أشياء خافها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم على أمته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.{ يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار. أيها الناس:
إن نبينا محمدا نبيَّ الرحمة صلى الله عليه وسلم؛ لم يترك من الشر شيئا إلا وحذرنا منه، ولم يدع من الخير شيئا إلا وحثنا عليه، وقد خاف على أمته من صفات وأخلاق وأعمالٍ تكون من بعده؛ فبينها ووضحها، وخاف عليها من رجال أشرار؛ فذكرهم بأسمائهم، أو وصفهم بأوصافهم، تحذيرا للأمة من شرهم، وتفادياً لمكرهم وكيدهم، فمن الصفات والأخلاق التي خافها صلى الله عليه وسلم على أمته وهو أمر ينتشر في الناس؛ الشرك الخفي: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» قَالَ: قُلْنَا: بَلَى! فَقَالَ: «الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» " حديث حسن رواه ابن ماجه"
ومما خافه على أمته التنافس في الدنيا: عن عمرو بن عوف الانصاري رضي الله عنه قال قَالَ صلى الله عليه وسلم : « فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ». "رواه البخاري "
والمنافسة عليها تؤدي إلى التشاحن والتقاطع والاقتتال والاختصام ونسيان الآخرة والعمل لها كما هو حالنا اليوم والله المستعان.
ومما خافه علينا – صلوات ربي وسلامه عليه- الإيمان بالنجوم والتكذيب بالقدر وجور الحكام: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي فِي آخِرِ زَمَانِهَا: النُّجُومُ، وَتَكْذِيبُ الْقَدَرِ، وَحَيْفُ السُّلْطَانِ ». عن أبي أمامة. المعجم الكبير للطبراني (8/ 289) (8113). السلسلة الصحيحة (1127).
ومما خافه علينا - نبينا الرحيم الرؤوف بأمته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-؛ عمل قوم لوط وقد فشا في هذا الزمان: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ ». رواه احمد والترمذي وصححه الألباني وهو أمر يخالف الفطر السليمة حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما لولا أن الله حدثنا أن رجلا ينزو على رجل ما صدقنا.
وخشي علينا -الرحمةُ المهداةُ- من شهوتَي البطن والفرج، فحذرنا من فتنة النساء، خصوصا ما انتشر في هذا الزمان من صور ومشاهد عبر وسائل الاتصالات والإعلام المرئي بشتى أنواعه وصوره ما يندى له الجبين، فقد غزتنا هذه حتى في عقر دورنا، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ». صحيح البخاري (5096)، صحيح مسلم (2740). وثبت في الحديث الصحيح الاستعاذة من شر المني فقال عليه الصلاة والسلام: «وأعوذ بك من شر منيي» رواه النسائي وصححه الألباني
هذا ومما خشيه علينا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشهوات عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ، وَمُضِلاَّتِ الْفِتَنِ ». مسند أحمد ط الرسالة (33/ 18) وصححه الألباني في الترغيب والترهيب
ومما خافه علينا القرآنَ واللبنَ: فإذا فُتح على الناس حفظ القرآن وتلاوته وتعلُّمُه, لمن هو ليس بأهلٍ له؛ فإن في ذلك خطر عظيم، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ، فَأَمَّا اللَّبَنُ؛ فَيُفْتَحُ لأَقْوَامٍ فِيهِ، فَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَةَ وَالْجُمُعَاتِ، وَأَمَّا الْكِتَابُ؛ فَيُفْتَحُ لأَقْوَامٍ فِيهِ، فَيُجَادِلُونَ بِهِ الَّذِينَ آمَنُوا ». المعجم الكبير (17/ 295) (815) وصححه الألباني في الصحيحة (2778) ".
والمحذور هو الحب المتزايد للبن ومن الأنعام ذوات اللبن، ولذلك يدع صاحبها السكنى في المدن ويحب البادية فيترك الجمع والجماعات ويغلب عليه الجهل .
وتحذيرٌ آخرُ ممن يقرؤن القرآن بأفواههم دون وعي وتدبر بقلوبهم: « إن أخوف ما أخاف؛ عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردءا للإسلام؛ انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك». قلت: يا نبي الله! أيهما أولى بالشرك؛ الرامي أو المرمي؟ قال: « بل الرامي ». " حديث صحيح " السنة لابن أبي عاصم (1/ 23) (43)، مسند البزار -البحر الزخار (7/ 220) (2793)، المعجم الكبير للطبراني (20/ 88) (169). وانظر السلسلة الصحيحة (3201)" .
وهكذا ينتشر الدجالون الكذابون: هكذا وصفهم بصيغة المبالغة كذابون،كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ كُلُّهُمْ يزعم أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ». ((الصحيحة)) (1683).
ومن كذبهم، ادعاء النبوة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ». متفق عليه , ويأتوننا بمحدَثٍ من القول، وأحاديثَ لم تعرف من قبل، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لا يُضِلُّونَكُمْ، وَلا يَفْتِنُونَكُمْ». رواه مسلم عن أبي هريرة
وتستمر سلسلة ظهور الدجالين إلى آخر دجال منهم، وهو الأعور الدجال، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ». عن عمران بن حصين مرفوعا. صحيح أبي داود ح ( 2245). انظر السلسلة الصحيحة ح (1959).
ومما خافه علينا ظهور الدجال: فقد ذكر الدجال باسمه، ووصفه بصفات لم يبينها نبي من الأنبياء قبله، عليه وعليهم الصلاة والسلام، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: =وذكر حديثا قال في آخره=: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ، وَلا تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ، وَلأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِ»، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: « أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ». مسند أحمد ط الرسالة (22/ 9) ح (14112)، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (3081)
عباد الله! رواه مسلم عن أنس مرفوعا « مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر ».. إنه « أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ». رواه البخاري عن ابن عمر
بل لقد وصفه صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقا، فقال: « إني حَدَّثْتُكمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أن لا تَعْقِلوا؛ إن المَسِيحَ الدَّجَّالَ رَجُلٌ قَصِيرٌ أفْحَجُ، جَعْدٌ أعْوَرُ، مَطْمُوسُ العَيْنِ، لَيْسَتْ بِناتِئَةٍ ولا جحْراء، - أي عميقة- فإنْ أُلْبِسَ عَلَيْكمْ؛ فاعْلَمُوا أنّ رَبَّكمْ ليْسَ بأَعْوَرَ، وأنكمْ لنْ تَرَوْا رَبَّكمْ حَتَّى تَمُوتوا ». عن عبادة بن الصامت. مسند أحمد ط الرسالة (37/ 423) (22764) والسنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني (1/ 186) (428): إسناده جيد رجاله ثقات قد صرح بقية بالتحديث. والحديث أخرجه أبو داود (4320).
والفَحَج: تباعدُ ما بين الفخذين، كأنها قد انجحرت، أي: دخلت في جحر، وهو الثقب, « ويخرج الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ». سنن الترمذي ت شاكر (2237). ابن ماجه (4072). الصحيحة (1591)، صحيح الجامع (3404).
ومما خافه صلى الله عليه وسلم الأئمة المضلون فقال: « غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَى أُمَّتي مِنَ الدَّجَّالِ الأئمَّةُ المُضلُّونَ ». مسند أحمد ط الرسالة (35/ 223) انظر حديث رقم: 4165 في صحيح الجامع.
قال المناوي: [.... الأئمة (المضلين) المائلين عن الحق، المميلين عنه، والأئمة جمع إمام، وهو مقتدى القوم ورئيسهم، ومن يدعوهم إلى قول أو فعل أو اعتقاد، ..؛ أئمةِ العلمِ والسلطان، فالسلطان إذا ضلَّ عن العدل، وباين الحقَّ؛ تبعه كافَّةُ العوام، خوفا من سلطانه، وطمعا في جاهه، والإمام في العلم قد يقع في شبهة، ويعتريه زلة، فيضل بهوى أو بدعة؛ فيتبعه عوامُّ المسلمين تقليدا، ويتسامح بمتابعة هوى، أو يتهافت على حطام الدنيا من أموال السلطان، أو يرتكبُ معصية؛ فيغترُّ به العوام،..].
ومن هؤلاء: منافق عليم اللسان: قال عُمَر: « عهد إلينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم؛ أن أخوف ما أخشى عليكم منافقٌ عليم اللسان ». رواه إسحاق بن راهويه والحارث بن أبي أسامة ومسدد واللفظ له بسند صحيح.
قال المناوي: [(كل منافق عليم اللسان) أي عالمٍ للعلمِ منطلقِ اللسان به، لكنه جاهل القلب، فاسد العقيدة، يغرُّ الناس بشقشقة لسانه، فيقع بسبب اتباعه خلق كثير في الزلل، .
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم؛ وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم؛ أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ إِله الأولين والآخرين، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ الصادق الأمين، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أَمّا بَعدُ عباد الله:-
ومما خافه صلى الله عليه وسلم على أمته فقال : «أخاف عليكم ستًّا؛ إمارةَ السفهاءِ، وسفكَ الدمِ، وبيعَ الحكمِ، وقطيعةَ الرحمِ، ونَشْئًا يتخذون القرآن مزامير، وكثرةَ الشُّرَطِ». عن عوف بن مالك. أخرجه الطبرانى (18/57 ، رقم 105) وصححه الألباني
وقَالَ عَلّي بن أبي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم؛ اتِّبَاع الْهَوَى، وَطول الأمل، فَأَما اتِّبَاع الْهَوَى؛ فيصد عَن الْحق، وَأما طول الأمل؛ فينسي الآخِرَة، أَلا وَإِن الدُّنْيَا ارتحلت مُدبرَة، وَارْتَحَلت الآخِرَة مقبلة، وَلكُل وَاحِدَة مِنْهُمَا بنُون، فكونوا من أَبنَاء الآخِرَة، وَلا تَكُونُوا من أَبنَاء الدُّنْيَا، فَإِن الْيَوْم عمل وَلا حِسَاب، وَغدا حِسَاب وَلا عمل».
و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إِنَّ أَخوفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُم ثَلاَثَةٌ: مُنَافِقٌ يقْرَأُ القُرْآنَ لاَ يُخطِئُ فِيْهِ وَاواً وَلاَ أَلِفاً، يُجَادلُ النَّاسَ أَنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُم لِيُضِلَّهُم عَنِ الهُدَى، وَزَلَّةُ عَالِمٍ، وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّوْنَ».
= فاللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد : اللهم أحينا على الإسلام والسُنة وأمتنا على الإسلام والسُنة. اللهم اجعلنا من أنصار دينك ، وحُماةٍ لشريعتك ، ونسألك القيام بحقك ، والغضب لحُرمتك ، ونعوذ بك من هيبة الناس أو الفقر إليهم - يا غني يا حميد .
= اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
= اللهم ونسألك قلوبا سليمة وألسن صادقة وأنفساً زكية ، ونسألك اللهم علما نافعا وعملا متقبلا وذرية طيبة وحياة في عافية وتوبة قبل الموت وراحة بعد الموت يا أرحم الراحمين .
= اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين ، اللهم انج المستضعفين من المسلمين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المسلمين ، اللهم احقن دماء المسلمين، واحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين، اللهم اكفنا والمسلمين شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم ولّ على المسلمين خيارهم واكفهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أهل دينك اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز، اللهم وفقّ ولاة أمرنا بتوفيقك، وأيّدهم بتأييدك واجعلهم من أنصار دينك يا ذا الجلال والإكرام، وارزقهم بطانة صالحة مصلحة، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، معظمة لشريعتك، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا ونسائنا بسوء اللهم فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات انك سميع قريب مجيب الدعوات. اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ وليد الشعبان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catsmktba-129.html
|