خطر الرافضة الحوثيين
وواجبنا
11 / 10 / 1440هـ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ
من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا
هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً
عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ )) (( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا
أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل
بدعة ضلالة .
أيها المسلمون:
لم يمر عبر تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم الطويل، فرقةٌ من الفرق المنتسبة
للإسلام أعظمَ شؤماً ولا أكثر فساداً وإفساداً وإضراراً بالأمة من فرقة الرافضة
الباطنيين.
قرر هذا جمع من أئمة
أهل السنة العارفين بالأحوال، وصدقوا رحمهم الله
فلن ينسى المسلمون
شنائع الرافضة وقبائحهم وخياناتهم المتكررة للأمة
لن ينسى المسلمون
ما تسبب به مؤسس مذهب الرافضة ابن السوداء اليهودي اليمني من فتنة انتهت بمقتل ذي
النورين عثمان ابن عفان رضي الله عنه، وزرعت هذا الورم السرطاني في جسد الأمة.
ولن ينسى المسلمون
ما فعله القرامطة الرافضة في حجاج بيت الله الحرام يوم التروية، حيث قتلوهم في
المسجد الحرام، وألقوا جثثهم في بئر زمزم، واقتلعوا الحجر الأسود من الكعبة
المشرفة، وحملوه معهم إلى دولتهم في شرق الجزيرة، وبقي الحجر الأسود بعيداً عن
الكعبة ما يزيد عن عشرين سنة.
ولن ينسى المسلمون: خيانة الرافضة
العظمى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في منتصف القرن السابع ، عندما قام (نصير
الدين الطوسي ، وابن العلقمي) الرافضيان، عندما قاما بالمكر بدولة بني العباس،
فتعاونا مع التتار وراسلوهم وشجعوهم على غزو مقر خلافة المسلمين (بغداد)، حتى دخل
التتار إليها فأفسدوا فيها أشد الفساد، وقتلوا من المسلمين أهل السنة ما يقارب
المليوني مسلماً، وقتلوا كثيراً من بني هاشم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم،
ويزعمون أنهم شيعة آل البيت، وقاموا أيضاً بتدمير المكتبات العظيمة، وألقوا كتبها
في النهر، في مشهد فساد فظيع لم يسبق له مثيل.
ولن ينسى المسلمون
دولة العبيدين الرافضة الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين، وما أحدثوا في أمة محمد صلى
الله عليه وسلم من البدع والشركيات والخرافات
عباد الله: وكما شهد
وحفظ التأريخ، فإن العصر الحاضر يشهد ويؤكد فساد وإفساد الرافضة وعداوتهم للأمة
المحمدية السنية.
فها هي الدولة الصفوية الفارسية الرافضية تسوم
أهل السنة في إيران والأحواز سوء العذاب، وها هم رافضة العراق لما صارت بأيديهم
قوة الدولة أقصوا أهل السنة وقتلوهم وهجروهم، وحال إخواننا أهل السنة في الشام تحت
حكم النصيرية لا يُشْتَكَى إلا لله فهو نصير المستضعفين؟
بينما يأخذ الرافضة
حقوقهم كاملة وزيادة، تحت حكم أهل السنة في بلاد التوحيد والسنة، لأن أهل السنة
أهل عدل وإنصاف ووفاء.
أيها المسلمون:
ومن اللحظة الأولى لانقلاب الرافضة الحوثيين في اليمن وكل يوم يمر يؤكدون بفعالهم
المشينة وجرائمهم البشعة، أنهم ما هم إلا أحفاد ابن سبأ اليهودي، وامتداد لأسلافهم
القرامطة، سائرون بسيرة أسيادهم ابن العلقمي والطوسي وأشباههم من أئمة الفساد
والضلال المتآمرين على الأمة.
لقد سفك الحوثيون في
اليمن الدماء الزكية، وعاثوا في أرض اليمن بالفساد، والنهب والسلب والاغتصاب
والاختطاف والتخويف والتهجير لأهل السنة، وفرض مذهب الرفض، بلا دين ولا عقل ولا
مروءة.
ولم يتجرأ اليهود ولا
النصارى ولا الشيوعيون ولا البوذيون ولا المشركون الأولون، لم يتجرؤا على هتك حرمة
البلد الحرام واستهدافه بالصواريخ المدمرة، مثلما تجرأ عليه الحوثة الرافضة الخبثاء،
فأحيوا ذكر فعلة أسلافهم القرامطة.
لقد أوغل الرافضة
الحوثيون في فتنتهم، بتكرار استهداف (بلاد الحرمين
السعودية) وتهديد أمنها واستقرارها، متقوين بأسلحة دولة الرافضة
الفارسية الصفوية، ونائبين عنها في محاولة استنزاف قدرات السعودية وإضعافها، لتقوم
دولة فارس من جديد، وهيهات هيهات والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إذا هلك
كسرى فلا كسرى بعده)) متفق عليه، ودعا عليهم بـ ((أن يمزقوا كل ممزق)) بعد ما مزق
كسراهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في البخاري.
((يُرِيدُونَ أَن
يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) والبشرى الأخرى في قوله تعالى: ((إِنَّ
اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)).
ولكن العجب الذي لا
ينقضي، عباد الله من حال بعض أفراد الأحزاب الإسلامية السياسية التي تنتسب
للسنة، حيث إنها تحسن الظن بالرافضة وتثني عليهم وتتحالف معهم وتصطف في خندقهم ضد
أهل السنة رغم اتضاح ضلالهم وخطرهم وعداوتهم للأمة وضوح الشمس في رابعة النهار.
فاللهم اهد ضال المسلمين.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت،
اللهم احفظنا بالإسلام والسنة قائمين واحفظنا بهما قاعدين، واحفظنا بهما راقدين
ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد
المرسلين ، ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم ، واستغفر الله
لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله الذي أرسل رسوله ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك
له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً أما بعد:
عباد الله: إن من
واجبنا كأفراد في مثل هذه الأحوال
أولاً:
أن نكون يقظين فطنين، فنعرف عدونا ونعرف خطره وأهدافه، ومدى عداوته، فنأخذ حذرنا،
ولا نهون من شره وضرره.
ثانياً:
اليقين بعدالة قضيتنا، وصواب موقف وُلاتنا من العدو الحوثي الرافضي، وهذا يستلزم
أن نعتصم بحبل الله جميعاً فنجتمع على ولاتنا، ولا نتفرق في الدين ولا نفرق ((وَلَا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ
الْبَيِّنَاتُ))، فالاجتماع على ولاة الأمر في مثل هذه الأحوال عامل قوة وانتصار.
ثالثاً:
أن نستنصر بالقوي المتين، ونكون عوناً لجنودنا المرابطين والمقاتلين المحاربين
للرافضة، بدعائنا وتثبيتنا، فالدعاء سلاح المؤمنين ((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ
مُرْدِفِينَ)) فالله هو القوي العزيز النصير المغيث.
رابعاً:
أن نستمد العون والنصر من الله سبحانه بإصلاح أنفسنا وأهلينا، فبصلاحنا نستجلب نصر
عسكرنا ((نْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ
ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)) فإن خذلنا فما الخذلان إلا من عند
أنفسنا.
اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم
الكافرين، اللهم انصرنا على من بغى علينا، اللهم عليك بالرافضة الحوثيين فإنهم لا
يعجزونك، اللهم إنهم أفسدوا في البلاد وسفكوا الدماء المحرمة اللهم انتقم منهم
وأدر دائرة السوء عليهم، اللهم اخرجهم من اليمن أذلة صاغرين، اللهم عليك بهم فإنهم
لا يعجزونك ، اللهم اكفنا شرهم بما شئت إنك أنت السميع العليم، اللهم سلط عليهم
جندا من جنودك، اللهم انتقم منهم واشف صدور قوم مؤمنين، يا قوي يا عزيز.
اللهم انصر جنود التوحيد والسنة، اللهم قو
عزائمهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم وأصلح نياتهم واشف مريضهم وتقبل موتاهم في
الشهداء يا رب العالمين.
اللهم ألف بين قلوبنا، وألف بين قلوب المسلمين، وأصلح ذات بينهم
وجنبهم مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظ أهل السنة في كل مكان، اللهم
وفق أئمة المسلمين لما تحب وترضى وانصر بهم الدين اللهم أنصر بهم الإسلام والسنة
يا أرحم الراحمين .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا
لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا اغفر لنا
ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك
قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر
الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121
|