الاعتراف
بالذنب
03-06-1440هـ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ
ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ
فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا
شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزًا عَظِيمًا ))، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد
صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها المسلمون:
الاعتراف بالذنب بين يدي الرب جل جلاله، مقام
عبودية عظيم تُسْكَب فيه العبرات، وتغفر عنده الزلات، مقامٌ يحبُّه الله من العبد،
لأن فيه خضوعاً واستكانةً للعظيم سبحانه، ويستلزم رجوعاً وإنابة، وفيه حياءٌ من
الله وإجلالٌ وتواضعٌ لجنابه سبحانه، وبراءةٌ من الإعجاب بالنفس ومقتٌ لها في ذاته
جل جلاله.
لقد
ابتلى الله العباد بالذنوب لتنكسر النفوس ولا تُعْجَب، وليعلم من يرجع منهم ويتوب،
ومن يُصِرُ ولا يُنِيب، وليعاقب ويثيب، ومن أجل أن تظهر آثار أسمائه الحسنى وصفاته
العلى، ويتعبد بمقتضاها العباد .
أيها الناس:
وأولُ مَنْ قام مقام الاعتراف بالذنب من البشر: أبوانا آدم وحواء عليهما السلام،
حيث ناديا ربهما وناجياه بعد وقوعهما في الخطيئة: ((رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ)) فكان عاقبتهما أن تاب الله عليهما، بينما إبليس اللعين أبى
واستكبر وأصر على العصيان فطرده الله من رحمته.
وقام أولياءُ الله
وأنبياؤه ورسله مقام الاعترافَ بالذنب رغم ندرة الذنوب منهم وصغرها.
فهذا كليم الله موسى
عليه السلام يقع في قتلٍ خطأٍ من غير قصدٍ فيُنادي ربه من قريب: ((رَبِّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)) وكانت النتيجة ((فَغَفَرَ لَهُ))، ونبي الله
يونسُ عليه السلام لما ذهب مغاضبا قومه في الله بدون إذن من الله، أدّبَه ربه
فأوقعه في بطن الحوت: ((فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) ــ والنتيجة ــ ((فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)) .
أما خاتمُ الأنبياء
والمرسلين، وسيدُ ولد آدم أجمعين، نبيُّنا محمدٌ عليه أفضلُ الصلاة
وأتمُ التسليم، فحالُهُ عَجَبٌ عُجَابُ:
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك
كان يقول في دعائه: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي
فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي
وَجِدِّي وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي» اعتراف بالذنب (وكل ذلك
عندي) . من المعترف؟ إنه المغفور له صلى الله عليه وسلم .
وكان عليه الصلاة
والسلام يقول ضمن دعاء استفتاحه لصلاة الليل: (اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي،
وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ) صحيح مسلم. (وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي) مَنْ يقوله؟ يقوله: مَنْ غفر
الله له الذنوب جميعها ،، وكان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الاستغفار
بصيغ عديدة في أحوال كثيرة، وفي المجلس الواحد يُعَدُّ له مائةُ استغفارةٍ، والاستغفار
يستلزم الاعتراف .
عباد الله:
الاعتراف بالذنب، سببٌ لقبول توبةِ العبد، ففي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه
وسلم: (إِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ
عَلَيْهِ).
لقد تاب الله على
الذين تخلّفوا عن رسول الله في جيش العُسرة لما اعترفوا بذنبهم، قال الله في
خبرهم: ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً
وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ)) عملهم الصالح: هو اعترافهم بذنوبهم، وتوبتهم منها.
وقوله: ((عَسَى
اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ)) يعني سيتوب الله عليهم، لأن عسى من الله للوجوب.
عباد الله:
الاعتراف بالذنب ينبغي أن لا يفارق مشاعر المؤمن مهما كان صلاحه، في ليله ونهاره
وجميعِ أحواله، في صلاته وحال توبته واستغفاره، وفي دعائه ومناجاته مع الاستكانة
والخضوع، والخوف والرجاء، والرغبة والرهبة ، والوجل والإشفاق .
لما طلب أبو بكر
الصديق رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في
صلاته، قَالَ له عليه الصلاة والسلام: قُلْ: (اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي،
إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) متفق عليه. علَّمه الاعترافَ بالذنب في كل
صلاة وهو من هو رضي الله عنه ؟ إنه خيرُ الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم،
التقي النقي السابق بالخيرات.
ــ وعلّمنا نبينا صلى
الله عليه وسلم أن نقول في أذكار الصباح والمساء، دعاء (سيد الاستغفار) المشتمل
على الاعتراف بالذنب، فقال عليه الصلاة والسلام: (سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ
تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا
عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي
فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، قَالَ: مَنْ
قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ
يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ
مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) رواه
البخاري
وقال عقبة بن عامر
رضي الله عنه: قلت يا رسول الله: ما النجاة؟ فقال: (امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ،
وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ) رواه الترمذي وقال: حسن، وصححه
الألباني ، والبكاء على الخطيئة يستلزم الاعتراف بالذنب.
ـــ والمتقون إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا
وهم يعلمون.
عباد الله:
لا أحد مِنّا يسلم من الذنوب والأخطاء،
(فكُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ) [حديث حسن رواه ابن ماجه والدارمي]
هكذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم، وقال أيضاً: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ،
فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ) رواه مسلم .
وإِنّ مِن أسوأ أحوال
العبد أن يقع في الذنب، ثم لا يعترف به، وإنما يذهب يُبرر لنفسه، تارة بوجود خلاف
بين العلماء، وأخرى بقول قائل يُحْسَب على المفتين وليس منهم، أو بحجة أن أكثر
الناس يفعلونه، أو بحجة أن الدولة سمحت به، أو بغير ذلك من التبريرات ومداخل
الشيطان التي نسمعها، ولا تغني من الحق شيئا.
وأسوأ ذلك كله أن
يكابر المذنب وتأخذه العزة بالإثم.
ومن أقبح الذنوب:
البدع والمحدثات، لأن أهلها لا يعترفون بذنبهم بل يقعون فيها ويحسبون أنهم على عمل
صالح، وهم على معصية وضلاله.
فيا أيها المؤمنون :
الزموا الاعتراف بالذنب بين يدي الرب، عسى أن يتوب ويستر، ويصفح ويكفر، ويعفو ويغفر، إنه خير الغافرين.
اللهم إنا نعوذ بك من الإصرار على الذنوب، ربنا
ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. غفرانك ربنا
، غفرانك ربنا ، غفرانك ربنا ، لا إله إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على
توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه
الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ
وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً . أما بعد:
المؤمن
الذي كان معترفا بذنوبه في الدنيا سيعترف بها يوم القيامة بين يدي ربه سبحانه ولن
ينكرها؛ وتكون عاقبته سَتْرَ الله عليه وتجاوزَهُ عنه، فعن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ
اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ــ أي: ستره ــ
وَيَسْتُرُهُ [يستره عن نظر وبصر الخلائق] فَيَقُولُ الله له: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ
كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ أعْرِف، حَتَّى
إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ الله:
سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ،
فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ) يعني قد محيت منه السيئات متفق عليه.
أما الكفار
والمنافقون فلن يعترفوا عند الحساب، وسيقيم الله عليهم الشهودَ من أنفسهم وتشهد
عليهم الأشهاد فلا يستطيعون الإنكار.
قال الله تعالى:
((الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ
أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))
فإذا دخلوا النار
وقاسوا العذاب اعترفوا كما قال الله عنهم : ((فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً
لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ)) وقال تعالى: ((قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ
وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ
مِّن سَبِيلٍ)) فلا سبيل إلى الخروج .
فلنلزم دعوة أبوينا
ودعوات نبينا -عليهم الصلاة والسلام- التي فيها الاعتراف بالذنب.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم
تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا ظلمنا أنفسنا ظلماً
كثيراً فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.
ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما
كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك ، إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت .
اللهم أنت ربنا لا إله
إلا أنت خلقتنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا ، تعوذ بك من شر ما
صنعنا ، ونبوء لك بنعمك علينا ، ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت . اللهم اغفر لنا جِدنا وهزلنا ، وخطأنا وعمدنا ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما
أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وأنت أعلم به منا .
اللهم أعنا على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك . اللهم اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ،
تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم
صدورنا ، وعافنا واعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللَّهُمَّ إِنّا
نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ
مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ،
وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنسْأَلُكَ قَلوبَاً سَلِيمَةً، وَألسَنَاً صَادِقَةً،
وَنسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ،
وَنسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ
إِنِّا نسْألُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنعُوذُ
بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللهم اقسم
لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن
اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما
أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، اللهم
لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، وﻻ مبلغ علمنا، وﻻ تسلط
علينا من ﻻ يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم . ربنا
اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم
واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |