع أن تخرج من أرض الله عندما تريد أن تعصي الله، هيهات هيهات، وكفى
بالله شهيدا، فهو سبحانه أحق أن يستحيا منه، لأنه لا تخفى عليه خافية.
الحدث الرابع: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ
النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)
يرجع الناس وينصرفون من موقف الحساب أصنافا متفاوتين، منهم أصحاب اليمين
ومنهم أصحاب الشمال، منهم شقي ومنهم سعيد، بيضُ الوجوه آمنون، وسود الوجوه فزعون، وجوه
يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة* ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة، فريق في الجنة وفريق
في السعير.
(لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) قال ابن عباس: ليروا جزاء أعمالهم، والمعنى:
أنهم يرجعون عن الموقف فريقين لينزلوا منازلهم من الجنة أو النار، كما قال تعالى:
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ).
فانظر في عملك يا عبد الله، وحاسب نفسك وزنها في أي الفريقين ستكون، فليس
للإنسان إلا ما سعى، وسيُجْزاه الجزاء الأوفى.
باركَ
اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه
مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ
لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ
للهِ الدَّائمِ توفيقُه، المتواترِ عطاؤُه وتسديدُه، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ
الله وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَعظِيماً لشأَنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمّدًا عَبدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي لِرِضْوَانِهِ، وَالْهَادِي إِلَى إِحْسَانِهِ، صَلّى اللهُ
عَلْيِهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسلّمَ تَسْلِيماً كَثِيْراً إِلَى يِوْمِ
لِقَائِهِ . أما بعد:
الحدث الخامس: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))
قانون رباني سيجري وفقه الحساب والجزاء يوم الدين.
سيجد العبد أعماله بمثاقيل الذر مكتوبة في كتاب لا يغادر شيئاً: (وَوُضِعَ
الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)
والذرة فُسِّرَتْ بأنها النملة
الصغيرة المعروفة، وفسرت بأنها الهباءة، ذرة الهواء التي ترى في شعاع الشمس إذا دخل
من النافذة، والذرة لا وزن لها محسوس.
إنه عدل ربنا الحكمِ العدلِ تبارَكَ وَتَعالى، حيث يجد العبد جزاء الذر
من خير أو شر: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)
فلو أنا إذا متنا تُرِكْنَا *** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا *** ونُسأل بعدها عن كل شيء
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) إنها قاعدة
ربانية عظيمة يجب أن تكون نبراساً لكل مؤمن في حياته، قاعدة بينة واضحة لا تحتاج لمزيد
إيضاح، من يعمل في الدنيا عمل خير ولو كان في الصغر بوزن ذرة، سيلقى حسنَ جزائه، ومن
يعمل في الدنيا عمل شر، ولو كان في الصغر بوزن ذرة، سيلقى سوء عقابه.
إنها موعظة بليغة من مواعظ القرآن تنتهي عندها المواعظ، سماهما النبي
صلى الله عليه وسلم (الجامعة الفاذّة) كما في الصحيحين، وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
(هذه أحكم آية في القرآن) نقله عنه القرطبي في تفسيره
جاء أن صعصعة عمّ الفرزدق قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فلمّا سمع
((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ)) قال: حسبي ما أبالي ألا أسمع من القرآن غير هذا) أخرجه ابن المبارك في الزهد وأحمد وأبو عبيد وعبد بن حميد والنسائي والطبراني
وابن مردويه، وصححه الأرناؤوط، فهم الرجل الموعظة
وفقهها بقلبه فاكتفى بها.
فيا عباد الله: لا تحقروا شيئا من الخير أن
تفعلوه، ولا شيئاً من الشر أن تتقوه، فقد قال ربكم تعالى: ((وَنَضَعُ الموازين القِسطَ
لِيَوْمِ القيامة فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ
خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وكفى بِنَا حَاسِبِينَ))
فالاستعدادَ الاستعدادَ أيها العباد ليوم المعاد.
ــ الحذر الحذر من عمل الشر وإن كان بمثقال الذر، قال نبيكم صلى الله
عليه وسلم: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ
الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا
بِعُودٍ، حَتَّى جَمَعُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
مَتَى يُؤْخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكُهُ) صحيح أخرجه أحمد
ــ ولا تحقروا من الخير مثاقيل الذر، فنبيكم صلى الله عليه وسلم يوصيكم:
(اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)
متفق عليه، وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت بعنبة واحدة وقالت: كم فيها من
مثاقيل الذر. أخرجه مالك وابن سعد وعبد بن حميد.
ولعظيم فضل الإيمان والتوحيد وعلو شأنه في الدين، سيكون وزن الذرة ووزن
الخردلة يوم القيامة: سبباً للخروج من النار وعدم الخلود فيها، ففي الصحيحين عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل أنه قال: أَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي
أُمَّتِي فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ
مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ ثانية ... فَيُقَالُ انْطَلِقْ
فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ، أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ
إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ ثالثة ... فَيقالُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ
مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ
إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ) متفق عليه. فجددوا الإيمان
في قلوبكم عباد الله وقووه واحفظوه فهو نجاتكم.
اللهم
يا ذا الجلال والإكرام وفقنا للصالحات، وجنبنا السيئات صغيرها وكبيرها يا غافر الخطيئات
.
اللهم
أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب
المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك، ونحن غير
مفتونين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم
آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ
بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام واجزهم خيراً على ما يقدمونه لخدمة
الإسلام والمسلمين يا رب العالمين .
اللهم
ادفع عن بلادنا مضلات الفتن ، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة
فاجعل كيده في نحره يا قوي يا متين .
اللهم
انصر جُندنا المرابطين، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأنزل
عليهم النصر من عندك يا قوي يا متين، اللهم من مات منهم فتقبله في الشهداء يا رب
العالمين ، ومن أصيب فألبسه ثياب الصحة والعافية يا لطيف يا رحيم يا كريم.
اللهم
يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أعز السنة وأهلها في كل مكان اللهم قو أهل
السنة وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً وظهيراً . اللهم كن لهم ولا تكن عليهم وأعنهم
ولا تعن عليهم وامكر لهم ولا تمكر عليهم . اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر
كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم، اللهم احقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم
وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم يا أرحم الراحمين
اللهم
منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون عن سبيلك
ويقاتلون أولياءك ويسعون في إطفاء نورك، وأنت المتم لنورك ولو كره الكافرون، اللهم
عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك وأرنا فيهم عجائبك اللهم إنهم آذونا
في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا، اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً
اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق يا قوي
يا متين.
ربنا
اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا
ربنا إنك رءوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ربنا
لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم
واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |