لإِتْمَاْمِ أَرْكَاْنِ اَلْإِسْلَاْمِ
}الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { ، } الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ { ، } هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ { . أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَه } رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ { . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لَكُمْ وِلِمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ ، فَهُوَ اَلْقَاْئِلُ U مِنْ قَاْئِلٍ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فَاَتَّقُوْا اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
اَلْيَوْمُ هُوَ اَلْيَوْمُ اَلْتَّاْسِعُ مِنْ شَهْرِ ذِيْ اَلْقِعْدَةِ ، وَذَلِكَ يَعْنِيْ قُرْبَ مَوْسِمِ اَلْحَجِّ ، اَلَّذِيْ جَعَلَهُ اَللهُ U حَقَّاً وَاْجِبَاً عَلَىْ مَنْ اِسْتِطَاْعَ مِنْ عِبَاْدِهِ ، وَرُكْنَاً مُهِمَّاً مِنْ أَرْكَاْنِ دِيْنِهِ ، يَقُوْلُ ـ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ ـ : } وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ، مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ { ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، قَاْلَ e : (( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ ؛ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) .
فَفِيْ تَأْدِيَةِ اَلْمُسْلِمِ لِفَرِيْضَةِ اَلْحَجِّ ، قَيَاْمٌ بِمَاْ أَوْجَبَ وَفَرَضَ اَللهُ U عَلَيْهِ ، وَإِتْمَاْمٌ لِأَرْكَاْنِ دِيْنِهِ اَلْخَمْسَةِ ، اَلَّتِيْ أَشَاْرَ اَلْنَّبِيُّ e بِأَنَّ اَلْجَنَّةَ ، جَزَاْءُ مِنْ قَاْمَ بَهَاْ وَحَاْفَظَ عَلَيْهَاْ ، فَقَدْ صَحَّ فِيْ اَلْحَدِيْثِ ، عَنْ أَنَسٍ t ، أَنَّهُ قَاْلَ : كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ شَيْءٍ ، وَكَانَ يُعْجِبُنَا ؛ أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ . فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّد ! أَتَانَا رَسُولُكَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ ، قَالَ e : (( صَدَقَ )) . قَالَ اَلْأَعْرَاْبِيُّ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ e : (( اللَّهُ )) . قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ قَالَ e : (( اللَّهُ )) . قَالَ : فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ؟ قَالَ e : (( اللَّهُ )) . قَالَ : فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ؟ قَالَ e : (( اللَّهُ )) . قَالَ اَلْأَعْرَاْبِيُّ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، وَجَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ ؛ آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ e : (( نَعَمْ )) . قَالَ اَلْأَعْرَاْبِيُّ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا ! قَالَ : (( صَدَقَ )) . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ! آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) . قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَدَقَةً فِي أَمْوَالِنَا؟ قَالَ : (( صَدَقَ )) . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ! آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) . قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا قَالَ : (( صَدَقَ )) . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ! آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ : (( نَعَمْ )) . قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً . قَالَ : (( صَدَقَ )) . قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ! آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) . قَالَ : وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لاَ أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ ، وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُنَّ . فَلَمَّا مَضَى اَلْأَعْرَاْبِيُّ ، قَالَ e : (( لَئِنْ صَدَقَ ، لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ )) .
فَشَأْنُ اَلْحَجِّ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ فِيْ اَلْإِسْلَاْمِ شَأْنٌ عَظِيْمٌ ، يَجِبُ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِ ، اَلْمُسْتَطِيْعِ أَنْ يُبَاْدِرَ وَيَتَعَجَّلَ فِيْ تَأْدِيَتِهِ ، يَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْإِمَاْمُ أَحْمَدٌ ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاْسٍ ـ رضي الله عنهما ـ مَرْفُوْعَاً ، يَقُوْلُ : (( تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ )) يَعْنِي الْفَرِيضَةَ (( فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ )) .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَلِأَهَمِّيَّةِ اَلْحَجِّ وَفَضْلِهِ ، فَإِنَّ لِلْشَّيْطَاْنِ وَاَلْنَّفْسِ اَلْأَمَّاْرَةِ بِاَلْسُّوْءِ ، دَوْرٌ فِيْ اَلْتَّسْوُيْفِ فِيْ تَأْدِيَتِهِ وَتَأْجِيْلِهِ ، وَهَذَاْ لَاْ شَكَّ لَيْسَ مِنْ صَاْلِحِ اَلْمُسْلِمِ ، وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ e فِيْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t ، اَلَّذِيْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ ، يَقُوْلُ e : (( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا ، مَا تَنْتَظِرُونَ إلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ، أَوْ الدَّجَّالَ ، فَإِنَّهُ شَرُّ مُنْتَظَرٍ ، أَوْ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )) .
كَثِيْرٌ هَمْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ اَلَّذِيْنَ يَمُوْتُوْنَ أَوْ يُمْرَضُوْنَ أَوْ يُصِيْبُهُمْ اَلْفَقْرُ وَاَلْعَجْزُ فِيْ بِلَاْدِ اَلْحَرَمَيْنِ ، وَهُمْ لَمْ يُؤَدُّوْا فَرِيْضَةَ اَلْحَجِّ ، مَعَ تَيْسِيْرِهِ وَقُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ ، وَقَدْ رَأَيْنَاْ كَثِيْرَاً مِنَ اَلْنَّاْسِ ، مِمَّنْ هُمْ خَاْرِجِ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، قَدْ تَقَدَّمَتْ بِهِمُ اَلْسِّنُّ ، وَاَقْعَدَهُمُ اَلْكِبَرُ وَاَلْأَمْرَاْضُ وَاَلْعِلَلُ ، يَتَمَنَّوْنَ تَأْدِيَةَ اَلْحَجِّ ، وَلَكِنَّهُمْ لَاْ يَسْتَطِيْعُوْنَ عَلَيْهِ ، وَلَاْ سَبِيْلَ لَهُمْ فِيْ اَلْوُصُوْلِ إِلَيْهِ ، بِسَبَبِ كُلْفَتِهِ اَلْطَّاْئِلَةِ ، وَقَطْعِ اَلْمَسَاْفَاْتِ اَلْطَّوُيْلَةِ ، وَقَضَاْءِ اَلْأَيَّاْمِ اَلْكَثِيْرَةِ ، وَلِذَلِكَ قَدْ يَمُوْتُ أَحَدُهُمْ وَهُوَ لَمْ يَحُجّ ، وَنَحْنُ فَيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، وَللهِ اَلْحَمْدُ وَاَلْفَضْلُ وَاَلْمُنَّةُ ، نَصِلُ إِلَىْ مَشَاْعِرِ اَلْحَجِّ ، فِيْ سُوَيْعَاْتٍ مَعْدُوْدَةٍ ، وَنُؤَدِيْهِ فِيْ أَيَّاْمٍ قَلِيْلَةٍ مَحْدُوْدَةٍ ، وَقَدْ تَجِدُ مَنْ يَحْتَجُّ بِغَلَاْءِ أَسْعَاْرِ اَلْحَمَلَاْتِ ، وَكَثْرَةِ اَلْمَصْرُوْفَاْتِ ، وَهُوَ يَصْرِفُ أَضْعَاْفَ مَاْ قَدْ يَصْرِفُهُ فِيْ اَلْحَجِّ ، عَلَىْ شَهَوَاْتِهِ وَمَلَذَّاْتِهِ ، ثَمَنُ جَوَّاْلِهِ أَوْ قِيْمَةُ تَذَاْكِرِ سِيَاْحَتِهِ ، كَاْفٍ لِتَأَدِيَةِ فَرِيْضَةِ حَجِّهِ ، فَلْيَحْذَرْ أُوْلَاْئِكَ ، فَلَنْ يَكُمُلَ إِسْلَاْمُ اَلْمَرْءِ ، إِلَّاْ بِهَذَاْ اَلْرُّكْنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَلِذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْأَخْوَةُ ـ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اَللهِ تَعَاْلَىْ : } وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرِ الإِسْلاَمِ دِينًا ، فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ { . قَالَتِ الْيَهُودُ : فَنَحْنُ مُسْلِمُونَ . قَالَ اللَّهُ U : فَأَخْصَمَهُمْ بِحُجَّتِهِمْ ، يَعْنِى فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ e : (( إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حِجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) فَقَالُوا : لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْنَا ، وَأَبَوْا أَنْ يَحُجُّوا . فقَالَ اللَّهُ } : U وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ { .
بَاْرَكَ اَللهُ لِيْ وَلَكُمْ بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فِيْهِ مِنَ اَلآيَاْتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَأَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلْرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ
اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
وَمِمَّاْ يُرَغِّبُ فِيْ اَلْحَجِّ ، وَيَحُثُّ عَلَىْ اَلْمُبَاْدَرَةِ إِلَيْهِ : قَوْلُ اَلْنَّبِيِّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( مَنْ حَجَّ هذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجعَ من ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )) ، وَقَوْلُهُ e : (( الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ )) ، فَاَلْحَجُّ فُرْصَةٌ لِمَنْ أَرَاْدَ أَنْ تُغْفَرَ ذُنُوْبُهُ ، وَيَحْصُلَ عَلَىْ سَبَبٍ مِنْ أَسْبَاْبِ دُخُوْلِ اَلْجَنَّةِ ، فَيَنْبَغِيْ لِمَنْ لَمْ يَحُجْ ، أَنْ يَسْتَعِدَّ لَهُ فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَمِمَّاْ يَنْبَغِيْ اَلْتَّنْبِيْهُ إِلَيْهِ وَاَلْتَّأْكِيْدُ عَلَيْهِ ، قَوْلُ اَلْنَّبِيِّ e ، اَلْحَجُّ اَلْمَبْرُوْرُ ، فَقَدْ قَاْلَ اَلْعُلَمَاْءُ : اَلْحَجُّ الْمَبْرُورُ هُوَ الَّذِي لَمْ يُعْصَ اَللَّهُ U فِيْهِ ، وَمِنْ مَعْصِيَةِ اَللهِ U ، مُخَاْلَفَةُ أَوَاْمِرِ وَلِيْ اَلْأَمْرِ ، يَقُوْلُ U : } يَاْ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ { ، وَمِنْ اَلْأُمُوْرِ اَلَّتِيْ يَأْمُرُ بِهَاْ وَلِيُّ اَلْأَمْرِ : أَنْ لَاْ يَحُجُّ إِلَّاْ مَنْ يَحْمِلَ تَصْرِيْحَاً بِذَلِكَ ، فَيَجِبُ عَلَىْ مَنْ أَرَاْدَ اَلْحَجَّ ، أَنْ يَحْصُلَ عَلَىْ تَصْرِيْحٍ لِحَجِّهِ ، فَقَدْ أَفْتَىْ اَلْعُلَمَاْءُ بِعَدَمِ جَوَاْزِ اَلْحَجِّ بِلَاْ تَصْرِيْحٍ ، أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى ، وَالْتُّقَىْ ، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ ، وَتُوَفَّنَا شُهَدَاء ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَاْرَبَّ الْعَالَمَيْن . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |