(وللرجال عليهن درجة)
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا
إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله النبي
الأمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء المرسلين وآله وصحبه أجمعين،
أما بعد فيا عباد الله:
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله تعالى خلق
البشر من ذكر وأنثى وجعل لكل واحد منهما ما يخصه والله يختص برحمته من يشاء فقد
اختص الرجال بخصائص تفوق خصائص النساء – وفي كلٍّ خير-.
ومن خصائص الرجال ما قاله الله تعالى {وللرجال
عليهن درجة} أي حقوق الرجال أكثر من حقوق النساء؛ ولهذا كان على الزوجة أن تطيع
زوجها؛ وليس على الزوج أن يطيع زوجته .
ودرجة الرجال على النساء من وجوه متعددة؛
فالدرجة التي فضل بها الرجال على النساء في ستة
أمور أو أكثر :
الأمر الأول: العقل؛ فالرجل عقله أكمل من عقل
المرأة؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين
أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن؛ قلن: ما نقصان العقل يا رسول الله؟ قال: أليس
شهادة الرجل بشهادة امرأتين؟ فذلك نقصان عقلها»
.
الأمر الثاني: الجسم؛ فإن الرجل أكمل من المرأة
في الجسم؛ فهو أنشط من المرأة، وأقوى في الجسم.
الأمر الثالث: الدين؛ فإن الرجل أكمل من المرأة
في الدين؛ وذلك بأنها إذا حاضت لم تصلّ، ولم تصم.
الأمر الرابع: الولاية؛ فقد فُضِّل الرجل على
المرأة في الولاية؛ حيث جعل الله الرجل قوّاماً على المرأة ولذلك فإن المرأة لا
تصلح للولاية العامة وليست من حقوقها ، ولا
يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة.
الأمر الخامس: الإنفاق؛ فالزوج هو الذي ينفق
على المرأة؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى»؛
و «اليد العليا»: هي المعطية؛ و «السفلى» : الآخذة.
ومن فوائد الآية: أن الذين لهم درجة على النساء
هم الرجال الذين هم جديرون بهذا الوصف؛ وأما المتسلطون أو الظالمون أو المعتدون
على زوجاتهم فلا ينطبق عليهم هذا الوصف النبيل، وكذلك من جعل نفسه بمنزلة النسوة
فهذا يكون شراً من المرأة؛ لأنه انتكس من الكمال إلى الدون؛ ومن ثم لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء؛ والمتشبهات من النساء بالرجال؛
حتى لا يعتدي أحد على حق؛ أو على اختصاصات أحد.
وقال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا
مِنْ أَمْوَالِهِمْ } فيخبر تعالى أن الرِّجَال {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}
أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن
المفاسد .
وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن، والكسوة
والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: {بِمَا فَضَّلَ
اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: بسبب
فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة:
من كون
الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد
والأعياد والجمع. وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجَلَد الذي ليس
للنساء مثله. وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها
الرجال ويتميزون عن النساء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من
الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهَديِ سيِّد المُرسَلين وقَولِه القَويم، أقولُ
هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم وللمُسلمين، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ
الرحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى وآله وصحبه أجمعين،
أما بعد فيا عباد الله:
وما تقدم بيانه من قِوامة الرجال هو حق ثابت
ولنا مع بعض المخالفين لهذا القوامة وقفات نصح وإرشاد:
=منها التحذير من البغي وظلم المرأة في التأديب
: بتذكير العبد بقدرة الله عليه وعلوه سبحانه.
=التحذير
من ذميم الأخلاق، كالكبر والتفاخر والبخل فأولى الناس بأخلاقك وكرمك وبذلك هم أهلك
.
= ومنها أنه لا يفهم من تلك القوامة : التسلط
على المرأة وإيذائها بحجة (القوامة) فإن الظلم ظلمات يوم القيامة والله جل في علاه
حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فلا تظالموا.
= ومنها أخْذُ مَالِهَا بِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ؛
فَكَثِيرٌ مِنَ النِّسَاءِ الْعَامِلَاتِ خَاصَّةً يَشْتَكِينَ اسْتِغْلَالَ
أَزْوَاجِهِمْ لَهُنَّ؛ بِمَدِّ الْيَدِ إِلَى رَوَاتِبِهِنَّ، وَالتَّصَرُّفِ فِي
مَالِهِنَّ الَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا
بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ"
=وَمِنْ صُوَرِ ظُلْمِ الزَّوْجَاتِ:
الْقَسْوَةُ وَالشِّدَّةُ الزَّائِدَةُ فِي الْمُعَامَلَةِ، يَقْسُو عَلَيْهَا
بِاللِّسَانِ أَحْيَانًا؛ كَسَبّهَا وَلَعْنِهَا أَوْ شَتْمِهَا، أَوْ
تَعْيِيرِهَا بِأَخْطَائِهَا وَزَلَّاتِهَا، أَوْ رَمْيِهَا بِالْأَلْفَاظِ
وَالْأَوْصَافِ الْقَبِيحَةِ، وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ
بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ،
=مِنْ صُوَرِ ظُلْمِ الزَّوْجَةِ: عَدَمُ
الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ لِمَنْ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ زَوْجَةٍ؛ فَقَدْ
يَمِيلُ إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ وَيَذَرُ الْأُخْرَى مُهْمَلَةً، أَوْ يَنْقُصُ
فِي نَفَقَتِهَا عَلَى مَا يُعْطِي زَوْجَتَهُ الْأُخْرَى، وَمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ
مُتَوَعَّدٌ بِقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى
إِحْدَاهُمَا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ"
= ومنها إهمال المرأة - زوجة أو بنتاً أو أختاً
- إهمالها تسرح وتمرح في الشوارع والأسواق
بلا رقيب في أوقات متأخرة من الليل تخالط الرجال ويخالطونها , فمن باب القوامة
والرجولة : أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
اللهم إنا نسألُك أن تغفِرَ لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، اللهم
اغفِرَ لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به
منَّا، انت المُقدِّم وأنت المُؤخِّرُ، لا إله إلا أنت.
اللهم إنا نسألُك الجنَّة وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ،
ونعوذُ بك من النارِ وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم طهِّر قلوبَنا مِن النِّفاق، وأعمالَنا مِن الرِّياء،
وأعيُننَا مِن الخيانة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أعِنَّا على ذِكرِك وشُكرِك
وحُسن عبادتِك، اللهم أعِنَّا على ذِكرِك وشُكرِك وحُسن عبادتِك يا رب العالمين.
اللهم لا تكِلنا إلى أنفُسِنا طرفةَ عينٍ، وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه.
اللهم ارفَع عن المُسلمين ما أصابَهم، اللهم اكشِف عنهم البلاء والضرَّاء، اللهم ارحَم ضعفَهم، واجبُر كسرَهم يا رب
العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك،
واجعَل عملَه في رِضاك، وأعِنه على كل خيرٍ يا رب العالمين، وسدِّد آراءَه، اللهم
وفِّقه ووفِّق بِطانتَه لما تُحبُّ وترضَى برحمتِك يا أرحم الراحمين، اللهم احفَظ
بلادَنا، اللهم احفَظ بلادَنا وحُدودَنا مِن كل شرٍّ ومكرُوهٍ يا رب العالمين،
اللهم عليك يا ذا الجلال والإكرام بمَن كادَ للإسلام والمُسلمين برحمتِك يا أرحم
الراحمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك أنزل
علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا
مغيثا، سحا طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد، وتجعله زاداً
للحاضر والباد يا ذا الجلال والإكرام. اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ الوليد الشعبان تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129 |